موقع 24:
2025-01-14@17:09:33 GMT

من إدلب إلى دمشق!

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

من إدلب إلى دمشق!

الوقت الذي استغرقه انهيار نظام بشار الأسد تحت وطأة زحف المعارضة السورية المسلحة من إدلب إلى دمشق سابقة ليس لها مثيل في التاريخ. الأكثر غرابة: تمكّن المعارضة السورية المسلحة من السيطرة التامة على العاصمة والبلاد، بصورة فورية.

بعد 11 عاماً من المنفى الداخلي في إدلب تمكّنت المعارضة السورية من استعادة الدولة السورية في 11 يوماً.

مصادفة تاريخية أخرى، كل سنة من المنفى الداخلي في شمال غرب سوريا، مقابله يومٌ واحدٌ في ملحمة الزحف لدمشق واستعادة الدولة السورية.

كيف حدث هذا لواحد من أعتى الأنظمة السياسية في المنطقة، حيث آخر ما يتوقعه المرء من سلوكه أن يصل إلى اتفاق سياسي مع المعارضة بشروطه. لكن الذي حدث أن أنهار نظام الأسد العتي، بصورة لم يتوقعها أحد وفي وقت قياسي. لقد أخذ نظام صدام حسين في العراق أسابيع ليسقط، بتدخل خارجي عنيف قادته الولايات المتحدة.. وأخذ الأمر سنوات حتى ينشأ نظام سياسي جديد في بغداد، لم يصل لمرحلة الاستقرار واستعادة الأمور في العراق إلى نصابها، بعد. 

كيف حدث هذا التطور غير المسبوق في نظام يبدو أنه قد أمِنَ احتمالية تغييره، كما أمِن رسوخ حكمه في سوريا، للأبد. إلا أنه يجب ألا نركن أو نطمئن لما يبدو من سيطرة للنظام الجديد في دمشق.. كما علينا ألا نركن إلى هذا القبول الشعبي الكاسح للنظام الجديد من قبل السوريين في الداخل والخارج.. ولا أيضاً نركن لهذا الترحيب الذي يلقاه النظام الجديد في دمشق إقليمياً ودولياً، حتى تظهر متغيرات صلبة على أرض الواقع تبرر هذا القبول الداخلي والخارجي للنظام الجديد، وكذا زوال احتمالات الفشل، وربما استعادة النظام القديم زمام الأمور لسوريا من قبل عناصر الثورة المضادة، وحلفاء النظام القديم، الدوليين والإقليميين.
قد يكون المتغير الاستراتيجي الأهم في انهيار نظام الأسد في سوريا، هو اعتماده على البقاء في السلطة، على متغير القوة، ولا شيء سوى القوة. كما أن نظام بشار الأسد كان يعتمد في بقائه على متغيرات خارجية، لم يكن يفكر يوماً في خذلانها وحزم تأييدها له، والبقاء في سوريا، بأي ثمن، وللأبد. لكن بشار الأسد فوجئ بانهيار جيشه وشرطته وأركان مخابراته بصورة لم يتوقعها، مما اضطرّه لترك البلاد والفرار منها.. خاصةً عندما تأكد له أن حلفاءه الإقليميين والدوليين، لم تعد تتوفر عندهم لا الرغبة ولا الإرادة للدفاع عنه ونظامه. كما أن نظام بشار الأسد خُيّل له أنه انتصر انتصاراً حاسماً على المعارضة، وتمكّن من فرض، واقع حكم نظامه، إقليماً ودولياً.

المعارضة السورية، من جانبها، لم تكن بذلك اليأس من احتمالات النصر على نظام الأسد، دعك من احتمالات انهياره بهذه السرعة والحسم. في الواقع: المعارضة السورية قد يئست من احتمالات أي فائدة من الاستمرار في دور المعارضة السلمية.. وقررت أنه لا بديل من المواجهة العنيفة لتسوية الأمور مع بشار الأسد ونظامه، مرةً وللأبد.

لقد استغلت المعارضة السورية وجودها في إدلب، في ظل حماية ورعاية تركية، ببناء نموذج للدولة، التي ترتهن لإرادة شعبية، وربما لتعاطف إقليمي ودولي، لتبدأ تجربة إقامة دولة مصغرة في إدلب تتوفر لها كل إمكانات الدولة الحديثة من موارد سياسية واقتصادية وتأييد محلي ونموذج للإدارة الرشيدة، بل وحتى الاعتماد الذاتي على توفر السلاح، انتظاراً ليوم الحسم. دولة صغيرة لم تعلنها ولم يُعترف بها دولياً، وبالتأكيد: لم تلفت انتباه النظام في دمشق. وحين دنت الساعة، نرى دولة المدينة هذه تهب كالبركان، بدايةً من شعار ردع العدوان للزحف لدمشق، ومن ثمّ استعادة سوريا الوطن والدولة.

انجازٌ كبيرٌ حققته المعارضة السورية بقرارها حسم المعركة مع نظام الأسد بالقوة. والإنجاز الأكبر أنها استطاعت من اليوم الأول لدخولها دمشق أن تطبق نموذجها لدولة المدينة في عاصمة الدولة القومية في دمشق. لقد أظهرت المعارضة المسلحة حقيقة أنها لم تكن قليلة الخبرة في إدارة شؤون الدولة الداخلية والخارجية، بل كانت في مستوى التحدي حتى أنها نالت إعجاب من نظر لإنجازها الكبير.. وأثبتت للمسكون بخلفيتها الأيديولوجية السابقة أنها نجحت في إحداث تغييرات جوهرية في قيمها وسلوكها؛ لتتلاءم مع مرحلة حكم دولة قومية حديثة لا يتردد العالم في القبول بها والتعاون معها.

لحد الآن: أثبتت المعارضة السورية أنها قادرة على الانتصار في حركة الصراع العنيف على السلطة، كما أنها بارعة في إدارة الصراع في شقه السياسي والدبلوماسي، بنفس البراعة والاقتدار.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا المعارضة السوریة بشار الأسد نظام الأسد فی دمشق

إقرأ أيضاً:

بسبب أحمد المنصور.. عمرو أديب للإدارة السورية: دمشق لن تكون خنجرا في ظهر مصر

هاجم الإعلامي عمرو أديب، الإدارة السورية الجديدة موجها لهم رسالة شديدة اللهجة بعد التهديدات التي أطلقها إرهابيون ضد مصر انطلاقًا من الأراضي السورية.

قال أديب خلال برنامجه «الحكاية» المذاع على قناة «أم بي سي مصر»: «لا علاقة لنا باختيارات الشعب السوري وأنتم أحرار فيما تفعلون، ولكن دمشق لن تكون خنجرًا في ظهر مصر أو منصة للهجوم على الدولة المصرية، هل هناك موافقة من الإدارة السورية على هذا الهجوم، مصر مازالت تنظر في علاقاتها مع الإدارة الجديدة، هل أنت ناوي تبيع مصر مقابل الملثمين؟»

عمرو أديب

وشدد أديب، على أن استخدام دمشق كمنصة للهجوم على الدولة المصرية هو أمر مرفوض، ويجب أن تتحدث الدولة المصرية عن ذلك.

وتابع عمرو أديب: «لم أتدخل في شؤونكم الداخلية، لكنني أتناول موضوع بلدي، هل يُسمح لأي جنسيات أخرى بالهجوم على بلادها من دمشق؟ هذا غير مقبول».

وأوضح أديب: «إذا كانوا في دمشق، فلا يساوون شيئًا بالنسبة لي، أتحدث عن المبدأ، وأتساءل: هل هذا الأمر يحظى بموافقة الإدارة السورية الجديدة؟ أرجو توضيح ذلك، لأننا في مصر ما زلنا نبحث في الأمر».

واختتم أديب حديثه قائلا: «هل المواطن السوري، الذي سمعت الكثير منهم يقول إن هذا ليس من أولوياتهم، يوافق على أن يتم السماح لهؤلاء الإرهابيين بالهجوم على مصر؟ أطلب من الدولة المصرية اتخاذ إجراءاتها وطلب تبرير لهذا الموقف».

اقرأ أيضاًقبل رمضان.. عمرو أديب يزف بشرى سارة للمواطنين بشأن باقة اجتماعية جديدة

بعد القبض عليه.. عمرو أديب: «عبد الرحمن يوسف القرضاوي الوحيد اللي طردته من الاستديو»

مقالات مشابهة

  • هل ينجح أتباع أحمد الشرع في حُكم سوريا الجديدة؟
  • وزير خارجية سوريا يعتزم زيارة تركيا الأربعاء
  • منظمة: أنصار الأسد مازالوا يحتجزون أوستن تايس في سوريا
  • حقي.. جمال سليمان يكشف حقيقة نيته الترشح للانتخابات الرئاسية بسوريا
  • فيديو.. شقيقة زوجة ماهر الأسد تعود إلى سوريا بعد غياب 17 سنة
  • رحيل روسيا عن سوريا.. مطلب شعبي ملح يصعب تحقيقه
  • اعتقلوهم ثم أحرقوهم.. حكايات عن عدوان نظام الأسد على بلدة الهامة بريف دمشق
  • المصالح الإقليمية تطغى على استحقاقات المرحلة: أي حروب تنتظر سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد؟
  • بسبب أحمد المنصور.. عمرو أديب للإدارة السورية: دمشق لن تكون خنجرا في ظهر مصر