يمانيون../
أرضُ الميعاد أَو “إسرائيلُ الكبرى” الممتدة بين النيل والفرات، وإن كانت خارطة مُتخيَّلة لا صلةَ لها بالتوراة المُنزَّلة على نبي الله موسى “عليه السلام” ولا حتى التاريخ، لكنها مع ذلك مشروع يشق طريقه بلا هوادة منذ وُضِعَ على جدول العمل اليهودي في ظل رعاية ودعم غربي – أمريكي، وبجميع الوسائل والأساليب الممكنة والمتاحة، سواءٌ أكان عبر الحروب المدمّـرة أَو بالمقايضات والمفاوضات، مع حرص على توظيف التعقيدات والتشابكات الإقليمية والدولية.

وما شهدناه نهاية العام 2024 من استهداف للجغرافيا السورية وتوسيعِ العدوّ الإسرائيلي احتلاله يأتي ضمن ما يصفه الصهاينة بوضوح بتحقيق النبوءة التوراتية؛ فما موقع سوريا ضمن معتقد وثقافة العدوّ الإسرائيلي؟، هذا ما نركز عليه؛ باعتبَاره الرؤية الحاكمة لسياسة العدوّ تجاه هذا البلد العربي، وسيظلُّ مستقبلُ سورية في قبضتها دونَ أن يُغيِّرَ في ذلك سقوطُ نظام وقدوم آخر، ولا علاقات الداعمين للحُكام الجدد ولا التنازلات ولا أي شيء آخر.

ممر داوود:

لليهود حُلمٌ أَو وعدٌ مزعومٌ بأرض تمتد بين نهرَي النيل والفرات، ولربما تردّد في أذهان الكثير كيف يمكنُ أن يتمدد الاحتلال الصهيوني بين النهرَين فيما الحواجز كثيرة؟ وَقد يكون أغنى عن السؤال احتلالُ الجولان بعد وقت يسيرٍ من إنشاء كيان العدوّ وإعلان قيامه على أرضنا الفلسطينية العربية، وإن كنا نستبعد ذلك فمعرفةُ العدوّ التاريخي لأمتنا ظل على هامش اهتمام الجهات المختصة وذات الصلة بالثقافة والتعليم في كُـلّ بلدان ودول أمتنا، تحت وصاية أمريكية غربية جهلت الأجيال العربية الإسلامية، مع ذلك هي ذي الأحداث والوقائع على الأرض، تخبر الجميع أن للعدو ما تُسميه التوراة المُحرفة “ممر داوود” للوصول إلى شط الفرات، وأن خطى العدوّ تسارعت ضمن هذا الممر وقطعت مسافة عجزت عنها طيلة خمسة عقود.

جاء في الأساطير اليهودية: “فخرج داوود إلى نهر الفرات؛ ليبني صرحًا هناك، وفي طريقه هزم ملكَ صوبة السورية بالقرب من أرض حماة” وتذكر الكتاباتُ العبرية أن نهر الفرات مذكورٌ أكثرَ من 50 مرة في الكتاب المقدَّس، وهو مرجعٌ جغرافي يشكّل جُزءًا من بداية ونهاية العالم في الكتاب المقدَّس! وفي سفر التثنية: “وعد اللهُ بمنح بني إسرائيل الأرضَ الممتدةَ من الفرات إلى البحر الأبيض المتوسط” مع إشارات إلى أن النبيَّ إشعياء استخدم نهر الفرات كرمز لإمبراطورية آشورية، هدّدت بغزو “إسرائيل” وضمن ما يوردُه اليهودُ منسوبًا للتوراة: “في ذلك اليوم قطع الربُّ مع أبرام ميثاقًا قائلًا: لنَسْلِكَ أُعطِي هذه الأرضَ من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات”.

بشكل عام يُشكل ممر داوود عنصرًا جغرافيًّا ورمزيًّا مهمًّا بالنسبة لليهود، ويلعب دورًا في “خطة الله” المُرتبطة بأرض الميعاد بحسب التعبير اليهودي، وهذا الممر يبدأ من الجولان إلى القنيطرة ثم السويداء فالتنف، وهذه نقطة وصل تربط الممر بجزء آخر من مناطق البادية السورية ــ دير الزور والرقة وهما الحواضنُ الرئيسية لنهر الفرات في سوريا، ومن الواضح أن إنشاء القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا أقيمت على طول هذا الممر، وكيان العدوّ الإسرائيلي يتمدد أكثر ضمن هذه الجغرافيا، في عملية عسكرية عدوانية وَسَمَها بـ “سهم باشان” في إشارة إلى خرافة يهودية تتكاملُ مع مشروع ممر داوود.

مملكةُ باشان:

تقدِّم السرديةُ اليهودية جُزءًا من أراضي سورية بوصفه مملكةً يهوديةً قديمةً تُسمى باشان، كما نجد في هذه المقتطفات: “ثم قاد موسى الشعبَ نحو باشان، وخرج ملك باشان، عوج، لمواجهتهم بجيشه في إذرعي، وقبل المعركة أخبر اللهُ موسى ألا يخاف عوج؛ لأَنَّ اللهَ سيعطي “إسرائيل” النصرَ ويسمح لـ “إسرائيل” بالاستيلاء على باشان، وكانت المعركة انتصارًا عظيمًا لـ “إسرائيل”، واستولى الإسرائيليون على باشان” ونصوص السردية اليهودية تُضخِّمُ ملكَ باشان في سياقِ إظهار الغلبة ضد أعداء هائلين مع النجاح في توسُّع الأراضي تحت سيطرة اليهود، وضمن ما تقدّمه الكتاباتُ اليهودية عن أهميّة هذه المملكة الخَصبة للغاية المعروفة بالزراعة والمياه العذبة نقرأ عن الماشية البرية في مراعيها الغنية وأشجار البلوط في غاباتها وجمال سهولها الواسعة، ونجد أَيْـضًا استغرابًا ضمن هذه الكتابات أن الكتاب المقدس لا يذكر محاصيل القمح فيما تشتهرُ بها البلاد اليوم.

بحسب هذه السردية كانت مملكة باشان تتألف من ستين مدينة رئيسية كلها ذات أسوار عالية وبوابات، وكان جبل حرمون يقع في باشان، وتحد مملكة سيحون الأمورية من الجنوب، ومملكتَي جشور ومعكة السوريتَينِ من الغرب”، وباشان في الإشارات الصهيونية الحديثة تضم مرتفعات الجولان وتمتد من جبل الشيخ غربًا إلى جبل العرب في السويداء شرقًا، ومن جنوب دمشق حتى حوض اليرموك وسهل حوران.

ويلاحَظُ أن العدوّ الإسرائيلي قبل أن يسمِّي عملية إسقاط الأراضي السورية بـ “سهم باشان” سبق وأطلق على الفِرقة العسكرية المكلَّفة بمنطقة مرتفعات الجولان “باشان 210” قُبَيلَ أن تجد الفرصة أمامها سانحة لإعادة رسم الخريطة السورية وفقًا لتصميمها الخاص على طريق تثبيت خريطة “إسرائيل الكبرى” المتخيَّلة، من خلال احتلال كامل المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان وقمم جبال الشيخ، وُصُـولًا للقنيطرة، وبحسب باحثين سوريين فَإنَّ العدوَّ الإسرائيلي يحتل في الوقت الراهن أكثر من 400 كيلومتر مربع من الأراضي السورية، في إطار تنفيذ ما وصفها مجرمُ الحرب بنيامين نتنياهو بالوصية “التلمودية” في كلمةٍ له: “سنحقّق نبوءةَ إشعياء، لن تسمعوا بعد الآن عن الخَراب في أرضكم” بما تحملُه من إشارات من إسقاط ما يُعرَفُ إسرائيليًّا بممر داوود من الأراضي السورية وُصُـولًا إلى العراق، قبيل أن يتوج نشر خريطة “إسرائيل” المُتخيَّلة التعبير عن رغبة منهجية طويلة الأمد في تحقيق “إسرائيل الكبرى” بالإضافة إلى تصريحات جديدة، تداولها إعلامُ العدوّ مطلع هذا الأسبوع عن عناصرَ صهيونية تشغل مناصبَ عليا تؤكّـد أن العدوّ سيُثبِّتُ احتلالَه في محيط عملياتي يبلغ 15 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، مع “منطقة نفوذ” تمتدُّ 60 كيلومترًا تحتَ سيطرة الاستخبارات.

غيرَ أن الكثيرَ من المراقبين لا يفصلون توسُّعَ سيطرة واحتلال العدوّ الإسرائيلي عن مشروع تقسيم سوريا إلى كانتونات، بينها كيانٌ كردي شمالي سوريا، وبتكامل كُـلِّ هذه الخطط يُمكِنُ في رؤية الصهاينة أن “تصبح سوريا خاليةً من المناورات الجيوسياسية، وسوف يصبح الأكراد أحرارًا في تشكيل دولتهم الخَاصَّة، وسوف يصبح الفلسطينيون أحرارًا في إقامة “وطن” جديد في الأردن” ونحن نخصِّصُ البحثَ القادمَ عن الأردن في الأساطير اليهودية والخِطاب الثقافي والسياسي للعدو الإسرائيلي.

عبد الحميد الغرباني| المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الأراضی السوریة نهر الفرات ممر داوود

إقرأ أيضاً:

انطلاق أعمال المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” بالعاصمة صنعاء

الثورة نت/..

انطلقت في العاصمة صنعاء اليوم، أعمال المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” بمشاركة محلية وعربية وإسلامية ودولية واسعة.

ورحب عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور في افتتاح المؤتمر بحضور النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، وعدد من أعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى، ومحافظي المحافظات، وعدد من الوفود العربية والإسلامية والدولية، وممثلي الفصائل الفلسطينية، بضيوف اليمن الكرام من الوطن العربي وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشمالية وتواجدهم في صنعاء للمشاركة في المؤتمر.

ونقل الدكتور بن حبتور إلى جميع المشاركين في المؤتمر تحيات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وفخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى.. مؤكدا أن قضية فلسطين هي قضية جميع أحرار العالم الذين جاء ممثلوهم والبعض منهم إلى صنعاء ليشاركوا الباحثين اليمنيين والاختصاصيين هذه التظاهرة العلمية الواسعة.

وقال” الجميع في اليمن بدءا من قائد الثورة ومرورا بجميع القيادات في مختلف المستويات وصولا إلى كل أحرار اليمن في عموم المحافظات، يرحبون بضيوفهم الأعزاء في عاصمة المقاومة صنعاء التي تعيش ومعها جميع محافظات اليمن العام العاشر من العدوان والحصار”.

وأضاف ” ما زال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الذي فرض على شعبنا حربا ظالمة منذ شهر مارس 2015م، مستمرا حتى اللحظة بهمجيته وحصاره وطغيانه”.

وأشار عضو السياسي الأعلى إلى أن الشعب اليمني استطاع برغم العدوان والحصار أن ينهض ويصنع الانتصار تلو الانتصار من أجل رفعة اليمن والأحرار في الوطن العربي بل وفي العالم أجمع.

وأفاد بأن الشعب اليمني يقوم بدوره المطلوب والمعتاد فيما يخص القضية الفلسطينية بمساهمته في الدفاع عن قطاع غزة وأهله الذين يموتون يوميا بالمئات دون أي ذنب سوى تمسكهم بأرضهم ودفاعهم عن أنفسهم وحقهم في الحياة.

وأشاد الدكتور بن حبتور، بدور المجاهدين الذين يقاتلون ببسالة في كل شبر من أرض في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران.. موضحا أن محور المقاومة والجهاد نشأ وقام من أجل إفشال المشروع الأمريكي الصهيوني وخططهم لتصفية القضية الفلسطينية.

وبين أن هذا المحور الشجاع الصامد وإن تعرض لبعض الانتكاسات ما يزال يتمسك وبقوة بنصرة القضية الفلسطينية وإسناد أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته الحرة الباسلة بكل ما أوتي من قوة وإمكانات.

وعبر عن الشكر لكل من ساهم في هذا المؤتمر سواء بالكلمة أو الرأي أو البحث العلمي ليكون المؤتمر عند مستوى المهام الكبيرة الملقاة على عاتقه.

وجدد الدكتور بن حبتور الشكر لجميع المشاركين في المؤتمر من داخل وخارج اليمن، وكذا للجنتين الإشرافية والعلمية على التحضير للمؤتمر وإنجاز وثائقه العلمية.

من جانبه عبر رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبدالمهدي، عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر.. محييًا دور اليمن في معركة فلسطين، سيما دور القائد المجاهد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في إدارة المعركة لوجستياً وتعبوياً وعسكرياً وسياسياً بالتنسيق مع بقية الجبهات، وفي التصدي لمختلف الهجمات والحملات الخارجية والداخلية على اليمن.

وأفاد بأن اليمن منذ “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023م ومحاصرة غزة، طوّر معادلة جديدة لم يسبقه أحد إليها في تاريخ الصراع ضد الاحتلال الصهيوني تتمثل في المقاومة الرادعة.

وقال “منذ بدايات الاستيطان والاحتلال كانت الأمة تقدم التضحيات، ورغم ذلك يزداد عدد المستوطنين وتتوسع المستوطنات ويترسخ وجود الكيان، وكان الفهم العام أن تحرير فلسطين سيأتي عبر طريقين إما التسويات السياسية، أو تحريرها بجيوش البلدان العربية”.

وأضاف “فشل طريق التسويات مع “أوسلو”، ورفض الاسرائيليين لأية مشاركة أو مفهوم لدولة فلسطينية، فهم كالإرهاب لسان حالهم يقول: (نحن الحق ونحن الناجون، وما عدانا ليسوا بشراً، ويحق قتلهم والتنكيل بهم وتهجيرهم)، وتتحكم بهم التصورات الخرافية التلمودية، بأنهم فوق القوانين والسنن السماوية والتاريخية والاجتماعية”.

وبين عبد المهدي، أن اسرائيل كيان استعماري استيطاني مدعوم من قوى الطاغوت العالمي ولم تنفع معها تريليونات الدولارات لبناء الجيوش العربية لتقاتل بعضها أو تقاتل شعوبها، لكن لتتوقف أو تنهزم أمام إسرائيل.. وقال “قادة هذه الجيوش معظمهم من متبني مفاهيم وإطارات أنظمة “سايكس بيكو”، والقطريات الضيقة الأفق في مواجهة وحدة الأمة، فاليد العليا كانت دائماً لإسرائيل، وكانت المعارك تجري بعيداً عن مجتمع الكيان وسكانه ومصالحهم الحيوية، فهم لا يتألمون كما نتألم، وأعمال أنظمتنا قادت عملياً لتكريس هذا المفهوم”.

وأشار إلى أن معادلة المقاومة الرادعة جاءت بعد سقوط نظريتي المعركة الحاسمة، والمقاومة الدفاعية المجردة، وهذا ما قام به “طوفان الأقصى” ومعارك تحرير غزة ونصرة القدس ومعارك جبهات الإسناد قاطبة، وهو ما طوره يمن العزة، ليقول للعدو: تعتدون على شعبنا في فلسطين نعتدي عليكم، فقضيتنا لا يمكن تجزئتها، ولا يمكن الاستفراد بجبهة من الجبهات، إذ ستقوم وتسانده بقية الجبهات، فأمتنا ما تزال حية”.

وأشار إلى أنه “وكما ينفر الاستعمار العالمي لدعم ربيبته اسرائيل ويرسل حاملات الطائرات إلى بحارنا، ويقدم كل وسائل الدعم العسكري والسياسي والإعلامي، بالمقابل تستنفر الأمة قواها الحية متمثلة بمحور المقاومة، وفي المقدمة اليمن”.

وأكد رئيس الوزراء العراقي الأسبق، أن اليمن يتحمل اليوم عن الأمة تثبيت مبدأ أن زمن الاستفراد بفلسطين قد انتهى، وأن معارك البحر الأحمر وبحر العرب ومجيء الأساطيل الأمريكية والبريطانية وغيرها، والعدوان المستمر عليه لم يخيفه، ولم يوقف تعطيله لمرور السفن المتوجهة إلى موانئ الكيان، بل زاد اليمن القوي المجاهد تطوراً جديداً بقصفه الداخل الاسرائيلي وبأنه سيستمر في ذلك ما دام حصار غزة والحرب عليها مستمرا”.

ولفت إلى أن اليمن قويُ وصامد ويصّعد كلما صعد العدو الصهيوني الأمريكي، وينازل كلما طلبوا النزال بالرغم من الحصار والعمليات الحربية العنيفة ضد الشعب اليمني.. مضيفًا “لم نجد في اليمن أي معنى للخوف أو التراجع، فاليمن يطور من قدراته بشكل غير مسبوق وعلى كافة الصعد، أما العدو، فمن أزمة إلى أخرى يستهلك من مخزوناته وطاقاته ومصادر قوته البشرية والمادية والمعنوية التي جمعها خلال العقود الماضية”.

وبين عبد المهدي، أن معادلة المقاومة الجديدة التي يرسّخها اليوم اليمن في مواجهة العدوان عليه، ونقل المعركة إلى قلب الكيان الصهيوني، معادلة تكسر الحصار عن غزة، ولا تتذرع لا ببعد المسافة ولا بالتخويف من الردع والتهديدات، معادلة تشجع من يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، ليس من العرب والمسلمين فقط، بل من أحرار العالم قاطبة، بأن المقاومة دخلت عصراً جديداً متصاعداً وأن الكيان دخل أزمة وجودية قاتلة.

واعتبر معركة الإسناد التي يخوضها اليمن اليوم، عملًا مقاومًا يندرج في باب الدفاع، وفي ذات الوقت عملًا فيه من المبادرة ما يجعل هجمات العدو مقيدة برد مؤلم ومكلف يتعرض له.. وقال “يد العدو لن تكون طليقة في عدوانه بعد اليوم، ومستوطنوه مضطرون للهجرة النهائية التي لا عودة فيها”، مؤكدا أن الاستقرار والأمن والتقدم الاقتصادي والمجتمعي لم يعد حقيقة كما كان سابقاً، وفي ذلك كله ضعف وهلاك للكيان.

وتطرق إلى دور جبهات الإسناد المختلفة التي حركت أيضاً بقية الساحات، بما في ذلك دعم جنوب أفريقيا ودول أخرى في إقامة الدعوى ضد الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية لتصدر إدانات بالإبادة الجماعية، ودول أخرى في محكمة الجنايات الدولية لتصدر مذكرات اعتقال بحق المجرم نتنياهو وعصابته، إلى جانب ما شهدته دول أمريكا اللاتينية وإلغاء اعترافها بالكيان، فضلًا عن الحركة العالمية الواسعة لنصرة فلسطين وعزل الكيان على جميع الصعد.

كما أكد رئيس الوزراء العراقي الأسبق، أن قضية فلسطين ليست قضية أرض حل فيها استعمار استيطاني، وإنما قضية لها أبعادها الدينية والتاريخية، وجزء عضوي من معركة التحرر في العالم، ومن مساعي الغرب لحل “المسالة اليهودية” التي كانت إحدى المسائل الكبرى أمام أوروبا في القرون الأخيرة بعد صعود ما يسمى بعصر “التنوير”.

وجددّ التأكيد على أن وحدة الساحات هو الضد النوعي سواء لسايكس بيكو على صعيد المنطقة، أو لجبهة وحدة الصهيونية والاستعمار على الصعيد العالمي.. مضيفًا “ظروف بلداننا بعد تجزئتها واستضعافها باتت مختلفة، والظروف العالمية معقدة سيطرت عليها معادلات الهيمنة لعدة قرون، ما أوجد أوضاعاً بالنسبة للقضية الفلسطينية تختلف عن أوضاع بقية قضايا التحرر الوطني في العالم”.

وتابع “نجد أن وحدة الساحات قبل وبعد طوفان الأقصى ترجم نفسه في منطقتنا بفتح جبهات الإسناد، فقام لبنان وحزب الله بدوره وقدم أرقى أشكال الإسناد لغزة وفلسطين، وقدم على هذا الطريق أغلى الشهداء يتقدمهم شهيد الأمة السيد حسن نصر الله وإخوانه، لتختلط دماؤهم بدماء الشهداء القادة الكبار إسماعيل هنية ويحيى السنوار وغيرهم ودماء المجاهدين الشهداء في اليمن والعراق وإيران وبقية الساحات”.

واختتم عبد المهدي كلمته بالتأكيد على ضرورة تصاعد عوامل القوة في جبهات المقاومة وتفكيك جبهة العدو الداخلية ومصادر دعمه الخارجية، وارتباك مشاريعه وتخبطه، ما جعل من العدو اليوم يسعى للهروب إلى الإمام في مغامرات ومشاريع طائشة كما يفعل في سوريا أو جنوب لبنان وغزة والذي لن يجلب له سوى المزيد من الخسائر والهزائم.

من جهته أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في اليمن معاذ أبو شمالة، على حق المقاومة المشروع في الدفاع عن شعبها وأرضها ومقدساتها في وجه الاحتلال.. معتبرًا ذلك أمرًا لا يقبل النقاش وأن كل هذه الجرائم لن تقلب الحقائق وتبرئ الاحتلال من جرائمه.

وأوضح أن العدوان الهجمي على غزة وتجويع أهلها، هو شكل للحرب الصهيوني التي لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني في صموده والتفافه حول خيار المقاومة باعتباره السبيل الأنجح للتحرير واستعادة الحقوق الوطنية.

وأشار أبو شمالة، إلى أن استمرار هذه الجرائم يلقي بمسؤولية أخلاقية وسياسية على جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لوقف حرب الإبادة الجماعية في غزة.

وقال “الاتفاق الذي وقعته المقاومة في مايو 2024م، ثم اضطروا للعودة إليه والتوقيع عليه في يناير 2025م، والذي يحاول العدو الانقلاب عليه، لن يؤدي إلى النتيجة التي يريدها الأمريكي وهو إعلان المقاومة استسلامها، لذلك فخير للأمريكي والإسرائيلي العودة إلى رشدهم”.

كما أكد أن حالة التوتر في المنطقة لن تفضي بحال من الأحوال إلى كسر إرادة المقاومة للشعب الفلسطيني ولن تكسر إرادته الحرة.. مبينًا أن الموقف اليمني المشرف بالمشاركة في نصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه قولًا وعملًا بالرغم من العدوان الأمريكي على البلاد، موقف مقدر ومشكور وفيه رسالة للأمة والمتخاذلين أن الأمة قادرة على إحداث فارق مهم في مواجهة العدو الصهيوني.

واعتبر ممثل حركة حماس، اليمن الأنموذج الحي للأمة.. معبرًا عن الشكر للقائمين على المؤتمر الدولي الذي يوجه البوصلة نحو القضية الفلسطينية لتظل قضية الأمة المركزية، وأن العدو الصهيوني عدو الأمة جمعاء.

وفي كلمة المشاركين الدوليين عبر “زيولفين مانديلا”، حفيد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، عن الشكر والتقدير لقيادة وحكومة اليمن على حسن الاستضافة والإعداد لمؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”.

وقال” أتشرف أن أكون في صنعاء اليمن، أتعلم مرة أخرى معنى الإيمان الصحيح والقدرة والإرادة القوية التي تتهادى”.. مؤكداً أن العالم يفخر بصمود اليمنيين ومناهضتهم للهيمنة والاستكبار العالمي.

ولفت إلى أن المؤتمر يجمع أحرار العالم للمشاركة في نصرة الشعب الفلسطيني والتأكيد على أهمية الاتحاد لمناقشة كيفية المساهمة في دعم القضية الفلسطينية.

وأشار مانديلا إلى أن المقاومة الفلسطينية مرتبطة بكفاح مسلح خلال المرحلة الراهنة لمقاومة الكيان الصهيوني الذي لم يتمكن من القضاء على المقاومة الفلسطينية في 15 شهراً من التعامل العسكري المكثف.. مؤكداً أهمية المؤتمر لمناقشة ركن آخر من الصراع والمقاومة والتضامن العالمي والدولي مع الشعب الفلسطيني.

وتطرق إلى مراحل النضال لدولة جنوب أفريقيا ضد الفصل العنصري ودور قيادات وزعماء جنوب أفريقيا في الحشد والكفاح ضد العنصرية وحركات التحرر.. لافتًا إلى أهمية الكفاح المسلح للشعب الفلسطيني، خاصة للمهاجرين الذين يبلغ تعدادهم نحو سبعة ملايين مهاجر في الشتات، وهذه مساحة مهمة لعملية الحشد يجب أن يستغلها الفلسطينيون وجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية والحراك والمطالبة بوقف حملات الإبادة التي يرتكبها العدوان الصهيوني على غزة.

وأكد مانديلا أن الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية لم يوازيه أي عمل.. مبينًا أن الكيان الصهيوني ألقى قنابل على المساجد والمدارس والجامعات والمستشفيات والمصحات على مستوى لم يكن يتخيله أحد في العالم، في صورة مخالفة للقانون الدولي.. داعياً المجتمع الدولي بضرورة التحقيق وتفعيل القانون الإنساني الدولي وعدم الإفلات من العقاب.

ولفت إلى “أن جنوب أفريقيا لن تتوان عن موقفها الإنساني في الأمم المتحدة، كونها تعرف ماذا يعني الاحتلال والاستعمار وماذا تعني الإبادة ولن تتحول عن مواقفها المبدئية لدعم المقاومة في غزة والوقوف ضد الصهيونية والإمبريالية العالمية التي تسعى لتقويض واستغلال الشعوب والأمم من خلال استخدام الفقر والجوع كوسائل ضد هذه الشعوب”.

وبين أنه ورغم كل التحديات، تمكنت جنوب أفريقيا وأثبتت أنها لن تتخلى عن دعم القضية الفلسطينية مهما كانت التهديدات والعقوبات لإخضاع جنوب أفريقيا عن مبادئها.. مؤكدا أن من واجب الجميع مواجهة الحرب الإعلامية للأعداء، وبناء تضامن دولي قوي وحشد الدعم لفلسطين.

فيما عبر النائب في البرلمان الإيرلندي السابق “ميك والاس وكلير”، عن سعادته بمشاركته في مؤتمر “فلسطين قضية الأمة المركزية”.. مؤكدا أن اليمن يواجه الإمبريالية العالمية ولهذا وصفوا اليمنيين بالإرهابيين.

واعتبر الإمبريالية مصدر الإرهاب.. مؤكدا أن أكثر من 90 بالمائة من الإرهاب في العالم اليوم تنفذه القوى الاستعمارية الغربية وعملاؤها.. لافتا إلى الأوروبيين بدأوا يعرفون أكاذيب الإمبريالية الاستعمارية الغربية.

وأشار إلى أن ما نراه اليوم في غزة وحشية مفرطة صهيونية استعمارية وإمبريالية.. مؤكدا أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة.

ولفت النائب الإيرلندي إلى أن الاستعمارية الغربية لازالت مستمرة وتجسدها إسرائيل.. مبينا أنهم يبررون جرائمهم بمواجهة ما يسمونها “البربرية”.

وتساءل “هل من يرتكب المجازر في غزة متحضرون، وهل أمريكا والأوروبيون متحضرون وهم يرون كل هذه المجازر في غزة”.. معتبرا أنهم عندما يرون المجازر ويصمتون فإنهم غير متحضرين.

وقال” اليمنيون قاموا في عمليات إسناد غزة بموقف مبهر، ولعدة سنوات وقف اليمن ضد الإمبريالية”.. مضيفا “إن على العالم أن يتعلم من اليمن الذي وقف بحزم أمام مجازر الإبادة الجماعية في غزة”.

بدوره أكد نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” الدكتور أحمد العرامي، أن المؤتمر يعد نواة لتكون العاصمة صنعاء قبلة لكل أحرار العالم، وأن مخرجاته ستكون قابلة للتطبيق على الواقع.

وتطرق الدكتور العرامي في كلمته الترحيبية، إلى أهمية هذا المؤتمر في بيان أن الصراع بين الحق والباطل واضحٌ وجليُ.. لافتا إلى أن معركتي “طوفان الأقصى، و”الفتح الموعود والجهاد المقدس” أجهضتا صفقة القرن ومشاريع التقسيم والتجزئة المسماة بـ” الشرق الأوسط الكبير أو الجديد.

وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر بالعاصمة صنعاء يأتي بمباركة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي وتوجيهات فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، ومتابعة عضو السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور ورئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي ورئيس لجنة نصرة الأقصى العلامة محمد مفتاح.

وقال “نحن في المنطقة العربية نشكو ونعاني من التقسيم والتجزئة وآثار ونتائج ومخرجات مؤتمرات الاستكبار وعلى رأسها المؤتمر الصهيوني الذي عقد في بازل بسويسرا عام 1897م، ومؤتمر كامبل بينرمان الذي عقد خلال الفترة 1905 – 1907م، وكان من مخرجاته إنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين”.

ولفت إلى أن المؤتمر يهدف إلى التعريف بمظلومية الشعب الفلسطيني وكشف أساليب العدو الصهيوني في تعميق تلك المظلومية، مع بيان مخاطر التطبيع وأهمية المقاطعة وترسيخ الرؤية القرآنية تجاه طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني الغاصب، وفضح واقع ديمقراطية الغرب المزعومة من خلال تحليل انتفاضة الجامعات الأمريكية والأوروبية.

وأوضح أن المؤتمر يهدف إلى دراسة الأبعاد الاستراتيجية لعملية “طوفان الأقصى”، ودلالات معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، لإعادة البُعد الإنساني للقضية الفلسطينية، لأن قوى الاستكبار حاولت بكل الأساليب تجريدها من بُعدها الإنساني بالتدريج، حيث نُقلت إلى البُعد الإسلامي ثم البُعد العربي ثم البُعد الفلسطيني.

وأفاد نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، بأنه تم تقسيم المؤتمر إلى سبعة محاور رئيسية تصب جميعها في سبيل تحقيق هذه الأهداف.. مبينًا أن عدد الأبحاث المقدمة للمؤتمر بلغ 272 بحثًا تم قبول 173 بحثًا من 40 مؤسسة وجهة وجامعة من عدد من الدول منها الهند وليبيا وتونس ومصر ولبنان وماليزيا وفلسطين.

وذكر أن انعقاد المؤتمر في الوقت الراهن بمشاركة عربية وإسلامية ودولية، يؤكد للعالم أجمع أن فلسطين كانت وما تزال وستظل القضية المركزية والأولى للأمة لارتباطها التام بالعقيدة والإنسانية.. لافتًا إلى أن الشعوب العربية تعاني من قلة الوعي في ظل انبهارها بالثقافة الغربية، ما يتطلب التمسك بالهوية الإيمانية في أوساط الشعوب العربية والإسلامية.

وأُلقيت في افتتاح المؤتمر كلمات من عضو مجلس محلي بأمريكا “كريستوفر هلالي”، والصحفي البرازيلي العالمي “ديب سكوبار”، والمخرج والأديب المصري ممدوح عطية، والناشطة الإعلامية اللبنانية الدكتورة سندس الأسعد، والإعلامي الصيني “ماوسيا ولينج”، أشادت في مجملها بالموقف اليمني المساند والداعم للقضية الفلسطينية والوقوف بشجاعة في مواجهة قوى الاستكبار والإمبريالية العالمية.

ووصفت الكلمات موقف اليمن بالمشرف والمبهر، واستطاع الوقوف أمام الامبريالية الاستعمارية الأمريكية واتخذ معركة تحررية ضدهم.. مؤكدة أن اليمن جسد البطولة في الدفاع عن غزة، وهذا نابع من أصالة اليمنيين ومبادئهم الحية.

وأشار المتحدثون إلى أن العالم يستنكر المجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني بغزة.. داعين إلى ضرورة حشد الجهود والمطالبة بتفعيل القانون الدولي لمحاسبة الكيان الصهيوني الذي يرتكب المجازر الجماعية.

وحيت الكلمات الموقف اليمني لتبنيه حملة الدفاع عن القضية الفلسطينية بعض النظر عن العواقب.. مؤكدة أن القوى العظمى تخشى اليمن ولا يعرفون كيف يتعاملون معه.

كما ألقيت كلمات مسجلة لمجموعة الناشطين والحقوقيين من مختلف بلدان العالم، عبرت في مجملها عن الموقف اليمني الشجاع في الوقوف ضد قوى الاستكبار العالمي ونصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمجازر إبادة جماعية من قبل العدو الصهيوني في ظل صمت دولي ودعم أمريكي وغربي.

ويناقش المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام 173 بحثا وورقة عمل تم توزيعها على مختلف محاور المؤتمر، تم التقدم بها من قبل مشاركين وباحثين وناشطين من “اليمن، فلسطين، لبنان، تونس، ليبيا، مصر، الهند، ماليزيا” وعدد من الناشطين من عدة دول أجنبية.

ويسعى المؤتمر إلى دراسة الأبعاد الاستراتيجية لمعركة “طوفان الأقصى”، ودراسة الأبعاد الحضارية والدينية والثقافية لمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، وتحليل انتفاضة الجامعات الأمريكية والأوروبية وفضح واقع ديمقراطية الغرب.

ويتضمن المؤتمر سبعة محاور توزعت على “الرؤية القرآنية للصراع مع العدو الصهيوني القضية الفلسطينية إنموذجاً”، وإستراتيجيات العدو الصهيوني في إنشاء إسرائيل الكبرى وأطماع العدو الصهيوني في اليمن، ومخاطر التطبيع وأهمية المقاطعة، والأبعاد الاستراتيجية لعملية “طوفان الأقصى”.

كما تشمل محاور المؤتمر “الصهاينة العرب، النشأة والمظاهر وآليات المواجهة”، ودلالات معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ومراحلها وآثارها، وأهمية انتفاضة الجامعات الأمريكية والأوروبية.

حضر الافتتاح وزير خارجية بوليفا الأسبق فرناندو مماني، والناشط الأمريكي المعارض جاكسون هينكل.

مقالات مشابهة

  • “الإعلامي الحكومي” يُحذر: قطاع غزة دخل مرحلة خطيرة
  • “حماس” تنعى الأسير وليد وتؤكد أن ما يتعرض له الأسرى جريمة حرب
  • “أونروا”: الأمطار الغزيرة تغمر خيام النازحين في غزة ونطالب برفع الحصار
  • مخاوف إسرائيلية متزايدة من “تحركات تركية” قرب تدمر وسط سوريا
  • التعاون الإسلامي” تدين محاولات العدو “لشرعنة” مستوطنات في الضفة
  • “أونروا”: حظر العدو للمساعدات عقاب جماعيّ ويدفع بغزة نحو أزمة جوع حادة
  • “المجاهدين”: تصريحات بن غفير تكشف نية العدو بمواصلة حرب الإبادة
  • انطلاق أعمال المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” بالعاصمة صنعاء
  • مواطن فلسطيني: “تفاجأنا بالقصف الإسرائيلي الأخير.. ويبدو أننا سننزح مجدداً”
  • “اغاثي الملك سلمان” يوزّع 100 سلة غذائية في سوريا