مليشيا الحوثي تستبعد 5 آلاف تربوي من كشوف "نصف الراتب" في عمران
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
كشفت وثيقة صادرة عن مكتب التربية والتعليم في محافظة عمران، شمالي اليمن، استبعاد نحو 5 آلاف موظف تربوي منتظم من كشوف "نصف الراتب" لشهر ديسمبر 2024.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان مليشيا الحوثي بدء صرف نصف راتب للموظفين ابتداءً من يناير الجاري، وسط أنباء عن استبعاد 250 ألف موظف حكومي.
الوثيقة، التي حملت توقيع مدير مكتب التربية المعيّن من مليشيا الحوثي، زيد رطاس، ووجّهت إلى وزير التربية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، حسن الصعدي، كشفت عن إزالة 4773 موظفاً من كشوف المرتبات، بينهم كادر إداري وموجهون ومفتشون يعملون بانتظام في مكتب التربية بالمحافظة.
وطالبت المذكرة بإعادة صرف مرتبات الموظفين المستبعدين أسوة بزملائهم في المكاتب الأخرى، محذرةً من تداعيات خطيرة على سير العمل الإداري والفني والتعليمي نتيجة هذا القرار.
من جهته، دعا نادي المعلمين اليمنيين مديري مكاتب التربية في المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي إلى التحرك لتحمل مسؤولياتهم، والضغط على الجهات المعنية لإعادة صرف رواتب جميع الموظفين.
وأكد النادي أن استثناء هذه الفئة يعكس سوء إدارة وغياب رؤية شاملة لحل الأزمة، مما يزيد من معاناة الموظفين في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وكانت حكومة مليشيا الحوثي غير المعترف بها قد أعلنت في ديسمبر/كانون الأول، مشروع قانون لصرف نصف مرتب للموظفين الحكوميين مع بداية العام الجديد، وهي خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة لتهدئة الغضب الشعبي في ظل تصاعد الأزمات الاقتصادية والمعيشية، خاصة مع التطورات الإقليمية الأخيرة التي أثرت على المحور الإيراني الداعم للمليشيا أبرزها سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی
إقرأ أيضاً:
تعليم القرآن بالمغرب.. طرق تقليدية تحافظ على وجودها
يعتمد المغرب الكثير من الطرق والأنظمة التقليدية للحفاظ على جهود تعليم وتحفيظ القرآن وزيادة أعداد القراء والحفاظ، وما زالت هذه الطرق تجد القبول والانتشار رغم ظهور تقنيات حديثة ووسائل متطورة.
من هذه الطرق: "التعليم العتيق" (التقليدي) وهو نظام يوفر مواد تعليمية لحفظ القرآن وتلقين العلوم الشرعية، بالإضافة إلى مواد أخرى مثل اللغة العربية والرياضيات وغيرها من العلوم.
ومنها أيضا نظام "الشرط" المعتمد بعدد من البلدات والقرى بالمغرب، وهو اتفاق بين الإمام والجماعة (مجموعة من الأفراد مكلفين بإدارة شؤون المسجد) للقيام بوظيفة إمامة المسجد وتحفيظ القرآن.
كما يقوم الإمام والمؤذن إلى جانب مواطنين بقراءة حزبين بشكل يومي بالمساجد، وهو ما يعرف في المملكة بـ"الحزب الراتب".
ويرى الباحث بالشأن الديني محمد بولوز أن العناية بالقرآن الكريم في المغرب تعتبر من أبرز مظاهر الاهتمام بالدين، مضيفا أن الاهتمام بالقرآن يأخذ عدة أشكال مثل الكتاتيب والتعليم العتيق والحزب الراتب والشرط.
** العناية بالكتاب
وفي حديث للأناضول قال بولوز إن العناية بالقرآن الكريم في المغرب تعتبر من أبرز مظاهر الاهتمام بالدين، إذ يتميز المغاربة منذ قرون بتقدير كبير لكتاب الله تعليما وحفظا.
وأضاف بولو، وهو عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: "تتنوع تلك العناية وتأخذ عدة أشكال مثل: تعليم الأطفال القرآن الكريم منذ سن مبكرة من خلال الكتاتيب القرآنية، وتعليمه وتدريس علومه في المدارس العتيقة، وقراءة الحزب الراتب في المساجد وبعض الزوايا، وكذا العناية به من خلال ما يسمى بشرط الفقهاء والأئمة والحفاظ وخصوصا في البوادي والقرى".
وقالت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إن عدد الكتاتيب القرآنية في المغرب بلغ 12 ألفا و290 كتابا عام 2024، منها 67 بالمئة توجد في القرى.
وأوضحت الوزارة أن 92 بالمئة من هذه الكتاتيب توجد بالمساجد، ويدرس فيها أكثر من 457 ألف تلميذ، نصفهم من الإناث، ويشرف على تحفيظهم القرآن 14 ألفا و551 محفظا، 64 بالمئة منهم من أئمة المساجد.
واعتبر بولوز أن من مظاهر العناية بالقرآن أيضا "تنظيم الفعاليات الثقافية والمسابقات القرآنية والبث الإذاعي والإعلامي والعمل الجماعي المتخصص في القران الكريم، وكذا عناية بعض الزوايا والطرق الصوفية به، واهتمام المشرفين على المكتبات به من خلال حفظ مخطوطاته التاريخية، والجهود الرسمية في طباعة المصحف الشريف وتوفيره ونشره وغير ذلك من أشكال العناية والاهتمام".
** الحزب الراتب
وأوضح بولوز أن" قراءة الحزب الراتب بالمساجد تعتبر من الممارسات العريقة التي تعود إلى العصر الموحدي (دولة الموحدين) في القرن السادس الهجري".
وأشار إلى أن الحزب الراتب أضحى جزء من النظام اليومي الذي يتبعه الكثير من المغاربة لتلاوة القرآن، حيث يتم تقسيم القرآن إلى حزب الصباح بعد صلاة الفجر، وحزب آخر خلال المساء بعد صلاة المغرب (يكون بعد العصر في رمضان)، حيث يختم القرآن مرة كل شهر في مساجد المملكة".
وأوضح أن كل هذا يجعل الناس في صلة مستمرة مع كتاب الله.
وخلال 2024، طبعت "مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف" 350 ألف نسخة من المصاحف، مع مراعاة حاجيات المساجد، وضعاف البصر، وبأحجام متنوعة لتلبية احتياجات مختلف شرائح المجتمع والمؤسسات والهيئات الحكومية والجمعيات غير الحكومية"، وفق وازرة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
** نظام الشرط
وبحسب بولوز فإن نظام الشرط من الأنظمة التقليدية التي اعتمدها المغاربة لضمان تعليم القرآن الكريم وحفظه، حيث يتم التعاقد بين جماعة القرية والأئمة والحفاظ بناء على شروط مثل إمامة الناس في الصلوات وصلاة الجمعة وتعليم الصبيان القرآن وأحيانا القيام بمختلف المهام الدينية.
وأوضح أن نظام الشرط يعد أحد الأنظمة العريقة التي اعتمدها المغاربة لضمان استمرار تعليم القرآن الكريم والعناية بالعلماء وحفاظ القرآن.
وبحسب الباحث المغربي، فإن هذا النظام كان بمثابة عقد بين الجماعة وحفاظ القرآن الكريم، حيث توفر الجماعة دعما ماديا يتم توزيع أعبائه على سكان القرية وأسرها.
ويختلف ذلك بحسب مناطق المغرب، فيكون بالتزام وجبات يومية "للفقيه" وخصوصا إذا كان وحيدا بغير أسرة، كما يلتزم له بقدر من المحصول الزراعي سنويا، وقد يكون معه قدر مالي سنوي أو شهري، وعلى الإمام أو "الفقيه" القيام بمختلف المهام الدينية حسب الاتفاق، وفق بولوز.
وحسب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، يصل عدد المساجد في البلاد إلى 51 ألف مسجد، 72 بالمئة منها تقع في المناطق القروية.
** التعليم العتيق
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب قالت إن عدد مدارس التعليم العتيق بلغت 285 مدرسة خلال 2024، نصفها بالقرى.
وأضافت الوزارة في تقرير أن أكثر من 29 ألف طالب يتابعون دراستهم بهذه المدارس، في حين يبلع عدد المعلمين 3868.
وأشار الباحث إلى أن "التعليم العتيق يعتبر من أبرز مكونات الحفاظ على الهوية الإسلامية والثقافية، حيث يعد أحد أقدم الأنظمة التعليمية في البلاد، ويركز بشكل رئيسي على تحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الشرعية واللغوية".
ويرى بولوز أن المدارس العتيقة تعد مراكز رئيسية لتحفيظ القرآن، وقد قامت الدولة المغربية بإدخال إصلاحات على التعليم العتيق لدمجه مع النظام التعليمي العام.
ومثال على ذلك فقد تم إنشاء "المجلس الأعلى للتعليم العتيق" للإشراف على هذه المدارس وتطوير مناهجها، وكان من أهم الإصلاحات الاعتراف ببكالوريا (الثانوية العامة) التعليم العتيق، وهذا فتح بابا كبيرا في دمج أطر هذا النوع من التعليم في التعليم العالي والحياة الوظيفية العامة، وأصبح رافدا مهما في تكوين أساتذة التربية الإسلامية والعلوم الشرعية في التعليم العام، وفق المتحدث.