قلق إسرائيلي من تبعات الهجرات اليهودية المعاكسة على دولة الاحتلال
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
تواصل المحافل الإسرائيلية التحذير من هجرة الأدمغة، ورحيل الشباب من الدولة، التي ملأت عناوين الصحف في الآونة الأخيرة، وتشير لزيادة الهجرة العكسية، مما زاد من الأصوات التي تطالب الحكومة والوكالة اليهودية بأن تحافظا على الاتصال مع المهاجرين خارج الدولة، وإثارة اهتمامهم، من وقت لآخر، بالعودة، مع توفير فرص العمل لهم، واستثمار الموارد لاستقطاب الجيل الأصغر سناً، خشية العواقب الخطيرة لعدم عودتهم.
أكدت رئيسة جمعية "إسرائيل من أجل النقب"٬ إستير لوزاتو، أنه "على مدى السنوات المائة والخمسين الماضية، ومنذ بداية الاستيطان الصهيوني في فلسطين المحتلة، نشأت ظاهرة الهجرة إليها، والانحدار منها، المسماة حالياً بـ"الهجرة العكسية"، وتركزت الدوافع الرئيسية لمن غادروا الدولة في الأسباب الاقتصادية والشخصية والمهنية وغيرها".
وأضافت في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "اليوم يضاف اعتبار آخر لدى المهاجرين الاسرائيليين يتمثل بإصابتهم بخيبة الأمل من المشروع الصهيوني، كما حصل خلال الهجرتين الأولى والثانية أوائل القرن العشرين، ثم استمرت الظاهرة بعد إنشاء دولة الاحتلال، وظهرت معالمها البارزة في حقبة الستينيات قبل حرب 1967 المسماة فترة "الركود المحبط"، حيث شهدت الدولة موجة من الانحدار والهجرة العكسية، وهو ما تكرر بعد حرب 1973، نظرا لصدمة الحرب، وفقدان الثقة في القيادة، والأزمة الاقتصادية".
وأشارت أنه "في الثمانينيات دفع ارتفاع التضخم كثيرا من الإسرائيليين للبحث عن الاستقرار الاقتصادي خارج الدولة، كما دفعت حرب لبنان الأولى 1982 بهم إلى المنفى، خاصة من بين النخبة الاجتماعية والثقافية، وفي التسعينيات رغم موجة الهجرة الكبيرة من الاتحاد السوفييتي السابق نحو دولة الاحتلال، لكن العديد من اليهود غادروها إلى كندا وأماكن أخرى، وفي حقبة انتفاضة الأقصى أوائل القرن الحادي والعشرين، وتحت تأثيرها، ازداد الانحدار والهجرة العكسية، التي باتت ظاهرة مرافقة لليهود، وجزءً لا يتجزأ من التاريخ الصهيوني".
وأكدت أنه "ستكون هناك دائمًا تكاليف وتقلبات في نطاق الهجرة لدولة الاحتلال، ومغادرتها، رغم أن عدد سكانها اليوم يشهد نمواً أكثر ثباتاً، ويعد معدل الزيادة الطبيعية، وحجم الهجرة إليها، حسب عدد المهاجرين، من أعلى المعدلات في العالم، وبحلول نهاية 2024، قُدِّر عدد سكانها 10.027 مليون نسمة، 76.9% يهود، و21% فلسطينيين، و2.1% آخرون".
وأكدت أن "الأطباء وشركات التكنولوجيا الفائقة لسان حالهم "امسكوني"، وإلا فإنهم سيغادرون الدولة، مما يجعل من التهديدات الموجهة ضدهم سلاحا ليس فعالا، رغم تزايدها خلال فترة الانقلاب القانوني، وتحولت من التهديدات الضمنية إلى التهديدات الصريحة، ورغم أسفنا على كل إسرائيلي يغادر الدولة، لكن يجوز لأي منهم أن يهاجر لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها، دون أن نحول هذا لأداة للتهديد والضغط".
وأوضحت أن "تركيز المهاجرين من الدولة على فئات خبراء التكنولوجيا العالية والطب أمر مؤسف، لأن دولة الاحتلال استثمرت العديد من الموارد الهائلة في تطوير هذه البنية التحتية التكنولوجية والطبية، مما جعلها واحدة من أكثر دول العالم تقدماً فيها، مما يثير قدرا كبيرا من القلق في تركيز المهاجرين على هذه الفئة النوعية، وكذا الحال بالنسبة لضباط الاستخبارات الذين هددوا بأنهم سيتركون الجيش، ويغادروا الدولة، إذا أُجبروا على الانتقال للنقب بعد نقل قواعدهم العسكرية للجنوب".
وأكدت أنه "لا يجوز أن نصل لحالة يعلن فيها الإسرائيليون غير الراضين عن سياسة معينة، أو عن قرار حكومي ما، أنهم سيغادروا الدولة، بغض النظر عن الحجة التي يروّجونها، لأنها لا تصمد، بما فيها ارتفاع تكلفة المعيشة، وشروط الرواتب، وهنا يمكن الحديث بكثير من الصراحة على أن تراجع الاقتصاد الإسرائيلي هو السبب وراء زيادة الهجرة العكسية، مع أنه يقف حاليًا على مستويات عديدة فوق الاقتصادات الغربية، التي تعاني نقصاً بمحركات النمو، ونقص الإبداع، والتضخم، والهجرة التي تخلق ضغوطًا اقتصادية هائلة".
وأشار أن "ما يروجه المغادرون للدولة من ذرائع اقتصادية ومعيشية لتبرير هجرتهم يتعارض مع ما حققته الدولة على مدى العقود الثلاثة الماضية من ارتفاع اقتصادها إلى قمة الدول الغربية، ومواصلة ريادتها في الابتكار التكنولوجي والنمو، حتى في 2024، عام الحرب ونزع الشرعية العالمية، كان وضعها أفضل بما لا يقاس من وضع الدول الغربية الرائدة في جميع المؤشرات الاقتصادية: الناتج المحلي الإجمالي، نصيب الفرد، النمو، العجز، نسبة الدين، مما يجعل إيراد الأسباب الاقتصادية للهجرة العكسية أمرا مفاجئاً".
وخلصت الى القول أن "تفكير الإسرائيليين في الهجرة العكسية من الدولة في هذه الأيام، في ظل موجة معاداتهم وكراهية الدولة المشتعلة في العالم، أمر غير مقبول، رغم ما تشهده من انقسام سياسي واجتماعي، لاسيما وأن نتيجتها الفورية هي تتمثل في كونها خطوة جذرية نحو انفصال المهاجرين للخارج عن العائلة والأصدقاء والمحيط المباشر، وفي بعض الحالات لا تصبح هناك طريق للعودة".
وأشارت أن "الهجرة العكسية أو الانحدار تعني فشلا تربويا وأخلاقيا، والرد يتمثل بتعزيز الهوية اليهودية والارتباط بالأرض، واستخلاص الدروس من الانقسام الاجتماعي المتعمق في السنوات الأخيرة، واتخاذ إجراءات للحد من الخطاب الانقسامي والتحريضي بين الإسرائيليين، وعدم السماح للقوى المتطرفة بجرّهم لصراعات داخلية خطيرة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الهجرة العكسية اليهودية الاحتلال الاحتلال اليهود الهجرة العكسية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهجرة العکسیة دولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
الحكومة: نتعاون مع جهات لحصر التكلفة الاقتصادية لأعداد اللاجئين
القاهرة- أ ش أ:
أكد المتحدث باسم مجلس الوزراء محمد الحمصاني، اليوم الاثنين، أن هناك تعاونا بين الحكومة المصرية مع منظمات الأمم المتحدة؛ بهدف حصر التكلفة الاقتصادية لأعداد اللاجئين والوافدين المقيمين في مصر، التي تتحملها الدولة المصرية ووضع معايير يتم من خلالها حساب التكلفة من كل الوزارات والجهات الحكومية.
وقال الحمصاني - في مداخلة هاتفية لقناة (إكسترا نيوز) -: "إن رئيس الوزراء يتابع ملف حصر التكلفة الاقتصادية لأعداد اللاجئين والوافدين بمصر، من خلال عملية تقييم اتبعت أعلى المعايير المستخدمة دوليا بالتنسيق مع الأمم المتحدة وكافة مؤسساتها الدولية"، لافتا إلى أنه كان هناك مراعاة للتكلفة المباشرة التي تتحملها ميزانية الدولة المصرية وأبرز عناصرها المرتبطة بالخدمات الأساسية التي تقدم للمقيمين سواء اللاجئين أو الوافدين المقيمين في مصر.
وأضاف أن من أبرز الخدمات المقدمة من قبل الدولة للاجئين والوافدين المقيمين خدمات تتعلق بالصحة والطاقة والتعليم والأمن وتوفير الكهرباء، والتي تم حصرها بالتنسيق مع كافة منشآت الدولة وجارى الانتهاء من تفاصيل التكلفة التقديرية وكيفية التحرك خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أنه من أهم الأسباب التي دفعت الدولة لإجراء عملية الحصر، هو دعم سياسات الدولة في هذا الصدد، وتحديد التكلفة وما تتحمله الدولة من أعباء ودراسة تأثير تلك التكلفة على الخطط الاقتصادية، وأخذها فى عين الاعتبار، لافتا إلى أن توفير هذه البيانات يساعد في عملية صنع القرار لدى مؤسسات الدولة المختلفة، ويوضح الصورة لتأثير التكلفة التي تتحملها الدولة على مجالات الإنفاق البديلة وتأثيرها على الخطط الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح أن تلك الخطوات ستساهم في وضع خطة أو معايير مرجعية يمكن التحدث بها مع الجهات الدولية المانحة لتقديم الدعم اللازم لمصر، وهو ما أكد عليه رئيس الوزراء، لضرورة وجود دعم وتنسيق مع الجهات الدولية المانحة لمصر على ضوء التكلفة الكبيرة التي تتحملها في هذا الصدد في ظل الأوضاع الاقتصادية الإقليمية والدولية.
وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء، محمد الحمصاني، إن الدولة وضعت خططها التنموية على الجانب الاقتصادي والاجتماعي، وتقديرات عملية الإنفاق والاستثمارات التي تقوم بها الدولة، خاصة القطاع الخاص في عين الاعتبار، لذلك من الضرورة معرفة تأثير ما تتحمله الدولة من تكلفة في دعم المهاجرين والمقيمين من الضيوف في مصر على ميزانية الدولة، ما يسهل فهم هذه التكلفة وتغطيتها من قبل الدول المانحة.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
محمد الحمصاني الحكومة التكلفة الاقتصادية لأعداد اللاجئينتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
الحكومة: نتعاون مع جهات لحصر التكلفة الاقتصادية لأعداد اللاجئين
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
33 20 الرطوبة: 16% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك