” الضوضاء الإعلامية وحارس الفيحاء”
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
عالم كرة القدم، تتجاوز منافساته حدود المستطيل الأخضر؛ لتصبح مسرحًا لصراعات إعلامية محتدمة، حيث تُفسَّر الكثير من الأحداث؛ وفق أهواء وانتماءات متابعيها، وفي الجولة الرابعة عشرة من دوري روشن السعودي، تجلت أمامنا مشاهد حافلة بالتحديات والإثارة، كان بطل السيناريو حارس الفيحاء (البنمي) رلاندو موسكيرا، الذي خطف الأضواء بتألقه اللافت أمام الاتحاد؛ ليصبح حديث الشارع الرياضي، لكنه في الوقت ذاته سلّط الضوء على ازدواجية المعايير في التعامل الإعلامي مع الأحداث.
موسكيرا، بعد أن تصدى ببسالة لضربتي جزاء من نجمي الاتحاد كريم بنزيما وحسام عوار، وأفسد كل محاولات الخصم للظفر بنقاط المباراة، وفي الوقت ذاته عادت صدارة الدوري للهلال، ليشعل التساؤلات حول ردة الفعل لو كانت الظروف مغايرة، وكان الزعيم هو من حصل على ضربتي جزاء، أو تم تمديد الوقت بدل الضائع لصالحه، اللافت للنظر أن الكثير من التحليلات الإعلامية تغيب أو تصمت تمامًا عندما تكون القرارات أو الأحداث في صالح بعض الأندية؛ فعلى سبيل المثال في مباراة النصر والأخدود، مرّت حادثة” كوع” إيمريك لابورت مرور الكرام على أغلب وسائل الإعلام الرياضية، والأكيد كان يفترض أن تشهر له البطاقة الحمراء عند الدقيقة الثامنة، وهي لحظة من شأنها تغيير مسار المباراة بالكامل، أيضًا ضربة الجزاء التي احتسبت للنصر.. الكثير من النقاد التحكيميين يرون عدم وجاهتها، عمومًا غاب الصخب الإعلامي، وهذا يعكس مدى التأثير الكبير للانتماءات في تغطية وتحليل الكثير من الأحداث الرياضية، وعلى النقيض نرى كيف يتم تضخيم بعض القرارات، التي تُعتبر لصالح الهلال، رغم أنها ضمن إطار القانون وتتعدد الانتقادات وتُثار زوبعات حول ضربات جزاء، أو قرارات تحكيمية، أو حتى أوقات بدل الضائع؛ بغض النظر عن كونها صحيحة أم لا، في محاولة للتقليل من نجاحات الفريق وتميزه،
عودة إلى مواجهة الفيحاء والاتحاد، كان الحارس الأمين موسكيرا حائط الصد الأول أمام محاولات هجوم العميد، بل وأكثر من ذلك فقد تصدى لضربتي جزاء، في موقف يُعد استثنائيًا في مسيرة الحراس هذه اللحظات القاتلة أجهضت طموحات الاتحاد بالعودة للصدارة، لتتحول الأنظار سريعًا نحو الهلال، الذي استغل الفرصة وعاد للقمة، لكن اللافت هنا هو غياب الضوضاء الإعلامية المعتادة عند الحديث عن الوقت بدل الضائع في المباراة، أو أداء الاتحاد ولم نسمع محللين تحكيميين، أو برامج رياضية ينددون أو ينتقدون الحكام، كما يحدث عندما يتعلق الأمر بالهلال، هذا الصمت يثير التساؤلات حول النزاهة الإعلامية عند البعض، ومدى قدرة المحللين على تقييم الأمور بموضوعية بعيدًا عن الانتماءات. كرة القدم السعودية تعيش صراعات إعلامية عند الكثير، وتُبنى فيها الروايات على أسس الانتماء أكثر من الموضوعية. وعندما يتعلق الأمر بالهلال، نجد أن كل تفصيلة صغيرة تُفسَّر كأنها تفضيل غير عادل، لكن على الجانب الآخر تغيب الانتقادات عندما تتضرر فرق أخرى، أو عندما تتساهل القرارات لصالح فرق بعينها، مثل هذه الازدواجية لا تساهم فقط في تشويه المشهد الرياضي، بل تؤثر أيضًا على متعة المتابعة الجماهيرية، ويصبح النقاش حول المباريات بعيدًا عن الفنيات والمهارات، ليتحول إلى صراعات كلامية لا تنتهي.
تألق الحارس موسكيرا في مواجهة الاتحاد مثالٌ حي على قدرة اللاعبين على صناعة الفارق وسط الضغوط الكبيرة لكن في ذات الوقت، كان الحدث فرصة جديدة لكشف ازدواجية بعض الإعلام الرياضي الذي يضخم الأمور حسب أهوائه ويصمت متى شاء. عودة الهلال للصدارة كانت بفضل تعثر المنافسين وتألق لاعبيه، ولا يمكن للضوضاء الإعلامية أن تُقلل من ذلك، وبينما يحاول البعض التشكيك أو التقليل من تفوق الهلال، وتبقى لغة الملعب هي الفيصل، والحقيقة واضحة بأن هذا الفريق من يجيد استغلال الفرص، وتحقيق مكتسباته على أرض الواقع رغم المد الإعلامي المترامي الذي يحاول التقليل من مكتسباته.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: عبدالمحسن الجحلان الکثیر من
إقرأ أيضاً:
الهلال يخطف صدارة الدوري السعودي
حقق الهلال فوزا عريضا على مضيفه العروبة 5-0 ضمن منافسات المرحلة الرابعة عشرة من الدوري السعودي لكرة القدم.
سجل خماسية الهلال البرتغالي روبين نيفش (16 من ركلة جزاء) وعلي البليهي (48) والبرازيلي رينان لودي (68) ومواطنه ماركوس ليوناردو (75 و78).
ورفع الهلال رصيده إلى 37 نقطة ليحتل صدارة الترتيب مستفيدا من تعادل الاتحاد مع الفيحاء. وفي المقابل، تجمد رصيد العروبة عند 13 نقطة واحتل المركز الرابع عشر.
وصالح الهلال جماهيره عقب الخسارة أمام الاتحاد بركلات الترجيح ليودع مسابقة كأس الملك من الدور ربع النهائي، بعدما احتفظ الفريق باللقب في آخر نسختين.
وبدأ الهلال المباراة بضغط كبير من أجل تسجيل هدف مبكر وبالفعل تمكن نيفيش من قص شريط أهداف الفريق من ركلة جزاء (16) لينتهي الشوط الأول بتقدم الهلال 1-0.
وواصل الهلال الضغط واستغلال الثغرات في دفاع العروبة وسجل المدافع البليهي الهدف الثاني مع انطلاق الشوط الثاني (48). وسجل لودي هدف الهلال الثالث مدونًا مساهمته التهديفية التاسعة بقميص الفريق في الموسم الجاري (68).
واختتم البرازيلي ماركوس ليوناردو مهرجان أهداف الهلال في مرمى العروبة بهدفين الرابع والخامس (75 و78).
وافتقد الهلال في مباراة العروبة عددا كبيرا من عناصره الأساسية في مقدمتهم الصربي الكسندر ميتروفيتش هداف الدوري بـ 12 هدفا وسالم الدوسري قائد الفريق بداعي الإصابة.
وفي مباراة ثانية، خسر الاتحاد نقطتين ثمينتين في سباق الصدارة اثر تعادله 1-1 أمام ضيفه الفيحاء.
تقدم الفيحاء بهدف سجله لاعبه الزامبي فاشيون ساكالا (90+1)، ثم عادل فواز الصقور النتيجة للاتحاد (90+3).
ورفع الاتحاد رصيده إلى 37 نقطة ليتراجع إلى المركز الثاني خلف الهلال الذي يتصدر بفارق الأهداف، فيما رفع فريق الفيحاء رصيده إلى 9 نقاط ولكنه مازال في المركز 17 قبل الأخير.
وشهدت المباراة إهدار ركلتي جزاء الأولى (57) حين تصدى الحارس البنمي اورلاندو موسكيرا حارس مرمى الفيحاء لركلة سددها الفرنسي كريم بنزيمة بعدما احتسبها الحكم بداعي وجود لمسة على أحد لاعبي الفيحاء، والثانية عندما احتسب الحكم مجددا (86) ركلة جزاء أخرى للاتحاد بداعي وجود لمسة يد وعاد حارس الفيحاء مجددا للتصدي لركلة جزاء الجزائري حسام عوار (88).
وأوقف الفيحاء بهذا التعادل سلسلة انتصارات الاتحاد والتي استمرت 9 مباريات منذ الخسارة أمام الهلال 3-1 في سبتمبر الماضي.
من جانبه، رد التعاون اعتباره أمام القادسية وفاز عليه بملعبه بنتيجة 3-0.
وسجل أهداف التعاون الغامبي موسى بارو (1 و75)، ووليد عبد الوهاب (33).
وكان التعاون قد خسر على ملعبه أمام القادسية بنفس النتيجة ليودع الفريق كأس الملك من الدور ربع النهائي.
ورفع الفوز رصيد التعاون إلى 21 نقطة في المركز الثامن بفارق نقطة عن الرياض صاحب المركز السابع.
وتوقف رصيد القادسية عند 28 نقطة في المركز الرابع بفارق الأهداف عن النصر صاحب المركز الثالث.