الملتقى التحضيري لمنتدى المبادرات الشبابية البديلة يسعى إلى تفعيل دور الجمعيات والبدائل الاعلامية والثقافية
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
اختتمت فعاليات الملتقى التحضيري لمنتدى المبادرات الشبابية البديلة، الذي نظمته حركة الشباب الجهوية لجمعيات الأحياء (AJR) وجمعية كورارة للفنون والثقافات (GORARA) خلال الفترة من 10 إلى 12 يناير 2025.
وجاء هذا الحدث كمحطة تحضيرية أساسية لمنتدى المبادرات الشبابية البديلة، حيث تناول المشاركون مجموعة من المواضيع الحيوية التي تم الاتفاق عليها في ورشة التنسيق والتكامل، مع التركيز على دور الجمعيات في السياسات العمومية، البدائل الثقافية والفنية، والإعلام البديل.
التعبئة والمشاركة المواطنة
في المحور الأول حول التعبئة والمشاركة المواطنة، تمحور النقاش حول موقع وأدوار النسيج الجمعوي في التفاعل مع السياسات العمومية، وأكد المشاركون على التحديات التي تواجه الجمعيات في علاقاتها مع المؤسسات العمومية.
وتم تسليط الضوء على الخلافات بين الجمعيات والمؤسسات العمومية، والتي غالبًا ما تتسم بقلة التعاون وضعف الثقة بين الطرفين. هذا الوضع يعوق بشكل كبير دور الجمعيات في التعبئة المجتمعية والمشاركة الفعالة في بناء السياسات العمومية المحلية والوطنية.
كما تم التطرق إلى التحديات المرتبطة ببرامج الدعم والتمويل العمومي، حيث أشار المشاركون إلى أن غياب الشفافية في آليات الدعم واختيار المشاريع الممولة، بالإضافة إلى انتقائية بعض الجهات المانحة، يشكل عائقًا كبيرًا أمام الجمعيات في تنفيذ مشاريعها.
ونوقشت ضرورة خلق آليات تشاركية حقيقية بين الجمعيات والمؤسسات المعنية من خلال التشاور الفعلي وتنظيم لقاءات دورية لضمان أن تكون البرامج والأنشطة التي تقدمها الجمعيات متوافقة مع احتياجات المجتمع.
البدائل الثقافية والفنية
أما في المحور الثاني الذي يتعلق بالبدائل الثقافية والفنية، فقد تم التأكيد على دور هذه البدائل في تجديد المشهد الثقافي والفني في المغرب.
وتحدث المشاركون عن أهمية دعم المبادرات الثقافية والفنية التي تمثل صوت الشباب وتعبيراتهم الفنية، مثل فرق مسرح الشارع والموسيقى البديلة التي تعكس القضايا الاجتماعية والحقوقية.
وتخلل النقاش الحديث عن التحديات التي تواجه المبادرات الثقافية والفنية، ومنها نقص الدعم المالي والتقني، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية الثقافية المتاحة لهذه المبادرات.
كما نوقش أيضًا غياب رؤية واضحة من الدولة لدعم القطاع الثقافي والفني، مما يعيق قدرة المبادرات على التوسع والنمو.
وطرح المشاركون ضرورة دعم المشاريع والمبادرات، التي تعكس النموذج الثقافي البديل الذي يساهم في تطوير الفنون المجتمعية.
الإعلام البديل والإعلام الجمعوي
في المحور الثالث، تم تناول دور الإعلام البديل والإعلام الجمعوي في دعم المشاركة المجتمعية وتعزيز حقوق الإنسان.
وتركز النقاش حول دور الإعلام الجمعوي في تسليط الضوء على القضايا المجتمعية المغيبة في الخطاب الإعلامي السائد، مثل حقوق الفئات المهمشة وتعزيز المشاركة السياسية والمدنية.
وتم التأكيد على أن الإعلام الجمعوي يجب أن يكون أكثر مهنية ويواكب التحولات الرقمية الحديثة لتوسيع دائرة تأثيره على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تمت الإشارة إلى أن الإعلام الجمعوي يواجه العديد من التحديات، من أبرزها غياب الدعم المالي والقانوني المخصص لهذه المبادرات الإعلامية، وكذلك ضعف التنسيق بين مختلف التجارب الإعلامية في المجتمع المدني.
وأوصى المشاركون بضرورة تنظيم دورات تدريبية لصقل مهارات الإعلاميين الجمعويين في مجال الصحافة الرقمية، وإيجاد آليات قانونية تضمن حرية التعبير واستقلالية الإعلام الجمعوي.
التوصيات والآفاق المستقبلية
اختتم الملتقى بتقديم مجموعة من التوصيات التي تمثل خارطة طريق لتفعيل دور الجمعيات والمبادرات الشبابية في المستقبل:
1. تعزيز الشفافية في التمويل: ضرورة أن تكون آليات دعم الجمعيات والمبادرات أكثر شفافية وتنظيمًا، مع تفعيل آليات مشاركة فعالة من خلال الجمعيات والمؤسسات.
2. دعم البدائل الثقافية والفنية: دعوة الدولة إلى توفير الدعم الكافي للقطاع الثقافي والفني وتقديم البنية التحتية التي تدعم الفنون البديلة.
3. تقوية الإعلام الجمعوي: أهمية تعزيز قدرات الإعلام الجمعوي وتوفير الدعم المالي والتقني له لمواكبة التحولات الرقمية الحالية.
4. تعزيز التعاون بين الجمعيات والشركاء الدوليين: تشجيع التعاون والشراكة بين الجمعيات المحلية والمنظمات الدولية لتطوير المشاريع المجتمعية في مختلف المجالات مع الحرص على ضمان استقلاليتها.
وشكل الملتقى التحضيري لمنتدى المبادرات الشبابية البديلة فرصة حيوية لتسليط الضوء على قضايا هامة تمس الجمعيات والمجتمع المدني بشكل عام، مع الدعوة للإجتهاد في خلق فضاءات النقاش والتبادل بين النسيج الجمعوي، وقد أظهرت النقاشات أن هناك حاجة ماسة لتفعيل آليات الشراكة بين الجمعيات والدولة والجهات المانحة، إلى جانب ضرورة دعم الفعاليات الثقافية والفنية والإعلامية البديلة التي تساهم في بناء مجتمع أكثر عدالة وتنوعًا.
كلمات دلالية المغرب جمعياتالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب جمعيات بین الجمعیات دور الجمعیات الجمعیات فی
إقرأ أيضاً:
وهبي: قانون العقوبات البديلة يدخل حيز التنفيذ قريبًا
أكد وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، الاثنين بمجلس النواب، أن تنزيل مقتضيات قانون رقم 43.22 المتعلق بالعقوبات البديلة سيتم في القريب العاجل، ووفق الآجال الزمنية التي حددها القانون.
وأوضح الوزير خلال جلسة الأسئلة الشفوية أن اجتماعًا ترأسه رئيس الحكومة أسفر عن تشكيل ثلاث لجان موضوعاتية للإشراف على تنفيذ القانون. وستتولى اللجنة الأولى مسؤولية التنزيل القضائي لنظام العقوبات البديلة، فيما ستعمل اللجنة الثانية على صياغة النصوص التنظيمية اللازمة، بينما ستكلف اللجنة الثالثة باختيار الشركة التي سيتم التعاقد معها لتنفيذ هذه العقوبات.
وأشار وهبي إلى أن الوزارة باشرت إجراءات تمهيدية، شملت تنظيم دورات تكوينية للقضاة بالتعاون مع السلطة القضائية، وإنشاء مكاتب داخل المحاكم الابتدائية لتسهيل استخدام التقنيات الحديثة في القيد الإلكتروني.
كما تم إعداد دليل عملي بعنوان “قانون العقوبات البديلة في شروح ـ نحو بناء فهم قانوني مشترك”، إلى جانب مراسلة القطاعات الحكومية لتحديد مجالات الخدمة الاجتماعية التي يمكن أن يعمل بها المحكومون.
وفي إطار تطوير البنية التحتية لتنفيذ العقوبات البديلة، كشف الوزير عن العمل على تطوير منصة إلكترونية لتجميع بيانات المجالات الاجتماعية والعناوين، مما يتيح للقضاة اختيار العمل الاجتماعي المناسب للمحكوم عليه بناءً على موقع إقامته.
ويهدف القانون رقم 43.22 إلى إرساء نظام متكامل للعقوبات البديلة، يشمل العمل لأجل المنفعة العامة، المراقبة الإلكترونية، العلاج النفسي أو من الإدمان، والتدابير التقييدية مثل منع الاقتراب من الضحية، فضلاً عن تدابير تصالحية تهدف إلى إصلاح الأضرار الناتجة عن الجريمة.