اليابان تدير ظهرها لأمريكا وتفتح ذراعيها للصين.. خيبة أمل من بايدن تقلب الموازين
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
نشر موقع "إنسيد أوفر" تقرير سلّط فيه الضوء على تدهور العلاقات بين اليابان والولايات المتحدة بسبب قرار إدارة بايدن بمنع استحواذ شركة "نيبون ستيل" اليابانية على شركة "يو.إس ستيل" الأمريكية، ممّا أثار غضب طوكيو ودفعها إلى التفكير في تعزيز العلاقات مع الصين.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه في الثالث من يناير/كانون الثاني، وفي واحدة من آخر قراراته قبل تسليم السلطة لدونالد ترامب، قام جو بايدن بوقف استحواذ شركة " نيبون ستيل" اليابانية على ثالث أكبر منتج للصلب في أمريكا الشمالية، شركة "يو.
وأضاف، أن العملاق الياباني عرض مبلغ 14.9 مليار دولار وكان جاهزا لإتمام صفقة القرن، وبدت الأمور وكأنها تسير بشكل نهائي نحو الإتمام، حتى جاء القرار الحاسم من الإدارة الأمريكية بقيادة الحزب الديمقراطي، والسبب أن شركة " نيبون ستيل" قد تتخذ إجراءات من شأنها أن تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة. وقد تبع ذلك احتجاجات شديدة من ممثلي الشركتين – اللتين كانتا متفقتين على إتمام الصفقة – وبلغت ذروتها في السادس من يناير/كانون الثاني بدعوى قضائية اتحادية ضد إدارة بايدن.
وهكذا نصل إلى السابع من يناير/ كانون الثاني: قد يكون الأمر مجرد صدفة، ولكن بعد أيام قليلة من العائق الذي وضعته واشنطن، بدأت الحكومة اليابانية في وضع الأسس لزيارة دولة من الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى اليابان، والتي من المتوقع أن تتم في فبراير/شباط.
متغيرات ترامب وحرب الصلب
وأوضح الموقع أن الحكومة اليابانية برئاسة "إيشيبا شيغيرو" تبدو محبطة من المعاملة التي تلقتها من الشريك الأمريكي، وتدرس كيفية التعامل مع التقارب مع الصين.
ومن المتوقع أن يزور وزير الخارجية الصيني، "وانغ يي"، طوكيو في الأسابيع المقبلة لوضع الأسس لزيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ. فقد بدأ اهتمام اليابان بالتقارب مع الصين يتزايد بالتزامن مع فشل صفقة الصلب واقتراب عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة.
ويُذكر أن ترامب، خلال ولايته الأولى، انتقد مرارًا الشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة واليابان. ولم يخفِ عدم رضاه عن معاهدة الدفاع بين البلدين، واعتبرها واحدة من الاتفاقيات "غير العادلة" التي تُثقل كاهل الولايات المتحدة.
ووفقا للموقع، ففي عام 2019، ورد أن ترامب أشار لبعض المقربين إلى رغبته في الانسحاب من هذه المعاهدة، معتبرًا أن الالتزامات الناتجة عنها أصبحت عبئًا ثقيلًا. لكن الخروج من المعاهدة قد يؤدي إلى تأثير دومينو دبلوماسي خطير، خاصة وأنها تمثل أساس التحالف الأمريكي-الياباني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأحد أعمدة الاستقرار في منطقة آسيا. ولهذا يشكل نفوذ ترامب وحرب الصلب عائقين كبيرين أمام مستقبل العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطوكيو، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والدولي.
التقارب الصيني
ذكر الموقع أنه في ظل إدراك العداء الذي أظهره بايدن وانتظار الصدمة التي قد تحدثها عودة ترامب، تعمل طوكيو على تعزيز تقاربها مع بكين. فمنذ توليه الرئاسة في عام 2013، زار شي جين بينغ اليابان فقط خلال قمة مجموعة العشرين في أوساكا عام 2019، ولم يقم بأي زيارة رسمية منفردة.
ومن جهته، يسعى رئيس الوزراء الياباني إيشيبا إلى استقرار العلاقات مع الصين لتجنب التوترات والصراعات في آسيا. وقال إيشيبا: "من المهم جدًا بالنسبة لي زيارة الصين".
في الوقت نفسه، تعمل اليابان والصين على تخفيف متطلبات إصدار التأشيرات، مما يشير إلى تقدم التعاون الاقتصادي بين البلدين. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من القضايا التي تحتاج إلى معالجة. على وجه الخصوص، لا توجد حلول للخلافات المستمرة في المجالات العسكرية والأمنية. بالإضافة إلى ذلك، منذ أن أصدرت الصين قانون "مكافحة التجسس" في عام 2015، تم اعتقال 17 مواطنًا يابانيا، بما في ذلك موظف في شركة أستيلّاس، ولا يزالون محتجزين حتى اليوم.
ويختتم الموقع بالتأكيد على تعقيد هذا السياق، حيث وصف إيشيبا قرار بايدن بوقف صفقة شركة "نيبون ستيل" بأنه "محبط"، بينما أكد وزراء خارجية طوكيو وواشنطن، تاكاشي إيوايا وأنتوني بلينكن، أن العلاقات بين البلدين "أقوى من أي وقت مضى"، فبذلك القرار قد تخاطر الولايات المتحدة بفقدان شريك آسيوي رئيسي ضروري لاحتواء النفوذ الصيني، إذا استمر الوضع على هذا النحو.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية اليابان الولايات المتحدة اليابان الولايات المتحدة نيبون ستيل الحديد الصلب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة نیبون ستیل مع الصین
إقرأ أيضاً:
«سى إن إن»: الرئيس الأمريكى يريد أن تلعب الصين دورًا فى السلام بين أوكرانيا وروسيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع اقتراب الحرب بين أوكرانيا وروسيا من عامها الرابع، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن الزعيم الذي يعتقد أنه يمكن أن يساعد الولايات المتحدة في إنهاء الصراع، وهو حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس الصيني شي جين بينج، بحسب ما ذكرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
وقال ترامب، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا الشهر الماضي، «نأمل أن تساعدنا الصين في وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لديهم قدر كبير من السلطة على هذا الوضع وسنعمل معهم».
وأعرب ترامب عن هذا الأمل، في مكالمة هاتفية مع الزعيم الصيني قبل أيام من أداء اليمين الشهر الماضي، وهو موضوع يمكن طرحه في الأيام المقبلة حيث يجتمع مسؤولون من جميع أنحاء العالم في مدينة ميونخ الألمانية لحضور مؤتمر أمني سنوي.
في حين أن ترامب ربما يكون قد عقد خطته للسلام بمساعدة الصين من خلال فرض تعريفة جمركية شاملة بنسبة ١٠٪ على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، فقد تكون الحرب بين أوكرانيا وروسيا قضية نادرة للتعاون مع الصين، خاصة وأن بكين تتطلع إلى تجنب تعميق الخلافات بشأن التجارة، وفقا للشبكة.
وقالت يون صن، وهي مديرة برنامج الصين في مركز ستيمسون للأبحاث في واشنطن، في تصريحات نشرتها الشبكة، بالنظر إلى المخاطر فيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية الصينية، إذا كان ترامب يقدر تعاون الصين في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وهو الأمر الذي قد يلعب دور حاسما في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، أعتقد أن الصين ستكون منفتحة للغاية ويمكن أن تلعب دورا مفيدا في الحرب الروسية الأوكرانية، وأضافت أن بكين ستكون في الوقت نفسه حذرة من تقويض تحالفها مع روسيا.
لطالما سعت الصين إلى وضع نفسها كوسيط سلام محتمل في الصراع، ووضعت اقتراح لتسوية الحرب، لكنه «غامض»، بحسب وصف الشبكة. لكن في الغرب، طغت حقيقة أخرى على محاولتها حتى الآن، وهي دعم بكين الدائم لروسيا، وفقا للشبكة.
وقالت الشبكة أن المخاطر ستكون كبيرة بالنسبة للرئيس الصيني، والتي تتمثل في المخاطرة بإلحاق الضرر بهذه الشراكة، التي بناها الزعيم الصيني كجزء حاسم من أهدافه الأوسع لمواجهة الضغط من الغرب وإعادة تشكيل نظام عالمي لصالح الصين.
وأشارت الشبكة إلي أن طاولة المفاوضات حيث يتمتع شي جين بينج، بمقعد بارز هي أيضا طاولة يمتلك فيها بوتين، وليس ترامب، شريكا قويا، وهي حقيقة سيتعين على واشنطن التعامل معها بعناية إذا لم ترغب في المخاطرة بعزل الحلفاء الأوروبيين أو التوصل إلى حل غير مقبول لأوكرانيا، وفقا للمحللون.
وقال تشونج جا إيان، الأستاذ في جامعة سنغافورة الوطنية، في تصريحات نشرتها الشبكة، «النتيجة الحقيقية التي تود بكين تجنبها هي أن تكون روسيا ضعيفة للغاية. لأنه بذلك ستفتقر بكين إلى شريك كبير ورئيسي».
ومن المتوقع أن يحظي مستقبل الصراع بمكانة كبيرة على جدول أعمال مؤتمر ميونخ الأمني المقبل، حيث من المقرر أن يلتقي نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما سيرأس وزير الخارجية الصيني وانج يي وفدا من بكين.
ويلوح في الأفق تحول كبير في لهجة نهج واشنطن تجاه الحرب. وشكك ترامب في المساعدة الأمريكية لأوكرانيا، والتي اعتبرها سلفه جو بايدن وحلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي «الناتو» أمرا بالغ الأهمية ليس فقط للدفاع عن سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ولكن عن النظام العالمي القائم على القواعد.
وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية في وقت سابق من هذا الأسبوع، اقترح ترامب بدلا من ذلك أن الولايات المتحدة يجب أن تحصل على الموارد الطبيعية الغنية لأوكرانيا مقابل المساعدة العسكرية.
كما أشار إلى أن أوكرانيا «قد تكون روسية يوما ما»، وقال إن إدارته أحرزت "تقدما هائلا" في وضع الأساس لمحادثات سلام محتملة مع روسيا وأوكرانيا، دون تقديم تفاصيل.
وفي سلسلة من الاجتماعات في أوروبا هذا الأسبوع، سيحث وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ومبعوث ترامب إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوج، نظرائهم الأوروبيين وفي الناتو على تولي دور أكبر بكثير في دعم أوكرانيا، بحسب ما قال مسئولون دفاعيون وأشخاص مطلعون على الأمر، في تصريحات نشرتها شبكة «سي إن إن».
ومن المقرر أيضا أن يلتقي مسؤولون في إدارة ترامب بالمسئولين الأوكرانيين في الأيام المقبلة، حيث قالت مصادر لـ«سي إن إن»، إنه من المتوقع أن يسافر وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، إلى كييف لإجراء مناقشات حول الموارد الطبيعية الغنية لأوكرانيا، بينما من المقرر أيضا أن يزور كيلوج البلاد بعد اجتماعات ميونخ.
وقال زيلينسكي إنه مستعد للتفاوض مع بوتين، ولكن فقط إذا استمرت الولايات المتحدة وأوروبا في دعم أوكرانيا، و«توفير الضمانات الأمنية»، بينما كررت روسيا في الأيام الأخيرة أنها لن تقبل سوى السلام الذي يجعل أوكرانيا تتخلى عن طموحاتها للانضمام إلى الناتو والتنازل عن المناطق التي ضمتها روسيا.