الرياضة والإعلام.. تكامل مفقود
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
تحدثنا كثيرا عن غياب الإعلام اليمني عن واجهة الأحداث الرياضية الإقليمية والدولية نتيجة قصر فهم مسئولي الإعلام الحكومي والخاص حول الرياضة وأهميتها وكيف يمكن تحقيق الاستفادة المزدوجة من هذه البطولات الرياضية في رفد خزينة وسائل الإعلام بالمال وتقديم خدمة للمشاهد الرياضي.
ومما لا شك فيه أن الرياضة أصبحت أحد أهم الروافد المادية لوسائل الإعلام والعكس صحيح أي أن الرياضة تستفيد بشكل كبير من الإعلام وهكذا فإن المنفعة متبادلة بينهما وكل منهما يكمل الأخر إلا عندنا في اليمن فكل يغني على ليلاه فالرياضة بعيدة عن الإعلام بنفس المسافة التي يبعد الإعلام عنها وفي النهاية الجميع يخسر، ولو كان هناك قدر من الإدراك لدى مسئولينا في القطاعين لتحسنت أمور كثيرة في الجانبين.
ومن المؤكد أن المشاهد اليمني في ظل غياب وسائله الإعلامية عن الأحداث يتحول إلى قنوات ووسائل إعلامية خارجية لمتابعة أي بطولات رياضية وتصبح هذه الوسائل هي المستفيدة بينما نتحجج نحن بقلة الإمكانيات التي تمنعنا من شراء أي حقوق للنقل سواء للمباريات أو الملخصات، لكنهم لا يدركون انهم يمكن أن يشتروا ويستفيدوا لو كان عندهم قليل من الفهم والإدراك ولو أنهم فكروا قليلاً بعقلية التاجر وتخلوا عن عقليتهم العتيقة وتفكيرهم العقيم وما زرع في عقولهم من أن الرياضة لا فائدة منها وأنها مجرد لعبة تلهي الناس عن أمور أخرى.
بالتأكيد أن البطولات التي تقام في مختلف أنحاء العالم ونتابعها عبر وسائل عربية وأجنبية يمكن بقليل من التفكير أن نستفيد منها ونجعل منها دجاجة تبيض ذهباً ونحقق رغبات الشباب في نقل هذه الأحداث ليشاهدوها عبر قنواتهم ووسائلهم المحلية ويمكن أن نستقطب شركات الاتصالات لتكون أحد الشركاء الأساسيين والفاعلين في هذا المجال كما يفعل العالم من حولنا وليس عيباً أن نستفيد من تجارب وخبرات الآخرين بل العيب أن نظل محلك سر فيما الفجوة تزداد بيننا وبين كل من حولنا.
وربما يكون غياب دور الإعلام الرياضي أسهم في التدهور الكبير في جانب اهتمام الإعلام بالرياضة، وفي اعتقادي انه حان الوقت لتغيير مفاهيم قياداتنا الإعلامية عن الرياضة وتغييرها إذا تطلب الأمر وتعيين قيادات جديدة يكون لديها القدرة على إحداث التغيير المناسب في الإعلام بشكل عام والإعلام الرياضي على وجه الخصوص وكذا خلق التنافس بين وسائل الإعلام الرسمية والخاصة وإعادة إحياء دور الإعلام الرياضي ليسهم الجميع في الارتقاء بالرياضة والإعلام لأنهما وجهان لعملة واحدة ومكملان لبعضهما البعض ولابد من التكامل بينهما لتحقيق النجاح الرياضي والإعلامي.. فهل سيظل الإعلام المحلي بعيداً عن الرياضة وتبقى الرياضة بعيدة عن عيون الإعلام ويظل التكامل بينهما مفقود أم أن الأمر سيتغير خاصة مع حكومة التغيير والبناء؟؟ وهذه رسالة نوجهها من هنا إلى وزيري الإعلام والشباب والرياضة لدراسة الموضوع والانطلاق برؤية جديدة آملين أن تصل الرسالة ويتم تحقيق التكامل المطلوب.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري يوضح تأثير النقاط التي لن ينسحب منها الاحتلال جنوب لبنان
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن النقاط الخمس التي اختارها جيش الاحتلال الإسرائيلي للبقاء فيها جنوب لبنان تم اختيارها بدقة متناهية، مشيرا إلى أن هذه النقاط تشكل جزءا من إستراتيجية أمنية جديدة لإسرائيل تهدف إلى حماية مستوطناتها الشمالية ومراقبة الداخل اللبناني.
جاء ذلك في تحليل للمشهد العسكري جنوب لبنان بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من معظم المناطق التي سيطر عليها خلال الأشهر الماضية في جنوب لبنان، حيث أبقى قواته في 5 مناطق إستراتيجية بدعوى حماية المستوطنات القريبة من الحدود.
وأوضح حنا أن هذه النقاط الخمس تم اختيارها بعناية لتكون بمثابة منظومة أمنية متكاملة، حيث توجد في كل نقطة سرية عسكرية تضم ما بين 100 إلى 150 جنديا، مما يمنحها القدرة على حماية العمق الإسرائيلي ومراقبة التحركات داخل الأراضي اللبنانية.
وأضاف أن هذه النقاط تتيح لإسرائيل جمع المعلومات والتصرف بمرونة من دون الحاجة إلى الالتزام الكامل بالقرارات الدولية.
وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الإستراتيجية تشبه إلى حد كبير ما تم تطبيقه في غزة، حيث أنشأت إسرائيل منطقة عازلة ونقاطا أمنية داخلية لضمان أمن مستوطناتها.
إعلان
تعزيز للسيطرة
وأكد أن هذه النقاط الخمس في لبنان ستكون بمثابة وجود مادي وجسدي يعزز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، مع قدرة على التدخل السريع عند الحاجة.
ولفت حنا إلى أن البيان المشترك الصادر عن الرؤساء الثلاثة في لبنان (رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب) أكد على الالتزام بالقرار 1701 واتفاق الطائف، مشيرا إلى أن لبنان يسعى حاليا إلى حل دبلوماسي وقانوني للأزمة عبر التوجه إلى مجلس الأمن الدولي.
ورغم تحذير الأمم المتحدة من أن "أي تأخير" في الانسحاب الإسرائيلي سيعتبر انتهاكا للقرار 1701، أشار حنا إلى أن هذا القرار لم ينجح في تحقيق أهدافه بشكل كامل، وأن الواقع الجديد على الأرض يتطلب تعاملا مختلفا.
وفيما يتعلق بالخطوات المستقبلية، توقع حنا أن تستمر القوات الإسرائيلية في البقاء في هذه النقاط لفترة تتراوح بين شهرين إلى 6 أشهر، مع تعزيز دفاعاتها وحماية المستوطنات القريبة.
وأكد أن التكنولوجيا الحديثة قد تعوض عن الحاجة إلى وجود عسكري مكثف، لكن إسرائيل ما زالت تعتمد على الوجود المادي لضمان أمنها.
وأشار حنا إلى أن الوضع الحالي يمثل ديناميكية جديدة في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل إلى تعزيز وجودها الأمني في جنوب لبنان، بينما يبحث لبنان عن حلول دبلوماسية وقانونية لإنهاء هذا الوجود الذي يعتبره "احتلالا".