تتجه مصر بخطوات واثقة نحو تعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، حيث تستعد لبدء مفاوضات في أبريل المقبل للحصول على تمويلات تصل إلى 4 مليارات يورو، وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الدولة لتحقيق تنمية مستدامة شاملة، وتسريع وتيرة المشروعات القومية الكبرى التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين ودعم الاقتصاد الوطني.

التعاون المصري الأوروبي

وعقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، لقاءًا موسعًا مع الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجي، بمقر الهيئة، بحضور أعضائها وعدد من رؤساء تحرير الصحف.

وتطرقت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى أن الوزارة تعمل على الانتهاء من رؤية واستراتيجية متكاملة لتعزيز النمو والاستدامة، من خلال دعم أولويات الحكومة خاصة على مستوى الاستثمار الأجنبي المباشر، والتنمية الصناعية، موضحة أن الوزارة تعمل بالشراكة مع البنك الدولي، والوزارات المعنية، على الانتهاء من هاتين الاستراتيجيتين الاستثمار الأجنبي المباشر، والتنمية الصناعية، خلال الربع الأول من العام الجاري.

وأكدت أن الوزارة تعمل على بدء التفاوض مع الاتحاد الأوروبي للتباحث بشأن المرحلة الثانية من آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم عجز الموازنة بقيمة 4 مليارات يورو، وكذلك ضمانات الاستثمار بقيمة 1.8 مليار يورو.

العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي لطالما كانت قوية ومتينة، حيث يعتبر الاتحاد الأوروبي شريكًا استراتيجيًا في العديد من المشروعات التنموية التي تهدف إلى تحقيق النمو الاقتصادي وتطوير البنية التحتية، ,التمويلات الجديدة تعكس الثقة الكبيرة التي يوليها الاتحاد الأوروبي في قدرات مصر وإمكاناتها في تنفيذ خطط طموحة ومؤثرة على المدى الطويل.

هذه الخطوة تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات حيوية، مثل الطاقة المتجددة، وإدارة الموارد المائية، والنقل المستدام، بما ينسجم مع رؤية مصر 2030 التي تركز على التنمية المستدامة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر.

تهدف مصر من خلال هذه التمويلات إلى تسريع وتيرة المشروعات التنموية في عدة قطاعات استراتيجية:

قطاع الطاقة المتجددة
تعد مصر من الدول الرائدة في منطقة الشرق الأوسط في الاستثمار بالطاقة النظيفة، حيث تمتلك إمكانات هائلة في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. التمويلات الأوروبية يمكن أن تدعم إنشاء مشروعات جديدة للطاقة المتجددة، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة النظيفة، ويزيد من قدرتها على تلبية الطلب المحلي والدولي على الطاقة المستدامة.تطوير نظم إدارة المياه
إدارة الموارد المائية تأتي على رأس أولويات الحكومة المصرية، حيث تسعى الدولة إلى تحسين كفاءة استخدام المياه من خلال بناء محطات تحلية جديدة وتطوير شبكات الري الذكية. التمويلات الأوروبية ستدعم هذه الجهود، مما يضمن استدامة الموارد المائية للأجيال القادمة.النقل المستدام والبنية التحتية
تركز مصر على تطوير شبكة مواصلات حديثة ومستدامة تخدم الأجيال الحالية والقادمة. من المتوقع أن تُستخدم التمويلات في مشروعات مثل توسيع شبكة مترو الأنفاق، وتطوير خطوط السكك الحديدية، وتحديث أنظمة النقل العام، مما يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الحياة في المدن المصرية.دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة
المشروعات الصغيرة والمتوسطة تعد أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد المصري. التمويلات الأوروبية قد تُستخدم لدعم رواد الأعمال والشركات الصغيرة من خلال تقديم حوافز مالية وتقنية، مما يعزز الابتكار ويوفر المزيد من فرص العمل.

التمويلات التي تسعى مصر للحصول عليها تأتي في وقت تحظى فيه المشروعات الخضراء باهتمام عالمي متزايد، مصر، التي استضافت مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) في شرم الشيخ، وتواصل تنفيذ خططها لتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة، وتقنيات إدارة النفايات، وتقليل انبعاثات الكربون.

الاتحاد الأوروبي يُعتبر شريكًا رئيسيًا في هذه الجهود، حيث يقدم الدعم الفني والمالي لتحقيق التحول البيئي الذي يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة العالمية.

تؤكد هذه الخطوة على التزام مصر بالعمل مع شركائها الدوليين لتحقيق رؤيتها التنموية. الاتحاد الأوروبي بدوره يدعم هذا الالتزام من خلال تقديم تمويلات ميسرة تسهم في تعزيز المشروعات التنموية.

العلاقات القوية بين مصر والاتحاد الأوروبي تعكس ثقة المجتمع الدولي في رؤية مصر المستقبلية، خاصةً مع نجاحها في تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة، وتطوير شبكة الطرق، وتنفيذ مشروعات البنية التحتية في جميع المحافظات.

تمثل المفاوضات فرصة ذهبية لمصر لتعزيز مكانتها كدولة رائدة في المنطقة، ومركز اقتصادي متنوع قادر على الاستجابة لمتطلبات المستقبل. التمويلات المنتظرة من الاتحاد الأوروبي ستكون خطوة جديدة نحو تحقيق الأهداف الوطنية، وترسيخ الثقة في قدرات مصر على تحقيق إنجازات مستدامة تعود بالنفع على مواطنيها وشركائها الدوليين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر الاتحاد الأوروبي مصر والاتحاد الأوروبي المزيد الاتحاد الأوروبی من خلال

إقرأ أيضاً:

شراكة استراتيجية بين "المشغل الوطني للسفر" و"TBO Holidays"

دبي- الرؤية

أعلن المشغل الوطني للسفر و TBO Holidays عن شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز حضور سلطنة عُمان في قطاع السفر بين الشركات (B2B)، وجرى الإعلان عن هذه الشراكة خلال معرض سوق السفر العربي (ATM) في دبي لعام 2025، حيث سيُطلِق الطرفان حملةً مشتركة تستهدف أسواقاً رئيسية في الشرق الأوسط والهند، للترويج لما تقدّمه عُمان من جولات وأنشطة سياحية أصيلة ومتنوعة.

وتُعد هذه الاتفاقية خطوة مهمّة نحو ترسيخ مكانة سلطنة عُمان في قطاع السفر بين الشركات (B2B) ، وتوسيع نطاق التوزيع الرقمي لجولاتها وأنشطتها من خلال منصة TBO Holidays ، إحدى أبرز منصات توزيع خدمات السفر عالميًا. وتدعم هذه المبادرة جهود وزارة التراث والسياحة في الترويج للوجهات العُمانية، كما تنسجم مع "رؤية عُمان 2040" الهادفة إلى بناء قطاع سياحي رقمي يرتكز على تقديم تجارب وجولات نوعية ومتميزة.

ومن المقرر إطلاق الحملة رسميًا خلال الربع الثاني من عام 2025، بالتزامن مع موسم خريف ظفار وفترة السفر الشتوية المقبلة. وتهدف الحملة إلى تمكين وكلاء السفر ومنظمي الرحلات في الهند، والإمارات، والمملكة العربية السعودية، ومصر، وتركيا، والأردن، من خلال تزويدهم بأدوات فعّالة ومعرفة عميقة تُسهّل عليهم تسويق سلطنة عُمان وبيعها كوجهة سياحية رائدة.

ويكمن الهدف الرئيسي هو ترسيخ صورة عُمان كوجهة مفضلة للجولات والأنشطة الأصيلة والغامرة، مع تبسيط إجراءات الحجز للمجموعات والمسافرين المستقلين (FIT) من خلال منظومة TBO الواسعة.

وتستفيد الشراكة من الانتشار الكبير لـTBO في أكثر من 100 دولة، وتوظّف أدوات تفاعلية متقدمة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتقديم تجربة سلسة تُمكّن الوكلاء من التعرّف على عُمان وترويجها بفعالية من خلال منصة موحّدة ومتكاملة.

وقال شبيب المعمري، المدير العام لـالمشغل الوطني للسفر: "تمثّل شراكتنا مع TBO Holidays إنجازًا هامًا في تمكين مزوّدي الخدمات السياحية العُمانيين، لا سيّما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهو أحد الأهداف الرئيسية لمنصتنا الرقمية. نحن ملتزمون بتزويد شركائنا المحليين بإمكانيات توزيع رقمي واسعة النطاق، وهذه الشراكة تحقق هذا الهدف بدقّة. ومن خلال التكامل مع منصة TBO العالمية، نضمن وصول التراث الغني والطبيعة الخلّابة والجولات والأنشطة الفريدة التي تقدّمها سلطنة عُمان إلى شبكة واسعة من محترفي السفر في الأسواق الرئيسية، مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية عُمان 2040 السياحية."

بدوره، أوضح فيدو لامبا، نائب الرئيس لتحالفات السياحة وأكاديمية TBO: "تُعد هذه الحملة فرصة قيّمة وجاءت في توقيت مثالي لسلطنة عُمان كي تبرز كوجهة سياحية متكاملة. نهدف من خلالها إلى تسليط الضوء على ما تقدّمه السلطنة عُمان من جولات وأنشطة متنوعة لشركائنا في قطاع السفر، وتحفيز الاهتمام وزيادة الحجوزات عبر جهود ترويجية مركّزة."

وتستهدف الحملة وكلاء السفر ومنظّمي الرحلات في قطاع السفر بين الشركات  (B2B)، لا سيما المتخصصين في السياحة الفاخرة، والثقافية، والمغامرات، والجولات والأنشطة التفاعلية، ضمن الأسواق المحددة في الشرق الأوسط والهند.

مقالات مشابهة

  • السلامة في العمل: ما هي دول الاتحاد الأوروبي التي تشهد أكبر عدد من الوفيات والإصابات في مكان العمل؟
  • التعليم العالي: فتح باب التقدم لمشروعات بحثية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي في مجالي الزراعة وإدارة المياه بتمويل يصل إلى 250 ألف يورو
  • كليدور توقّع شراكة استراتيجية لتنفيذ أول مشروع سكني يحمل العلامة التجارية لفندق آرت هاوس نيويورك في الإمارات بقيمة 400 مليون درهم
  • شراكة استراتيجية للارتقاء بالعمل الأسري في الشارقة
  • شراكة استراتيجية بين "المشغل الوطني للسفر" و"TBO Holidays"
  • «تطوير سوق الحبشي ومحطة المنطقة الصناعية».. كدواني يبحث مع وزيرة التنمية المحلية تسريع مشروعات المنيا
  • 4 مليارات يورو دعمًا من أوروبا لمصر.. وقبرص في طليعة المؤيدين.. ونواب: نجاح لجولات الرئيس السيسي الخارجية
  • برلماني: دعم قبرص لمصر بمنحها 4 مليارات يورو يعكس ثقة الدول الأوروبية في البلد
  • موازنة النواب: دعم قبرص لمصر بمنحها 4 مليارات يورو لتوتر حصيلة النقد الأجنبي
  • 4 مليارات يورو دعمًا من أوروبا لمصر .. وقبرص في طليعة المؤيدين