كيف غزت المنتجات الأجنبية الأسواق السورية بعد سقوط الأسد؟
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
قالت صحيفة فايننشال تايمز -في تقرير لها- إن سوريا تشهد تحولًا اقتصاديًا جذريًا بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حيث أدى تخفيف القيود على الدولار وخفض الرسوم الجمركية إلى تدفق غير مسبوق للسلع الأجنبية التي كانت غائبة عن الأسواق السورية طوال سنوات الحرب الأهلية.
وقد نتج هذا التحول الاقتصادي المفاجئ عن تغييرات شاملة في السياسات الاقتصادية، مما جعل الأسواق تزدهر بالبضائع المستوردة.
وفي العاصمة دمشق، شهدت المتاجر ارتفاعًا كبيرًا في توفر السلع المستوردة التي كانت تختفي عن الأنظار منذ سنوات، مثل المياه المعدنية التركية، مكعبات المرقة السعودية، مساحيق الحليب اللبنانية.
كما عادت العلامات التجارية الغربية لتزين أرفف المتاجر، في مشهد يرمز إلى عودة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها بحسب الصحيفة.
وفي أحد المتاجر الكبرى وسط دمشق، خُصص جدار كامل لمنتجات رقائق البطاطا (الشبس)، في حين أفاد موظف بأن المستهلكين كانوا الأكثر حماسًا للحصول على منتجات مثل الجبنة المكعبة والمشروبات الغازية الأميركية، مضيفًا "كل شيء مستورد الآن جديد. ما كنا نبيعه سابقا كان إنتاجا سوريا بالكامل".
إعلان إرث سابقووفق الصحيفة فقد كانت السياسات الاقتصادية لنظام الأسد تعيق وصول السلع الأجنبية إلى الأسواق. فمنذ عام 2013، تم حظر التعامل بالعملات الأجنبية، وزادت الرسوم الجمركية على الواردات بشكل كبير لتصل -على سبيل المثال- إلى 900 دولار على هواتف آيفون.
وقد أجبر ذلك السوريين على الاعتماد على الإنتاج المحلي أو اللجوء إلى التهريب للحصول على السلع غير المتوفرة.
كما فرضت نقاط التفتيش العسكرية التابعة للنظام، وخاصة الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، قيودًا إضافية على نقل البضائع، مما زاد من تكاليف الإنتاج ورفع أسعار السلع. وأوضح محمود، أحد بائعي الخضراوات في سوق الشعلان، أن المزارعين كانوا يُجبرون على تسليم جزء من منتجاتهم عند نقاط التفتيش. وقال "لم يكن لدى المزارعين خيار سوى الخضوع للابتزاز. كانوا بحاجة لتأمين معيشتهم".
إصلاحات اقتصاديةوبعد سقوط النظام، أعلنت الحكومة الجديدة التي تدير شؤون البلاد عن سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية، أبرزها السماح بالتعامل بالدولار وتخفيض الرسوم الجمركية بنسبة تتراوح بين 50% و60% وفق فايننشال تايمز.
وصرّح وزير التجارة الداخلية ماهر خليل الحسن -لوكالة سانا- في وقت سابق بأن الهدف الرئيسي لهذه الإصلاحات هو "ضخ الدماء في شرايين الاقتصاد والحفاظ على المؤسسات وخدمة المواطنين".
وأسهمت هذه الإصلاحات في انخفاض ملحوظ بأسعار السلع، سواء المستوردة أو المحلية. على سبيل المثال، انخفض سعر الكيلوغرام من الموز اللبناني بنسبة الخُمس، بينما انخفضت أسعار البطاطس المحلية إلى ربع قيمتها السابقة. أما المنتجات الأجنبية مثل الكاتشب، فقد بلغ سعر زجاجة منها 78 ألف ليرة مقارنة بـ14 ألفا فقط للمنتج المحلي دوليز.
كما شهدت الأسواق عودة العلامات التجارية التي تحمل قيمة رمزية للمستهلك السوري، مثل بعض الأجبان الأجنبية مما أثار موجة من التعليقات الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
إعلان تحديات مستمرةوتشير فايننشال تايمز إلى أنه رغم التحسن الملحوظ في توفر السلع وانخفاض الأسعار، لا تزال التحديات الاقتصادية قائمة، حيث أشار البائعون لتأخر دفع الرواتب، مما أدى إلى ضعف القدرة الشرائية للمستهلكين.
لكن بعض التجار أكدوا شعورهم بالأمان النسبي في العمل، إذ يقول المواطن محمود "لم أعد أشعر بالخوف كما كان الحال في السابق".
وأشارت فايننشال تايمز إلى أن هذه الإصلاحات الاقتصادية قد تشكل نقطة تحول كبيرة في تاريخ سوريا الاقتصادي، مع فتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية وزيادة النشاط التجاري.
ومع ذلك، يعتمد النجاح طويل الأمد لهذه الإصلاحات على الاستقرار السياسي وقدرة الحكومة على تنفيذ سياسات اقتصادية مستدامة تلبي احتياجات الشعب السوري.
وفي ظل هذه التغيرات، يبدو أن سوريا تسير على طريق الانفتاح الاقتصادي بعد سنوات من العزلة، حيث تشكل هذه الفترة اختبارا حقيقيا للقدرة على تجاوز التحديات وبناء مستقبل اقتصادي أكثر ازدهارًا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فایننشال تایمز هذه الإصلاحات
إقرأ أيضاً:
تتويج بنك مسقط بجائزة "الأفضل في مجال تحويل الأموال بالعملات الأجنبية"
مسقط- الرؤية
تُوّج بنك مسقط- المؤسّسة الماليّة الرائدة في سلطنة عُمان- بجائزة أفضل بنك في مجال تحويل الأموال بالعملات الأجنبية من مؤسّسةGlobal Finance العالميّة، وذلك تقديرًا لتميزه وريادته في تقديم خدمات مبتكرة ومتكاملة للزبائن من الشركات والمؤسّسات في عمان والمنطقة والعالم.
ويتمتّع بنك مسقط بشعبيّة واسعة على مستوى المنطقة ويحظى بثقة مختلف المؤسّسات المحلية والدولية؛ إذ يعد مرجعًا رئيسًا لعدد كبير من الزبائن المُستفيدين من الشريحة الواسعة من الخدمات والحلول المصرفيّة المبتكرة التي يقدّمها البنك، ممثّلا في فريق عمل دائرة الثروات العالميّة.
وتمتلك الدائرة فريق عمل يتمتّع بخبرة وكفاءة عالية ولديه المهارات والمعرفة اللازمة لتنفيذ صفقات كبيرة وعمليات تحوّط طويلة الأجل، كما يقدّم البنك للزبائن من الشركات والمؤسّسات حلولاً متنوّعة في مجال تحويل الأموال بالعملات الأجنبية، ويوفّر أيضًا حلول التحوط المتنوعة التي تمكّن الزبائن من إدارة تقلبات الأسواق المالية بشكل منهجي ومدروس، مما يضع البنك في مصاف المؤسّسات المصرفيّة الرائدة في المنطقة.
كما قدم البنك خدماته عبر كافة أسواق المال العالمية خلال أيام العمل الرسمية في جميع أنحاء العالم. وفي إطار جهوده الفاعلة في تعريف الزبائن بمستجدات الأسواق المالية ومستقبلها، يحرص البنك بين فترة وأخرى على تنظيم عدد من الندوات وورش العمل التي تمثّل منبرًا يعزّز من معرفة الزبائن حول تطوّرات الأسواق ويتيح لهم فرصة مشاركة وتبادل الخبرات مع المتخصّصين والمُهتمّين.
ويوفر بنك مسقط لزبائنه من الشركات مستجدّات حصريّة عن الأسواق من خلال نشرات يومية ورسائل وإشعارات حول أخبار الأسواق الماليّة وتطوّراتها، حيث يقوم فريق عمل دائرة الثروات العالميّة بإرسالها يوميّا عبر تطبيق واتساب ويستلّمها صانعو القرارات ممن يحظون بإمكانيات وخبرة في إدارة معاملات الزبائن في السوق الأجنبي وإدارة المخاطر المرتبطة بالميزانيّة العموميّة، علماً بأن بنك مسقط لديه شراكات استراتيجية مع عدد من البنوك العالمية الرائدة لدعم متطلبات الأعمال التجارية الدولية لزبائنه من الشركات والمؤسّسات.
ويساهم ذلك في تعزيز قدرات البنك في تلبية احتياجات أسواق المال العالمية. ويستثمر البنك أيضًا في أحدث الحلول الرقميّة لتبسيط عمليات إدارة الخزينة وتحسينها، مما يسهم في تعزيز الكفاءة التشغيلية وتوفير الوقت للزبائن وتقديم خدمات مبتكرة تلبي احتياجاتهم المختلفة في جميع أنحاء العالم.