تعيش مناطق غرب الإسكندرية، وخاصة منطقة العامرية والقرى التابعة لها، حالة من الإهمال والتجاهل المزمن من قبل المسؤولين، حيث تتفاقم المشكلات وتتراكم الأزمات دون حلول تُذكر.

يعاني سكان المنطقة من غياب الخدمات الأساسية، وتدهور البنية التحتية، وتردي الأوضاع الصحية والتعليمية، مما جعل المنطقة تعاني من عزلة وتهميش طويل الأمد.

في البداية يقول محمد السيد، أحد سكان منطقة الكابلات بالعامرية: "الطرق غير الممهدة تعد من أبرز المشكلات التي تواجهنا، حيث تتحول في فصل الشتاء إلى برك ومستنقعات، وفي الصيف إلى حفر تعوق حركة السيارات والمارة"، مشيراً إلى أن طريق الكابلات كان من أفضل الطرق في المنطقة، لكنه تعرض للإهمال بعد تنفيذ أعمال حفر لمشروع الصرف الصحي دون إعادته إلى حالته الأصلية.

وأضاف: "المنطقة تفتقر للخدمات الأساسية مثل مكتب صحة لتسجيل المواليد، حيث يضطر السكان للذهاب إلى المكتب القريب من مستشفى العامرية، لافتاً إلى أنه لا يوجد مركز شباب لتوفير الأنشطة اللازمة للنشء". 

وأوضح أن انتشار القمامة في الشوارع يشكل مأوى للحشرات والكلاب الضالة، مطالبًا المحافظة باستغلال قطعة أرض فضاء لإنشاء مبنى خدمي لسكان المنطقة.

ويؤكد عمرو حسن، من أهالي العامرية، أن معظم مناطق غرب الإسكندرية مغيبة عن خطط المسؤولين، حيث لا يتم الاهتمام بالمشكلات إلا بعد تقديم شكاوى عديدة، مؤكداً أن المنطقة تعاني من أزمات مستمرة بسبب غياب خطط التطوير، مشيرًا إلى أن القمامة تنتشر بكثرة دون وجود سيارات أو صناديق مخصصة لجمعها.

من جانبها، قالت السيدة محمد، ربة منزل: "نعاني من مشكلات الصرف الصحي التي لم يتم إصلاحها منذ سنوات، ومع سقوط الأمطار، تختلط مياه الصرف مع مياه الأمطار وتغمر المنازل، ما يؤدي إلى خسائر كبيرة للسكان".

 وأضافت أن مياه الصرف الصحي تختلط بمياه ري الأراضي الزراعية، مما يهدد حياة المواطنين بالإصابة بالأمراض.

كما أشارت إلى أن القمامة المتراكمة في الشوارع تمثل كارثة بيئية، حيث تتسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات، وتعد مأوى للكلاب الضالة التي تعرض حياة الأطفال للخطر.

ويوضح عوض رفاعي، موظف: "منطقة العامرية تعاني من انتشار الباعة الجائلين الذين يحتلون الشوارع والأرصفة، خاصة أمام مستشفى العامرية، ما يعيق حركة سيارات الإسعاف أثناء نقل المرضى"، مضيفاً أن هذا الوضع يتسبب في ازدحام الطرق ويؤثر سلبًا على حركة المرور، خاصة على الطريق الصحراوي.

غياب كوبري المشاة.. خطر يهدد الطلاب

يقول محارب عوض، منسق عام حزب الوفد غرب الإسكندرية، إن غياب كوبري مشاة على طريق الإسكندرية-مطروح يشكل كارثة حقيقية، حيث تتكرر الحوادث بسبب اضطرار الطلاب لعبور الطريق بعد انتهاء اليوم الدراسي، قائلاً: "رغم تقديم طلبات للمسؤولين لإنشاء كوبري مشاة منذ العام الماضي، إلا أن شيئًا لم يتحقق حتى الآن".

كما أشار إلى تهالك شبكة الطرق في المنطقة، خاصة طريق الكيلو 21 الذي يُعد شريانًا رئيسيًا يؤدي إلى العديد من المواقع الحيوية.

وأكد خالد عيد، نائب رئيس حزب الوفد بالإسكندرية، أن الخدمات الصحية بالعامرية في وضع كارثي، حيث لا يوجد سوى وحدة صحية صغيرة تفتقر إلى المعدات والأطباء، موضحًا أن مستشفى العامرية هي الوحيدة التي تخدم آلاف المواطنين، لكنها بعيدة عن بعض القرى، مما يعرض المرضى للخطر.

وأشار إلى التكدس الكبير في الفصول الدراسية، حيث يصل عدد الطلاب إلى 70 أو 80 طالبًا في الفصل الواحد، مما يعيق العملية التعليمية ويؤدي إلى عزوف الطلاب عن الذهاب إلى المدارس.

في ظل هذه الأوضاع المتردية، يطالب أهالي العامرية بتدخل عاجل من المسؤولين لتطوير المنطقة وتوفير الخدمات الأساسية، بما يشمل إصلاح الطرق، إنشاء كوبري مشاة، تحسين خدمات الصرف الصحي، وتوفير منشآت تعليمية وصحية قادرة على تلبية احتياجات السكان.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية العامرية خارج نطاق الخدمة الصرف الصحى الخدمات الصحية غرب الإسکندریة الصرف الصحی إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات الطرق وتطوير كورنيش الإسكندرية |تفاصيل

عقد المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اجتماعًا مساء أمس مع اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروع تطوير كورنيش الإسكندرية، وعدد من مشروعات الطرق بالمحافظة، التي ينفذها الجهاز المركزي للتعمير التابع للوزارة، وذلك بحضور مسؤولي الوزارة، وبمشاركة اللواء طارق موافي، رئيس جهاز تعمير الساحل الشمالي الأوسط، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.

ضرورة تطوير الطرق وتعزيز السيولة المرورية

في مستهل الاجتماع، أكد وزير الإسكان أهمية مشروعات تطوير كورنيش الإسكندرية ومحاور الطرق، التي تساعد في تخفيف الضغط على المحاور القديمة، وتحقيق السيولة المرورية، وربط المدينة بالامتدادات العمرانية الجديدة شرقًا وغربًا، مما يسهم في تسريع معدلات التنمية العمرانية. وأوضح أن محاور الطرق تمثل شرايين التنمية، حيث تربط بين المناطق العمرانية القائمة ومناطق التنمية الجديدة.

متابعة توسعة كورنيش الإسكندرية

تابع وزير الإسكان خلال الاجتماع سير العمل والموقف التنفيذي لمشروع توسعة كورنيش الإسكندرية، الممتد من المنتزه حتى فندق المحروسة بطول حوالي 5 كم، والذي يتضمن الأعمال الصناعية، ليصبح بعرض 32 مترًا، بواقع 5 حارات مرورية في كل اتجاه بدلًا من 3 حارات، إلى جانب إنشاء نحو 17 بوابة دخول للشواطئ.

ووجَّه الوزير بضرورة عدم تعطيل الحركة المرورية أثناء تنفيذ الأعمال بالكورنيش، واستمرار التنسيق لنقل أعمال المرافق المتعارضة مع التوسعات، مع التأكيد على ضغط البرامج الزمنية للانتهاء من أكبر قدر من الأعمال قبل دخول فصل الصيف، لضمان الجاهزية لاستيعاب الكثافات المرورية بالمنطقة.

تنفيذ محور السادات (45)

استعرض وزير الإسكان موقف تنفيذ كوبري السادات "محور 45"، الذي يشمل إنشاء كوبري على مستويين لربط شارع السادات (45) بالطريق الساحلي الدولي عند التقاطع مع شارع مصطفى كامل، ضمن خطة تطوير منطقة شرق الإسكندرية. ويُعد شارع السادات أحد أهم المحاور المرورية بالإسكندرية، حيث يربط المدينة بالطريق الدولي الساحلي والطريق الزراعي عند تقاطعه مع شارع مصطفى كامل ومحور المحمودية، ويُعتبر المدخل الرئيسي لشرق الإسكندرية وطريق الكورنيش.

يبلغ طول الكوبري حوالي 2.6 كم، ويحتوي على 3 حارات مرورية في كل اتجاه، حيث يربط المستوى الأول بين شارع السادات والطريق الدولي الساحلي، بينما يربط المستوى العلوي بين الطريق الدولي الساحلي وشارع السادات، مع الربط في اتجاه ميدان الساعة. ويهدف المشروع إلى استيعاب أحجام المرور المضافة على الشارع، وتقليل أزمنة الرحلات بين الطريق الزراعي والطريق الدولي الساحلي جنوب وشرق وغرب الإسكندرية، كما يعزز المشروع الاستفادة من نفق وكباري السادات للسيارات والمشاة عند تقاطع شارع محمد أنور السادات مع طريق الكورنيش.

تنفيذ محور عمر سليمان (القوس الغربي للدائري)

كما تابع الوزير موقف تنفيذ محور اللواء عمر سليمان "القوس الغربي لدائري محافظة الإسكندرية"، الممتد بطول حوالي 20 كم، بعرض 6 حارات مرورية في كل اتجاه، مع جزيرة وسطى. يبدأ المحور من علامة الكيلو 40 بطريق الإسكندرية – القاهرة الصحراوي، مرورًا بمطار برج العرب الدولي، ومنطقة برج العرب الصناعية، وصولًا إلى الطريق الدولي الساحلي.

يهدف المشروع إلى تسهيل حركة المركبات من وإلى مطار برج العرب الدولي والساحل الشمالي والمناطق التنموية (الصناعية، اللوجستية، الزراعية) بمدينة برج العرب ومحيطها، بحيث يربط الطريق الصحراوي بشبكة الطرق الإقليمية دون الحاجة إلى المرور داخل مدينة الإسكندرية، مما يخفف الضغط المروري بالمدينة. وقد تم تقسيم المشروع إلى ثلاثة قطاعات موزعة على شركات وطنية، تعمل بالتوازي لإنجاز التنفيذ في أسرع وقت ممكن.

مشروعات تطوير محاور الإسكندرية

ناقش وزير الإسكان أيضًا موقف طرح المرحلة الأولى من مشروع تطوير محور محمد نجيب، بالإضافة إلى مشروع تطوير ورفع كفاءة سور الشاطئ الممتد من فندق المحروسة إلى منطقة المنتزه بطول حوالي 7 كم، والذي يهدف إلى استدامة الإنشاءات، وتحسين الرؤية البصرية للشاطئ، مع توفير أماكن جلوس مريحة للمواطنين.

الالتزام بالمواعيد الزمنية للمشروعات

في ختام الاجتماع، شدد الوزير على أهمية الالتزام بالمواعيد المحددة للانتهاء من تنفيذ المشروعات المختلفة، والتنسيق المستمر مع الجهات المعنية لتذليل أي عقبات قد تواجه التنفيذ، مع تكثيف العمل على مدار الساعة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة في أقرب وقت ممكن.

مقالات مشابهة

  • بعد ردم الحفرة المثيرة للجدل... انفجار قنوات الصرف الصحي يخلف كارثة بيئية بأكادير (فيديو)
  • من نجم في ليفربول إلى العمل في الصرف الصحي
  • السوداني: نموذج مشاريع توليد الطاقة من النفايات بالعراق هو الأحدث في المنطقة
  • محافظ الأقصر ورئيس القابضة للمياه يعلنان انتهاء أزمة خطوط الصرف الصحي جذريًا
  • وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات الطرق وتطوير كورنيش الإسكندرية |تفاصيل
  • أخبار بني سويف: آداب بني سويف تنظم حفل إفطار جماعيًا.. تشغيل تجريبي لمشروع الصرف الصحي وإحلال مدرسة محمد عثمان جلال 2
  • محافظ بني سويف يفتتح التشغيل التجريبي لمشروع الصرف الصحي وإحلال مدرسة محمد عثمان جلال 2
  • محافظ بني سويف يفتتح التشغيل التجريبي لمشروع الصرف الصحي وإحلال مدرسة محمد عثمان جلال 2 ضمن افتتاحات الواسطى في العيد القومي للمحافظة
  • الصرف الصحي بالإسكندرية تعلن حالة الطوارئ استعدادًا لسقوط الأمطار
  • محافظ بني سويف يفتتح التشغيل التجريبي لمشروع الصرف الصحي ومدرسة محمد عثمان بالواسطي