في واقعة مأساوية هزت محافظة الإسكندرية، أقدمت الطالبة ريناد عادل، التي لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، على إنهاء حياتها بعد تعرضها لتنمر قاسي من زميلاتها في المدرسة، هذه القصة المؤلمة تسلط الضوء على مشكلة التنمر التي يعاني منها الكثير من الأطفال، وتضعنا أمام مسؤولياتنا كأفراد ومجتمع لحماية أبنائنا.

تفاصيل القصة للطالبة ريناد عادل

في صباح يوم من الأيام، خرجت ريناد من منزلها، متوجهة إلى مدرسة نوتردام بالإسكندرية، حيث كانت تأمل في قضاء يوم دراسي عادي كأي طفل آخر، ولكن ما حدث خلال اليوم الدراسي كان بعيدًا كل البعد عن توقعاتها، حيث تعرضت لموجة من التنمر من قبل مجموعة من زميلاتها.

تم إدراج اسم ريناد ضمن قائمة الطالبات المتأخرات عن سداد المصروفات الدراسية، وهو ما جعلها محط سخرية واستهزاء.

عانت ريناد من العزلة والضغط النفسي، وتفاقمت مشاعر الإحباط والاكتئاب لديها، ومع مرور الوقت، أصبحت ريناد تشعر بأن لا أحد يفهم معاناتها، وأنها محاصرة بمشاعر القلق والخوف من الذهاب إلى المدرسة، لم يكن في مقدورها التحمل أكثر، وعادت إلى منزلها، محملة بهموم لا يمكن وصفها.

في لحظة يأس، كتبت ريناد رسالة وداع مؤثرة إلى والدتها، تعبر فيها عن آلامها النفسية، وعن صراعها مع التنمر، كانت تلك الرسالة بمثابة صرخة ألم، تحمل أسماء زميلاتها اللاتي تسببن لها في معاناة لا تحتمل. وفي قرار مأساوي، قفزت ريناد من الطابق الثامن، تاركة وراءها أسرتها في حالة من الصدمة والفقد.

ردود الفعل المجتمعية

أثارت الحادثة ردود فعل غاضبة واستياءً عارمًا بين أولياء الأمور والمجتمع. تساءل الجميع عن دور المدارس في حماية طلابها من التنمر، وكيف يمكن أن يحدث مثل هذا الأمر في بيئة يفترض بها أن تكون آمنة وداعمة. تفاعل الكثيرون مع الحادث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشروا رسائل تعاطف ودعم لعائلة ريناد، معبرين عن قلقهم من استمرار ظاهرة التنمر.

أهمية التوعية بمشكلة التنمر

فى إطار هذا قال الدكتور محمد هاني استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية وتعديل سلوك الطفل، فى تصريحات خاصة لصدى البلد ، أن قصة ريناد عادل تعتبر دعوة ملحة للتفكير في كيفية مواجهة التنمر في المدارس، التنمر ليس مجرد مشكلة فردية، بل هو قضية اجتماعية تؤثر على الجميع. لذا، يجب أن نعمل جميعًا على رفع الوعي حول هذه المشكلة، وتقديم الدعم للأطفال الذين يتعرضون للتنمر.

تعزيز الثقة بالنفس

من الضروري أن يتم تعليم الأطفال كيفية التعامل مع التنمر بطريقة صحيحة، يجب تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال، وتعليمهم كيفية مواجهة مواقف التنمر بقوة وكرامة، يمكن تحقيق ذلك من خلال برامج التوعية في المدارس، وجلسات الدعم النفسي، وورش العمل التي تركز على تعزيز مهارات التواصل وحل النزاعات.

دور الأسرة والمدرسة فى مواجهة التنمر

يجب على الأسر والمدارس العمل معًا لمواجهة هذه الظاهرة، يمكن أن يكون للوالدين دور كبير في تقديم الدعم لأبنائهم، من خلال الاستماع إليهم وفهم مشاعرهم، كما يجب على المدارس توفير بيئة تعليمية آمنة، تتضمن إجراءات صارمة ضد التنمر، وتعزيز ثقافة الاحترام والتعاون بين الطلاب.

طالبة الاسكندرية ريناد عادل 

 

التعامل مع التنمر في المدارس: دليل شامل للأسر

وبحسب ما نشره موقع parents، أنه يمكن أن يظهر التنمر في أشكال متعددة، منها الجسدي (مثل الدفع أو الضرب)، واللفظي (كالشتائم أو التهديدات)، والنفسي (مثل نشر الشائعات أو استبعاد شخص ما). ومع انتشار التكنولوجيا، أصبح التنمر الإلكتروني ظاهرة شائعة، حيث يتواصل المتنمرون عبر الرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل آثار التنمر تمتد إلى ما بعد المدرسة.

علامات تنبهك بتعرض طفلك للتنمر

للتعامل مع التنمر، يجب أولاً التعرف على العلامات التي تشير إلى أن طفلك يعاني منه، وفقًا للدكتور ستيفن باستيرناك، رئيس قسم علم النفس في مستشفى هيلين ديفوس للأطفال، تشمل الأعراض الشائعة:

- شكاوى جسدية مثل آلام البطن.
- رغبة متزايدة في عدم الذهاب إلى المدرسة.

إذا لاحظت هذه العلامات، يُنصح بالتحدث مع طفلك حول وضعه الاجتماعي ومعرفة من هم أصدقاؤه ومن لا ينسجم معهم.

بناء تواصل مفتوح

تأسيس حوار مفتوح مع الأطفال أمر ضروري. استخدم نبرة هادئة وودودة لتشجيعهم على التحدث عن مشاعرهم، استمع جيدًا لمخاوفهم دون أن تبالغ في رد فعلك، الأطفال يحتاجون إلى دعمك واهتمامك.

نصائح فعالة للتعامل مع التنمر

إذا كان طفلك ضحية للتنمر، إليك بعض الاستراتيجيات لمساعدته:

1. التأكيد على أن التنمر ليس خطأه

من المهم أن يفهم الطفل أن التنمر يتعلق بالمتنمر وليس بالضحية.

2. إعداد خطة للتعامل مع التنمر

- إنشاء قائمة ردود: علم طفلك عبارات بسيطة مثل "اتركني وحدي" أو "هذا ليس لطيفًا" ليستخدمها عندما يتعرض للتنمر.
 
- لعب الأدوار: تدرب على سيناريوهات مختلفة لمساعدة طفلك على الاستجابة بشكل أفضل.

- تعزيز لغة الجسد الإيجابية: شجع طفلك على الحفاظ على تواصل بصري والمشي بثقة.

3. الحفاظ على خط اتصال مفتوح

تأكد من أن طفلك يشعر بالراحة في مشاركة مشاعره معك. أكد له أن سلامته وصحته النفسية هي أولويتك.

4. تعزيز ثقة الطفل بنفسه

شجع طفلك على ممارسة الأنشطة التي يحبها واحتفل بإنجازاته، مهما كانت صغيرة.

 5. تعليم طرق الرد الصحيحة

علّم طفلك أن يستجيب للمتنمرين بطريقة هادئة وثقة، مثل قول: "أشعر بالغضب عندما تناديني بمثل هذا "

 خطوات التدخل ضد التنمر

إذا استمر التنمر، يجب اتخاذ خطوات فعلية:

- الإبلاغ عن الحوادث: إذا كان طفلك يتعرض للتنمر، ساعده في التواصل مع المعلمين أو المسؤولين في المدرسة.

- الشراكة مع المدرسة: تواصل مع المعلمين حول القضية وتأكد من أنهم على دراية بالموقف.

- تشجيع الدفاع: علم طفلك أن يكون مدافعًا، وليس متفرجًا، عندما يشهد على حالات التنمر.

ما لا ينبغي للوالدين فعله في حالة التنمر

لا تتجاهل التنمر أو تفترض أنه سيحل من تلقاء نفسه، يجب أن تكون دائمًا داعمًا لطفلك وتساعده في التعامل مع هذه المواقف بطريقة صحية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ريناد عادل الطالبة ريناد عادل المزيد مع التنمر

إقرأ أيضاً:

انخفاض وزن الطفل عند الولادة يؤثر على مساره في المدرسة

قالت دراسة جديدة إن ثلث الأطفال المولودين بوزن منخفض فقط يكونون على استعداد للالتحاق بالمدرسة في سن 3 إلى 5 سنوات. لكن هناك 5 عوامل تساعد على التغلب على هذا الأمر.

وأفادت النتائج بأن المولودين بوزن أقل من 2.5 كغم، يميلون إلى التأخر في مهارات التعلم المبكر، والتنظيم الذاتي، والنمو الاجتماعي والعاطفي.

لكن، بحسب "هيلث داي"، أفاد فريق البحث من مركز بوسطن الطبي بأن 5 عوامل وقائية رئيسية يمكن أن تساعد الأطفال على الوصول إلى مراحل النمو الرئيسية والاستعداد للمدرسة.

5 عوامل

وتشمل هذه العوامل: ممارسات الأبوة والأمومة مثل القراءة المنتظمة أو روتين وقت النوم، والحد من وقت استخدام الشاشات إلى ساعة واحدة أو أقل يومياً.

كما أن الصحة النفسية للوالدين، وشبكات الدعم العاطفي، وتوافر الدعم المجتمعي، مثل: التعليم الخاص ورعاية الأطفال، يمكن أن تساعد الأطفال منخفضي الوزن عند الولادة على الاستعداد للمدرسة.

وفي هذه الدراسة، تتبع الباحثون نمو أكثر من 1400 طفل أمريكي وُلدوا بوزن منخفض عند الولادة، باستخدام بيانات مسح وطني، تضمنت أسئلة مصممة لتقييم استعداد الأطفال للالتحاق بالمدرسة.

وقالت الدكتورة جين غويول الباحثة الرئيسية: "تؤكد نتائجنا على الدور الحاسم الذي تلعبه الأسرة والدعم الأبوي في تشكيل نمو الطفل المبكر".

وأضافت: "من خلال تعزيز القدرة على التنبؤ، مثل: الروتين المنزلي الثابت، وقضاء وقت مخصص للطفل، يمكن للوالدين تهيئة بيئة تدعم استعداد أطفالهم للمدرسة".

مقالات مشابهة

  • مأساة طفلة تركية.. أرادت الدفء فاحترقت داخل مدرستها
  • القصة الكاملة لاعتداء مدير مدرسة على طالبتين بفناء المدرسة بالبحيرة.. آخر التطورات
  • قصة الطفلة وسام.. رمز لأمل يتحدى النزوح ويعيد الحياة إلى مدارس السودان
  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة يؤثر على مساره في المدرسة
  • قرارات عاجلة لـ"تعليم البحيرة" بشأن واقعة الشلوت
  • صالون بورسعيد الثقافي يناقش ظاهرة التنمر والعنف لطلاب المدارس
  • احذر.. عقوبة التنمر على الأطفال تصل للحبس وغرامة 200 ألف جنيه
  • «الطفولة والأمومة» يبدأ خطة تقديم الدعم النفسي لطفلة واقعة العاشر من رمضان وأسرتها
  • الناجية الوحيدة تحول حياة أسرة غزية تبنتها إلى جنّة
  • عطية: الانضباط والتدريب العملي ركيزتان أساسيتان لتكوين جيل واع ومسؤول