لوس أنجليس .. سباق مع الزمن لإطفاء الحرائق قبل وصول رياح تزيد انتشارها
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
سرايا - دخلت فرق الإطفاء في سباق مع الزمن لاحتواء حرائق الغابات المشتعلة في لوس أنجليس، الاثنين لليوم السادس على التوالي، مستغلة التحسن الطفيف في الأحوال الجوية السيئة قبل أن تتسبب الرياح العاتية المتوقع هبوبها في الساعات المقبلة في تأجيج النيران من جديد. ولقي ما لا يقل عن 24 شخصاً حتفهم في الحرائق التي تجتاح ثانية كبريات مدن الولايات المتحدة؛ فقد تحوّلت تجمّعات سكنية بأكملها إلى مجرّد ركام محترق؛ مما أدى إلى تشرّد الآلاف.
ويتوقع أن يتدهور الوضع بشكل أكبر مع ظروف تشكل تهديداً للأرواح في ظل اشتداد حدة الحرائق. وقالت الخبيرة لدى «الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية»، روز شونفيلد، إن رياحاً تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة تعني أنه سيعلَن عن «وضع خطر بشكل خاص» بدءاً من صباح الثلاثاء.
ويُمكن لهبات الرياح هذه أن تؤجج الحرائق وتؤدي إلى انتقال الجمر من المناطق المحترقة حالياً إلى مناطق جديدة، وفق تحذيرات عناصر الإطفاء. وقال قائد قسم الإطفاء في مقاطعة لوس أنجليس، أنتوني مارون، إن الجهاز حصل على إمدادات تشمل عشرات شاحنات ضخ المياه الجديدة وعناصر إطفاء من مناطق بعيدة، مشيراً إلى أنه على استعداد لمواجهة التهديد الجديد.
ولدى سؤالها عن احتمال جفاف صنابير رش المياه مجدداً كما حدث عندما بدأت الحرائق الأسبوع الماضي، قالت رئيسة البلدية كارين باس: «أعتقد أن المدينة مستعدة».
وساد شعور بالإحباط أوساط السكان الذين أُجْلُوا وقيل لهم إنه لن يكون بإمكانهم العودة قبل يوم الخميس على أقل تقدير عندما تتراجع حدة الرياح. واصطف البعض لساعات على أمل العودة إلى منازلهم التي فروا منها؛ لأخذ أدويتهم أو تبديل ملابسهم.
البحث عن الجثث
لكن مسؤول الشرطة، روبرت لونا، قال إنه جرى تعليق عمليات مرافقة السكان إلى هذه المناطق الأحد بسبب الرياح والظروف الخطرة للركام، إضافة إلى الحاجة لانتشال جثث الضحايا.
وتنفّذ فرق تستعين بالكلاب عمليات بحث مع توقعات بأن ترتفع حصيلة القتلى. وأُوقف عدد إضافي من اللصوص الذين تنكر أحدهم في زي عنصر إطفاء. وجرى تمديد حظر التجوال الليلي في المناطق التي أُجلي منها السكان، وطُلبت إمدادات إضافية من قوات الحرس الوطني. وحاول هنري ليفتسون الوصول إلى منزله في حي باسيفيك باليسيدس. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الأحد: «أتيت لأخذ رماد والدي وجدتي الذي تركناه خلفنا».
زوابع من اللهب
وأتى حريق «باليسيدس» على 9500 هكتار، وجرى احتواؤه بنسبة 13 في المائة فقط حتى الآن. وأظهرت تسجيلات مصورة «زوابع من اللهب» التي تتشكل عندما يكون الحريق قوياً إلى حد يؤدي إلى تشكّل نظامه الجوي الخاص به. لكن احتواء حريق «إيتون» في ألتادينا تحسن، وفق البيانات؛ إذ جرت السيطرة على 27 في المائة من المنطقة التي اشتعل فيها.
ونشرت إدارة الطب الشرعي بمقاطعة لوس أنجليس قائمة للقتلى من دون تقديم تفاصيل عن هويات أي منهم. وأفادت الوثيقة بأن 8 من القتلى سقطوا بمنطقة اندلاع حريق «باليسيدس»، و16 في منطقة اندلاع حريق «إيتون». وتراجع إجمالي عدد السكان الخاضعين لأوامر إخلاء إلى 100 ألف بعدما وصل إلى نحو 180 ألفاً.
وأفادت صحيفة «إل إيه تايمز» بأن جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس المحاذية لمنطقة الإخلاء في باليسيدس كانت خالية تماماً تقريباً مع مغادرة الطلاب طوعاً رغم عدم صدور أوامر بإخلاء الحرم الجامعي.
وبات العدد الكبير للأشخاص الذين يحتاجون فجأة إلى أماكن إقامة يمثّل مشكلة كبيرة بالنسبة إلى المدينة، مع ورود تقارير تفيد باستغلال البعض الأزمة لرفع الإيجارات. وتعهّد حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، بأنه سيعاد بناء المدينة، متحدثاً عن «خطة مارشال» لها، في إشارة إلى الدعم الأميركي الذي ساعد أوروبا على النهوض بعد الحرب العالمية الثانية.
وسيعوَّض البعض عن مقتنياتهم الثمينة التي التهمها الحريق. فعلى سبيل المثال، وعد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، بطلَ السباحة الأميركي غاري هول جونيور بأنه سيحصل على بدائل للميداليات التي نالها وخسرها في الحريق.
«أسوأ الكوارث»
واتهم الرئيس المنتخب، دونالد ترمب، المسؤولين في كاليفورنيا بعدم الكفاءة رغم عملية إخماد النيران البطولية التي لم تهدأ على مدار 24 ساعة منذ اندلع الحريق.
وتعززت هذه الجهود مع وصول فرق من المكسيك. وانضم هؤلاء، الأحد، إلى فرق من أنحاء كاليفورنيا والولايات الغربية في الولايات المتحدة التي قدمت للمساعدة. وحتى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عرض، الأحد، إرسال 150 عنصراً إلى كاليفورنيا من بلاده التي تواجه الغزو الروسي. وقال على وسائل التواصل الاجتماعي إن «الوضع هناك صعب للغاية، ويمكن للأوكرانيين مساعدة الأميركيين في إنقاذ الأرواح».
ويجري تحقيق ضخم من قبل السلطات الفيدرالية والمحلية لتحديد أسباب اندلاع الحريق. وبينما يمكن لاندلاع حريق غابات أن يكون متعمداً، فإن الأمر جزء حيوي من دورة الحياة البيئية. لكن اتساع المناطق الحضرية يعرض الناس للخطر بشكل أكبر. كما أن التغير المناخي، الذي يسرّعه الاستخدام المكثف للوقود الأحفوري، يفاقم الظروف التي تؤدي إلى اندلاع مزيد من الحرائق المدمرة.
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 13-01-2025 10:45 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: لوس أنجلیس فی لوس
إقرأ أيضاً:
3 حالات صحية تزيد من خطر تلف الكبد ترتبط باستهلاك الكحول
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصلت دراسة جديدة إلى أن استهلاك الكحول إذا كنت تعاني من بطن كبير أو مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بأضرار خطيرة في الكبد بأكثر من الضعف، بينما يؤدي ارتفاع ضغط الدم مع استهلاك الكحول إلى مضاعفة الخطر تقريبًا.
وأوضح الدكتور أندرو فريمان، وهو مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية لدى مؤسسة الصحة الوطنية اليهودية في دنفر بولاية كولورادو الأمريكية، الذي لم يشارك في الدراسة، أن هذه مخاطر صحية مهمة يجب أخذها في الاعتبار.
خلال الأحداث الرياضية الكبرى، يميل الأشخاص إلى تناول أطعمة مثل شطائر الهوت دوج، والنقانق، واللحم المقدد، والبيبروني. وهذه اللحوم المصنّعة تندرج ضمن الفئة ذاتها مع السجائر من حيث خطر الإصابة بالسرطان.
وأضاف فريمان: "عندما تتناول كل هذه الأطعمة عالية المعالجة والغنية بالدهون والسكر، فإن الإنسولين يعمل بشكل مفرط، ما يؤدي إلى مقاومة الإنسولين، ثم زيادة نسبة السكر في الدم، ثم الكبد الدهني. وإذا كنت تستهلك الكحول معها، فإن ذلك يضاعف الخطر".
ويُعد محيط الخصر الذي يبلغ 35 بوصة أو أكثر للنساء و40 بوصة أو أكثر للرجال، والذي يرتبط غالبًا بالسمنة، واحدًا من عدة عوامل خطر قلبية استقلابية تشمل أيضًا ارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم.
وبحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن نحو نصف عدد الأمريكيين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وأكثر من 1 من كل 3 لديهم مرحلة ما قبل السكري، بينما يُعتبر حوالي 40% من السكان مصابين بالسمنة.
وأشار الخبراء إلى أن هذه الحالات الصحية تساهم بتراكم الدهون في الكبد، ما قد يؤدي بعد ذلك إلى التليّف أو تندب الكبد.
قال فريمان: "لا يدرك غالبية الأشخاص ذلك، ولكن قبل أن يُصاب الشخص بمرض السكري، فإنه عادةً ما يُصاب أولًا بالكبد الدهني"، مضيفًا أن "الأمر يتعلق بخلل تنظيم السكر، فعندما تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة، يقوم الكبد بتخزين الدهون للتخلّص من بعض هذا السكر، وهذه الدهون الزائدة تعيق وظيفة الكبد".
بشكل منفصل، يؤدي استهلاك المشروبات الكحولية إلى إتلاف خلايا الكبد أثناء محاولتها استقلاب الكحول، ما قد يؤدي إلى تراكم إضافي للدهون. وقد تسبب الالتهابات والتندب الناتجان عن الدهون الزائدة في نهاية المطاف إلى تليف الكبد، ما يزيد من خطر فشل الكبد وسرطان الكبد.
لفت المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور براين لي، وهو أستاذ الطب السريري المشارك في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا بأمريكا، إلى أن هذا التأثير المزدوج لترسّبات الدهون قد يكون سببًا وراء الزيادة الكبيرة في تندّب الكبد التي وجدتها الدراسة بين من يستهلكون الكحول بشكل معتدل ومفرط ولديهم حالات صحية مزمنة.
وأكد لي أنه مجرد أن الشخص قد لا يكون لديه بطن كبير، أو ارتفاع في ضغط الدم، أو مرض السكري لا يعني أنه من الآمن له استهلاك الكحول بكميات كبيرة.
نُشرت الدراسة مؤخرًا في دورية "أمراض الجهاز الهضمي والكبد السريرية"، حيث قامت بتحليل بيانات من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية، وهو مسح حكومي وطني شمل نحو 41 ألف شخص. ومن بين هؤلاء، تم تصنيف أكثر من 2,200 شخص على أنهم يشرون الكحول بشراهة.
في الدراسة، تم تعريف النساء اللاتي استهلكن أكثر من 0.7 أونصة (20 غرامًا) أو أكثر يوميًا، والرجال الذين استهلكوا 1.05 أونصة (30 غرامًا) أو أكثر يوميًا، على أنهم يشرون الكحول بشراهة.