لا حاضر أو مستقبل بلا تاريخ نعلمه وندرسه ونتعظ منه ينبئنا بالأوائل فى الأحداث والشخصيات، ويجعلنا ندرك معنى ومغزى ما يجرى من حولنا وأكثر من هذا يثبت هويتنا ويعمق الانتماء إلى حضارة هى بحق أم الدنيا ومنبع الحضارات وموطن الأديان، وإذا كانت كتب التاريخ يكتبها المنتصرون عن المنهزمين فإن الأدب يكتبه الحالمون الثائرون الذين عاشوا الحياة بانتصارتها وإخفاقاتها وهزائمها، لذلك فالتاريخ الحقيقى يسجله الإبداع والمبدعون فى معابد وتماثيل وآثار ومخطوطات وروايات وقصص وأساطير وحكايات شعبية وسير ذاتية، وفى عصرنا الحديث ما يسمى الدراما التسجيلية أو الأفلام التسجيلية والتى تختلف عن الوثائقية لأنها تحوى رؤية الكاتب أو المبدع والمخرج مع الوقائع والحقائق التاريخية فى الأسماء والأحداث والأماكن والوقائع والحقائق التاريخية فى الأسماء والأحداث والأماكن مقابل الوثائقية التى تعتمد على الشهادات الشخصية والمعلومات التاريخية دون تدخل درامى … وهناك أيضًا الدراما التاريخية التى هى مزيج من التاريخ مع الدراما والخيال وعلى سبيل المثال فى عام 2011 أيام الثورة تم عرض مسلسل تاريخى درامى عن سيرة العالم المصرى الفيزيائى على مصطفى مشرفة بعنوان «مشرفة رجل لهذا الزمان» كتبه الأديب الكبير محمد السيد عيد والذى تخصص فى هذا النوع من الأعمال والسير الذاتية لعظماء مصر مثل «الإمام الغزالى» ومحمد عبده.
كما كتب مسلسلًا عن «طلعت حرب» رائد الأقتصاد المصرى الحديث ولكنه لم يجد من ينتجه ويخرجه إلى النور، مسلسل مشرفة من إبداع المخرجة العظيمة «إنعام محمد على» من أبدعت فى مسلسل (أم كلثوم)... و(قاسم أمين) وغيرهما من الأعمال، جسد أحمد شاكر دور العالم الكبير على مشرفة فى مراحل تطوره المختلفة بداية من الدراسة بالخارج حتى وصل إلى درجة أستاذ وأول عميد لكلية العلوم بالجامعة المصرية وكيف كان باحثًا وعالمًا ومحبًا للموسيقى والعزف والأدب ومتصلًا بالحياة السياسية الزاخرة فى مصر أبان ثورة 1919 وحزب الوفد والحرب العالمية الثانية فى الأربعينات من القرن الماضى، وما كان يجرى من صراعات بين النحاس باشا ومكرم عبيد والكتاب الأسود والقصر والأنجليز ومقتل على ماهر والنقراشى على أيدى الإرهابيين وظهور جماعة الإخوان والحزب الشيوعى مع صوت عبدالوهاب وأغانيه والإذاعة المصرية وحركة الأدب واستقلال الجامعة فى عهد عميد الأدب العربى د.طه حسين ودخول سميرة موسى عالمة الذرة إلى الجامعة للدراسة والبحث ورعاية مشرفة لها... حياة عامرة مليئة بالأحداث فى إطار اجتماعى درامى وخيوط للحب والزواج والعلاقات الإنسانية والصداقة والأخوة والروابط الأسرية... هكذا نعرف مرحلة مهمة من تاريخ مصر الحديث ورجال ونساء العلم والفن والأدب والسياسة والمعارضة فى ظل الملكية والاحتلال الانجليزى.
ومع ظهور المنصات الحديثة نجد أن هناك توجهًا حديثًا نحو إنتاج دراما تسجيلية تمزج الوثائقى بالدرامى فى إطار تصوير الأماكن والاستعانة بالمخطوطات والشهادات الموثقة تاريخيًا ودينيًا وعلميًا مع عرض لقطات حية درامية تعبر عن حدث أو مرحلة أو قضية أو شخصية بالملابس واللغة القديمة سواء الفرعونية أو الرومانية أو القبطية وهذا ما قدمته منصة «واتشت» تحت مسمى «أم الدنيا» رؤية وإخراج محمود رشاد وتصوير «وسام إبراهيم» وأداء صوتى وتمثيلى جديد للفنانة سوسن بدر مع ظهور متحدثين عن كل فترة وحقبة تاريخية مصرية، وكذلك لقطات درامية قصيرة لمجاميع وشخصيات تعبر عن تلك المرحلة من تاريخ مصر القديم.. التصوير والمونتاج والمعلومات مهمة وسلسة وبسيطة ومشوقة تقدم التاريخ والمعلومة من أكثر من مصدر وتجذب المشاهد بالمناظر الحية والدراما البسيطة وطريقة الحكى والسرد وكأنها تحكى حدوتة قبل النوم أو شاعر الربابة وهو يروى السيرة الهلالية... هذا النوع الفنى الأدبى من الدراما التسجيلية الوثائقية جديد ومهم وله مستقبل فى مجال الإعلام والفن والتاريخ.. الإعلام الهادف لا يختلف عليه أحد يعلم الانتماء والهوية ويمتع العين ويجلى القلب من شوائب الحياة الدنيا..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تاريخ مصر الحديث
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: 3 حالات لضمان الرزق في الدنيا والجنة بالآخرة
شرح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الحديث النبوي «ثلاثةٌ كلُّهم ضامنٌ علَى اللَّهِ إن عاشَ رزقَ وَكُفيَ وإن ماتَ أدخلَهُ اللَّهُ الجنَّةَ مَن دخلَ بيتَهُ فسلَّمَ فَهوَ ضامنٌ على اللَّهِ ومَن خرجَ إلى المسجِدِ فَهوَ ضامنٌ علَى اللَّهِ ومَن خرجَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ ضامنٌ على اللَّهِ».
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج لعلهم يفقهون، المذاع على قناة dmc: «ثلاث حالات يضمن فيها الله عز وجل عباده، وهم الذين يضمن لهم الرزق والسعادة في الدنيا والجنة في الآخرة، وهذا الضمان ليس مجرد وعد، بل تأكيد من الرسول صلى الله عليه وسلم على أن الله هو الضامن الحقيقي، ومن يثق بالله ويعمل من أجل مرضاته عليه أن يستعد للحصول على هذا الضمان».
السلام في دخول البيت ضمان للسلامة والطمأنينة في المنزلوأشار إلى أن الضمان الأول في الحديث هو «من دخل بيته فسلم»، موضحًا أن هذه الجملة تحمل معنى عميقًا، حيث أن السلام في دخول البيت يعد بمثابة ضمان للسلامة والطمأنينة في المنزل سواء كان الإنسان متزوجًا أو يعيش بمفرده، وعندما تدخل بيتك وتقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فاعلم أن هناك ملائكة ترد عليك السلام، ومن ثم تصبح في ضمان الله أنت وأهل بيتك، فترة وجودك في البيت تكون فترة ضمان وراحة.
وتابع الجندي، مستعرضًا الضمان الثاني في الحديث: «ومن خرج إلى المسجد»، وهو يشير إلى من يذهب إلى المسجد لأداء الصلاة، فهذا أيضًا ضمن ضمان الله عز وجل، حيث يُعتبر العمل في المسجد من الأعمال التي يضمن الله لها الأجر والراحة في الدنيا والآخرة.
وأما الضمان الثالث، فقد ذكره قائلا: «ومن خرج في سبيل الله»، وشرح هذه الجملة قائلا: «في سبيل الله تعني القيام بأي عمل يرضي الله، سواء كان عملًا دينيًا أو دنيويًا، فمن يخرج من بيته لممارسة عمل يحبه الله ويرضى عنه، سواء كان في مجال العمل أو المساعدة أو الدعوة إلى الخير، فهذا في سبيل الله، أما من يخرج لعمل يرضي الشيطان أو يغضب الله، فهذا لا يدخل في هذا الضمان».