خطاب الصمود ورسالة الولاء: كيف غيّر الرئيس المشاط معادلات السياسة والمعركة؟
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
يمانيون../
خطاب رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي محمد المشاط ورسالة الولاء التي وجهها لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي بمناسبة مرور عام من الصمود اليمني الأسطوري يحملان دلالات عسكرية وسياسية استراتيجية عميقة. كلا الخطابين يعبران عن رؤية متكاملة للتعامل مع التحديات الميدانية والسياسية، ويؤكدان دور اليمن كفاعل محوري في مواجهة العدوان وترسيخ التوازن الإقليمي.
النتائج العسكرية وتطور القدرات القتالية
أوضح الرئيس المشاط أن العام الماضي شهد نجاح القوات المسلحة اليمنية في تحقيق إنجازات نوعية أربكت الخطط العسكرية للعدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي.
أبرز هذه الإنجازات شل قدرات حاملات الطائرات الأمريكية، التي أضحت عبئاً استراتيجياً بعد استهدافها من القوات اليمنية. كما كشف عن إدخال منظومات صاروخية متطورة مثل “فلسطين 2” وطائرة “يافا”، التي تمكنت من اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، مما وضع اليمن بين الدول التي تمتلك قدرات عسكرية متقدمة.
إسقاط 14 طائرة تجسس أمريكية خلال عام واحد يُعد إنجازاً غير مسبوق في مجال الدفاع الجوي، مما يعكس الكفاءة القتالية التي أعادت تشكيل موازين القوى. هذه العمليات العسكرية النوعية أكدت أن اليمن بات يمتلك قدرات ردع قادرة على مواجهة أعتى القوى العسكرية في العالم.
تأثير التكتيكات العسكرية الحديثة
الاعتماد على الصواريخ طويلة المدى والطائرات المسيرة عزز من قدرة اليمن على تنفيذ عمليات نوعية دقيقة، دون الحاجة إلى المواجهة المباشرة. هذه القدرات وفرت لليمن مزايا هجومية ودفاعية فعالة ضد الأهداف الاستراتيجية للعدو.
إلى جانب ذلك، مكّنت هذه التكتيكات القوات اليمنية من اعتماد أساليب استباقية لإفشال المخططات العسكرية للعدو، مما أربك استراتيجياته وأدى إلى إعادة تموضع قواته في المنطقة.
الرسائل السياسية في خطاب ورسالة الرئيس المشاط
من الناحية السياسية، سلط خطاب الرئيس المشاط ورسالة الولاء لقائد الثورة الضوء على تعزيز شرعية القيادة وترسيخ وحدة الصف الوطني. بوصفه السيد عبد الملك الحوثي بـ”رمز الانتصارات”، أظهرت القيادة حرصها على تأكيد مكانتها كمرجعية عسكرية ودينية وسياسية للشعب اليمني. هذا التوصيف يسهم في تعزيز التلاحم بين القيادة السياسية والعسكرية والشعب، مما يقوي الحاضنة الشعبية في مواجهة العدوان.
البعد الإقليمي والالتزام بالقضية الفلسطينية
ربط الرئيس المشاط بين العدوان على اليمن والقضية الفلسطينية، مؤكداً أن العدوان جاء لدعم جرائم إسرائيل في غزة. هذا الربط يعزز من مكانة اليمن كداعم ثابت للمقاومة الفلسطينية، ويكسبه دعماً واسعاً في العالمين العربي والإسلامي. الرسالة أكدت أن اليمن يعتبر دعم القضية الفلسطينية واجباً دينياً وأخلاقياً، مما يرسخ دوره كقوة مقاومة تسعى لتحقيق العدالة الإقليمية.
رسائل الردع والتحذير للعدو
وجه الرئيس المشاط تحذيرات واضحة للأعداء، خصوصاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن أي محاولة لاستهداف اليمن أو قيادته ستواجه بردود حاسمة. الرسالة حملت بعداً ردعياً بفضل “القوة الضاربة” التي أعلن عنها، والتي قادرة على استهداف أهم الأهداف الحساسة للعدو، مما يفرض على إسرائيل وأمريكا إعادة حساباتهما.
تأثيرات بعيدة المدى
الربط بين خطاب الرئيس المشاط ورسالة الولاء لقائد الثورة يعكس استراتيجية متكاملة تهدف إلى تعزيز الصمود الوطني وتثبيت الشرعية السياسية. من الناحية العسكرية، يؤسس هذا الخطاب لتحول استراتيجي في موازين القوى، حيث أصبح اليمن قادراً على ردع القوى الكبرى وتحييد تهديداتها.
أما من الناحية السياسية، فتؤكد هذه الرسائل أن اليمن ماضٍ في بناء موقف إقليمي متين، قائم على دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. هذه الاستراتيجية ستسهم على المدى البعيد في ترسيخ مكانة اليمن كقوة مقاومة مستقلة، قادرة على تحقيق توازن استراتيجي جديد في المنطقة، وتعزيز ثقة الشعب بقدرته على مواجهة التحديات والتغلب عليها.
رؤية استراتيجية شاملة
خطاب الرئيس المشاط ورسالة الولاء للسيد عبد الملك الحوثي ليسا مجرد وثائق خطابية، بل هما إعلان عن رؤية استراتيجية شاملة لمستقبل اليمن. من خلال إبراز القوة العسكرية المتقدمة، والتأكيد على المواقف المبدئية، وتحذير الأعداء من أي تصعيد، رسخت القيادة اليمنية أسس صمودها الوطني وموقعها كقوة إقليمية قادرة على التأثير في مسار الأحداث على المستويين الإقليمي والدولي.
———————————-
ماجد حميد الكحلاني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الرئیس المشاط قادرة على
إقرأ أيضاً:
مجلس الوزراء يثمن الصمود الشعبي ويحث على رفع الجهوزية لمواجهة العدوان الأمريكي
الثورة نت/..
عقد مجلس الوزراء اجتماعه الدوري اليوم الثلاثاء ، برئاسة رئيس المجلس أحمد غالب الرهوي، والذي كرس لاستعراض عدد من المواضيع المدرجة في جدول أعماله وفي المقدمة ما يتصل بمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني.
واستهلّ المجلس اجتماعه بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين ارتقت أرواحهم جراء العدوان الأمريكي الإجرامي على بلدنا، وعلى أرواح الشهداء في قطاع غزة.. سائلا الله العلي القدير الرحمة والمغفرة للجميع وأن يجعلهم جميعا في الفردوس الأعلى وأن يعجل بالنصر المؤزر للشعبين اليمني والفلسطيني وأحرار الأمة على الأعداء من الأمريكان والصهاينة وكل من يساند إجرامهم ويدور في فلكهم.
واستمع المجلس من النائب الأول لرئيس الوزراء رئيس اللجنة العليا للطوارئ العلامة محمد مفتاح، إلى إحاطة عن سير عملية اللجنة العليا والإجراءات المتخذة في ضوء المستجدات الجارية والأدوار المنوطة بمختلف الوزارات والجهات المعنية وذات العلاقة.
كما استمع المجلس إلى تقرير من نائب رئيس الوزراء – وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني، عن سير نشاط وأداء غرفة العمليات الرئيسية وجهود المتابعة والتنسيق من قبلها فيما يخص الأنشطة ومخرجات اللجنة العليا للطوارئ.
وأشاد بجهود وزارات الصحة والبيئة والداخلية ممثلة بمصلحة الدفاع المدني، والنقل والأشغال العامة، والجهات الأخرى ذات العلاقة والسلطة المحلية إزاء الآثار المترتبة عن العدوان الأمريكي على الأعيان المدنية والأحياء السكنية والأسواق.
وأكد المجلس على رفع جاهزية جميع وزارات ومؤسسات الدولة لمواجهة التصعيد من قبل العدو الأمريكي الإسرائيلي، واتخاذ الترتيبات اللازمة بما يكفل سلاسة أداء جميع الأجهزة والمؤسسات في تقديم خدماتها.
ووجه المجلس جميع المسئولين على المستويين المركزي والمحلي بالعناية بضحايا العدوان والعمل على تقديم الرعاية اللازمة لهم، خاصة من قبل أمين العاصمة والمحافظين باعتبارهم الأكثر قربا من هذه الشريحة وغيرها من شرائح المجتمع.
كما استمع المجلس إلى تقرير من وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد العاطفي، عن مستجدات مسار المعركة ضد العدو الأمريكي والصهيوني والانتصارات التي تحققها القوات المسلحة اليمنية ممثلة بالقوة الصاروخية والطيران المسير والقوة البحرية والتي كان آخرها إسقاط الطائرة “إف 18” يوم أمس في البحر الأحمر.
وأوضح أن هناك تطور كبير تشهده الصناعات العسكرية وبتقنيات حديثة بما في ذلك منظومات الدفاع الجوي الذي يشهد تقدما كبيرا بفضل من الله أولا ثم بدعم القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى.
وأكد العاطفي أن العدوان الأمريكي الصهيوني الراهن على وطننا سيفشل كما فشل عدوانه عبر وكلائه في المنطقة طيلة السنوات العشر الماضية.. مبينا أن عمليات العدو وغاراته لم تؤثر على قواتنا المسلحة وقدراتها التسليحية بل زادتها قوة وصمودا وثباتا وإصرارا على المضي في المواجهة والاستمرار في تطوير قدراتها في مواجهة الأعداء ومستوى الإسناد لقطاع غزة.
وأفاد وزير الدفاع بأن القوات المسلحة في أعلى مستوى من الجاهزية للمضي في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني وأي تحركات لمرتزقته في الداخل دعما للعدو الأمريكي والإسرائيلي.
وأشاد المجلس بصمود وثبات شعبنا اليمني الذي يجسد من خلال مواقفه الثابتة والتفافه حول قيادته الثورية وحضوره المليوني الأسبوعي في عموم الساحات، هويته الإيمانية الراسخة وإدانته لما يتعرض له إخوانه في غزة من حرب إبادة شاملة، وكذا استعداده لمواجهة العدو الأمريكي والمساهمة الفاعلة في إفشال عدوانه.
وحيا المجلس القوات المسلحة اليمنية وعملياتها العسكرية الدقيقة المؤلمة والناجحة ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي وما حققته من انتصارات حتى اللحظة.
وبارك كافة المشاريع التطويرية التي تشهدها الصناعة الحربية ومختلف الجهود القائمة لتعزيز وتطوير القوات المسلحة والارتقاء المستمر بقدراتها القتالية والفنية والتقنية.. مؤكدا أن نصرة وإسناد إخواننا المظلومين والمخذولين في قطاع غزة بمختلف الوسائل المتاحة لشعبنا سيستمر حتى إيقاف العدوان على القطاع وإدخال المساعدات الغذائية والدوائية والاحتياجات الأخرى لأبناء غزة.
وجدد المجلس إدانته الشديدة لجرائم الحرب اليومية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وحرب التجويع التي يعتمدها العدو بمشاركة مباشرة من قبل الإدارة الأمريكية الصهيونية بحق أبناء غزة خاصة الأطفال والنساء والشيوخ.. لافتا إلى أن كافة الأنظمة العربية المطبعة والمتخاذلة ستدفع ثمن سكوتها على استباحة دماء أبناء الشعب الفلسطيني على هذا النحو المريع عاجلا أم آجلا.
كما حيا مجلس الوزراء الجهود الكبيرة للمؤسسة الأمنية في تجذير الأمن والاستقرار في أمانة العاصمة والمحافظات الحرة وإفشالها المستمر لمؤامرات وخطط الأعداء التي تسعى إلى ضرب الأمن الداخلي وتعكير أجواء الأمن والاستقرار.
واطلع المجلس على تقرير وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار المهندس معين المحاقري، بشأن الإجراءات التنفيذية المتخذة من قبل الوزارة إزاء توجيهات الرئيس مهدي المشاط بشأن مقاطعة البضائع الأمريكية الصهيونية ومنع دخولها أو تواجدها في الأسواق المحلية.. موضحا أن الوزارة باشرت اتخاذ الإجراءات التنفيذية وفقا للتوجيهات الرئاسية منها التعميم على الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية وفروعه في أمانة العاصمة والمحافظات بمنع دخول وتداول أي سلع أو بضائع أمريكية أو إسرائيلية.
وأشار الوزير المحاقري في سياق تقريره إلى أن الوضع التمويني في وضع جيد في السوق المحلي ويحوي كافة المتطلبات والاحتياجات الأساسية والاستهلاكية.
وناقش المجلس في اجتماعه عددا من المواضيع الأخرى المدرجة في جدول أعماله واتخذ بشأنها الإجراءات اللازمة.