جهود عراقية لترميم موقع النمرود بعد تدمير «داعش» للمدينة عام 2014
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق 35 ألف قطعة جمعها علماء الآثار من كنوز ومنحوتات بلاد ما بين النهرين
عثر علماء الآثار على عشرات الآلاف من القطع، وبقايا قصر قديم دمره الداعشيون فى موقع النمرود، جوهرة الإمبراطورية الآشورية فى العراق، لينتظرهم تحدٍ هائل، وهو تجميع النقوش البارزة ومنحوتات الحيوانات الأسطورية.
وبعد سيطرته على مناطق واسعة فى العراق وسوريا فى عام ٢٠١٤، استولى تنظيم الدولة الإرهابي «داعش» على مدينة نمرود، حيث دمرت ميلشياته المعابد والقصور على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من الموصل، العاصمة الجهادية السابقة فى شمال العراق.
وفى الموقع الذى تسعى السلطات العراقية إلى إدراجه على قائمة التراث العالمى لليونسكو، حطم إرهابيو داعش آثارًا لا تقدر بثمن، بينها ٥٠٠ قطعة من الجداريات والأرضيات البارزة بأحجام مختلفة، وأعدادا كبيرة من تماثيل الثيران والأسود المجنحة بوجوه بشرية المعروفة بـ«لاماسو»، كانت على مداخل قصر الملك الآشورى آشورناصربال الثانى ويعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام.
وحتى الآن، تمكن علماء آثار عراقيون من جمع أكثر من ٣٥ ألف قطعة بفضل أعمال تنقيب أثرى دقيقة، ويقول خبير الآثار العراقى عبدالغنى راضى «٤٧ عامًا»، أحد كوادر إدارة آثار وتراث محافظة نينوى حيث تقع نمرود، لوكالة فرانس برس: «عند انتشال أى قطعة أثرية وإرجاعها إلى مكانها الأصلي، نشعر كأننا أمام اكتشاف جديد».
ويبدو العمل لإعادة تشكيل القطع الأثرية المحطمة أشبه بلعبة بازل، حيث توضع القطع العائدة إلى الأعمال الأثرية نفسها جنبًا إلى جنب، مفروشة تحت قماش أخضر اللون.
رغم عمليات التشويه المتمادية على يد داعش الإرهابي، أمكن التعرف على الملك الآشورى آشورناصربال الثانى مُجسدًا بطريقة النحت الغائر، على إحدى جداريات القصر المدمرة، إلى جوار ملاك مجنح تبدو تجاعيد لحيته منحوتة بكثافة، مع نحت محفور لزهرة على معصمه، وعلى جدارية أخرى، مشهد لأسرى مقيدى الأيدى ينحدرون من المناطق المتمردة التى أخضعها الجيش الآشوري.
ويوضح «راضي»، أن هذه المنحوتات تعتبر كنوزًا لبلاد ما بين النهرين، واصفًا مدينة النمرود بأنها إرث للإنسانية جمعاء ولكل العالم لأنها عمق تاريخى يمتد لثلاثة آلاف سنة.
وفى عام ٢٠١٥، أظهرت مقاطع فيديو صورها داعش إرهابيين يدمرون بالجرافات أو الفؤوس أو المتفجرات، معالم أثرية بينها معبد نابو الذى يعود عمره إلى ٢٨٠٠ عام والمخصص لآلهة الحكمة والكتابة فى بلاد الرافدين، وشهد متحف الموصل، وكذلك موقع تدمر الشهير فى سوريا، دمارًا مشابهًا لما تسبب به «داعش» فى نمرود.
وبدءا من عام ٢٠١٧، طُرد «داعش» من العراق، وانطلقت فعليًا أعمال إعادة تأهيل موقع النمرود عام ٢٠١٨، لكنها توقفت بسبب جائحة كوفيد، لتستأنف من جديد فى العام ٢٠٢٣.
وقال مدير معهد الأبحاث الأكاديمية فى العراق محمد قاسم، إن جهود إعادة تجميع الآثار تتركز حتى الآن على عملية جمع وتصنيف وعزل، على أن تتطور بعد إعداد الخطة اللازمة لتصبح عملية ترميم.
وأكد أنه حتى الآن، جرى الانتهاء من ٧٠٪ من أعمال الجمع فى القصر المدمر، مُشيرًا إلى الحاجة لاثنى عشر شهرًا إضافيًا من العمل الميدانى لإنجاز المهمة بالكامل، ويصف هذه العملية بأنها معقدة.
ولفت «قاسم» إلى أن عملية الترميم تحتاج إلى خبرة أجنبية ودعم دولى نظرًا لما تعرضت له النمرود من عملية تدمير بربرية كبيرة ربما لم تحدث فى التاريخ الحديث لموقع أثري.
وأشار إلى أن الدمار اللاحق بالمدينة الأثرية شكّل ضربة لـ«أهم المواقع الأثرية فى حضارة بلاد ما بين النهرين»، مذكرًا بأن هذا الموقع يُمثل واحدًا من أبرز المعالم التى تؤرشف الفن والعمارة فى الحضارة الآشورية حين كان الإنتاج الفنى فى أرقى مستوياته.
عمل المعهد بالتنسيق مع علماء آثار عراقيين ليكون همزة الوصل مع معهد سميثسونيان الأمريكى من خلال تقديم دورات تدريبية للفريق العراقى لإنقاذ نمرود وحماية الآثار.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش علماء الاثار كنوز منحوتات الإمبراطورية الآشورية العراق
إقرأ أيضاً:
محافظ كفر الشيخ: 2500 قطعة في متحف الآثار تروي تاريخ المحافظة (صور)
تفقد اللواء علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ، اليوم الأحد، متحف الآثار بمدينة كفر الشيخ، في إطار اهتمام المحافظة بالتراث التاريخي والحضاري، مؤكدًا أهمية المتحف في إبراز تاريخ كفر الشيخ، وتعريف الزوار بما تحتويه من آثار قيمة تعكس الحضارة المصرية العريقة، وذلك بحضور الدكتور أسامة فريد عثمان، مدير عام المتحف.
جولة لمحافظ كفر الشيخ داخل المتحفوأجرى المحافظ جولة داخل المتحف لمشاهدة جميع المعروضات، وسيناريوهات العرض المتنوعة، ومن أبرزها سيناريوهات «أسطورة أوزير وإيزيس»، وسيناريو «مدينة بوتو القديمة» عاصمة مملكة الشمال في عصور ما قبل الأسرات، وغيرها من السيناريوهات المختلفة.
كما اطلع محافظ كفر الشيخ، على الفتارين المختلفة التي تحتوي على العديد من الموضوعات المتعلقة بالحضارة المصرية القديمة، مثل الفاترينة الملكية، والديانة، والحياة اليومية، والطب والجراحة، بالإضافة إلى الفاترين التي تضم قطعًا أثرية تعود للعصرين اليوناني والروماني، وقطعًا مرتبطة بمسار زيارة العائلة المقدسة إلى مصر، ومدينة سخا في كفر الشيخ.
كما شاهد المحافظ، القطع الأثرية التي تعود للعصر الإسلامي، والتي تدل على أهمية مدينة فوه وآثارها الإسلامية، باعتبارها من أهم المدن التراثية في الآثار الإسلامية بعد القاهرة ورشيد، إضافة إلى تفقد قاعة التربية المتحفية، وقاعة المحاضرات، للاطلاع على الأنشطة والورش المختلفة التي يُنظمها المتحف.
عرض تفصيلي عن تاريخ كفر الشيخواستمع محافظ كفر الشيخ، إلى شرح مُبسط من مدير عام المتحف، حول سيناريوهات العرض المختلفة، والقطع الأثرية المعروضة، بالإضافة إلى عرض تفصيلي عن تاريخ كفر الشيخ القديم والعصور التاريخية التي مرت بها مصر على مدار التاريخ، بدءًا من عصور ما قبل الأسرات، مرورًا بالحضارة المصرية القديمة، والعصر البطلمي والروماني، وصولًا إلى العصر الإسلامي والعصر الحديث.
وأوضح المحافظ، أنّ متحف كفر الشيخ يحتوي على نحو 2500 قطعة أثرية، يتم عرض 735 قطعة منها بشكل دائم، بينما يتم إعداد معارض مؤقتة لعرض القطع المتبقية، وذلك للاحتفال بالمناسبات الدينية والقومية والعالمية على مدار العام، مشيرًا إلى أنّ المتحف يستقبل جميع الزائرين من المصريين والأجانب يوميًا طوال العام من الساعة 9 صباحًا حتى 4 مساءً، بما في ذلك أيام العطلات الرسمية والإجازات، لافتًا أنّ المتحف أيقونة التاريخ المصري على أرض المحافظة.