قالت صحيفة فايننشال تايمز -في تقرير لها- إن سوريا تشهد تحولًا اقتصاديًا جذريًا بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حيث أدى تخفيف القيود على الدولار وخفض الرسوم الجمركية إلى تدفق غير مسبوق للسلع الأجنبية التي كانت غائبة عن الأسواق السورية طوال سنوات الحرب الأهلية.

وقد نتج هذا التحول الاقتصادي المفاجئ عن تغييرات شاملة في السياسات الاقتصادية، مما جعل الأسواق تزدهر بالبضائع المستوردة.

سيل من الواردات

وفي العاصمة دمشق، شهدت المتاجر ارتفاعًا كبيرًا في توفر السلع المستوردة التي كانت تختفي عن الأنظار منذ سنوات، مثل المياه المعدنية التركية، مكعبات المرقة السعودية، مساحيق الحليب اللبنانية.

أحد الأسواق الشعبية في دمشق (الأناضول)

كما عادت العلامات التجارية الغربية لتزين أرفف المتاجر، في مشهد يرمز إلى عودة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها بحسب الصحيفة.

وفي أحد المتاجر الكبرى وسط دمشق، خُصص جدار كامل لمنتجات رقائق البطاطا (الشبس)، في حين أفاد موظف بأن المستهلكين كانوا الأكثر حماسًا للحصول على منتجات مثل الجبنة المكعبة والمشروبات الغازية الأميركية، مضيفًا "كل شيء مستورد الآن جديد. ما كنا نبيعه سابقا كان إنتاجا سوريا بالكامل".

إعلان إرث سابق

ووفق الصحيفة فقد كانت السياسات الاقتصادية لنظام الأسد تعيق وصول السلع الأجنبية إلى الأسواق. فمنذ عام 2013، تم حظر التعامل بالعملات الأجنبية، وزادت الرسوم الجمركية على الواردات بشكل كبير لتصل -على سبيل المثال- إلى 900 دولار على هواتف آيفون.

وقد أجبر ذلك السوريين على الاعتماد على الإنتاج المحلي أو اللجوء إلى التهريب للحصول على السلع غير المتوفرة.

كما فرضت نقاط التفتيش العسكرية التابعة للنظام، وخاصة الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، قيودًا إضافية على نقل البضائع، مما زاد من تكاليف الإنتاج ورفع أسعار السلع. وأوضح محمود، أحد بائعي الخضراوات في سوق الشعلان، أن المزارعين كانوا يُجبرون على تسليم جزء من منتجاتهم عند نقاط التفتيش. وقال "لم يكن لدى المزارعين خيار سوى الخضوع للابتزاز. كانوا بحاجة لتأمين معيشتهم".

إصلاحات اقتصادية

وبعد سقوط النظام، أعلنت الحكومة الجديدة التي تدير شؤون البلاد عن سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية، أبرزها السماح بالتعامل بالدولار وتخفيض الرسوم الجمركية بنسبة تتراوح بين 50% و60% وفق فايننشال تايمز.

وصرّح وزير التجارة الداخلية ماهر خليل الحسن -لوكالة سانا- في وقت سابق بأن الهدف الرئيسي لهذه الإصلاحات هو "ضخ الدماء في شرايين الاقتصاد والحفاظ على المؤسسات وخدمة المواطنين".

تهدف الإدارة السورية الجديدة لضخ الدماء في شرايين الاقتصاد المتهاوي (الأناضول) تأثير الإصلاحات على الأسعار والأسواق

وأسهمت هذه الإصلاحات في انخفاض ملحوظ بأسعار السلع، سواء المستوردة أو المحلية. على سبيل المثال، انخفض سعر الكيلوغرام من الموز اللبناني بنسبة الخُمس، بينما انخفضت أسعار البطاطس المحلية إلى ربع قيمتها السابقة. أما المنتجات الأجنبية مثل الكاتشب، فقد بلغ سعر زجاجة منها 78 ألف ليرة مقارنة بـ14 ألفا فقط للمنتج المحلي دوليز.

كما شهدت الأسواق عودة العلامات التجارية التي تحمل قيمة رمزية للمستهلك السوري، مثل بعض الأجبان الأجنبية مما أثار موجة من التعليقات الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

إعلان تحديات مستمرة

وتشير فايننشال تايمز إلى أنه رغم التحسن الملحوظ في توفر السلع وانخفاض الأسعار، لا تزال التحديات الاقتصادية قائمة، حيث أشار البائعون لتأخر دفع الرواتب، مما أدى إلى ضعف القدرة الشرائية للمستهلكين.

لكن بعض التجار أكدوا شعورهم بالأمان النسبي في العمل، إذ يقول المواطن محمود "لم أعد أشعر بالخوف كما كان الحال في السابق".

رغم التحسن الملحوظ في توفر السلع وانخفاض الأسعار فلا تزال التحديات الاقتصادية قائمة (الفرنسية)

وأشارت فايننشال تايمز إلى أن هذه الإصلاحات الاقتصادية قد تشكل نقطة تحول كبيرة في تاريخ سوريا الاقتصادي، مع فتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية وزيادة النشاط التجاري.

ومع ذلك، يعتمد النجاح طويل الأمد لهذه الإصلاحات على الاستقرار السياسي وقدرة الحكومة على تنفيذ سياسات اقتصادية مستدامة تلبي احتياجات الشعب السوري.

وفي ظل هذه التغيرات، يبدو أن سوريا تسير على طريق الانفتاح الاقتصادي بعد سنوات من العزلة، حيث تشكل هذه الفترة اختبارا حقيقيا للقدرة على تجاوز التحديات وبناء مستقبل اقتصادي أكثر ازدهارًا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فایننشال تایمز هذه الإصلاحات

إقرأ أيضاً:

أسعار الخضر والفاكهة في أسواق الوادي الجديد اليوم الإثنين

شهدت أسواق محافظة الوادي الجديد، استقرارًا نسبيًا في أسعار الخضروات والفاكهة، اليوم الإثنين 24 مارس 2025، مع توافر كميات كبيرة لتلبية احتياجات المواطنين، وذلك في ظل متابعة مكثفة من الجهات الرقابية لضبط الأسواق وضمان عدم استغلال المستهلكين، خاصة مع تزايد الطلب خلال شهر رمضان المبارك واقتراب عيد الفطر المبارك.

أسعار أبرز السلع في الأسواق المحلية:

الخضروات:
الطماطم: 4 – 6 جنيهات للكيلوجرام.

البطاطس: 6 – 8 جنيهات للكيلوجرام.

البصل الأحمر: 10 – 13 جنيهًا للكيلوجرام.

الباذنجان البلدي: 12 – 18 جنيهًا للكيلوجرام.

الفلفل الرومي: 20 – 24 جنيهًا للكيلوجرام.

الفاصوليا: 16 – 19 جنيهًا للكيلوجرام.


الفاكهة:
البرتقال البلدي: 10 – 14 جنيهًا للكيلوجرام.

اليوسفي: 15 – 25 جنيهًا للكيلوجرام.

الجوافة: 15 – 25 جنيهًا للكيلوجرام.

الفراولة: 22 – 34 جنيهًا للكيلوجرام.

الموز البلدي: 15 – 20 جنيهًا للكيلوجرام.


جهود رقابية لحماية المستهلك

وجه اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، بتكثيف الحملات الرقابية على الأسواق والمنافذ التجارية لمواجهة أي محاولات لرفع الأسعار أو احتكار السلع الأساسية. كما شددت الأجهزة التنفيذية على أهمية توفير المنتجات بأسعار مناسبة، مع ضمان وصول السلع إلى المواطنين دون استغلال.

تواصل محافظة الوادي الجديد جهودها لضبط الأسواق من خلال تكثيف الرقابة على المنافذ التجارية، خاصة مع ارتفاع الطلب خلال شهر رمضان. كما تعمل الجهات المعنية على تسهيل وصول المنتجات من المزارع إلى الأسواق، مما يسهم في استقرار الأسعار وحماية المستهلكين من أي تلاعب أو استغلال تجاري.

مقالات مشابهة

  • حملة بولاية ضنك للتأكد من سلامة السلع
  • وحملة بولاية ضنك للتأكد من سلامة السلع
  • محافظ أسوان يوجه بتكثيف الحملات التفتيشية على الأسواق
  • أسوان .. تحديد المخابز البلدية وغلق لمدة شهر للمحال المخالفة
  • أسعار الخضر والفاكهة في أسواق الوادي الجديد اليوم الإثنين
  • «تموين القليوبية» تضع خطة محكمة للسيطرة على الأسواق فى عيد الفطر المبارك
  • ضبط 3000 عبوة ألعاب نارية ممنوعة في المنوفية
  • السلطات السورية تلقي القبض على مطلوب مقرب من ماهر الأسد
  • تسليم رواتب عناصر الشرطة في السويداء للمرة الأولى منذ سقوط نظام الأسد
  • مفاجأة في العلاقات السورية الروسية: "الشرع" يطلب من بوتين هذا الأمر بشأن بشار الأسد