أظهرت وثيقة أمس الاثنين أن حلفاء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الجمهوريون في مجلس النواب يحاولون حشد الدعم لمشروع قانون يجيز إجراء محادثات لشراء غرينلاند.

وقال مكتبا عضوي مجلس النواب الجمهوريين آندي أوغلز -الذي يقود مشروع القانون- وديانا هارشبرغر إن المشروع يسمى "قانون جعل غرينلاند عظيمة مرة أخرى".

وأورد موقع فوكس نيوز ديجيتال في وقت سابق نسخة من المسودة، وكان لها 10 رعاة مشاركين حتى صباح أمس الاثنين.

وكان ترامب قال في تصريحات بولاية فلوريدا يوم 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي إن بلاده تحتاج جزيرة غرينلاند من أجل الأمن القومي، ووصف سيطرة بلاده على الجزيرة التابعة للدانمارك بأنها "ضرورة مطلقة"، ولم يستبعد الاستخدام المحتمل للوسائل العسكرية أو الاقتصادية التي تتضمن فرض رسوم جمركية على الدانمارك لإقناع الأخيرة ببيعها للولايات المتحدة.

وفاز الجمهوريون بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب والشيوخ في الانتخابات الأميركية التي جرت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني. وإذا أُقر مشروع القانون، فسيسمح للرئيس بالدخول في مفاوضات مع الدانمارك يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري، عندما يتولى ترامب منصبه.

وينص مشروع القانون على أن "الكونغرس يجيز بموجب هذا (الإجراء) للرئيس بدءا من الساعة 12:01 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم 20 يناير 2025، السعي إلى الدخول في مفاوضات مع مملكة الدانمارك لضمان استحواذ الولايات المتحدة على غرينلاند".

إعلان

ويضيف النص "في موعد لا يتجاوز 5 أيام بعد التوصل إلى اتفاق مع مملكة الدانمارك في ما يتعلق باستحواذ الولايات المتحدة على غرينلاند، يجب على الرئيس أن يحيل الاتفاق إلى لجان الكونغرس المختصة، بما في ذلك جميع المواد والملاحق ذات الصلة".

وتخضع غرينلاند -التي يقطنها 56 ألف شخص- لسيطرة الدانمارك منذ عدة قرون، بوصفها مستعمرة في السابق والآن بوصفها إقليما يتمتع بالحكم الذاتي ضمن مملكة الدانمارك. وتخضع للدستور الدانماركي، مما يعني أن أي تغيير في وضعها القانوني يتطلب تعديلا دستوريا.

والثلاثاء الماضي، وصل دونالد ترامب الابن، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، إلى نوك عاصمة غرينلاند في زيارة خاصة على متن طائرة والده الخاصة "ترامب فورس وان"، لكنه أكد في تغريدة على منصة إكس أن زيارته للجزيرة ليست لتقديم عرض لشرائها وإنما "رحلة شخصية".

وأكدت الدانمارك أكثر من مرة على لسان رئيس الوزراء ميوتي إيغيدي أن الجزيرة الأكبر في العالم والتي ترقد على كنز من المعادن النادرة، ليست للبيع وأن الأمر متروك لشعبها لتحديد مستقبلهم.

وكان ترامب أعلن عام 2019 خلال فترة رئاسته السابقة عن رغبته في شراء الجزيرة، ورد عليه رئيسة وزراء الدانمارك في ذلك الوقت ميت فريدريكسن بأن غرينلاند ليست للبيع.

يذكر أن ترامب ليس أول رئيس أميركي يسعى لشراء غرينلاند، إذ سبق أن حاول هاري ترومان شراءها عام 1946 ولم تفلح محاولاته.

وحصل رؤساء أميركيون سابقون على جزء كبير من أراض أخرى بالشراء، فقد اشترى توماس جيفرسون لويزيانا من فرنسا عام 1803، واشترى أندرو جونسون ألاسكا عام 1867، واشترى وودرو ويلسون جزر الهند الغربية الدانماركية -جزر فيرجن الأميركية الآن- من الدانمارك عام 1917.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

حكام غرينلاند يهاجمون الزيارة المرتقبة لمسؤولين أمريكيين: عدوانية للغاية

(CNN)-- أكد رئيس وزراء غرينلاند أن الزيارة المقررة لمسؤولين أمريكيين، بمن فيهم السيدة الثانية أوشا فانس للجزيرة، "عدوانية للغاية"، وتمثل تدهورا جديدا للعلاقات إلى مستوى غير مسبوق بعد تعهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بضم الإقليم الدنماركي الذي يتمتع بالحكم الذاتي.

وقال بيان صادر عن البيت الأبيض، إن أوشا فانس، زوجة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ستزور غرينلاند هذا الأسبوع لمشاهدة السباق الوطني للزلاجات التي تجرها الكلاب في الجزيرة، و"الاحتفال بثقافة غرينلاند ووحدتها". ومن المتوقع أيضا أن يزور مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز الجزيرة هذا الأسبوع، وفقا لمصدر مطلع على الرحلة.

ووصف رئيس وزراء غرينلاند، موتي إيجيدي، في مقابلة لصحيفة "سيرميتسياك" الغرينلاندية، الأحد، زيارة الوفد الأمريكي للجزيرة بأنها "عدوانية للغاية"، وأبدى اعتراضه بشكل خاص على زيارة والتز.

وقال إيجيدي: "ماذا يفعل مستشار الأمن القومي في غرينلاند؟ الغرض الوحيد هو إظهار نفوذه علينا، وأضاف: "مجرد وجوده في غرينلاند سيؤجج بلا شك ثقة الأمريكيين بمهمة ترامب - وسيزداد الضغط".

وسلطت فكرة ترامب لضم غرينلاند الضوء الدولي على الإقليم، الذي يحتوي على مخزونات هائلة من المعادن الأرضية النادرة المهمة للصناعات التكنولوجية المتقدمة، وأثارت تساؤلات حول مستقبل أمن الجزيرة في ظل تنافس الولايات المتحدة وروسيا والصين على النفوذ في القطب الشمالي. وأعرب ترامب مرارا وتكرارا عن اهتمامه باستيلاء الولايات المتحدة على الجزيرة بالقوة أو بالضغط الاقتصادي، حتى مع رفض الدنمارك وغرينلاند بشدة للفكرة.

وقال ترامب في تصريحات أدلى بها أمام جلسة مشتركة للكونغرس في وقت سابق هذا الشهر: "أعتقد أننا سنحصل عليها بطريقة أو بأخرى".

وقال إيجيدي، الذي دافع عن استقلال غرينلاند عن الدنمارك، إن جهود سكان غرينلاند الدبلوماسية "تتعارض مع مساعي دونالد ترامب وإدارته لامتلاك غرينلاند والسيطرة عليها".

وهُزم الحزب اليساري الحاكم الذي يتزعمه إيجيدي في الانتخابات البرلمانية التي جرت في وقت سابق من هذا الشهر، لكنه لا يزال رئيسا للوزراء لحين تشكيل ائتلاف حاكم جديد.

وقال ينس فريدريك نيلسن، الذي من المرجح أن يكون الزعيم القادم لغرينلاند بعد فوز حزبه في الانتخابات، إن توقيت الزيارة الأمريكية يظهر "قلة احترام".

وأضاف نيلسن لصحيفة "سيرميتسياك": "الحقيقة هي أن الأمريكيين يعلمون جيدا أننا ما زلنا في مرحلة تفاوض وأن الانتخابات البلدية لم تنته بعد، ومع ذلك يستغلون الفرصة لزيارة غرينلاند، مرة أخرى، مما يدل على عدم الاحترام لسكان غرينلاند".

ووصف البيت الأبيض زيارة السيدة فانس بأنها زيارة ثقافية، وقال إن السيدة الثانية "ستسافر إلى غرينلاند مع ابنها ووفد أمريكي لزيارة المواقع التاريخية، والتعرف على التراث في غرينلاند، وحضور سباق (أفاناتا كيموسرسو)، وهو سباق وطني للزلاجات التي تجرها الكلاب في غرينلاند".

وجاء في بيان البيت الأبيض: "السيدة فانس والوفد متحمسون لمشاهدة هذا السباق التاريخي والاحتفال بالثقافة والوحدة في غرينلاند".

وليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد أرسلت وفدا إلى سباق زلاجات الكلاب من قبل، ناهيك عن مجموعة تضم سيدة ثانية.

وحكمت الدنمارك غرينلاند كمستعمرة حتى عام 1953، عندما حصلت الجزيرة على سلطات أكبر في الحكم الذاتي. وفي 2009، نالت المزيد من الصلاحيات المتعلقة بالمعادن والشرطة والمحاكم، ولا تزال الدنمارك تسيطر على الأمن والدفاع والسياسة الخارجية والنقدية. كما تستفيد غرينلاند من عضوية الدنمارك في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقالت رئيسة وزراء الدنمارك، ميت فريدريكسن في تعليق مكتوب لوكالة "رويترز" إننا نأخذ زيارة الوفد الأمريكي "على محمل الجد"، وأضافت أن الدنمارك تريد التعاون مع الولايات المتحدة، ولكن يجب أن يقوم ذلك على "المبادئ الأساسية للسيادة".

وأعلن سياسيون في غرينلاند مرارا وتكرارا معارضتهم للضم، إلا أنهم منفتحون على إبرام صفقات مع الولايات المتحدة لاستخراج المعادن النادرة، وتوسيع السياحة، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية، والاستثمارات الأخرى.

وأظهر استطلاع للرأي أُجري في يناير/كانون الثاني الماضي، أجرته صحف دنماركية وغرينلاندية، أن 85% من سكان غرينلاند لا يريدون أن يصبحوا جزءا من الولايات المتحدة، واعتبر نحو نصفهم أن اهتمام ترامب بالجزيرة يشكل تهديدا.

وتصدر نجل الرئيس، دونالد ترامب الابن، عناوين الصحف بزيارته إلى غرينلاند في يناير.

وكتب ترامب الابن على مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت: "غرينلاند مكان رائع، وسيستفيد شعبها استفادة هائلة إذا أصبحت جزءا من أمتنا. سنحميها ونعتز بها من عالم خارجي شرس للغاية. لنجعل غرينلاند عظيمة مرة أخرى!".

مقالات مشابهة

  • رئيسة وزراء الدانمارك تندد بزيارة وفد أميركي إلى غرينلاند
  • غرينلاند تندد بـ"تدخل خارجي" قبيل زيارة وفد أمريكي
  • ترامب يكرر تصريحاته بشأن غرينلاند وكوبنهاغن ترفض زيارة مسؤولين أميركيين
  • وفد أمريكي يزور غرينلاند وسط مساعي ترامب لضمها
  • حكام غرينلاند يهاجمون الزيارة المرتقبة لمسؤولين أمريكيين: عدوانية للغاية
  • مع مساعي ترامب لضمها.. وفد أمريكي رفيع المستوى يزور غرينلاند
  • إشادة بمجلس النواب بما تم في مشروع قانون المسئولية الطبية
  • إشادات من الحكومة والمعارضة بمجلس النواب ولجنة الصحة حول مشروع قانون المسئولية الطبية
  • إشادات بمجلس النواب ولجنة الصحة على ما تم بمشروع قانون المسئولية الطبية
  • نقيب الأطباء: مشروع قانون المسئولية الطبية سيحسب في سجل الانجازات التاريخية بمجلس النواب