مشاهير يسعون لتحرير وسائل التواصل الاجتماعي من قبضة المليارديرات
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
وسط تنامي الاستياء العام من السيطرة المطلقة للشركات الكبرى على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن عدد من المشاهير ونجوم التقنية عن إطلاق مبادرة FreeOurFeeds، التي تهدف إلى بناء نظام بيئي مفتوح بالكامل لوسائل التواصل الاجتماعي، يركز على الصالح العام بدلاً من الربح.
المبادرة، التي تضم أسماء بارزة مثل الممثل مارك روفالو، والمخرج أليكس وينتر، وكاتب الخيال العلمي كوري دكتورو، تسعى لإعادة تصور وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام تقنية Bluesky، التي تعتمد على بروتوكول التكنولوجيا المساعدة.
إعادة كتابة قواعد اللعبة
في بيان رسمي، أوضح شريف السيد علي، المدير التنفيذي لمعهد مستقبل التكنولوجيا: "على مدى العقدين الماضيين، سيطرت حفنة من الشركات الكبرى على تجربتنا الرقمية. الآن، وللمرة الأولى، لدينا فرصة لإعادة كتابة قواعد وسائل التواصل الاجتماعي من خلال التكنولوجيا اللامركزية التي تقدمها Bluesky".
لكن المبادرة تواجه عقبتين رئيسيتين:
1. تمويل مستقل للتكنولوجيا الأساسية: لا تزال تقنية Bluesky تعتمد على رأس المال الاستثماري، مما يتطلب تأمين التمويل اللازم لضمان استقلالها عن أي شركة أو ملياردير.
2. إنشاء بنية تحتية مستدامة: تحتاج المؤسسة إلى 30 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات لتأسيس البنية التحتية الحيوية. حالياً، تم إطلاق حملة GoFundMe لجمع 4 ملايين دولار كمرحلة أولى، بهدف إنشاء مؤسسة عامة تدير المشروع.
التحديات المالية والمقارنة مع عمالقة التكنولوجيا
على الرغم من مشاركة مشاهير مثل مارك روفالو، الذي تبلغ ثروته 30 مليون دولار، وأليكس وينتر، الذي تقدر ثروته بـ4 ملايين دولار، فإن الإمكانات المالية لهؤلاء النجوم تتضاءل مقارنة بالمليارديرات المسيطرين على الساحة الرقمية. تبلغ ثروة إيلون ماسك 416 مليار دولار، بينما تصل ثروة مارك زوكربيرج إلى 220 مليار دولار، مما يبرز الفجوة الكبيرة بين الممولين الحاليين للنظام واللاعبين الجدد في هذه المبادرة.
إعادة الأمل لوسائل التواصل الاجتماعي
بينما تواجه المبادرة تحديات كبيرة، فإنها تمثل أملاً لمحبي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يبحثون عن بدائل خارج هيمنة الشركات الكبرى. من خلال جمع الجهود والدعم، قد تكون FreeOurFeeds بداية لثورة جديدة في عالم الشبكات الاجتماعية، حيث تكون الأولوية للصالح العام بدلاً من الربح المادي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التواصل وسائل التواصل الاجتماعي مارك روفالو وسائل التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
دراسة ألمانية مخيفة أصابت العالم بالرعب عن تطبيق تيك توك أكثر ..
تشكل التطبيقات الإلكترونية مثل تيك توك، وإنستغرام، ويوتيوب، والألعاب الإلكترونية تهديدا أكثر خطورة بالنسبة للمراهقين مقارنة بالمشروبات الكحوليات وتعاطي القنب، حسبما أظهرت دراسة جديدة في ألمانيا، تسلط الضوء على عدد المراهقين الذين لديهم عادات إدمانية وخطيرة تتعلق بوسائل الإعلام الرقمية.
وقال رينير توماسيوس، المدير الطبي للمركز الألماني لحالات الإدمان في الطفولة والبلوغ في جامعة المركز الطبي هامبورج-إيبيندروف، التي أجرت الدراسة بالتعاون مع شركة التأمين الصحي “دي إيه كيه”: “نحن نواجه تسونامي من اضطرابات الإدمان بين صغار السن، والتي أعتقد أننا نقلل من شأنها بصورة كاملة”.
وخلصت الدراسة إلى أن أكثر من ربع من يبلغون من العمر من 10 إلى 17 عاما يظهرون استخداما خطيرا أو كبيرا لوسائل التواصل الاجتماعي، في حين يعتبر 4.7% مدمنين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وفقا للخبراء. وقال توماسيوس لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): “الأرقام المتعلقة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المثير للمشاكل أعلى بواقع خمسة إلى خمسين مرة مقارنة بالاستهلاك الخطير للقنب والكحوليات في هذه الفئة العمرية”.
وعلى الرغم من أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، على عكس الكحوليات أو القنب، له تأثير غير مباشر فقط على الجهاز العصبي المركزي للمرء، فإن نفس التأثيرات تنطبق على ما يعرف علميا بـ”نظام المكافأة في الدماغ”.
وأضاف توماسيوس أنه في كلا الحالتين، توجد خطورة الإدمان “حيث يحدث سعي نحو المزيد والمزيد من الأمر ويحدث فقدان السيطرة”.
وأوضح: “المقدار الكبير من الوقت الذي يتم استهلاكه في استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي يؤدي لإهمال جوانب أخرى من الحياة”.
ويشار إلى أن فقدان السيطرة على سلوك المرء في التعامل مع تطبيقات التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على حياة صغار السن. وفي الكثير من الحالات، يمكن أن يؤدي ذلك لتراجع الأداء الدراسي، وغالبا يصل الأمر إلى الفشل. وعلاوة على ذلك، يحدث الانعزال الاجتماعي وفقدان الاهتمام بالوسائل الترفيهية والخلافات العائلية.
ووفقا للدراسة يعد الصبية هم الأكثر تضررا بوجه خاص، حيث ينطبق على 6% منهم معيار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المرضي، في حين أن الرقم بالنسبة للفتيات يبلغ نحو 3.2%.
ويقول توماسيوس إن الفتيات غالبا ما يتمتعن بمهارات اجتماعية أكبر خلال فترة البلوغ. فهن يمارسن المهارات الاجتماعية بصورة مختلفة وفقا لدورهن القائم على النوع، ويعزلن أنفسهن بوتيرة أقل من الصبية، وهذا يعد عاملا رئيسيا عندما يتعلق الأمر بالإصابة بالإدمان القوي.
وأشار إلى أن الفرق بين استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي الخطير والمرضي ليس دائما واضحا. وقال “من الأعراض المعتادة المبكرة تراجع الأداء الدراسي وفقدان الاهتمام بالدروس”. مع ذلك فإن أزمة البلوغ أو الاضطراب العاطفي الناجم عن الضغط بين أصدقاء المدرسة يمكن أن يكون السبب وراء حدوث مثل هذه المشاكل.
ويصنف استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي على أنه مرضي عندما تستمر الأعراض لنحو 12 شهرا على الأقل. وقد استخدمت الدراسة عن عمد معيار الـ12 شهرا من أجل تجنب التشخيصات المبكرة ولضمان التمييز عن الأزمات المؤقتة خلال فترة البلوغ.
ويوضح توماسيوس أنه على الآباء التدخل سريعا، قبل أن يتطور الإدمان، في حال استخدم صغار السن وسائل التواصل الاجتماعي بصورة خطيرة. ومن المهم أن يستخدم الآباء حدسهم وأن تربطهم علاقة جيدة مع الإبن أو الإبنة.
وبجانب التنظيم المستمر لوقت ومحتوى استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي، من المهم بصورة خاصة أن يظهر الآباء اهتماما بأنشطة أبنائهم الإلكترونية، حسبما قال توماسيوس. وأضاف “عليهم أن يقدموا الإرشاد. يتعين أن يكونوا معلمين ومشرفين جيدين”.