مفاوضات التهدئة في غزة تدخل «مرحلة الحسم»
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
حسن الورفلي، دينا محمود (غزة، لندن)
أعلن مسؤولون، أمس، أن الوسطاء الأميركيين والعرب حققوا تقدماً كبيراً نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن عشرات الأسرى والرهائن في قطاع غزة، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.
وأكد 3 مسؤولين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، تحقيق تقدم، مشيرين إلى أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة لإنهاء أكثر من 15 شهراً من القتال الذي أدى إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأضافوا أن المفاوضين الإسرائيليين وممثلي «حماس» سيقدمون الاتفاق إلى قادتهم للحصول على الموافقة النهائية.
وأشاروا إلى أن الوسطاء سلموا مسودة الاتفاق لكلا الطرفين، وأن الساعات الـ24 المقبلة ستكون حاسمة.
واعتبرت دوائر سياسية وتحليلية غربية، أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع، أصبح الآن ضرورياً أكثر من أي وقت مضى، داعية المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع الكارثة الإنسانية المتفاقمة في هذا الجيب الساحلي، على أنها حتمية ولا مخرجَ قريباً منها.
وحذرت هذه الدوائر، من خطورة تراجع الاهتمام العالمي، بما يكابده أهل غزة من معاناة غير مسبوقة، وذلك بعدما طال أمد الأزمة ليتجاوز 15 شهراً، مشيرة إلى أن تردي الوضع الإنساني في القطاع، بلغ الآن حد وفاة الرُضع بوتيرة متسارعة جراء البرد القارس، وسط ظروف متردية يعيش في ظلها مئات الآلاف من النازحين.
وبحسب الخبراء، بات الغزيون في أمس الحاجة للتوافق على هدنة تُسكت المدافع، وتفتح الباب أمام وصول مزيد من الإمدادات الإغاثية إليهم، خاصة بعدما أفادت تقديرات كشف عنها مؤخراً مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بأن ما سُمِحَ بإدخاله من مساعدات خلال ديسمبر لم يتجاوز حمولة 2205 من الشاحنات، برغم أن إسرائيل تقول إن العدد فاق الخمسة آلاف. أخبار ذات صلة
وفي فترة ما قبل الحرب، عندما كانت الاحتياجات الإنسانية أقل من الآن بكثير، كان القطاع - الذي يعاني 91% من سكانه الآن من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي - يستقبل شهريا نحو 15 ألف شاحنة.
فضلاً عن ذلك، أكدت منظمات إغاثية غربية، أن عدد شاحنات الإغاثة، التي سُمِحَ لها بتوزيع ما تحمله من إمدادات في المناطق الشمالية من غزة، في الفترة ما بين أكتوبر وأواخر ديسمبر الماضي، لم يتعد 12 شاحنة لا أكثر.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة «الأمة» في غزة، الدكتور حسام الدجني، رصده لعدة عوامل تعزز فكرة التوصل إلى صفقة في القريب العاجل منها وصول المبعوث الخاص للرئيس الأميركي المنتخب إلى قطر وإسرائيل، وإصراره على تنفيذ وعوده بإنجاز صفقة قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض.
أوضح الدجني، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن ترامب قادر على المناورة والضغط على نتنياهو للقبول بإنجاز صفقة غزة، مشيراً إلى أن المزاج العام الإسرائيلي يطالب بضرورة التوصل لصفقة ووقف الحرب، لافتاً إلى أن المفاوضات تعثرت خلال الفترات الماضية نتيجة 4 عقبات، منها الصياغة الخاصة بوقف إطلاق النار، وتمسك إسرائيل بالتواجد داخل غزة بعمق 1500 متر، وآلية الإفراج عن الأسرى، وإصرار إسرائيل على الانسحاب من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من الاتفاق وليس الأولى، كما تطلب «حماس».
من جانبه، أكد الباحث السياسي الفلسطيني الدكتور عزام شعث، أن سكان غزة يترقبون أن تثمر الوساطة المصرية والقطرية اتفاقاً لوقف إطلاق النار تتوقف بموجبه الهجمات، موضحاً أن عوامل عدة تدفع الطرفين إلى التوصل إلى الاتفاق المحتمل، ومنها الضغوط الداخلية والخارجية على إسرائيل بدءاً من ضغوط الموالاة والمعارضة وذوي الرهائن المحتجزين في القطاع، وأهالي الجنود الذين يخدمون في القطاع، وصولاً إلى ضغوط الإدارتين الأميركيتين.
وأكد الدكتور عزام شعث، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن «حماس» تواجه ضغوطاً شعبية من سكان القطاع، تدعوها إلى ضرورة التوصل لاتفاق ينهي الحرب، خصوصاً في ضوء الخسائر الفادحة التي لحقت بأهالي القطاع.
وأشار الباحث الفلسطيني إلى أن هذه العوامل التي تدفع إلى الاتفاق بين الطرفين قد تواجه بتحديات في ناحية الإجراءات الفعلية لتنفيذ الاتفاق، خاصة بعد أن غيّرت إسرائيل في حربها «وجه غزة» بتهجير سكانها داخلياً، وتوسيع المناطق الحدودية العازلة في شمال وشرق القطاع، وشق الممرات العسكرية الأربعة، وإقامة البنى التحتية العسكرية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: هدنة غزة غزة قطاع غزة فلسطين إسرائيل التوصل إلى فی القطاع إلى أن
إقرأ أيضاً:
حماس: لغة التهديد والوعيد التي يستخدمها ترامب ونتنياهو لا تخدم تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار
أكدت حركة حماس، أن التصريحات التصعيدية الصادرة عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيق جهود تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أن "الوفد المتواجد في القاهرة يعمل على تجاوز العقبات التي يضعها الاحتلال، وضمان تنفيذ الاتفاق بكامل بنوده".
وأشار إلى أن الوسطاء يواصلون الضغط على إسرائيل للالتزام بالبروتوكول الإنساني، واستئناف عملية تبادل الأسرى يوم السبت.
وشدد القانوع على أنها "غير معنية بانهيار الاتفاق"، مؤكدةً التزامها بتطبيقه بالكامل، وضرورة إلزام الاحتلال بتنفيذ تعهداته.
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تشهد تقدمًا ملحوظًا، مع تأكيدات على تنفيذ عملية تبادل أسرى جديدة يوم السبت المقبل.
وذكرت التقارير أن ثلاثة إسرائيليين سيتم إطلاق سراحهم وفقًا للاتفاق، بينما يُتوقع أن تبدأ إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية التي تعيق وصولها إلى شمال قطاع غزة.
وفي هذا السياق، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اليوم اجتماعًا أمنيًا في مقر القيادة الجنوبية للجيش، لمناقشة تطورات الوضع في غزة وتقييم مدى التزام الأطراف بتنفيذ الاتفاق.
كما نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصادر فلسطينية أن حماس وإسرائيل، عبر وسطاء، توصّلتا إلى تفاهم يقضي بتنفيذ عملية التبادل يوم السبت كما هو مخطط.
وأكدت المصادر ذاتها أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة سيشهد زيادة، تشمل الخيام والوقود والمعدات الطبية، بينما لا تزال مسألة إدخال الكرفانات مرتبطة بعملية إنتاجها في مصر، مما يعكس استمرار الجهود لتوسيع نطاق الدعم الإنساني للقطاع.
من جانبه، أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، تأجيل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين حتى إشعار آخر، مشيرًا إلى أن القرار جاء بسبب عدم التزام الجيش الإسرائيلي ببنود الاتفاق السابق وعدم تنفيذ بعض الاستحقاقات المتعلقة بالأسابيع الماضية.
وأثار هذا الإعلان موجة غضب داخل إسرائيل، وسط دعوات متزايدة للضغط على الحركة، فيما لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية استئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة إذا تعثرت جهود تنفيذ الاتفاق.
وأشار أبو عبيدة إلى أن الحركة رصدت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية العديد من الانتهاكات من قبل الجيش الإسرائيلي، أبرزها تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، حيث تعرضوا للقصف والاستهداف بالرصاص، إضافة إلى منع إدخال المواد الإغاثية، وهو ما يتعارض مع ما تم الاتفاق عليه مسبقًا.
Related "صحراء النقب أولى بالفلسطينيين من مصر والأردن" هكذا رد عرب أمريكا على خطة ترامب بشأن غزةترامب يجدد خطته لتهجير سكان غزة.. والعاهل الأردني يترقب موقف القادة العربنفايات غزة تتكدس.. والأمم المتحدة تحذر من كارثة صحية وبيئيةفي المقابل، أكد أن حماس التزمت بكافة بنود الاتفاق، بينما تواصل إسرائيل المماطلة في تنفيذ التزاماتها.
وفي سياق متصل، كشف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن ما وصل من الخيام يقدر بنحو 40% فقط من إجمالي 200 ألف خيمة مطلوبة بشكل عاجل، ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية التي يواجهها النازحون.
كما أوضح رئيس بلدية رفح، أحمد الصوفي، أن 60% من المدينة لا تزال تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، فيما تتعرض العديد من المنازل للتدمير، بينما يستمر إطلاق النار نحو المناطق المصنفة "آمنة"، مما يهدد حياة المدنيين ويعيق جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شح المساعدات يدفع سكان غزة للركض وراء شاحنات الإغاثة علّهم يظفرون ببعض الغذاء والدواء كوريا الشمالية تنتقد خطة ترامب بشأن غزة وتصفها بالـ "سخيفة" هل تنتهك خطة دونالد ترامب بشأن غزة القانون الدولي؟ غزةدونالد ترامبحركة حماسالصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطينبنيامين نتنياهو