تشير التطورات السياسية المتسارعة إلى قرب التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسط تساؤلات بشأن أسباب ارتفاع منسوب التفاؤل هذه المرة، ودلالات ذلك مع قرب تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويرى الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى أن الصفقة المطروحة تدل على أمرين اثنين، الأول مركزية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والثاني رغبة الائتلاف اليميني في الإبقاء على الحكومة وليس إسقاطها.

وأعرب مصطفى عن قناعته بأن نتنياهو ماطل في الموافقة على الصفقة رغم تشابه بنودها مع ما كان يُطرح في مايو/أيار ويوليو/تموز الماضيين، انتظارا لعودة ترامب إلى البيت الأبيض، إضافة إلى زيادة ضغط المجتمع الإسرائيلي لوقف الحرب على غزة.

وفي اتصال هاتفي بينهما، ناقش أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الأميركي جو بايدن التطورات المتعلقة بمفاوضات غزة، واتفقا على مواصلة التنسيق مباشرة ومن خلال فرقهما بهذه المرحلة الحرجة من المفاوضات.

وسبق ذلك، استقبال أمير قطر مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، ومنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك، إضافة إلى وفد من حماس، وبحث مع هذه الأطراف آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.

إعلان

ووفق الخبير بالشأن الإسرائيلي، فإن إسرائيل وحماس ستحصلان في المرحلتين الأولى والثانية على مطالبهما، إذ تستعيد الأولى أسراها من غزة مقابل الانسحاب من قطاع غزة ووقف القتال لـ90 يوما.

وبرأي مصطفى، تبقى المرحلة الثالثة حاسمة لأنها تناقش مستقبل قطاع غزة السياسي باعتباره جزءا أساسيا من أهداف الحرب الإسرائيلية، خاصة أن إسرائيل تعتقد أنها دمرت بنية حماس العسكرية وستستعيد أسراها المحتجزين.

ووصف هذه المرحلة بأنها لغم قد يفجر الموقف لاحقا، إذ لا تقبل إسرائيل بعودة حماس أو السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع، مشددا على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وضمان الوسطاء والإقليم عدم استغلال إسرائيل ذلك.

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة أن المقاومة كانت دوما مع إبرام اتفاق يوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقدمت بعض التنازلات في المفاوضات مثل ملف المجندات ولائحة الأسرى الأحياء لتفويت الفرصة على نتنياهو.

ووفق الحيلة، فإن هناك إصرارا فلسطينيا على وجود ضامن لوقف الحرب، منبها في هذا الإطار إلى إشارات تؤكد ذلك مثلما ورد في بيان الديوان الأميري القطري حول هدنة طويلة الأمد.

وما يعزز هذه الإشارات -وفق الحيلة- فشل نتنياهو بتحقيق أهدافه العسكرية وجيشه المنهك، لافتا إلى صعوبة استئناف الحرب بسبب توقعات بتعاظم الخلافات في البيت الداخلي الإسرائيلي، وتحقيقات الفشل في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وخلص الحيلة إلى أن البيئة الإسرائيلية لن تكون مثالية لعودة القصف على قطاع غزة.

من جانبه، يرى أستاذ الأمن الدولي بجامعة جورج واشنطن بنجامين فريدمان أن خسارة الحزب الديمقراطي الانتخابات الأميركية دفعته للضغط أكثر لإنهاء حرب غزة، إضافة إلى الإحباط من حكومة نتنياهو.

إعلان

بدورها، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن بعض تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل في غزة ومراحل تنفيذه، والذي توقعت الولايات المتحدة التوصل إليه خلال هذا الأسبوع.

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصادر أن إسرائيل وحماس تقتربان من اتفاق سيتم بموجبه إطلاق سراح 33 أسيرا في غزة بالمرحلة الأولى، في حين سينسحب الجيش تدريجيا من غزة باستثناء محيط أمني غير محدد في المرحلة الأولى.

كذلك نقل موقع أكسيوس عن مسؤول قوله إن "القوات الإسرائيلية ستغادر تدريجيا ممر نتساريم وسط قطاع غزة ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

محللون عسكريون: حرب جنرالات وشيكة بالجيش الإسرائيلي تخدم نتنياهو

القدس المحتلة- وسط التفاؤل بقرب موعد إبرام صفقة تبادل ووقف مؤقت لإطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل على جبهة قطاع غزة، تصاعدت حدة التوتر بين المستويين السياسي والعسكري في تل أبيب، في حين طفت على السطح الانتقادات وتراشق الاتهامات بين القيادة العسكرية في مؤشر يعكس أزمة ثقة داخل رئاسة هيئة الأركان بالجيش الإسرائيلي.

وتجلت أزمة الثقة، من خلال تسريب رسالة استقالة أمير برعام نائب رئيس أركان الجيش إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، وهو التسريب الذي يعبر عن الصراع الخفي داخل هيئة الأركان منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى" قبل عام و3 أشهر.

وتعددت الرسائل التي تحملها التسريبات، إذ إنها تشير إلى التصدع وتفاقم أزمة الثقة بين القيادات العسكرية، وتلمح بأن على رئيس الأركان هيرتسي هاليفي أن يستقيل أيضا من منصبه قريبا، وهو ما يدفع إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.

ورجحت قراءات المحللين العسكريين أن تسريب استقالة برعام، والانتقادات للقيادة العسكرية، تعكس العلاقات المتوترة بين هاليفي والعديد من قادة الجيش، وهو التوتر الذي يصب بمصلحة نتنياهو الذي يسعى إلى تحميل المستوى العسكري كامل المسؤولية عن الفشل في منع أحداث "السبت الأسود" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان

حرب الجنرالات

وكشف المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشوع، عن تفاقم أزمة الثقة داخل رئاسة هيئة الأركان بالجيش، مرجحا أن هاليفي قد يستقيل من منصبه بالمستقبل القريب خصوصا عقب تسريب رسالة استقالة نائبه.

ووصف المحلل العسكري الوضع في هيئة الأركان العامة بـ"انعدام الثقة" غير المسبوق، ورجح أن الانتقادات الموجهة لهاليفي تعكس بوادر "حرب جنرالات" داخل الجيش الإسرائيلي، شنها كبار الضباط الذي شاركوا بالحرب على غزة ومعركة التوغل البري، وهي تعكس التصدع داخل رئاسة الأركان، مما يخدم نتنياهو.

وفي مؤشر على احتدام "حرب الجنرالات"، استعرض يهوشوع أبرز الانتقادات لهاليفي، وكانت لقائد المنطقة الوسطى المنتهية ولايته يهودا فوكس، وقائد الفيلق الشمالي ساعر تسور (الذي أجبر على الاستقالة)، وقائد شعبة القوى البشرية يانيف عشور، وقائد سلاح البرية المنتهية ولايته تَمير يدعي، وقائد شعبة التنصت المنتهية ولايته عيران نيف.

مع ذلك، فإن رسالة الاستقالة التي كتبها برعام، يقول المحلل العسكري "تشكل حدثا دراماتيكيا وغير مسبوق. لم يسبق لنائب قائد الجيش أن عبر عدم ثقته بالجندي رقم واحد بالجيش الإسرائيلي، وخاصة في خضم حرب دامية".

ورغم أن العلاقة بين رئيس الأركان ونائبه لم تكن أبدا في أفضل حالاتها "كان هاليفي ينظر إلى نائبه باعتباره الوريث القسري، بيد أن الحرب على غزة جرتهما إلى أعماق جديدة، حيث إن رسالة استقالة برعام كشفت عن جزء قليل منها"، يضيف يهوشوع.

وزير الدفاع كاتس (وسط) وعلى يساره رئيس الأركان هاليفي (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي) تصدعات بالأركان

الطرح ذاته تبنته مقدمة البرامج في القناة 12 الإسرائيلية، المحامية كنيرت براشي، التي رجحت -في مقال لها بالموقع الإلكتروني "والا"- قدوم يوم الحساب لرئيس الأركان هاليفي الذي سعى لتشكيل لجنة تحقيق تتكون من مقربيه، تعمل خلف الأبواب المغلقة، وتمس بحق الجمهور في معرفة الحقيقة.

إعلان

وتعتقد براشي أن هاليفي يتصرف بشكل منهجي لمنع تشكيل لجنة تحقيق رسمية خارج إطار المؤسسة العسكرية، وكأنه يتعمد تأخير الكشف عن المسؤولين بالفشل في منع أحداث 7 أكتوبر.

تقول "أخذت تظهر التصدعات برئاسة الأركان، فهناك في الجيش عناصر تدرك أن حلم هاليفي بتشكيل لجنة تعتمد على مقربيه ليس بالضرورة قابلا للتحقق. وبدأت هذه العناصر نفسها تسريب المعلومات، في محاولة للمطالبة بإجابات حقيقية من كبار المسؤولين العسكريين الذين يتحملون المسؤولية المباشرة عن الإخفاق".

نفوذ نتنياهو

وفي قراءة تعكس تغلغل تأثير المستوى السياسي على الجيش الإسرائيلي واتساع نفوذ نتنياهو برئاسة الأركان، عقب تعينه كاتس وزيرا للدفاع، يعتقد المحلل العسكري في صحيفة "هارتس" عاموس هرئيل، أن استقالة برعام، تأتي بعد أن أدرك أن التعيينات والترقيات بالجيش سيستغرق وقتا طويلا وأنه لن يحظى بترقية على الصعيد الشخصي.

وأوضح المحلل العسكري أن الاستقالة قد تقيد هاليفي وتجهض أي محاولة لتعيين نائب جديد له، لأن نتنياهو وكاتس لن يسمحا له بذلك، حيث يسعيان إلى تعيين رئيس أركان مواليا لهما، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفاقم الأزمة الداخلية بالجيش الإسرائيلي.

ويعتقد هرئيل أن نتنياهو يوظف "حرب الجنرالات" من أجل مصلحته، بمواصلة عدم الاعتراف بمسؤوليته عن الإخفاق في منع "طوفان الأقصى"، وكذلك مواصل مساعيه لإحباط أي محاولة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية، والاستمرار بنهجه لطمس أي أدلة تشير إلى ضلوعه بالفشل، مقابل الإمعان بتوجيه الاتهامات إلى القادة العسكريين والأمنيين وتحميلهم مسؤولية الإخفاق.

مقالات مشابهة

  • «إكسترا نيوز» تبرز تقرير «الوطن» عن صفقة التبادل بين «حماس» وإسرائيل
  • مصادر: الإفراج عن 3 رهائن مقابل سحب إسرائيل لقواتها من المناطق المأهولة بغزة
  • الساعات الـ24 الحاسمة..حماس وإسرائيل تقتربان من إعلان وقف الحرب في غزة
  • حماس وإسرائيل تتفقان على 90% من النقاط العالقة في صفقة التبادل
  • خبير سياسي: إسرائيل في حاجة لوقف الحرب بغزة وإتمام صفقة مع حماس
  • محللون عسكريون: حرب جنرالات وشيكة بالجيش الإسرائيلي تخدم نتنياهو
  • موقف نتنياهو وحماس من تبادل المحتجزين.. إسرائيل تطالب بضمانات أمريكية
  • وزيرة الاستيطان الإسرائيلية تهاجم صفقة تبادل الأسرى: تهديد لأمن إسرائيل
  • مصادر أميركية تكشف ملامح الصفقة المحتملة بين حماس وإسرائيل