تشي التطورات المتسارعة في قطاع غزة باحتمالية التوصل لاتفاق قريب فيما تعكس العمليات التي نفذتها المقاومة خلال الساعات الأخيرة قدرتها على مواصلة القتال ونقله من الشمال إلى الجنوب، برأي خبيرين عسكريين.

فقد بدأ جيش الاحتلال تفكيك عدد من مواقعه في محور نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، وأعاد التموضع في بعض مناطقه، حسب ما أكده مراسل الجزيرة أنس الشريف.

ورفعت قوات الاحتلال العديد من أبراج الإرسال والاتصال وغادرت مناطق بالمحور إلى مناطق أخرى. كما خرجت من عمق مخيم جباليا ومحيط مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي، لكنها لا تزال تقاتل في بيت حانون شمالا، وتسيطر ناريا على كافة مناطق القطاع، وفق الشريف.

إشارة إلى دنو الاتفاق

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أن الاتفاق المرتقب ينص على انسحاب قوات الاحتلال من نتساريم على أن تُخلي محور فيلادلفيا بين غزة ومصر بين المرحلتين الأولى والثانية من الصفقة.

ويمثل نتساريم الممر الذي سيعود عبره النازحون من مناطق الجنوب والوسط إلى مناطقهم في الشمال، وقد أقام جيش الاحتلال منطقة عازلة على مساحة 4 كيلومترات شمال المحور ومثلها في جنوبه، ووضع 14 موقعا عسكريا فيه.

ورجح العميد إلياس حنا أن يكون تفكيك المواقع وإعادة التموضع والانسحاب من بعض المناطق مقدمة لانسحاب بموجب اتفاق يبدو وشيكا، على حد تعبيره.

إعلان

فرغم أن هذه المواقع لم تكن مستدامة وجرت إقامتها لتوفير أماكن راحة الجنود وسبل الاتصال خلال القتال فإن تفكيكها على هذا النحو السريع، ربما يكون دليلا على حركة سريعة للمفاوضات.

وفيما يتعلق بالوضع الميداني، قال العقيد ركن حاتم الفلاحي إن العملية التي نفذتها المقاومة في مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوبي القطاع، "تعكس قدرتها على نقل المعارك من الشمال إلى الجنوب".

ومساء أمس الاثنين، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقاتليها هاجموا قوة إسرائيلية من 25 جنديا في مخيم الشابورة، وأوقعوا جميع أفرادها بين قتيل وجريح.

وقال الفلاحي إن هذه العملية لا تدخل ضمن عمليات الدفاع ولكنها عملية إغارة مدبرة "وتؤكد فعالية منظومة القيادة والسيطرة وقدرتها على إدارة المعارك بما لديها من إمكانيات".

مروحية إسرائيلية تنقل جنودًا مصابين من غزة إلى مستشفى في تلّ هشومير شمال شرق تل أبيب pic.twitter.com/UMHtUFFETR

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) January 13, 2025

وتَكبد جيش الاحتلال خسائر كبيرة أمس الاثنين، حيث أعلن عن مقتل ضابط و4 جنود، وإصابة 8 آخرين خلال معارك في بيت حانون ورفح.

وجاء الإعلان الرسمي، بعد حديث وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل 5 جنود وإصابة 11 آخرين إثر انهيار مبنى على قوات تابعة للجيش بعد تفجيره في بيت حانون.

وفي السياق، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها فجرت آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة زرعت مسبقا في بيت حانون، وأوقعت طاقمها بين قتيل وجريح.

وتواترت -الأيام القليلة الماضية- عمليات المقاومة الفلسطينية في بيت حانون، حيث قتل ما لا يقل عن 10 جنود إسرائيليين خلال 72 ساعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی بیت حانون

إقرأ أيضاً:

اللواء الصمادي: استمرار صواريخ المقاومة إعجاز يسقط سردية الاحتلال

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الركن محمد الصمادي إن الرشقة الصاروخية التي أطلقتها كتائب القسام تجاه مستوطنة نير إسحاق تكشف هشاشة السردية الإسرائيلية بشأن السيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة، وتؤكد أن المقاومة ما زالت تمتلك زمام المبادرة رغم شدة الحصار والضربات الجوية.

وأضاف الصمادي في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة أن توقيت العملية يحمل رسالة مزدوجة؛ فمن جهة يثبت فشل الاحتلال في فرض السيطرة على محاور التوغل جنوب القطاع، ومن جهة أخرى يوجه صفعة إعلامية لادعاءات الجيش الإسرائيلي بإحكام قبضته على منطقة رفح، جنوب القطاع.

وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد أعلنت أنها أطلقت رشقة صاروخية قصيرة المدى من منظومة "رجوم" باتجاه مستوطنة نير إسحاق في غلاف غزة، في حين قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القبة الحديدية اعترضت 3 صواريخ دون وقوع إصابات.

وأشار الصمادي إلى أن هذه الصواريخ، رغم محدودية مداها التدميري، فإنها تشكل في العلم العسكري "إعجازا ميدانيا"، إذ أُطلقت بعد أكثر من 40 يوما من الحصار المتواصل و26 يوما من استئناف العمليات القتالية، مما يعكس قدرة المقاومة على الحفاظ على منظومة نارية فعالة.

إعلان

وأوضح أن المستوطنة المستهدفة لا تبعد سوى 3.5 كيلومترات عن حدود القطاع، وهي نقطة قريبة نسبيا، مما يشير إلى أن المقاومة ما زالت قادرة على استخدام تكتيكات الإرباك الناري واستهداف مناطق التحشد والتجمعات العسكرية القريبة من الغلاف.

وقال الصمادي إن صواريخ "رجوم" القصيرة المدى لا تعترضها عادة القبة الحديدية، وهذا ما يعزز فاعلية استخدامها كأداة تكتيكية لإرباك العدو في نقاط التماس، مشيرا إلى أن تل أبيب لا يمكنها أن تزعم بوجود أمان حقيقي في مستوطنات الغلاف ما دامت المقاومة تحتفظ بهذه القدرة.

ورأى أن استمرار إطلاق هذه الصواريخ يوجه رسالة ضمنية بأن "لا أمن في الغلاف"، وأن قدرة المقاومة على الفعل في ظل الإطباق الميداني والجوي ما زالت قائمة، وهو ما يضرب المنطق الإسرائيلي في العمق، ويثير الشكوك حول جدوى العمليات التوسعية في رفح ومحيطها.

جدوى محور موراغ

وحول جدوى إنشاء ما يسمى بمحور "موراغ" الذي أعلن الجيش الإسرائيلي عن استكمال السيطرة عليه مؤخرا، في ظل إطلاق هذه الرشقات، أكد الصمادي أن ذلك لم يمنع المقاومة من تنفيذ عملياتها، حتى وإن ساعد الاحتلال في تقسيم القطاع.

وأوضح أن "المحور" الذي يفصل خان يونس عن رفح يمتد على طول 10 كيلومترات، ويشكل عسكريا 20% من مساحة قطاع غزة، وهو ما يفسر محاولات إسرائيل توظيفه كمنطقة عازلة قابلة للتحول إلى قاعدة لوجستية لعمليات مستقبلية ضد المقاومة.

وأشار إلى أن هدف إسرائيل من إنشاء هذا المحور هو تفكيك القطاع إلى كنتونات معزولة لفرض سيطرة أمنية جزئية، وهو ما يتيح لها الضغط على المقاومة جغرافيا وسياسيا، ومحاولة تكريس واقع تقسيمي يخدم رؤيتها الإستراتيجية.

ولفت إلى أن الاحتلال يسعى لتحويل المكاسب التكتيكية المحدودة التي يحققها ميدانيا إلى مكاسب إستراتيجية طويلة الأمد، من خلال فرض وقائع جديدة على الأرض، مشيرا إلى أن هذا المنحى يُعد من أخطر المسارات في العقيدة الأمنية الإسرائيلية.

إعلان

ويرى الصمادي بالقول إن سلوك الاحتلال في جنوب القطاع يكشف عن نية واضحة في تكريس الاحتلال الفعلي عبر السيطرة على الأرض وتحويلها إلى مناطق عازلة، مؤكدا أن المقاومة ما زالت قادرة على إرباك هذه الحسابات عبر أدواتها القتالية المحدودة والفعالة.

جدير بالذكر أنه في مطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ سريانه يوم 19 يناير/كانون الثاني 2025 بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي.

وإذ التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل نتنياهو (المطلوب للعدالة الدولية) من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، استأنفت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 166 ألفا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • معدلات إنتاج «النفط والغاز والمكثفات» خلال الساعات الماضية
  • بعد مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال.. سرايا القدس تعلن قنص قنّاص إسرائيلي بحي الشجاعية
  • عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها يدخل يومه الـ84
  • استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف الاحتلال لمنزل شرق خان يونس
  • خبير عسكري: هذه رسائل القسام من عودة تفجير المنازل المفخخة
  • اللواء الصمادي: استمرار صواريخ المقاومة إعجاز يسقط سردية الاحتلال
  • مسئول روسي: القضاء على 165 جنديا أوكرانيا خلال الـ 24 ساعة الماضية
  • الشهري راضٍ عن التعادل مع الهلال ويؤكد: لا أفكر في مستقبلي حالياً
  • ما الاحتمالات في إصابة جندي لواء غولاني جنوبي غزة؟
  • وصول 132 شهيداً ومصاباً إلى مستشفيات غزة خلال الـ24 ساعة الماضية