البابا تواضروس: الرئيس السيسي بنى كنيسة ومسجد بالعاصمة الإدارية وبدأ البداية الروحية
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
زار البابا تواضروس الثاني مساء امس البرلمان المجرى وأثناء العشاء ألقى قداسته كلمته.
وجاء في نص الكلمة:
"أنا سعيد للغاية بهذة الزيارة، وأتحدث بالنيابة عن نفسي وعن الوفد القبطي، عندما تلقيت الدعوة كنت سعيدًا للغاية. كان من المفترض أن آتي من قبل ولكن فيروس كوڤيد عطل هذه الأمر، ويبدو أن الله أراد أن يكون هذا هو توقيت الزيارة.
أتذكر أثناء دراستي في الجامعة في الإسكندرية، كنت أركب قطار يسمى المجري، وصار لقب "المجري" لدينا في مصر مرادف لكلمة "السريع".
أيضا قرأت عن المجر وعرفت أن كلمة صوبة مأخوذة من اللغة المجرية ومعناها "الحجرة الدافئة"، وهو النظام الذي ساهم في زيادة الإنتاج الزراعي في مصر.
جئنا من مصر للمشاركة في الاحتفال بالقديس اشتيڤن غدًا، وهو احتفال بالمحبة والقداسة والتاريخ، هذا الاحتفال بالمجر، ولكن على المستوى الشخصي احتفل بأول يوم أدخل فيه الدير من ٣٧ سنة، دخلت دير الأنبا بيشوي وهو واحد من أكبر الأديرة في مصر.
أؤمن أن العلاقات الروحية يمكن حسبانها من القوة الناعمة. الرئيس السيسي بدأ منذ سبع سنوات في بناء عاصمة إدارية جديدة، وبدأها ببناء كنيسة ومسجد، قبل أن يبني أي مبانٍ أخرى، بدأ بالكنيسة والمسجد، وهو بذلك بدأ البداية الروحية.
أكرر شكري ومحبتي لهذه الزيارة وللترحيب الحار وسعيد بكل الحضور وأصلي دائمًا أن يديم الله علينا المحبة، فالإنسان دون محبة لا يكون إنسانًا".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البابا تواضروس البرلمان المجري الكنيست
إقرأ أيضاً:
الرحلة الروحية
فوزي عمار
ولد ليوبولد فايس النمساوي المجري في ما يُسمى أوكرانيا الآن عام 1900. وفي عام 1945 كتب كتابه الذي اعتبر من الأعمال الأدبية والفكرية المُهمة التي تسلط الضوء على رحلة الكاتب الروحية والفكرية.
يروي الكاتب قصة تحوله من يهودي نمساوي إلى مسلم مقتنع بالإسلام وكيف وجد في الإسلام إجابات للأسئلة الوجودية التي كانت تشغله.
زار الكاتب الذي اختار اسم "محمد أسد" بعد إسلامه العالم العربي وتحديدًا الحجاز (مكة المكرمة والمدينة) وتعرف على الثقافة الإسلامية وتحدث في كتابه المعروف "الطريق إلى مكة" كيف وجد الإسلام وبه نظاما متكاملا للحياة ويقدم في الكتاب رؤية عميقة للإسلام من منظور شخصي جاء من خليفة أوروبية وهو سيرة ذاتية تسرد رحلته من أوروبا إلى الجزيرة العربية عن قناعة ليصبح محمد أسد، بعد ذلك أبرز المترجمين والمفسرين للقرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية.
في الحجاز تزوج من امرأة عربية مسلمة وأنجب منها طفلًا، والتقى لاحقًا الزعيم الليبي أحمد السنوسي الذي طلب منه السفر إلى ليبيا؛ حيث التقى في مطلع العام 1931 القائد التاريخي سيدي عمر المختار. وهناك، ساهم محمد أسد في الجهاد ضدّ الاستعمار الإيطالي، وقدّم المشورة والمؤازرة في تمويل المقاتلين، وبقي شهرين في ليبيا تحت الخطر.
سافر بعد ذلك أسد إلى الهند؛ حيث التقى العلّامة محمد إقبال، المعروف بـ"الأب الروحي" لباكستان، والذي شجّع أسد على البقاء ومساعدته في صياغة وتوضيح المقدّمات النظرية والفكرية لدولة إسلامية مستقبلية، ستنفصل عن الهند، وتكون بمثابة جسر علمي بين إسلام جنوب آسيا والغرب.
في كتابه الأشهر "رسالة القرآن The message of the Quran" يقول محمد أسد: "لقد وجدت في الإسلام ذلك التوازن بين الروح والمادة وبين الفرد والمجتمع وبين العقل والقلب".
ويعتبر كتابه "الطريق إلى مكة" عملا في الأدب الروحي واستكشافا عميقا للفكر الإسلامي ويقدم منظورًا فريدًا للإسلام من منظور غربي اعتنق الإسلام وفهم بعمق ثقافات الشرق والغرب معًا.
يصف أسد حياته المبكرة في أوروبا وعدم ارتياحه المتزايد من القيم المادية والمجزأة للمجتمع الغربي. لقد شعر أسد أن الغرب فقد جوهره الروحي وأصبح مستهلكًا بالجشع والسطحية طوال الكتاب. ويتأمل أسد في طبيعة الإيمان، وأهمية الخضوع لله (الإسلام)، وعالمية رسالة الإسلام.
ويؤكد على ضرورة حياة متوازنة تجمع بين الروحانيات والماديات، ويرفض الانقسام الزائف بين الدين والحداثة.
ينتقد أسد تأثير الاستعمار الغربي على العالم الإسلامي، قائلًا إنه عطّل المجتمعات التقليدية وأضعف قيمها الروحية والثقافية. ويحذر من التقليد الأعمى للحداثة الغربية، داعيًا المسلمين إلى الحفاظ على هويتهم وإيمانهم مع التكيف مع تحديات العالم الحديث.
ولا تزال رحلة أسد تُلهم القراء، خاصة أولئك الذين يسعون لفهم الأبعاد الروحية والفكرية للإسلام.
وأخيرًا كتاب "الطريق إلى مكة" هو نسيج غني من الرحلات والفلسفة والروحانية، يقدم رؤى خالدة عن البحث الإنساني عن المعنى وقوة الإيمان التحويلية.
رابط مختصر