المنطقة الوسطى الأميركية خرقت الاستشارات: نحن هنا وضماننا قائم
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
كتب جورج شاهين في" الجمهورية": لم تكن زيارة الوفد الأميركي الذي رئسه قائد المنطقة الوسطى الجنرال مايكل كوريلا لبيروت ابنة ساعتها . وبعد أن قدّم الوفد التهاني للعماد جوزاف عون بانتخابه رئيساً للجمهورية، عبّر رئيس الوفد الأميركي عن ارتياحه إلى ما انتهى إليه الاستحقاق الدستوري. معتبراً انّ ما حصل يشكّل إشارة إلى انّ لبنان استعاد عافيته لمجرد أن اكتملت مؤسساته الدستورية، وهو يستعد
لخوض مرحلة جديدة ستؤدي حتماً إلى وقف الحرب في الجنوب وانطلاق مسيرة إعادة البناء والتعافي على كل المستويات، ذلك انّ لبنان يحتاج إلى ما يتطلّبه قيام الدولة القادرة والفاعلة لاستعادة السيطرة على كل أراضيها وحفظ سيادتها، مؤكّداً أنّ بلاده ما زالت على قرارها لتفعيل كل أشكال التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي.
كان ذلك قبل أن يتوسع اللقاء لاحقاً بانضمام كل من قائد القوات الدولية الجنرال آرولدو لازارو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، وقائد الجيش بالإنابة رئيس الأركان اللواء الركن حسان عودة مع وفد من ضباط الجيش، فتحوّل اللقاء إلى اجتماع موسع لأركان فريق الإشراف والمراقبة باستثناء من يمثل الجانب الإسرائيلي الذي يستحيل أن يشارك في مثل هذا اللقاء. فانتقل البحث إلى الوضع الميداني في الجنوب.
وجدّد رئيس الوفد الأميركي انّ كل الأطراف ملتزمة بالاتفاق، وأنّ المهلة التي تنتهي في 27 من الشهر الجاري كافية لتنفيذ ما تقرّر، وأنّها قائمة وما زالت سارية المفعول، وانّ الإدارة الأميركية لن تتهاون بهذا الموعد وستنفّذ كل الضمانات التي قدّمتها من اجل ذلك، فالأمن والاستقرار في لبنان خط أحمر طالما أنّه يقع من ضمن ولاية المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي عسكرياً وجغرافياً.
وفي المناقشات العميقة التي شارك فيها المعنيون بما نُفّذ من إجراءات في القطاع الغربي تمّ تأكيد جهوزية الجيش اللبناني لتنفيذ المهمّة التي أوكلت اليه بكل مقتضياتها، وإن تعثرت بعض المراحل السابقة فهي تعود لأكثر من سبب، اولها واكثرها تاثيراً التأخير الحاصل في الانسحاب الإسرائيلي من القرى الجنوبية المحتلة على وقع آلاف الخروقات اليومية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي تفجيراً وتفخيخاً للمساكن والمؤسسات في الجنوب، وهو ما شارك في شرحه قائد «اليونيفيل » الذي عرض سريعاً لما نالته مراكز «اليونيفيل » ومقرّ قيادتها من هذه الاعتداءات الى جانب مراكز الجيش اللبناني، معتبراً أنّها جميعها كانت ممارسات تشكّل خرقاً فاضحاً للقرار 1701 ولمجمل الترتيبات التي أقرّت في التفاهمات السابقة التي رافقت تشكيل لجنة الإشراف والمراقبة. على هذه الأسس، شكّلت زيارة الوفد الاميركي وما رافقها في توقيتها وشكلها ومضمونها، تأكيداً اميركياً انّ السهر قائم على تنفيذ الإتفاق على مساحة لبنان جنوبي الليطاني وشماله
وشرقه وعلى المعابر البرية والبحرية والجوية، وأنّ أي رسالة اياً كان مصدرها من إسرائيل او من اي جهة اخرى لن تقدّم ولن تؤخّر، وانّ ما رُسم للمنطقة الجنوبية قائم وسيُنّفذ.. ونقطة عالسطر.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ماذا تعني الحكومة الميثاقية التي يطالب فيها حزب الله اللبناني؟.. نخبرك ما نعرفه
دعت كتلة حزب الله اللبناني في البرلمان "الوفاء للمقاومة" إلى حكومة "ميثاقية" في لبنان، وامتنعت عن تسمية شخصية لرئاسة الحكومة، بعد التصويت للقاضي نواف سلام لتولي الحكومة الجديدة.
ما اللافت في الأمر؟
تعني تصريحات حزب الله تسليما بانتخاب سلام رئيسا للحكومة، ورغبة الحزب بالمشاركة فيها وهو ما يقصده بـ"حكومة ميثاقية".
ماذا تعني الحكومة الميثاقية؟
مصطلح الحكومة الميثاقية يعود إلى "الميثاق الوطني اللبناني" وهو اتفاق غير مكتوب أسس لنظام الحكم في لبنان عام 1943 بعد مفاوضات بين كل الطوائف المسيحية والمسلمة في لبنان في الطريق إلى الاستقلال من الانتداب الفرنسي.
ونص الاتفاق الذي وضعه بشارة الخوري ورياض الصلح على أن لبنان سيكون بهوية عربية، ورئاسة مارونية للبلاد، وإسلامية سنية للحكومة، وإسلامية شيعية للبرلمان، وتم التعديل على المحاصصة في اتفاق الطائف عام 1989 لإنهاء الحرب الأهلية.
وتعني الحكومة الميثاقية أن تتضمن التشكيلة وزراء من كافة الطوائف في الخارطة السياسية اللبنانية دون استثناء أحد.
ماذا قالوا؟
◼ قال رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد نطالب بحقنا في حكومة ميثاقية وأي حكومة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها.
◼ قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إنه مع تسمية سلام لرئاسة الحكومة يدخل البلد مرحلة جديدة من التوازنات المشدودة، والعين على تعزيز وطنية لبنان وتأكيد شراكته الميثاقية.
◼ قال النائب عن "حزب القوات اللبنانية" جورج عدوان إنه حزبه سيشارك في الحكومة وسيمد يده إلى حزب الله للمشاركة فيها.
◼ قال رئيس وزراء لبنان السابق، سعد: أملنا كبير في أن تنضوي كل القوى تحت سقف الشرعية، المعنية بحماية الجميع وحفظ الكرامات والتوقف عن سياسات الكسر والكيدية والاستقواء.
◼ قال النائب من كتلة "تحالف التغيير" مارك ضو إن الميثاقية ليست سببًا لشلّ الدولة وتؤخذ بالاعتبار وليس حزب واحد يحتكر طائفة بأكملها والميثاقية موجودة بإجماع اللبنانيين وليس بتمثيل الأحزاب.
◼ وقال النائب من كتلة "التوافق الوطني" فيصل كرامي: سميّنا سلام على أن يقوم الرئيس ورئيس الحكومة على الحفاظ على الدستور وتأليف حكومة لا تستثني أحدًا.
ماذا ننتظر؟
ينتظر اللبنانيون ربما وقتا أطول للوصول إلى تشكيلة حكومية مرضية للجميع، لكون تشكيلها يتطلب مشاورات واسعة من الرئيس المكلف مع كل الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان لا سيما تلك التي تريد حصتها في الحكومة.