في عالمنا الصاخب اليوم، أصبح تناول الطعام أثناء القيام بأنشطة أخرى، مثل العمل أو التفاعل مع الهواتف الذكية، أمرًا شائعًا لكن هل تعلم أن هذه العادة قد تؤثر بشكل كبير على صحتنا؟

وأشار الباحثون إلى أن "تناول الطعام أثناء تشتيت الانتباه" أصبح أمرًا شائعًا بسبب توافر العديد من عوامل التشتيت، مثل الأجهزة المحمولة أو مشاهدة التلفاز.

 

وصرحت لوتي فان ديلين، أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة لايدن، إنه في وقتنا الحالي أصبح بإمكاننا تناول الطعام في أي مكان وفي أي وقت، مما يخلق مزيجًا غير صحي من الأنشطة المزدحمة التي قد تؤثر سلبًا على جودة طعامنا.

عواقب صحية لتناول الطعام أثناء التشتت

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، تشير الدراسات إلى أن تشتيت الانتباه أثناء الأكل يؤدي عادة إلى تناول كميات أكبر من الطعام، دون إدراك كافٍ لعلامات الشبع التي يرسلها الجسم، ويمكن لهذا السلوك أن يسهم في زيادة الوزن على المدى الطويل. 

كما تبين في دراسة أجرتها فان ديلين وزملاؤها على عينة كبيرة من الأشخاص في هولندا، أن حوالي 70-75% من الوقت، يتناول الناس الطعام أثناء تأدية أنشطة أخرى.

ولاتتوقف النتائج عند زيادة كمية الطعام فقط، بل تشير إلى أن تناول الطعام أثناء التشتيت يقلل من قدرتنا على التذوق الكامل للطعام. تقول فان ديلين: "على الرغم من أننا نأكل أكثر، إلا أننا لا نستمتع بما نأكله بنفس القدر."

تشتيت الانتباه يؤثر على حواسنا

وعندما نأكل، يقوم الجسم بإرسال إشارات عبر الهرمونات مثل اللبتين والغريلين لتنبيه الدماغ إلى أننا قد شبعنا لكن عندما نكون مشغولين أو مشتتين، تضعف هذه الإشارات، مما يؤدي إلى تناول المزيد من الطعام.

وأظهرت دراسات سابقة أن من ينشغل بمهمة معرفية صعبة، مثل حفظ أرقام معقدة، فإنهم يضيفون كميات إضافية من السكر إلى مشروباتهم دون أن يشعروا بمذاقها كما ينبغي.

العوامل التي تؤثر على حاسة التذوق

 

وتؤثر عوامل التشتيت ليس فقط على الكمية التي نتناولها، بل أيضًا على كيفية تجربة الطعام، إذ أظهرت دراسة أجرتها فان ديلين في عام 2023 باستخدام جهاز الرنين المغناطيسي، أن الأشخاص الذين كانوا مشغولين بمهمة معرفية معقدة صنفوا المحلول السكري على أنه أقل حلاوة مما كان عليه في الواقع. هذا يشير إلى أن دماغنا لا يعالج المذاق بشكل كامل عندما يكون مشغولًا.

كيف يمكننا تحسين تجربة الطعام؟

 

أوصى الباحثون باتباع بعض الاستراتيجيات لتحسين تجربة تناول الطعام. أولاً، يُنصح بتقليل عوامل التشتيت قدر الإمكان. يمكن تحقيق ذلك من خلال وضع الهواتف بعيدًا أو إيقاف تشغيل التلفاز أثناء تناول الطعام. إضافة إلى ذلك، تبين أن تناول الطعام ببطء والمضغ الجيد يمكن أن يساعد على تقليل كمية الطعام المستهلكة ويزيد من شعور الشبع.

الاستمتاع بالطعام كمفتاح للصحة

بينما قد يكون من الصعب التخلص تمامًا من جميع عوامل التشتيت، يشير الخبراء إلى أن تقليلها يمكن أن يحسن من قدرتنا على تذوق الطعام والاستمتاع به. كما أن تناول الطعام في بيئة هادئة أو مع الآخرين يمكن أن يساعد على تناول الطعام بشكل أبطأ، مما يسمح بإرسال إشارات الشبع إلى الدماغ في الوقت المناسب.

إذا كنت ترغب في تحسين علاقتك بالطعام وزيادة الوعي بتناوله، حاول تطبيق بعض من هذه النصائح لتقليل التشتيت والتركيز على الطعام، مما سيعود بالفائدة على صحتك العامة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الطعام زيادة الوزن الهواتف الذكية اليوم علم النفس الدراسات تناول الطعام تناول الطعام أثناء إلى أن

إقرأ أيضاً:

قلب المرأة أكثر تأثراً بعوامل نمط الحياة

يبدو أن عوامل نمط الحياة والصحة المرتبطة بأمراض القلب لها تأثير أكبر على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء مقارنةً بالرجال، وفق دراسة كندية جديدة.

النساء يتمتعن بصحة أفضل عادةً من الرجال لكن تأثرهن بالعوامل السلبية أكبر

ومن المقرر عرض الدراسة في الجلسة العلمية السنوية للكلية الأمريكية لأمراض القلب، التي ستنعقد في شيكاغو بين 29 و31 مارس (آذار) الحالي.

 ووفق "ساينس دايلي"، في حين أن عوامل مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتدخين وضغط الدم لطالما ارتبطت بخطر الإصابة بأمراض القلب، إلا أن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تُظهر أن هذه الارتباطات أقوى لدى النساء مقارنةً بالرجال.

وأشارت النتائج إلى أن مناهج الفحص أو تقييم المخاطر حسب الجنس يمكن أن تعطي صورة أدق عن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتحفز الناس بشكل أفضل على تبني عادات صحية للقلب.

وقال مانيش سود الباحث الرئيسي في مركز صنيبروك في تورنتو: "وجدنا أن النساء يتمتعن بصحة أفضل عادةً من الرجال، لكن تأثير ذلك على النتائج مختلف".

وأوضح: "إن تأثير هذه العوامل مجتمعةً أكبر على النساء منه على الرجال".

وحلل الباحثون بيانات أكثر من 175 ألف شخص كندي التحقوا بدراسة أونتاريو الصحية بين عامي 2009 و2017.

لم يُصب أيٌّ من المشاركين بأمراض القلب عند بداية الدراسة، وكان حوالي 60% منهم من النساء.

8 عوامل

صُنِّف كل مشارك على أنه يتمتع بصحة مثالية أو سيئة بناءً على كلٍّ من عوامل الخطر الـ 8، وجُمِعت هذه الدرجات لحساب ملف عوامل الخطر الإجمالي على أنه ضعيف (أقل من 5 عوامل إيجابية، أو أكثر من 3 عوامل سلبية)، أو متوسط ​​(من 5 إلى 7 عوامل إيجابية)، أو مثالي (مثالي من حيث جميع العوامل الـ 8).

وعوامل نمط الحياة الـ 8 المرتبطة بصحة القلب هي: النظام الغذائي، والنوم، والنشاط البدني، والتدخين، والوزن، ونسبة السكر في الدم، والدهون، وضغط الدم. 

وخلال فترة متابعة متوسطة امتدت لأكثر من 11 عاماً، تتبع الباحثون حدوث 7 حالات من أمراض القلب لدى المشاركين.

وبشكل عام، أظهرت النتائج أن لدى النساء عوامل خطر سلبية أقل، وعوامل إيجابية أكثر مقارنةً بالرجال. 

ومع ذلك، واجهت النساء اللواتي لديهن عوامل خطر سلبية أكثر زيادة ملحوظة في احتمالية إصابتهن بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو غيرها من أمراض القلب والشرايين مقارنةً بالرجال الذين لديهم عوامل خطر مماثلة.

مقالات مشابهة

  • مزيج من الطعام والشراب يحمي الذاكرة من التدهور
  • فعاليات وأمسيات في حجة بذكرى استشهاد الإمام علي
  • أغرب دعاء من أمام الكعبة.. معتمر يدعو على صاحبه إذ لم يرد له الدين
  • طبيبة تكشف: أطعمة شائعة قد تكون سببًا في الأرق
  • أيهما أفضل لفقدان الوزن الصيام المتقطع أم الكيتو؟
  • ماذا أفعل لو أذن الفجر وفي فمي أكل؟.. الإفتاء ترد
  • أستاذ طب نفسي يحذر من شيء خطير يؤثر على الجهاز العصبي عند تناول وجبة إفطار رمضان
  • شاب يقتل أخاه أثناء «تناول وجبة الإفطار» في مصراتة
  • قلب المرأة أكثر تأثراً بعوامل نمط الحياة
  • 6 عوامل أفشلت الانقلاب في سوريا