بوابة الوفد:
2025-05-01@17:46:31 GMT

على مشرفة أم الدنيا

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

لا حاضر أو مستقبل بلا تاريخ نعلمه وندرسه ونتعظ منه ينبئنا بالأوائل فى الأحداث والشخصيات، ويجعلنا ندرك معنى ومغزى ما يجرى من حولنا وأكثر من هذا يثبت هويتنا ويعمق الانتماء إلى حضارة هى بحق أم الدنيا ومنبع الحضارات وموطن الأديان، وإذا كانت كتب التاريخ يكتبها المنتصرون عن المنهزمين فإن الأدب يكتبه الحالمون الثائرون الذين عاشوا الحياة بانتصارتها وإخفاقاتها وهزائمها، لذلك فالتاريخ الحقيقى يسجله الإبداع والمبدعون فى معابد وتماثيل وآثار ومخطوطات وروايات وقصص وأساطير وحكايات شعبية وسير ذاتية، وفى عصرنا الحديث ما يسمى الدراما التسجيلية أو الأفلام التسجيلية والتى تختلف عن الوثائقية لأنها تحوى رؤية الكاتب أو المبدع والمخرج مع الوقائع والحقائق التاريخية فى الأسماء والأحداث والأماكن والوقائع والحقائق التاريخية فى الأسماء والأحداث والأماكن مقابل الوثائقية التى تعتمد على الشهادات الشخصية والمعلومات التاريخية دون تدخل درامى … وهناك أيضًا الدراما التاريخية التى هى مزيج من التاريخ مع الدراما والخيال وعلى سبيل المثال فى عام 2011 أيام الثورة تم عرض مسلسل تاريخى درامى عن سيرة العالم المصرى الفيزيائى على مصطفى مشرفة بعنوان «مشرفة رجل لهذا الزمان» كتبه الأديب الكبير محمد السيد عيد والذى تخصص فى هذا النوع من الأعمال والسير الذاتية لعظماء مصر مثل «الإمام الغزالى» ومحمد عبده.


كما كتب مسلسلًا عن «طلعت حرب» رائد الأقتصاد المصرى الحديث ولكنه لم يجد من ينتجه ويخرجه إلى النور، مسلسل مشرفة من إبداع المخرجة العظيمة «إنعام محمد على» من أبدعت فى مسلسل (أم كلثوم)... و(قاسم أمين) وغيرهما من الأعمال، جسد أحمد شاكر دور العالم الكبير على مشرفة فى مراحل تطوره المختلفة بداية من الدراسة بالخارج حتى وصل إلى درجة أستاذ وأول عميد لكلية العلوم بالجامعة المصرية وكيف كان باحثًا وعالمًا ومحبًا للموسيقى والعزف والأدب ومتصلًا بالحياة السياسية الزاخرة فى مصر أبان ثورة 1919 وحزب الوفد والحرب العالمية الثانية فى الأربعينات من القرن الماضى، وما كان يجرى من صراعات بين النحاس باشا ومكرم عبيد والكتاب الأسود والقصر والأنجليز ومقتل على ماهر والنقراشى على أيدى الإرهابيين وظهور جماعة الإخوان والحزب الشيوعى مع صوت عبدالوهاب وأغانيه والإذاعة المصرية وحركة الأدب واستقلال الجامعة فى عهد عميد الأدب العربى د.طه حسين ودخول سميرة موسى عالمة الذرة إلى الجامعة للدراسة والبحث ورعاية مشرفة لها... حياة عامرة مليئة بالأحداث فى إطار اجتماعى درامى وخيوط للحب والزواج والعلاقات الإنسانية والصداقة والأخوة والروابط الأسرية... هكذا نعرف مرحلة مهمة من تاريخ مصر الحديث ورجال ونساء العلم والفن والأدب والسياسة والمعارضة فى ظل الملكية والاحتلال الانجليزى.
ومع ظهور المنصات الحديثة نجد أن هناك توجهًا حديثًا نحو إنتاج دراما تسجيلية تمزج الوثائقى بالدرامى فى إطار تصوير الأماكن والاستعانة بالمخطوطات والشهادات الموثقة تاريخيًا ودينيًا وعلميًا مع عرض لقطات حية درامية تعبر عن حدث أو مرحلة أو قضية أو شخصية بالملابس واللغة القديمة سواء الفرعونية أو الرومانية أو القبطية وهذا ما قدمته منصة «واتشت» تحت مسمى «أم الدنيا» رؤية وإخراج محمود رشاد وتصوير «وسام إبراهيم» وأداء صوتى وتمثيلى جديد للفنانة سوسن بدر مع ظهور متحدثين عن كل فترة وحقبة تاريخية مصرية، وكذلك لقطات درامية قصيرة لمجاميع وشخصيات تعبر عن تلك المرحلة من تاريخ مصر القديم.. التصوير والمونتاج والمعلومات مهمة وسلسة وبسيطة ومشوقة تقدم التاريخ والمعلومة من أكثر من مصدر وتجذب المشاهد بالمناظر الحية والدراما البسيطة وطريقة الحكى والسرد وكأنها تحكى حدوتة قبل النوم أو شاعر الربابة وهو يروى السيرة الهلالية... هذا النوع الفنى الأدبى من الدراما التسجيلية الوثائقية جديد ومهم وله مستقبل فى مجال الإعلام والفن والتاريخ.. الإعلام الهادف لا يختلف عليه أحد يعلم الانتماء والهوية ويمتع العين ويجلى القلب من شوائب الحياة الدنيا..

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تاريخ مصر الحديث

إقرأ أيضاً:

وزير الثقافة: الدراما المصرية قادرة على تقديم محتوى يجمع بين الأصالة والحداثة

قال وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو إن الدراما المصرية قادرة على تقديم محتوى درامي يجمع بين الأصالة والحداثة، يعبر عن هوية متجذرة لبلد عريق.

جاء ذلك خلال ترؤس وزير الثقافة للاجتماع الأول للجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام، المشكلة بقرار رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي؛ لمناقشة التأثيرات الاجتماعية للدراما والإعلام على المجتمع ووضع آليات لتطوير المحتوى الدرامي المصري.

ويأتي هذا الاجتماع تفعيلًا لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأهمية تطوير الدراما لخدمة متطلباتنا التنموية وترسيخ هويتنا الوطنية، وتفعيل دور الدراما كأداة محورية في تشكيل وجدان المواطن وتعزيز الانتماء الوطني في ظل التحديات الفكرية والاجتماعية الراهنة.

وأضاف الوزير - في كلمته خلال الاجتماع - أن غاية كل فن في جوهره، هي أن يترك أثرًا من الجمال في النفس، وأن يسمو بالوجدان والعقل نحو إدراك أعمق لمعنى الإنسان والحياة.

وأشار إلى أن الدراما تبقى هي الفن الجامع الذي تتجلى فيه جماليات التشكيل، والموسيقى، والمعمار ، واللغة، والشعر وسحر الحوار في بناء سردي يعكس المجتمع ويعيد تشكيله.

وأوضح أن كل دراما حقيقية ومؤثرة تحمل في عمقها تأثيرات من الفنون المصرية الخالدة من لوحات محمود سعيد وسيف وانلي إلى موسيقى بليغ حمدي وسيد درويش، وشاعرية صلاح عبد الصبور وأمل دنقل، وصوت أم كلثوم، وطابع المعمار المصري الفريد.

وتابع أن الدراما المصرية خرجت من قلب "الحارة" التي كتب عنها نجيب محفوظ، وتجسدت في أعمال صنع الله إبراهيم، وفتحية العسال وبهاء طاهر، وجمال الغيطاني، ووحيد حامد، وأسامة أنور عكاشة وغيرهم من الكُتاب الكبار الذين شكّلوا وجدان هذا الشعب وسريانه.

وأكد أن الدراما المصرية تسير بخطى واثقة منذ ما يقرب من 110 أعوام من السينما وأكثر من 65 عامًا من الدراما التليفزيونية تطورت فيها الرؤية الجمالية، وصقلت الأدوات وتنوعت التجارب؛ لتخلق حكايات ملهمة تعبر عن هوية مصر العميقة وتصبح مرآة حقيقية لملامح الشخصية المصرية.

وأشار إلى أن صناعة الدراما تستلهم الجمال وفق قواعده المعرفية، وتُنسج بمواهب صناعها في الكتابة، والإخراج، والتصوير، والمونتاج، والديكور، وهندسة الصوت والإنتاج؛ لتقدم شكلاً جماليًا يرتقي بذوق المشاهد ويصونه.

وشدد على أن اجتماع اللجنة ليس لوصاية على الفن بل لاستعادة بريقه وبهائه، مؤكدًا أن قرار رئيس الوزراء بتشكيل اللجنة العليا للدراما خطوة ضرورية ومدروسة، تهدف لدراسة التأثيرات الاجتماعية والنفسية للدراما والإعلام المصري، واقتراح سبل معالجتها وتفادي سلبياتها، ووضع مسار متكامل لإصلاح المزاج العام، وبناء الشخصية المصرية في ضوء وعي ثقافي وفني وإنساني.

ولفت الوزير إلى التزام الدولة بحرية الفكر والتعبير، كركيزة لأية نهضة فنية حقيقية، تضع على عاتق الفنان والمثقف واجبًا تجاه مجتمعه، وتحفزه لصون الهوية ومواكبة الواقع وتقديم فن يعزز القيم الجمالية.

وذكر أن صناع الجمال من رواد الدراما المصرية قدموا أعمالًا شكلت ذاكرة الأجيال ولا تزال عليهم مسؤولية تقديم المزيد من الأعمال الملهمة لأجيال قادمة، قائلًا: "نحن لا نعيد إحياء الدراما بل نقدم الدعم والرؤية؛ لتظل سفير مصر الثقافي، وعينًا صادقة ترى الواقع وتكتبه بالفن والجمال".

وتم خلال الاجتماع، مناقشة عدد من المحاور الرئيسية المتعلقة بتطوير المحتوى الدرامي، ودراسة مدى تأثيره على المجتمع، واقتراح آليات التعاون بين الجهات المختصة، وشارك فيه عدد من الشخصيات العامة وممثلي المؤسسات الإعلامية والثقافية وهم المهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والكاتب والإعلامي أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وعماد ربيع، رئيس قطاع الإنتاج الدرامي بالشركة المتحدة، وعلا الشافعي، رئيس لجنة المحتوى الدرامي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والدكتورة هالة رمضان، مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، والمخرج خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والمخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، والكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال، والكاتبة مريم نعوم، والمنتج جمال العدل، والمخرج شريف عرفة.
 

طباعة شارك وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو الدراما المصرية لجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي

مقالات مشابهة

  • دعاء آخر الليل لتفريج الهم .. كلمتان يكفيانك هموم الدنيا
  • «رزقي الحلو من الدنيا».. وليد سعد يوجه رسالة رومانسية لزوجته
  • تفاصيل الاجتماع الأول للجنة الدراما والإعلام.. ماذا ناقش ومَن حضر؟
  • وزير الثقافة يترأس الاجتماع الأول للجنة دراسة تأثيرات الدراما والإعلام على المجتمع
  • وزير الثقافة: الدراما المصرية قادرة على تقديم محتوى يجمع بين الأصالة والحداثة
  • لميس الحديدي: مسلسل ظلم المصطبة يعيد تأكيد مفهوم علاقة الدراما بالمجتمع
  • الطماوي: تاريخ الحياة البرلمانية سيسجل إنجازات المجلس التاريخية
  • حزب ”المصريين“: لقاء الرئيس السيسي والبرهان يجسد عمق الروابط التاريخية
  • مسلسل "لام شمسية" يحلق عالميًا: عرض خاص في مهرجان SeriesFest واحتفاء جماهيري بنجاحه الاجتماعي
  • كان حاسس بالموت.. محمد الصاوي: علاء ولي الدين كان بيودع الدنيا وشعر بوفاته