ترامب يهدد بشن حروب تجارية عبر زيادة الرسوم الجمركية
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
توقع خبراء ومحللون سياسيون أن يتبنى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، نهجاً تصعيدياً يقوم على فرض رسوم جمركية مرتفعة وإجراءات حمائية صارمة، خاصة مع تصريحاته المتكررة خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه، بشأن السياسات التي سيتبعها لتصحيح الميزان التجاري لصالح الولايات المتحدة.
ويسعى ترامب إلى سياسة جمركية جديدة، في محاولة لإعادة هيكلة علاقات بلاده التجارية، وسط مخاوف من تهديد هذه السياسات للتجارة العالمية والاقتصاد الدولي.
وأوضح المحلل السياسي الأميركي توت بيلت أن ترامب في هذه المرحلة يشير فقط إلى أنه سينفذ التعريفات الجمركية. وبموجب القانون الأميركي، يتعين عليه أن يثبت أن الرسوم الجمركية ضرورة للأمن القومي، وهذا يتطلب عادةً إجراء تحقيق. لذلك، حتى لو كان سيحاول، فسوف يستغرق الأمر بعض الوقت قبل تنفيذ هذه التعريفات.
وقال توت بيلت، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إنه لهذا تعد هذه الإجراءات مجرد تكتيك تفاوضي في هذه المرحلة، حيث يفضل ترامب إبرام صفقة جديدة مع بعض الدول حتى يتمكن من الظهور وكأنه منتصر في الحروب التجارية.
من جانبها، ذكرت المحللة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان أن ترامب ربما يستخدم التهديد بشن حرب تجارية لإجبار الدول، التي لديها أعلى مستويات صادرات إلى الولايات المتحدة، على خفض التعريفات الجمركية على البضائع الأميركية، لافتة إلى أن رفع الرسوم الجمركية لن يؤدي إلى استعادة القاعدة الصناعية في الولايات المتحدة ولن يخلق ظروفاً مواتية لتجارتها.
وأوضحت إيرينا تسوكرمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه لا تقوم أي دولة بإزالة الرسوم الجمركية من جانب واحد دون أن تفعل الولايات المتحدة الشيء نفسه، لأن التعريفة الجمركية تؤدي إلى ارتفاع الأسعار والتضخم، وتقلل خيارات المستهلكين، وتزيد خطر المواجهة أو التوترات السياسية مع الدول الأخرى التي من المرجح أن تعيد توجيه أعمالها إلى أماكن أخرى، وتحد من دخول البضائع الأميركية.
في السياق ذاته، رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن الدكتور نبيل ميخائيل أن ترامب سيقوم بفرض رسوم جمركية على السلع القادمة من دول عدة، في مقدمتها الصين، والمكسيك وكندا، وأن هذا الأمر دعا رئيس الوزراء الكندي السابق، لمقابلة ترامب لتجنب أزمة بين البلدين. وفي حالة المكسيك، يربط ترامب الموضوع بقضية الاتجار بالبشر وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية التي يعتبر أن المكسيك سببها.
وأوضح نبيل ميخائيل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تلك الدول قد تفرض رسوماً جمركية مرتفعة على بعض وارداتها من السلع الأميركية، ما قد يؤدي إلى حرب تجارية وحالة من الركود في الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أنه في حال تأثر الاقتصاد الأميركي بشكل كبير جراء التعريفات الجمركية المرتفعة، فسوف تحاول إدارة ترامب إيجاد بديل لهذه السلع والخدمات إما عن طريق استيرادها من دول أخرى أو تصنيعها محليا لدعم القاعدة الصناعية الأميركية. أخبار ذات صلة ترامب يعلّق على حرائق لوس أنجليس الدنمارك تبعث رسائل إلى فريق ترامب بشأن غرينلاند
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دونالد ترامب رسوم جمركية حرب تجارية الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة
إقرأ أيضاً:
رأي.. خلف بن أحمد الحبتور يكتب عن السنوات الأربع القادمة لترامب: اختبار دقيق للصمود العالمي
هذا المقال بقلم خلف بن أحمد الحبتور، رجل أعمال إماراتي ورئيس مجلس إدارة مجموعة "الحبتور" الإماراتية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن وجهة نظره ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
العالم يقف على حافة اللايقين بينما يستعد دونالد ترامب للعودة إلى المكتب البيضاوي في العشرين من يناير. خطابه، الذي غالباً ما يكون استفزازياً، انتقل من القومية الاقتصادية إلى ما يراه العديد من المحللين الآن كأجندة توسعية مستترة.
في تصريحات حديثة، طرح ترامب فكرة ضم كندا، واستعادة السيطرة على قناة بنما، وتغيير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا"، وحتى الاستحواذ على غرينلاند. هذه التصريحات تثير تساؤلات مقلقة: هل تشير إلى تحول أوسع، مشابه لتدخل إيلون ماسك الأخير في الانتخابات الألمانية أو إعادة توجيه بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي نحو الولايات المتحدة؟ هل نحن بصدد عصر استعماري حديث أم مجرد نسخة أخرى من الصخب المحسوب لترامب؟
ادعاءات ترامب بأنه كان بإمكانه حلّ النزاع الروسي-الأوكراني تسلّط الضوء على تناقض صارخ. فمن جهة، يقدم نفسه كصانع سلام، ومن جهة أخرى، تشير أفعاله وأقواله إلى استراتيجيات قد تؤدي إلى تصعيد التوترات العالمية. جدول أعماله في السياسة الخارجية يبدو وكأنه يتجاهل سيادة الدول، مما يثير القلق بين الحلفاء والخصوم على حدّ سواء. السنوات الأربع القادمة ستكون اختباراً ليس فقط لمكانة أمريكا، ولكن أيضاً لصمود المجتمع الدولي.
اقتراح ترامب بضم كندا قوبل بإدانة سريعة من القادة الكنديين الذين اعتبروا الفكرة سخيفة ومسيئة. رئيس الوزراء جاستن ترودو رفض الفكرة بشكل قاطع، مشدداً على سيادة كندا الثابتة. وبالمثل، أثارت تعليقاته بشأن قناة بنما قلقاً في أمريكا اللاتينية. القناة، التي تُعد شرياناً حيوياً للتجارة الدولية، تخضع للسيطرة البنمية منذ عام 1999. وأي اقتراح باستعادتها لن ينتهك فقط الاتفاقيات الدولية، بل قد يزعزع استقرار المنطقة.
تغيير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا" يعكس بشكل أكبر تجاهل ترامب للروابط التاريخية والثقافية. يرى المسؤولون المكسيكيون، إلى جانب المجتمع اللاتيني الأوسع، هذا الخطاب كإهانة لهويتهم الوطنية وربما تمهيداً لسياسات أكثر عدوانية. هذه التصريحات مهدت الطريق لتوترات متزايدة في جميع أنحاء الأمريكيتين، حيث تستعد الدول لما قد يحدث لاحقاً.
اهتمام ترامب بغرينلاند عاد إلى السطح خلال خطبه الأخيرة، حيث أكد مجدداً أن الاستحواذ على غرينلاند هو مسألة أمن قومي. رفضت الدنمارك، التي تحكم غرينلاند، هذه الادعاءات وكررت تأكيدها على استقلال غرينلاند. حيث وصف المسؤولون الدنماركيون اقتراحات ترامب بأنها "إهانة سخيفة" لسيادتهم. التداعيات الجيوسياسية لمثل هذا الاستحواذ يمكن أن تغير ميزان القوى في القطب الشمالي، وهو منطقة حيوية للتجارة والأمن العالميين.
هذه الطموحات قد تأتي بنتائج عكسية، مما يهدد الأمن والمصالح الاقتصادية للولايات المتحدة. من خلال استفزاز الحلفاء وزعزعة استقرار المناطق الرئيسية، تخاطر سياسات ترامب بتقويض الشراكات الاستراتيجية لأمريكا وكشف نقاط ضعفها. ماذا يمكننا أن نتوقع أكثر من إدارة ترامب؟ هذه الأسئلة تلوح في الأفق مع تشكيل أجندته للسياسة الخارجية.
بالنسبة للمنطقة العربية، قد تعني عودة ترامب تحديات متزايدة. تحتفظ الولايات المتحدة بقواعد عسكرية كبيرة في دول عربية رئيسية، وعشرات الآلاف من الجنود على الأرض. هذه التواجدات العسكرية تمثل هيمنة استراتيجية، لكنها أيضاً تجعل هذه الدول أهدافاً محتملة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية.
تصريحات ترامب السابقة تزيد من حالة القلق. ففي مناسبات مختلفة، أشار إلى أن الدول العربية "مدينة" للولايات المتحدة بجزء من ثروتها كتعويض عن الحماية العسكرية. والأشدّ إثارة للجدل، حين ألمح إلى أن القادة العرب يجب أن "يدفعوا"، مما يشير إلى أن المظلة الأمنية الأمريكية لها ثمن. هذه التصريحات تثير تساؤلات حول نهجه تجاه الحلفاء وما إذا كان النفوذ المالي سيصبح ركيزة أساسية لسياسته الخارجية.
تمتد تداعيات هذه التطورات إلى ما وراء العالم العربي. موقف ترامب العدائي تجاه كندا والدنمارك وبنما يهدد بتوتر التحالفات الطويلة الأمد. رؤيته الجريئة يمكن أن تقوض المبادئ الأساسية للقانون الدولي والدبلوماسية. الدول ذات السيادة لن تقف مكتوفة الأيدي. سوف تردّ — ربما دبلوماسياً، وربما اقتصادياً، أو بطرق قد تتصاعد إلى صراعات أوسع.
بالنسبة لأوروبا، المخاطر عالية. انتقادات ترامب لحلف الناتو زعزعت بالفعل الدول الأعضاء. قد يؤدي تجاهله المحتمل للاتحاد الأوروبي ككتلة متماسكة إلى تشجيع القوى المعادية، مما يزيد من زعزعة الاستقرار في مشهد جيوسياسي هشّ بالفعل.
بينما يتعامل العالم مع هذه الشكوك، يبقى السؤال: هل ترامب جاد، أم أن هذا مجرد استعراض؟ بشكل أكثر خطورةً، هل يمكن أن تقود أفعاله العالم نحو حرب عالمية ثالثة؟ لقد شهدت فترته السابقة مزيجاً من الخطاب والعمل. انسحب من الاتفاقيات الدولية، وفرض تعريفات جمركية، وأعاد تعريف التحالفات. ومع ذلك، فإن بعض تهديداته الأكثر تصعيداً لم تتحقق.
إذا علمنا التاريخ شيئاً، فهو أخذ مثل هذه التهديدات بجدية. عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب هي السمة المميزة لديه، ويجب على المجتمع الدولي أن يستعد لجميع الاحتمالات. على العالم العربي، على وجه الخصوص، إعادة تقييم تحالفاته الاستراتيجية والاستعداد لتحول محتمل في السياسة الأمريكية. هذا وقت للوحدة والصمود واليقظة.
السنوات الأربع القادمة ستكون محورية. سوف تختبر ليس فقط صمود الدول، بل أيضاً مبادئ السيادة والتعاون الدولي. يجب على قادة العالم أن يقفوا بحزم، مستعدين للدفاع عن شعوبهم وأراضيهم ضد أي اعتداء. هل يمكن أن يتماشى هذا مع تأثيرات عالمية أخرى، مثل دور إيلون ماسك المثير للجدل في ألمانيا وإعادة تنظيم بريطانيا استراتيجياً؟ ومع انكشاف أجندة ترامب، هناك أمر واحد مؤكد: هذا ليس وقتاً للتهاون، بل لاتخاذ إجراءات حاسمة وموحدة. التاريخ سيحكم علينا من خلال كيفية استجابتنا لهذه التهديدات الوشيكة.
نشر الاثنين، 13 يناير / كانون الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.