آخر تحديث: 14 يناير 2025 - 9:38 صبقلم: علي الكاش قال تعالى في سورة الاعراف/179((لهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ)). غالبا ما نردد القول بأن الصراخ يكون على قدر الألم، وهذا الأمر ينطبق على السياسة كما ينطبق على البدن، على ضوء ذلك يمكن تفسير صراخ الولي الفقيه على الخامنئي وازلامه في الحرس الثوري وذيوله في المنطقة، بعد نجاح الثورة السورية بالإطاحة بحكم ما قبل آخر الطغاة في العالم الحديث، على اعتبار ان الطاغية الأول هو المرشد الأعلى للثورة الساسانية وليس الإسلامية، ويليه بشار الأسد جزار دمشق، الذي ظهر انه ليس اسدا، بل جرذ سرعان ما فر من ساحة المعركة أمام هدير الثوار، لقد اختفى في انابيب المياه الصحية في موسكو بسرعة خارقة.


جعلت الثورة السورية بنجاحها منقطع النظير الولي الخرف يهذر، وأخذت العصافير تدور حول رأسه المفحم بالدجل والاكاذيب، غير مصدقا ان ما انفقه من مليارات الدولارات على الهلال الشيعي تحول الى نيازك وقعت على رأسه، واتلفت دماغه المتكلس، اكثر من أربعين عاما يبوق هو وازلامه بالمشروع الإيراني بالمنطقة وتصدير الثورة البائسة التي لا يمكن لدولة متحضرة ان تقتدي بها، انها اشبه ما تكون بتغييرات في زمن المشاعية البدائية، فلا هي ثورة، ولا هي إسلامية، بل مشروع باطل يهدف الى احياء الدولة الساسانية، وهذا محال فالتأريخ لا يعيد نفسه، والرجال ليسوا نفس الرجال، والعالم آنذاك ليس هو العالم الحالي، كل شيء تغير الا العقول المتكلسة في ولاية الفقيه، فقد بقيت على حالها ترفض كل ما هو حقيقي.
اول خطاب للعجوز الخرف بعد سقط طاغية دمشق بتأريخ 11/12/2024 أكد فيه ” أن سقوط بشار لن يضعف إيران، وما حدث في سوريا هو نتاج مخطط أمريكي صهيوني مشترك، تصور أنه عندما تضعف المقاومة تضعف إيران الإسلامية أيضا، يعني عدم معرفة معنى المقاومة”. لكن ما غر بوصلة التغيير من الشيطان الأكبر وحليفه الكيان الصهيوني التركيا، على الرغم من انه لم يدرأ على تسميتها، فقال” أن دولة جارة لسوريا لعبت ولا تزال تلعب دورا واضحا في الاحداث التي تجري في هذا البلد”.ولإعلان براءة نظامه مما حدث في الدول الخاضعة الى سيطرته، ذكر في 18/11/2024 ” من غير المنطقي أن ينهض جيشٌ من إيران ليُقاتل بدلاً من جيش سوريا”. وقال عبر تغريدة على منصة (اكس) إن ” الحرب الرئيسية ينبغي أن يخوضها جيش ذاك البلد”، مع ان جيشه وحرسه الثوري لا يقاتل بل أوكل المهمة الى النكرات من الأذرع الخاضعين لسيطرته والعائشين في عقلية الماضي!
اشار الفقيه الخرف في حديث له بتأريخ 11/11/2024 في حسينية الخميني بطهران ” كلما ازدادت الضغوط أصبحت جبهة المقاومة أقوى وكلما ارتكبتم الجرائم زادت حافزها، أن نطاق المقاومة سيتسع أكثر من الماضي ليشمل جميع المنطقة”. وفي تحريض واضح على الإرهاب قال” بعون الله سيتم تحرير المناطق السورية المحتلة بأيدي الشباب السوري الغيور، ولا تشكوا في أن هذا سيحدث وستخرج أمريكا أيضاً من المنطقة على يد جبهة المقاومة”. ان هذه المجموعة الحالية ـ يقصد الثوار ـ لن تستمر طويلاً. وقال الامام إن أمريكا تسعى لتحصل على موطئ قدم لها في المنطقة، لكنها لن تحقق أهدافها وجبهة المقاومة ستطرد الأمريكيين من المنطقة، أن عملاء الاستكبار عبروا عن سعادتهم بعد الأحداث التي عصفت بسوريا، ظناً منهم أنه مع سقوط الحكومة السورية التي كانت تساند المقاومة، فإن جبهة المقاومة ستضعف، لكنهم مخطئون جداً”.
الحقيقة لا يوجد مخطئ من هذه الناحية الا الدجال الخرف واذرعته الخائبة في المنطقة، فقد تفتت وحدة الساحات وتحولت الى ساحة كرة قدم، وتبين زيف الادعاءات في شعارهم ( لن تسبى زينب مرتين) مع انها لم تسبَ أولا لتسبى ثانية، لقد تخلص المرقد الوهمي من قاذوراتهم، وفك اسر المرقد من قبضة الدجاجيل، تلخص جهادهم المزعوم في سرعة الهرب دون اطلاق رصاصة واحدة ولو في الهواء، وتركوا أسلحتهم مهانة، وسلاح المرء شرفه.
هذا الدجال كما يبدو يهلوس فلا نعرف عن أي انتصار يتحدث عنه في غزة ولبنان وسوريا، بقوله ” انظروا إلى غزة، إنها تُقصف منذ عام وبضعة أشهر وهناك شخصيات بارزة في غزة استشهدوا مثل يحيى السنوار، كما ألحق العدو بالناس العديد من الضربات، إلا انه وفي نفس الوقت ما زال الشعب الفلسطيني صامد ويقاوم، ان القوات الإيرانية كانت متواجدة في العراق وسوريا لسببين: الأول هو الحفاظ على أمن العتبات المقدسة، لأن الدواعش عديمي الاخلاق والدين والايمان ارادوا هدم وتدمير الاماكن المقدسة، وقد شهدنا جريمة تفجير قبة الامامين العسكريين (ع) في مدينة سامراء العراقية بدعم الأمريكيين. أما السبب الثاني، فهو لعدم السماح بزعزعة أمن المنطقة، لذلك توجهت قواتنا وجنرالاتنا الى العراق وسوريا، ان خسارة السيد نصرالله كانت ثقيلة، لكن حزب الله ازداد قوة واشتدت قبضته، والعدو الذي رأى هذه الحقيقة، سعى إلى وقف إطلاق النار معه”.
يبدو ان الدجال الخرف لديه قصر نظر وربما حول في تفسير الحوادث، فقد تحولت غزة الى خرائب، وأضحى جنوب لبنان أرض بور، وفقد ذراعه السليم ـ غير العضب ـ في سوريا، واليمن التعيس على طريق الخراب، والعراق ينتظر مصيرا اسودا بسببه سياسات نظامه المستبد. بل ان الشعب الإيراني يغلي كالمرجل للتخلص من نظام الملالي الذي اذاقهم الأمرين، وبدد ثروتهم الوطنية لتحقيق الهلال الشيعي وتصدير الثورة البائسة، ويوم بعد آخر يدفع الشعب الإيراني ضريبة السياسة الحمقاء لنظام الملالي بسبب الحصار الاقتصادي وسياسة القمع وتبذير أموال الشعب.
اما عما ذكره عن تفجير العتبات الشيعية في سامراء، فهو والجنرال سليماني اعلم من غيرهما بأن من فجر العتبات هو الحرس الثوري لخلق فتنة طائفية، ونجح في مسعاه في اثارة الحرب الاهلية عامي 2006 ـ 2002 بعد ان دعم تلك الحرب المرجع الشيعي علي السيستاني ورئيس الوزراء المهووس إبراهيم الجعفري لعنه الله دنيا وآخرة علاوة على ازلام ايران كهادي العامري والحكيم ومقتدى الصدر وجلال الصغير وهمام حمودي وحازم الاعرجي وبقية الحثالات، وقبل ان يكشف الحقيقة الجنرال الأمريكي بترايوس عن ضلوع الحرس الثوري الإيراني في العملية الإرهابية، كانت المرحومة (اطوار بهجت) اول من وصلت الى عتبات سامراء وكشفت الحقيقة، لكن مسدس سليماني قتلها وقتل معها الحقيقة، والغريب ان هذا الملف ما زال مسكوتا عنه، ودماء المغدورة ضاع سدى.
يبدو ان عدوى الدجل انتقلت الى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ، فقد ذكر في 24/12/2024 ان ” من يعتقدون بتحقيق انتصارات في سورية، عليهم التمهل في الحكم، فالتطورات المستقبلية كثيرة”. ورد بعدها بساعات وزير الخارجية السوري الشيباني عبر حسابه على منصة أكس” يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيّادة البلاد وسلامتها، ونُحذرهم من بث الفوضى في سورية، ونُحمّلهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة”. وربما هذا يفسر المحاولة الفاشلة لتفجير مرقد السيدة زينب في دمشق من قبل عناصر ترتبط بالحرس الثوري لإثارة الفتنة وهذا ما حذر منه الكثير من المحللين السياسيين، ومنهم الكاتبة العراقية بيلسان قيصر، كل اصابع الاتهام تشير الى اضطلاع نظام الملالي في المحاولة البائسة، اما الدواعش فقد زجوا لحرف الأنظار عن الفاعل الحقيقي، مع انهم أي الدواعش صنيعة نظام الملالي. واعتقد انه بعد فشل هذه المحاولة فسوف لا يتوقف نظام الملالي عن حياكة مؤامرات جديدة في سوريا منها اغتيال مراجع سورية شيعية وعلوية ودرزية لأثارة الفتنة الطائفية، او تشجيع قسد على التمرد على النظام الجديد.
كعادة نظام الملالي في تناقض التصريحات من قبل المسؤولين، فكل منهم يغني على ليلاه، ذكر عراقجي في مؤتمر صحافي مع نظیره العماني بدر البوسعيدي في العاصمة طهران في 30/12/2024، ” نتفق علي ضرورة وقف النار الفوري بغزة وفتح طرق الإغاثة والمساعدة. بحثنا الأوضاع السورية بشكل مفصل وتم التأكيد علي ضرورة الحفاظ علي وحدة أراضي سوريا وسيادتها، وعدم التدخل بشأنها الداخلي وتشكيل حكومة شاملة تمثل جميع أطياف المجتمع السوري لعودة الاستقرار فيها”. ويبد ان وزير الخارجية الإيراني لا يعرف مفهوم (عدم التدخل في الشأن الداخلي) والا ماذا نسمي تصريحه السابق وتصريح وليه الخرف؟ صدق حذيفة بقوله” من اقتراب الساعة ان تكون أمراء فجرة، ووزراء كذبه، وأمناء خونة، وعلماء فسقة، وعرفاء ظلمة”. (الكنز المدفون/24). لماذا ينوح الخامنئي نوحا يقطع قلوب ذيوله الولائيين العرب؟
لو عرف الناس مقدار خسارة نظام الملالي المادية وتركنا بقية العوامل الأخرى، ربما أعطيناه بعض الحق في نتف لحيته وجعا، فقد اعلن افلاسه في ثلاث ساحات (غزة، بيروت ودمشق)، استثمر فيها المليارات من الدولارات، فضاعت كهواء في شبك، خذ مثلا خسارته في سوريا الجديدة الحرة، وستعرف السبب.
(30) مليار دولار كاعتمادات في البنوك السورية.
(150) مليار دولار كاستثمارات في سوريا للفترة من 2011 ـ 2014ـ
(76) مليار تكاليف حرب بشار ضد الثوار السوريين المطالبين بالحرية.
(25) مليار دولار استثمارات عسكرية في سوريا.
(8) مليار دولار تكاليف انشاء خط نقل الغاز من ايران عبر سوريا للبحر الأبيض المتوسط.
(2) مليار دولار صرفيات على المراكز الدينية والثقافية والاجتماعية لترويج مشروع ولاية الفقيه، بما فيها نفقات على العتبات الشيعية في سوريا .
(125) مليون دولار استثمارات في مناجم الفوسفات.
(300) مليون دولار مشاريع استخراج النفط السوري.
(250) مليون دولار نفقات انشاء قاعدتين بحريتين لتخزين الصواريخ في دير الزور.
(180) مليون دولار لإنشاء مركز لوجستي لتخزين السلاح والعتاد في اللاذقية.
(400) مليون دولار لبناء قاعدة (تي 4) في حمص.
وما خفي اعظم.
الا يحق للمرشد الأعلى ان يلعن ذلك اليوم الذي جند فيه بشار الأسد لمصلحته؟ الخاتمة
قيل لأعرابيّ: أتريد أن تصلب في مصلحة الأمّة؟ فقال: لا! ولكني أحبّ أن تصلب الأمّة في مصلحتي”. (الإمتاع والمؤانسة3/344). اليس هذا حال الولي الفقيه؟

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: نظام الملالی ملیار دولار ملیون دولار فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الإمارات تشارك بمؤتمر دولي في باريس حول سوريا ودعم استقرارها

ترأس معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وفد دولة الإمارات إلى المؤتمر الدولي حول سوريا الذي عقد يوم الخميس في العاصمة الفرنسية باريس، وحضر فخامة إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية جانباً من المؤتمر الذي شارك فيه وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمين العام للمجلس، ووزير خارجية الجمهورية العربية السورية، ووزراء من الدول الجارة لسوريا، ومن أعضاء مجموعة السبع "G7" بالإضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
يأتي هذا المؤتمر استكمالاً لمؤتمر العقبة في 14 ديسمبر 2024 ومؤتمر الرياض في 12 يناير 2025 لبحث الوضع في سوريا وتنسيق المواقف بشأن تحقيق الاستقرار ودعم العملية السياسية لتحقيق مرحلة انتقالية ناجحة تلبي تطلعات الشعب السوري، وتوقعات ومعايير المجتمع الدولي وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة.
كما استعرض الوزراء التحديات التي تواجهها السلطات الجديدة في سوريا وأوجه الدعم الذي يمكن تقديمه لمساعدتها على تخطي الأوضاع الصعبة في سبيل بناء سوريا مستقرة تتعايش فيها كل فئات ومكونات الشعب السوري في أمن وسلام وانسجام، خالية من التطرف والعنف والإرهاب، ومتصالحة ومتعاونة مع محيطها الجغرافي وكل دول المنطقة والعالم.
وفي مداخلته أمام المؤتمر، أكد معالي المرر على موقف دولة الإمارات الحريص على دعم استقلال وسيادة سوريا على كامل أراضيها، ودعم تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري في الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار من أجل بناء سوريا موحدة ومستقرة وآمنة، لا إرهاب فيها ولا تطرف ولا إقصاء.
وأعرب معالي المرر عن تطلع دولة الإمارات إلى أن تتكلل جهود الحكومة السورية الانتقالية لتحقيق السلام والاستقرار بالنجاح بما ينعكس إيجاباً على المنطقة برمتها، باعتبار أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضح معاليه أهمية التصدي للتطرف والإرهاب والعنف والكراهية ومواجهتها كونها التهديد الأكبر لأمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها.
ودعت دولة الإمارات المجتمع الدولي إلى تعزيز جهوده للتخفيف من معاناة الشعب السوري ومساعدته على إنجاز مرحلة انتقالية ناجحة، وعملية سياسية شاملة وجامعة تحقق آمال الشعب السوري الشقيق في الأمن والتنمية والحياة الكريمة.
وأكدت كلمة دولة الإمارات على الدور المحوري للدولة في الجهود المبذولة لدعم السلام وترسيخ الاستقرار في المنطقة، وتواصلها مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان نجاح هذه المساعي بما يعود بالخير على جميع شعوب المنطقة ودولها.
في نهاية مداولات المؤتمر، صدر بيان مشترك يعبّر عن ما توافق عليه المشاركون بشأن معالجة الوضع في سوريا، وسبل دعم الشعب السوري الشقيق والسلطات السورية الانتقالية.

أخبار ذات صلة «كالدس» تشارك في «آيدكس 2025» بحلول دفاعية متكاملة الزورق البريطاني يتفوق في «إكس كات» بالفجيرة المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • متظاهرون في الجولان المحتل يطالبون بعودة المنطقة إلى السيادة السورية
  • الإمارات تشارك بمؤتمر دولي في باريس حول سوريا
  • الإمارات تشارك بمؤتمر دولي في باريس حول سوريا ودعم استقرارها
  • ما خيارات دمشق أمام توجه جيش الاحتلال لبقاء طويل الأمد في سوريا؟
  • إسرائيل تتوغل مجددا في الأراضي السورية.. وتُقدم طلباً غريباً لسكان القنيطرة
  • عماد الدين حسين: غياب الضمانات لتطبيق عدالة انتقالية شاملة في سوريا
  • وزير الخارجية يؤكد أمام وزاري سوريا في باريس ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية
  • مفاجآت أمنية على الحدود اللبنانية – السورية.. الاشتباكات لم تغيّر شيئا!
  • مسعود بارزاني وهيتشن يبحثان مخاطر المنطقة ومستقبل كورد سوريا
  • قومية الغربية المسرحية تواصل تقديم العرض المسرحي الطريق.. الولي والسلطان