يمانيون../

تواجه “إسرائيل” حالة من التخبط والإرباك بسبب الدعاوى القضائية المتزايدة ضد جيشها حول العالم بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.

ويتنامى القلق الإسرائيلي من ملاحقات قانونية دولية تطال الجنود والضباط المشاركين في الحرب، مع تصاعد ملاحقات المساءلة القضائية في عدد من الدول.

تصعيد الملاحقات القانونية

تقود مؤسسة “هند رجب”، التي تتخذ من بروكسل مقرًا لها، حراكا قانونيا ضد ضباط وجنود إسرائيليين بتهم تتعلق بجرائم إبادة جماعية ارتكبت في غزة.

تركز المؤسسة على تعقب تحركات الجنود وسفرهم خارج البلاد لتقديم شكاوى قانونية ضدهم في الدول التي يزورونها.

ومنذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، قُدّمت نحو 50 شكوى، ضد جنود إسرائيليين وفتح 12 تحقيقًا في دول مثل البرازيل والأرجنتين وتشيلي وقبرص وتايلاند، حول جرائم ارتكبها الاحتلال في غزة.

ووفق تقديرات إسرائيلية، فإن مؤسسة هند رجب بطلبات اعتقال لما يقرب من ألف ضابط وجندي إسرائيلي يحملون جنسيات مزدوجة في دول من بينها إسبانيا وجنوب أفريقيا.

هند رجب هي طفلة فلسطينية تبلغ من العمر خمس سنوات، استشهدت مع 6 من أقاربها في 29 يناير 2024 نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مركبة كانت تقلها مع عائلتها في حي تل الهوى بمدينة غزة.

استُخدم اسم هند رجب تخليدًا لذكراها في تأسيس مؤسسة “هند رجب” التي تتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرًا لها، بعدما أصبح اسم هند رجب رمزًا للمآسي الإنسانية التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون نتيجة الحروب والاعتداءات الإسرائيلية.

وتركز المؤسسة على محاسبة مرتكبي جرائم الحرب الإسرائيليين، وتُلاحق الجنود والضباط قضائيًا حول العالم بتهم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين في قطاع غزة.

قيود وإجراءات إسرائيلية

وفي محاولة إفشال هذه الجهود، أصدرت هيئة الأركان الإسرائيلية تعليمات فورية بإخفاء هويات العسكريين المشاركين في العدوان على غزة، وفرضت قيودًا على سفرهم للخارج. كما حظرت نشر الصور والفيديوهات التي قد تُستخدم كأدلة في المحافل القضائية الدولية.

وزارة الخارجية الإسرائيلية، بالتعاون مع جهاز الموساد، عملت على تهريب الجنود من الدول التي تُفتتح فيها التحقيقات. كما أُنشئت غرفة طوارئ لمتابعة الدعاوى القضائية، وأطلقت النيابة العسكرية وحدة خاصة لتقديم الاستشارات القانونية للجنود.

مخاوف قانونية متزايدة

وفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، يشكّل الخطر الأكبر على الجنود الإسرائيليين في الدول المناهضة للاحتلال مثل أيرلندا والبرازيل وبلجيكا.

ومنذ بداية الحرب، نشر جنود الاحتلال نحو مليون مادة مرئية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتوثيق جرائمهم والتفاخر بها، وهي مواد يمكن أن تستخدم في ملاحقتهم.

المحامي طال ميرون وصف الوضع بأنه “فخ قانوني”، حيث أصبح الجنود الميدانيون هدفًا للدعاوى القضائية بدلًا من القيادات العليا كما كان في الماضي. أما المحامي شنير كلاين، فنبه أن ممارسات الجنود ليست انحرافًا عن السياسات الإسرائيلية، بل انعكاس لنهج الحكومة والجيش في الحرب.

مع تزايد الانتقادات الدولية لعزل إسرائيل ومنع تسليحها، تبدو حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة تصعيد قانوني غير مسبوق، مما يفرض ضرورة تبني استراتيجية وطنية لمواجهة التحديات القانونية الدولية التي تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.

*المركز الفلسطيني للإعلام

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هند رجب

إقرأ أيضاً:

«أوقفوا الحرب.. جنودنا يقتلون»

خسائر تل أبيب ترفع أصوات معارضى حكومة الاحتلال 

على خلفية مقتل جنود إسرائيليين، صعدت الخسائر التى تلقاها  الاحتلال الإسرائيلي، فى الأسابيع الماضية، فى الكمائن والعمليات العسكرية التى نفذتها المقاومة الفلسطينية، فى شمال قطاع غزة، من الانتقادات والأصوات التى تطالب بوقف الحرب، خاصة بين النخب السياسية والصحفية فى حكومة الاحتلال والشارع الإسرائيلى بشكل عام.
ودفعت إعلانات قوات الاحتلال عن مقتل وإصابة ضباط وجنود، فى شمال غزة،  صحفيين ونخباً سياسية واجتماعية إسرائيلية إلى السؤال مجدداً عن «جدوى استمرار الحرب»، وتوجيه انتقادات للمستوى السياسى على رأسه بنيامين نتنياهو، والقيادة العسكرية خاصة رئيس الأركان هرتسى هليفي.
واعتبر صحفيون ومراسلون عسكريون أن الاستراتيجية التى وضعها رئيس أركان الاحتلال، هرتسى هليفي، وقائد المنطقة الجنوبية للقتال فى غزة «فاشلة»، وتسببت بخسائر فادحة فى صفوف الضباط والجنود، حسب وصفهم.
وكشفت منصات إعلامية تابعة للمستوطنين عن كمين قاتل وقعت فيه قوة من لواء «الناحال»، فى شمال غزة، أدى لمقتل عدد من العسكريين وإصابة آخرين، وأشارت إلى أن ركام المبنى الذى تفجر بالجنود دفن ثلاثة منهم تحته.
وأكد الصحفى الإسرائيلى إيتى لاندسبرغ نيفو أن المستوطنين بتجربة مريرة عاشوها، قبل عقود، خلال احتلال جنوب لبنان، عندما كان الجنود والضباط يتساقطون فى كمائن المقاومة، واعتبر أن ما يجرى فى غزة حالياً هو أضعاف الخسائر فى تلك الفترة.
ووصف غزة بأنها «فيتنام» الخاصة بـ«إسرائيل»، وقال: «الجنود يموتون واحدًا تلو الآخر، يومًا بعد يوم، عبوة أخرى، قناص آخر، مبنى آخر ينهار».
وهاجم الكاتب الإسرائيلى ناحوم برنياع فى مقال على «يديعوت أحرونوت»، قوى المعارضة فى دولة الاحتلال واعتبر أنها خائفة من إعلان موقف واضح من استمرار الحرب التى تسببت بمقتل وإصابة آلاف الجنود والمستوطنين، وقال: «أين المعارضة؟ أين لبيد، غانتس، غولان؟ يعرفون ما أعلمه وأكثر، أين حركة الاحتجاج؟ أين هرتسوغ؟ الخوف من تصويرهم على أنهم مهزومون أو خونة أو يساريون يمنعهم من التحرك».
وأكد أن طموح قوى المعارضة الإسرائيلية هو «الوصول إلى السلطة من خلال موقف وسط»، حسب وصفه، واعتبر أن «لا مكان للوسط فى إسرائيل اليوم بل يجب أخذ موقف واضح».
وأشار إلى تجربة حرب الاستنزاف التى استمرت لمدة 1000 يوم على جبهات القتال المختلفة، عقب حرب 1967، وأضاف: «استمرت الحرب 1000 يوم قُتل خلالها قرابة 1000 إسرائيلى أكثر من ثلثهم على الجبهة المصرية، استغرق الأمر سنوات حتى أدركنا مدى الحماقة التى كنا فيها وكيف فقد أصدقاؤنا أرواحهم وأُصيبوا فى حرب بلا منطق أو هدف».
واعتبر الوزير السابق فى حكومة الاحتلال، إفرايم سنيه، أن «استمرار التواجد العسكرى الإسرائيلى فى غزة سيكون له ثمين ثقيل وفظيع من حياة الجنود».
وهاجم الكاتب الإسرائيلي، عيناف شيف، فى مقال على «يديعوت أحرونوت» المحللين العسكريين الذين قال إنهم «يروجون لإنجازات وهمية للجيش»، قائلاً: «فى المشهد الحالى الذى لا يظهر له نهاية تتصدر هذه الفترة قائمة الحماقات، الصحفيون العسكريون وأشباههم يتحدثون عن إنجازات مهمة نتيجة الدخول الثالث أو الرابع أو ربما الثالث ونصف إلى مناطق فى قطاع غزة التى قيل إنها عولجت قبل شهور» وقال: «المنازل تتهدم والأرواح تتحطم، بينما العائلات التى حظها جيد تعانى فقط من القلق المستمر على أولادها».

مقالات مشابهة

  • جنود في جيش الاحتلال يعترفون بارتكاب جرائم في قطاع غزة
  • جنود إسرائيليون يعترفون بارتكاب جرائم حرب في غزة.. نشعر بالندم
  • جنود للاحتلال يعترفون في رسالة بممارستهم جرائم حرب في غزة
  • «أوقفوا الحرب.. جنودنا يقتلون»
  • ارتفاع حصيلة قتـ.لى جيش الاحتلال الإسرائيلي في عملية بيت حانون لـ4 جنود
  • ارتفاع عدد قتلي الجنود الإسرائيليين في بيت حانون بغزة
  • تفاصيل مقتل 4 جنود وإصابة 10 آخرين من لواء ناحال في كمين ببيت حانون
  • رئيس الكيان المحتل: فقدنا 10 جنود الأسبوع الماضي
  • البث الإسرائيلية: المفاوضات الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية قد تشمل إنهاء الحرب