في الوقت الذي تدهورت فيه علاقات الاحتلال مع العديد من الدول الأوروبية، وآخرها إيرلندا، فقد افتتح مؤخرا سفارة جديدة في مولدوفيا، وهي خطوة تعكس الاتجاهات الدبلوماسية المتغيرة، لأنها لا تنطوي على مسائل سياسية فحسب، بل على اعتبارات تاريخية وثقافية عميقة، في وقت بدأت فيه هذه الدولة الأوروبية الشرقية، تبرز على الساحة العالمية.



دانيال أرازي مراسل القناة 12 كشف أن "وزارة خارجية الاحتلال اتخذت الشهر الماضي قرارا استراتيجيا بفتح سفارة في كيشيناو، عاصمة مولدوفيا، في خطوة لا تحمل أهمية دبلوماسية فحسب، بل تاريخية أيضا، رغم تجاهلها في السياسة العالمية، لكنها تقع على الحدود مع أوكرانيا ورومانيا، وغالباً ما تظل في ظل جيرانها، وكانت سابقاً جزءًا من الاتحاد السوفييتي، لكنها استقلت في 1991، ومنذ ذلك الحين تسعى لتشكيل هويتها، متأرجحة بين الشرق والغرب في لعبة شد الحبل الجيو-سياسي".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "قرار الاحتلال بإنشاء سفارة في العاصمة كيشيناو يتزامن مع تزايد الضغوط عليه، وتسعى فيه الدولتان لتوسيع علاقاتهما الدبلوماسية، حيث حافظتا على علاقات ودية منذ إقامتها رسمياً في 1992، ورغم أنها لم تكن دائما محور الاهتمام، فقد ظلت مدعومة بمصالح مشتركة في مجالات مثل التجارة والزراعة والتبادل الثقافي، وأدرك الاحتلال أهميتها الاستراتيجية كجسر بين الشرق والغرب، خاصة نظرا لقربها من روسيا والاتحاد الأوروبي على حدّ سواء".


وأشار  إلى "أن إسرائيل ومولدوفيا تمتعتا بالتعاون في مجالات الزراعة والتكنولوجيا والأمن السيبراني، وظهرت الخبرة الإسرائيلية في إدارة المياه وتقنيات الزراعة المتقدمة حاسمة في مساعدة مولدوفيا على تطوير قطاعها الزراعي، لكن السفارة التي تم الإعلان عنها مؤخرًا تفتح فرصًا جديدة لتعاونهما الدبلوماسي والاقتصادي، مما يشير إلى توجه الاحتلال لتعزيز التعاون الأعمق والاحترام المتبادل مع دولة كانت تاريخيا على هامش الجغرافيا السياسية الأوروبية".

وأوضح أنه "بعيداً عن الاعتراف الدبلوماسي، فإن علاقة الاحتلال ومولدوفيا تشكلت من خلال التاريخ المشترك للتراث اليهودي، حيث وصل اليهود الأوائل إليها في القرن الأول بجانب الجيوش الرومانية، وبحلول القرن الـ15 أصبحت مركز عبور للتجار اليهود، وبحلول القرن الـ18 تم إنشاء مجتمعات يهودية دائمة، ويُظهِر تعداد 1803 وجود اليهود في جميع المدن الـ24 في مولدوفيا، وبحلول بداية القرن الـ20، نما عددهم في مدنها بشكل كبير، نصف السكان، رغم ترافقه مع توترات متزايدة بين اليهود وسكان مولدوفيا على نطاق أوسع".


وأكد أن "عدد اليهود في مولدوفيا اليوم عشرة آلاف، معظمهم في كيشيناو، وتحافظ مولدوفيا على علاقات قوية مع إسرائيل، وهي العلاقات التي تدعمها العلاقات الدبلوماسية والتعاون مع المجتمعات اليهودية الدولية، ومع اقترابها من عضوية الاتحاد الأوروبي، تزداد مكانتها الدولية، مما يجعل من افتتاح سفارة الاحتلال الجديدة فيها جزءًا من جهد دبلوماسي أوسع نطاقًا لتعزيز العلاقات مع الدول ذات الأهمية السياسية والاقتصادية والثقافية، في ضوء تدهور علاقاتها على الصعيد الدولي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال سفارة مولدوفيا اليهودي الاحتلال سفارة اليهود مولدوفيا صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إنجاز علمي عراقي.. علاج واعد يفتح آفاقاً جديدة لـ«اضطراب طيف التوحد»

في خطوة علمية وإنسانية استثنائية، تمكن العالم العراقي عادل عبد الرحمن صديق الصالحي، من تحقيق إنجاز غير مسبوق في مجال أبحاث اضطراب طيف التوحد، بتسجيله براءة اختراع رسمية لعلاج تجريبي ثوري في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال الصالحي: إن “ما توصلنا إليه هو ثمرة سنوات من البحث الميداني والمخبري وخطوة أولى نحو أمل حقيقي لأطفال التوحد وعائلاتهم حول العالم”.

وأضاف أنه “ليس مجرد علاج بل ثورة علمية وإنسانية نأمل أن تغير مستقبل ملايين الأطفال”، مشيرا إلى أن “هذه البراءة تمثل الخطوة الأولى لتحويل الأمل إلى واقع ملموس”.

وبحسب وكالة الأنباء العراقية، أكد أن “العمل جارٍ حاليا على تنفيذ البروتوكول التجريبي على نماذج حيوانية عالية الحساسية تمهيدا للانتقال إلى الدراسات السريرية، ضمن إطار علمي صارم وأخلاقي محكم بالتعاون مع نخبة من الباحثين في مجالات المناعة والأعصاب والفيزياء النانوية”.

وواصل أن “هذا الإنجاز العراقي يعد بداية مرحلة جديدة من الأمل، حيث تتجه أنظار المجتمع العلمي الدولي إلى بغداد التي أطلقت شرارة أول علاج واعد لاختراق جدار الصمت الذي فرضه التوحد”.

وأكد أن “العالم يترقب والعراق يتقدم بخطى ثابتة نحو تغيير وجه العلوم العصبية المعرفية والاضطرابات النمائية إلى الأبد”.

هذا “ويعكس هذا الابتكار سنوات طويلة من البحث الدؤوب والسعي الحثيث نحو إيجاد أمل جديد للأطفال المصابين بالتوحد وعائلاتهم حول العالم، ويعتمد هذا العلاج على مكونات مناعية بشرية طبيعية نادرة، ويمثل نقلة نوعية في فهم طبيعة التوحد وآفاق علاجه، مما يضع العراق في مقدمة المشهد العلمي العالمي”.

وأظهرت النماذج المحاكية الأولية “نسب نجاح مدهشة تراوحت بين 70% و86% لدى الأطفال المصابين بأنماط التوحد ذات الأساس المناعي، مما يمهد الطريق لتجارب حيوانية وسريرية قادمة بإشراف فرق متعددة التخصصات”.

وتعد هذه البراءة واحدة من “سلسلة إنجازات علمية بارزة “للصالحي” الذي يقود نظرية شاملة تربط بين فهم الأسباب البيولوجية والبيئية للتوحد من أجل الوقاية منه وبين تطوير العلاج الفعال للحد من انتشاره المتزايد عالميا”.

مقالات مشابهة

  • إنجاز علمي عراقي.. علاج واعد يفتح آفاقاً جديدة لـ«اضطراب طيف التوحد»
  • انعقاد الجولة الخامسة من المشاورات السياسية بين الكويت والصين
  • فوق السلطة: يهود سيقتلون اليهود والإكثار من أكل البطيخ يدخل الجنة
  • وزير الرياضة يفتتح بطولة كأس العالم للجمباز الفني ويشيد بالاتحاد المصري
  • حجيرة : العلاقات الإقتصادية بين المغرب وموريتانيا بحاجة إلى دينامية جديدة
  • الكشف عن شروط سوريا للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ودخول اتفاقياتأبراهام
  • غدًا.. وزير الرياضة يفتتح بطولة كأس العالم للجمباز الفني «القاهرة 2025»
  • حزب المؤتمر: زيارة الرئيس السيسي إلى جيبوتي تعزز الحضور المصري في القرن الإفريقي
  • مصر وجيبوتي تعربان عن قلقهما من تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في جنوب السودان
  • مبادرة الحضارة العالمية: شراكة جديدة بين الحضارتين الصينية والعربية