البوابة نيوز:
2025-05-02@15:16:12 GMT

إمامًا في مسرى النبي الكريم

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في وقت يئن فيه العالم الإسلامي والعربي بل والعالم أجمع من خطوب وأهوال نتيجة الحروب والملاحم التي تُبِيدُ الحرث والنسل، ولم يعد بمقدور العقل البشري أن يتحمل هذه الفظائع التي استطار شرها وطال أمدها، فأضحى أمسنا كيومنا، ويومنا  كغدنا، وبات العالم على شفا جرف هارٍ من الانحطاط الأخلاقي، وكدنا نصم آذاننا عن سماع الأخبار، ونغلق أعيننا عن الشاشات التي تبث الدمار والقتل والترويع، حتى مشاهد الجوع والبرد أصبحت تؤلمنا ألمًا مؤقتًا، كأنه شعور عابر لا يستقر في وجداننا، بل يتلاشى كما تتلاشى ذواتنا في خضم معركة الحياة والسعي وراء الرزق.

أما هم هناك في فلسطين فقد جحظت العيون من هول المواقف واحدًا تلو الآخر. واخترقت أصوات الصواريخ آذانهم، وتاه العقل وسط أشلاء الجثث المتناثرة.. ولأجل هذا اليأس الذي أشعر به استغرقتني الأماني، فتمنيت لو أني امتلكت عصا سحرية لأغير وجه الخراب، وأعيد البسمات إلى وجوه الأطفال البريئة، وأمسح الدموع المنهمرة من عيون الأمهات الثكلى، وأودعها بشاشة الرضا والطمأنينة.

فأنى لي بتلك القوة التي أواجه بها كل هذا العتو والطغيان، وليس لي إلا أن أتوجه إلى الله - سبحانه وتعالى- متوسلة إليه أن يخرجنا جميعًا من هذه المحنة العصيبة التي ألمت بالأمة كلها.

إن الرجاء من الله لا ينقطع، وعلينا ألاّ نستسلم لليأس، مهما بالغ أعداؤنا في محاولات الإخضاع والإذلال واستنزاف العزة والكرامة، بل علينا أن نستلهم الأمل من المناضلين والصامدين والمدافعين، وممن ينثرون الأمل في قلوب اليائسين وهم  يحملون الشموع لإنارة الطريق، من الذين أحسنوا القول والعمل والنضال، فرأيتني أجد في فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وهو الشيخ الملهم والإمام القدوة، ضالتي، وذلك حينما رأيته يحمل هم القضية الفلسطينية مدافعًا عن حقوق هذه  الفئة المستضعفة في الأرض، تلازمه في حله وترحاله، وفي زياراته الخارجية وفي استضافته للزائرين من كل أرجاء العالم لا يدّخر جهدًا في النضال من أجلهم، ومن أجل كل الشعوب المستضعفة والمسلوبة الحقوق في هذا العالم.

رأيته يبث العزم والعون، محققا المبادئ الإسلامية من إغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد أحيا فينا الأمل من جديد بكلماته عن القضية الفلسطينية، حين قال فضيلته: "إن القضية الفلسطينية قد دبَت فيها الحياة من جديد، ولا يمكن أن تُنسى مرة ثانية، رغم ما تكبده أهل غزة من ثمن، وأنه لولا شهداء غزة ما استيقظت القضية الفلسطينية في الضمير الإنساني العالمي".

وفي زيارته الأخيرة للعاصمة الماليزية كوالالمبور قال: إن مأساة فلسطين هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر، وجريمة تجاوزت بشاعتها كل الحدود.. متوسلًا إلى الله - سبحانه وتعالى - بحرمة كتابه الكريم أن يمنّ على هذا الشعب المرابط بالفرج القريب والنصر المبين، ليستقيم بزوال الظلم والعدوان ميزان العدالة، لا في أرضهم المحتلة فحسب؛ ولكن ليقوم هذا الميزان في العالم أجمع.

وشعرت كامرأة عربية بعميق الامتنان لما قدمه فضيلة الإمام، ولا يزال يقدمه في خدمة هذه القضية الإنسانية، ومثلى كمثل كل النساء اللاتي رأين في أطفال فلسطين أطفالهن، وفي دموع الأولاد الصغار دموع أولادهن، وعند كل رجفة في أوصالهم اعتصرت قلوبهن ألمًا وحزنًا، لِما يجدن من شدة الأسى على معاناة هؤلاء الأبرياء، فكان فضيلته هو ذلك الفارس الذي يحمل بيده شعلة الأمل حين يتملّك من قلوبنا اليأس، وكلما انطفأت فينا روح الأمل أضاءها من عزيمته وحكمته، وقوة يقينه في الله.

يسعى دون كلل أو ملل في تحقيق مبدأ العدل وحق العيش للجميع، داعمًا للحقيقة، ومناصرًا للعدل والحرية، والأخوة الإنسانية. وجال في خاطري عندما استقبل فضيلته زهور وزهروات فلسطين من طلاب العلم وأمل المستقبل وهو يطمئنهم بأنهم ليسوا وحدهم، بل هم في القلب والعقل، وهم امتداد الحق الذي لن يضيع ما دام وراءه مطالب، واستشعرت وكأن لسان حالهم يقول:

سيدي الإمام الجليل: تمنينا أن نقابل فضيلتكم بزهر الياسمين وقد جمعته نساء القدس من ضفاف نهر الأردن، بعدما أزهرت أشجار الزيتون واخضرّت أغصانها، وبات الأطفال في خدورهم مطمئنين آمنين لا يشكون جوعًا أو بردًا.. تمنينا أن نزُف إليكم بشرى تحرير المسجد الأقصى، ونحمل دعوة لفضيلتكم لزيارة القدس الشريف، لتصلي بنا إمامًا في مسرى النبي الكريم.

سيدي الإمام: لقد تحملت الكثير من أجل قضيتنا وقد قطعنا عهودًا على أنفسنا بأننا سنعود قريبًا بإذنه تعالى ولعل الأمنيات قد تتحقق، وما ذلك على الله بعزيز.

سيدي الإمام الأكبر: حفظك الله مدافعًا عن الضعفاء، مناضلًا لقضية ضاع فيها الحق ومحيت منها آثار الشهود.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فلسطين القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

أزهري: إذا فقد الإنسان الظن الإيجابي وقع في دوامة الإحباط واليأس

صرّح الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ المساعد بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بأن أي قيمة يسعى الإنسان إلى ترسيخها في بيئته، سواء داخل أسرته أو مجتمعه أو مكان عمله، لا بد أن تُبنى على ثلاث دعائم أساسية: الإتقان، والإبداع، والأمل.

وخلال تصريحاته التليفزيونية اليوم الخميس، أوضح أن الإتقان يعني أداء العمل بإحكام وضمير حي، ونية خالصة، دون انتقاص من قدر أحد أو تقليل من جهد الآخرين، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه"، مؤكدًا أن الإتقان لا يثمر في الدنيا فقط، بل يُعد طريقًا إلى محبة الله والفوز في الآخرة.

وأضاف أن الإبداع لا يتحقق إلا إذا أحب الإنسان ما يقوم به، إذ تكمن قيمته في التجديد وتقديم ما هو خارج عن المألوف، بعيدًا عن التقيد بالمقابل المادي فقط.

 وانتقد مبدأ "أنا أعمل على قدر الأجر" الذي بات شائعًا في بعض الأوساط، معتبرًا إياه دليلاً على غياب الضمير وانعدام روح العطاء.

هل صلاة التوبة تغفر جميع الذنوب؟.. الإفتاء توضحهذه الصلاة تغفر ذنوبك وتساعدك على التوبة.. علي جمعة يوضحهاعلامة قبول التوبة من الذنب وشروطها.. المفتي السابق يحددهل الصدقة تُقبل من شخص لا يُصلي؟.. وهل تجزء عن الصلاة الفائتة مع التوبة

وأشار إلى أن الأمل يُعد الركيزة الثالثة في بناء القيم، مؤكدًا أنه لا وجود لغرس يُثمر دون أمل، وأن حسن الظن بالله هو منبع هذا الأمل، فإذا فُقد هذا الظن الإيجابي، وقع الإنسان في دوامة من الإحباط واليأس.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الحياة لا تُبنى على الماديات وحدها، بل على جوهر القيم التي نشأنا عليها، والتي تتمثل في الإتقان، والإبداع، والأمل، موضحًا أنه إذا اجتمعت هذه القيم في العمل، فإن الله يبارك في الجهد والنية والنتائج. 

طباعة شارك الدكتور أحمد نبوي بجامعة الأزهر محبة الله

مقالات مشابهة

  • ممثلة مصر أمام محكمة العدل الدولية: القاهرة ثابتة بدعم القضية الفلسطينية
  • «قبس» تكرّم 10 حافظين للقرآن الكريم في الأحساء
  • أزهري: إذا فقد الإنسان الظن الإيجابي وقع في دوامة الإحباط واليأس
  • قيادي بحركة فتح: مصر تتحمل مسئولية تاريخية تجاه القضية الفلسطينية
  • إمام مسجد باريس يدعو لاتخاذ إجراءات قوية ضد الإسلاموفوبيا
  • هل يجب على المسلم حفظ القرآن الكريم كاملاً؟.. دار الإفتاء توضح
  • أبو زيد للعمال: أنتم صنّاع الأمل
  • السعودية والأردن تبحثان تحضيرات مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية: التهجير خط أحمر.. ولن نساوم على القضية الفلسطينية |فيديو
  • الجزائر وإيران يبحثان مستجدات القضية الفلسطينية