البوابة نيوز:
2025-01-14@12:36:59 GMT

إمامًا في مسرى النبي الكريم

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في وقت يئن فيه العالم الإسلامي والعربي بل والعالم أجمع من خطوب وأهوال نتيجة الحروب والملاحم التي تُبِيدُ الحرث والنسل، ولم يعد بمقدور العقل البشري أن يتحمل هذه الفظائع التي استطار شرها وطال أمدها، فأضحى أمسنا كيومنا، ويومنا  كغدنا، وبات العالم على شفا جرف هارٍ من الانحطاط الأخلاقي، وكدنا نصم آذاننا عن سماع الأخبار، ونغلق أعيننا عن الشاشات التي تبث الدمار والقتل والترويع، حتى مشاهد الجوع والبرد أصبحت تؤلمنا ألمًا مؤقتًا، كأنه شعور عابر لا يستقر في وجداننا، بل يتلاشى كما تتلاشى ذواتنا في خضم معركة الحياة والسعي وراء الرزق.

أما هم هناك في فلسطين فقد جحظت العيون من هول المواقف واحدًا تلو الآخر. واخترقت أصوات الصواريخ آذانهم، وتاه العقل وسط أشلاء الجثث المتناثرة.. ولأجل هذا اليأس الذي أشعر به استغرقتني الأماني، فتمنيت لو أني امتلكت عصا سحرية لأغير وجه الخراب، وأعيد البسمات إلى وجوه الأطفال البريئة، وأمسح الدموع المنهمرة من عيون الأمهات الثكلى، وأودعها بشاشة الرضا والطمأنينة.

فأنى لي بتلك القوة التي أواجه بها كل هذا العتو والطغيان، وليس لي إلا أن أتوجه إلى الله - سبحانه وتعالى- متوسلة إليه أن يخرجنا جميعًا من هذه المحنة العصيبة التي ألمت بالأمة كلها.

إن الرجاء من الله لا ينقطع، وعلينا ألاّ نستسلم لليأس، مهما بالغ أعداؤنا في محاولات الإخضاع والإذلال واستنزاف العزة والكرامة، بل علينا أن نستلهم الأمل من المناضلين والصامدين والمدافعين، وممن ينثرون الأمل في قلوب اليائسين وهم  يحملون الشموع لإنارة الطريق، من الذين أحسنوا القول والعمل والنضال، فرأيتني أجد في فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وهو الشيخ الملهم والإمام القدوة، ضالتي، وذلك حينما رأيته يحمل هم القضية الفلسطينية مدافعًا عن حقوق هذه  الفئة المستضعفة في الأرض، تلازمه في حله وترحاله، وفي زياراته الخارجية وفي استضافته للزائرين من كل أرجاء العالم لا يدّخر جهدًا في النضال من أجلهم، ومن أجل كل الشعوب المستضعفة والمسلوبة الحقوق في هذا العالم.

رأيته يبث العزم والعون، محققا المبادئ الإسلامية من إغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد أحيا فينا الأمل من جديد بكلماته عن القضية الفلسطينية، حين قال فضيلته: "إن القضية الفلسطينية قد دبَت فيها الحياة من جديد، ولا يمكن أن تُنسى مرة ثانية، رغم ما تكبده أهل غزة من ثمن، وأنه لولا شهداء غزة ما استيقظت القضية الفلسطينية في الضمير الإنساني العالمي".

وفي زيارته الأخيرة للعاصمة الماليزية كوالالمبور قال: إن مأساة فلسطين هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر، وجريمة تجاوزت بشاعتها كل الحدود.. متوسلًا إلى الله - سبحانه وتعالى - بحرمة كتابه الكريم أن يمنّ على هذا الشعب المرابط بالفرج القريب والنصر المبين، ليستقيم بزوال الظلم والعدوان ميزان العدالة، لا في أرضهم المحتلة فحسب؛ ولكن ليقوم هذا الميزان في العالم أجمع.

وشعرت كامرأة عربية بعميق الامتنان لما قدمه فضيلة الإمام، ولا يزال يقدمه في خدمة هذه القضية الإنسانية، ومثلى كمثل كل النساء اللاتي رأين في أطفال فلسطين أطفالهن، وفي دموع الأولاد الصغار دموع أولادهن، وعند كل رجفة في أوصالهم اعتصرت قلوبهن ألمًا وحزنًا، لِما يجدن من شدة الأسى على معاناة هؤلاء الأبرياء، فكان فضيلته هو ذلك الفارس الذي يحمل بيده شعلة الأمل حين يتملّك من قلوبنا اليأس، وكلما انطفأت فينا روح الأمل أضاءها من عزيمته وحكمته، وقوة يقينه في الله.

يسعى دون كلل أو ملل في تحقيق مبدأ العدل وحق العيش للجميع، داعمًا للحقيقة، ومناصرًا للعدل والحرية، والأخوة الإنسانية. وجال في خاطري عندما استقبل فضيلته زهور وزهروات فلسطين من طلاب العلم وأمل المستقبل وهو يطمئنهم بأنهم ليسوا وحدهم، بل هم في القلب والعقل، وهم امتداد الحق الذي لن يضيع ما دام وراءه مطالب، واستشعرت وكأن لسان حالهم يقول:

سيدي الإمام الجليل: تمنينا أن نقابل فضيلتكم بزهر الياسمين وقد جمعته نساء القدس من ضفاف نهر الأردن، بعدما أزهرت أشجار الزيتون واخضرّت أغصانها، وبات الأطفال في خدورهم مطمئنين آمنين لا يشكون جوعًا أو بردًا.. تمنينا أن نزُف إليكم بشرى تحرير المسجد الأقصى، ونحمل دعوة لفضيلتكم لزيارة القدس الشريف، لتصلي بنا إمامًا في مسرى النبي الكريم.

سيدي الإمام: لقد تحملت الكثير من أجل قضيتنا وقد قطعنا عهودًا على أنفسنا بأننا سنعود قريبًا بإذنه تعالى ولعل الأمنيات قد تتحقق، وما ذلك على الله بعزيز.

سيدي الإمام الأكبر: حفظك الله مدافعًا عن الضعفاء، مناضلًا لقضية ضاع فيها الحق ومحيت منها آثار الشهود.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فلسطين القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

من سيرة النبي.. قصة اجعلها دليلك في مواجهة الابتلاء

في حياتنا اليومية، نواجه كثيرًا من التحديات والمصاعب التي قد تجعلنا نشعر باليأس أو القلق، قد تمر لحظات نشعر فيها أن الأمور لا تسير كما نتمنى، وقد نرى أن ما نمر به ليس إلا شدة أو اختبارًا عسيرًا. ولكن، في ظل هذه اللحظات، يجب أن نتذكر دائمًا أن "رب الناس لا يأتي إلا بالخير"، وأن كل ما يحدث لنا قد يكون بداية لخيرٍ عظيم لم نره بعد، إحدى أجمل القصص التي تبرز هذا المعنى، هي قصة النبي صلى الله عليه وسلم عندما تعرض لمحنة في غزوة أحد.

قصة غزوة أحد وتأكيد خيرية الابتلاءات

في غزوة أحد، خرج المسلمون للقتال ضد قريش، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد وضع خطة محكمة، وكان من ضمنها أن يظل الرماة على الجبل في موقعهم حتى إذا انتصر المسلمون، كي لا يُطعن الجيش الإسلامي من الخلف. ولكن ما حدث كان عكس ما توقعه الجميع.

بينما كان المسلمون يحققون النصر، خالف بعض الرماة أوامر النبي صلى الله عليه وسلم وتركوا مواقعهم على الجبل معتقدين أن النصر قد تحقق، وهذا أدى إلى هجوم مفاجئ من فرسان قريش من الخلف، مما تسبب في قتل العديد من الصحابة، وجرح النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، وأصيب المسلمون بشدة.

ولكن ما نراه من هذه المحنة هو دروس عظيمة، أولها أن الابتلاءات التي يمر بها الإنسان في حياته، مهما كانت شديدة، قد تكون بداية لخير لا نعلمه، فعندما أصيب النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، فقال بعض الصحابة: "لو كان النبي قد مات لما كان ذلك أفضل لنا؟". لكن النبي صلى الله عليه وسلم، وبصبره العظيم، أظهر أن هذا الابتلاء هو جزء من مسيرة الإيمان، وأن الله سبحانه وتعالى يختار لنا ما فيه الخير، وإن لم نكن نراه في اللحظة الحالية.

دروس عظيمة في الصبر والتوكل على الله

من خلال هذه المحنة، تأكد المسلمون أن النصر في النهاية بيد الله، وأن المؤمن لا يتأثر بما يراه من شدة، بل يعلم أن ما يقدره الله له هو الخير، وقد رد النبي صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظات الصعبة على تلك الأصوات المحبطة قائلاً: "ما كان الله ليخذلكم"، ليعطيهم درسًا في الإيمان بالله والتوكل عليه، وأكد لهم أن ما يمرون به في هذه الدنيا ليس سوى اختبار للإيمان، وأنه سيكون دائمًا بعده فرج من الله.

عبرة لزماننا

اليوم، قد نمر بتجارب مشابهة من الفقد أو الألم أو الخسارة، وقد نشعر أن ما نحن فيه هو نهاية الطريق، لكن من خلال سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأحداث غزوة أحد، نتعلم أن الله لا يأتي إلا بالخير، وأنه قد يكون وراء كل ابتلاء خيرٌ عظيم لا نراه في اللحظة الحالية. علينا أن نثق في حكمته ورحمته، وأن نعلم أن كل شيء له حكمة، وأنه في النهاية، مهما كانت التحديات، سيكون الخير هو النتيجة.

مقالات مشابهة

  • المكلف بخارجية الدبيبة: ملتزمون بدعم القضية الفلسطينية
  • أستاذ علوم سياسية: القضية الفلسطينية أولوية في الأمن القومي المصري
  • أحمد يوسف أحمد: معاهدة السلام لم توجد تطبيعًا شعبيًا بسبب أصالة الموقف المصري من القضية الفلسطينية
  • من سيرة النبي.. قصة اجعلها دليلك في مواجهة الابتلاء
  • الإمارات: القضية الفلسطينية من أهم القضايا المركزية في السياسة الخارجية
  • وصية النبي الأخيرة.. كيف تفوز بالجنة في 5 خطوات
  • دعاء الصباح مكتوب.. ردد أفضل أذكار النبي للوقاية والحفظ من كل سوء
  • هجوم على إمام مسجد في إسطنبول
  • كواليس إصرار نور الشريف على إعادة تصوير فيلم عن القضية الفلسطينية بعد سرقة النسخة الأصلية