عناكبُ مملكة العار وثعالب دول الاستكبار
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
زهراء اليمن
أصبحت السعوديّة شبيهة بعنكبوت الزوع أَو ما تسمى (بالأرملة السوداء) التي قضت نصف عمرها تتنقل في الرمال إلى أن صادفها ثعلب ماكر وآثر في نفسه أن يجعل منها خادمًا مطيعًا له فدلها على صخرة منحوتة تقيها من حر الصيف وبرد الشتاء شريطة أن تتولى حماية صغاره الذي يقيمون في الجانب الآخر من تلك الصخرة فوافقته الرأي وقرّرت أن تبني لها عُشًا يؤويها، وما إن اكتملت من بناء ذلك العش ذي الخيوط الرفيعة وبدا لها جذابًا تراءى لها بأنها أصبحت ذات قوة وبأس وقرّرت أن تفي بوعدها للثعلب وتقوم بمهاجمة من حولها وتجعل صغار الثعلب ينعمون بالحرية والأمان فبدأت تبث سمومها هنا وهناك واستمر الحال كذلك حتى بدأت تكبر ورأت في نفسها العظمة وشابها الغرور عندها قرّرت أن تبسط نفوذها وتفرض سيطرتها على كُـلّ المنطقة مُتناسية حجمها الصغير وشكلها القبيح وأنها مُجَـرّد حشرة تمتلك سلطة منتقصة صنعها لها ذلك الثعلب الذي جاء من أقصى الغرب ووضعها في قلب تلك الصخرة وجعل منها ملكة مقابل خدمتها وإخلاصها له في حماية أبنائه.
لم تكن هذه الحشرة تمتلك الأسلحة الفتاكة التي يمتلكها الثعلب لكنها كانت مبدعة في أذية من حولها بواسطة سمها القاتل حتى اشتهرت بذلك وكبر شأنها واشتهرت بفن الحصار والقتل والدمار وعملت على تشتيت من حولها وتمزيق وحدتهم في سبيل الدفاع عن أُولئك الثعالب وتوفير الحماية لهم.
وهنا نستطيع القول بأن هذا النظام العنكبوتي الوهَّـابي التكفيري الذي صنعه ذلك الثعلب البريطاني قد بث سمومه في المنطقة وأصبح سبباً رئيسيًّا في تمزيق الوحدة العربية وعمل على تشتيت شعوبها وتقسيم الوطن العربي وتجزئته إلى دويلات والتي ما زالت تعاني الحروب الأهلية والدمار والتمزق والانقسام حتى اللحظة..
نعم، لقد استطاع تدمير الشعوب العربية من خلال بث سموم الفتنة بينهم كما استطاع أن يُخضع العديد من الأنظمة ويشترى الكثير من الولاءات، لكنه فشل في شراء ولاء صنعاء وعجز عن كسر هيبة وشموخ أبنائها رغم العدوان الغاشم الذي شنه على اليمن طوال ثماني سنوات، مستعيناً بالثعالب والأرانب معًا والذي كان قد شكل من خلالهم تحالفاً دوليًّا واسعاً، وقصف اليمن بما يزيد عن نصف مليون غارة هستيرية مستخدمًا فيها شتى أنواع الصواريخ والأسلحة الفتاكة والقنابل العنقودية والفسفورية والمحرمة دوليًّا تسببت بدمار البنية التحتية لليمن وخلفت عشرات الآلاف من الشهداء الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء، لكنه مُنيَ بالهزيمة والفشل.
هَـا هي تلك العنكبوتة السامة بدأت تشعر بأنها استعادت هيبتها بعد أن استطاعت أن تسقط النظام السوري بواسطة أدواتها تعاود الظهور في واجهة الاستكبار العالمي مجدّدًا قبل أن تغسل ماء وجهها الذي تمرغ بالتراب من قبل أبطال القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبيّة.
هَـا هي تسعى جاهدة لتغطية تلك الهزيمة التي مُنيت بها وذلك من خلال دعم الفتنة وإثارة الفوضى وإشعال فتيل الحرب بواسطة أدواتها وعملائها ومرتزِقتها المحليين، بالإضافة إلى تمويل بعض الأنظمة العربية وتحريضهم على الانضمام لتحالف العدوان الصهيوأمريكي البريطاني الجديد، وتهيئة أجوائها أمام هذا العدوان لشن غارات جوية جديدة على مناطق سيطرة حكومة صنعاء، بل وباتت تهيئ نفسها للدخول في حرب جديدة مع اليمن، ليس لها فيها ناقة ولا جمل وإنما دفاعًا عن أسيادها في تل أبيب، وهنا بات ينطبق عليها المثل القائل (العنكبوت الذي يسعى لخراب عُشه).
متى تدرك السعوديّة التي لم تكن ندًا لمواجهة صنعاء خلال عشر سنوات مضت بأنها لن تكون ندًا لها في أي حرب جديدة مهما جمعت من تحالفات أَو استعانت بالكثير من الأدوات.
ختامًا، لا يسعنا إلا أن نقول.. ألا إن العزة لله جميعًا.. والله أكبر على من طغى وتجبر.. وعلى الباغي تدور الدوائر.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
العيد الذي لم يعد عيداً ..!
بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..
ما قيمة الأحداث وتعاقب الأزمان ونحن نعيشها بألم وبذكريات تبعث فينا الحزن ولا تمنحنا فرصة الحياة السعيدة التي نتمناها ويتمناها كل أنسان يجد نفسه فجأة عضواً في هذه الدنيا الضاجة بالمعاناة والتحديات التي تستنزف أجسادنا ومشاعرنا وعقولنا وأحلامنا فلا نكاد نصل إلى غاية من الغايات حتى ندرك أننا لم نحقق شيئاً وأن المسافة ما تزال طويلة ، ثم نكتشف أننا على خط النهاية ولكن ليس كعدائين فائزين بل كجثث هامدة فقدت طاقة الحياة لنوارى في حفرة أو أن نكون طعاما للأسماك أو أن نحرق وفقا لتقاليد قديمة أو في أي مصيبة وداهية رهيبة .
نفقد الأحبة الذين يشاركوننا همومنا وأحلامنا ومشاكلنا والذين نكافح معهم سوية العذابات والحرائق المستمرة في دواخلنا ، وحين نفتقدهم نبكي دون جدوى فهم لن يعودوا ونحن لا نعرف متى سنلتحق بهم ، وقد تأخذنا المشاغل إلى مساحات نتيه فيها ولا نجد من يدلنا فالجميع يعيش ذات التيه والضياع ويبحث عن خلاصه بعد أن تذوق آلاف المرارات والأحزان والمعاناة ، فكيف بمن يتركه محبوه ليس للحزن والعذاب والذكريات الأليمة بل يورثونه مشاكل وتحديات وأبناء تائهين لا يجد طريقة لكي يقف معهم على طريق صحيح وكأنه وكأنهم في سجن واحد وضياع واحد وهموم مشتركة .
جاء العيد مثل العيد الذي سبق ومثل كل الأعياد التي سبقت مشحوناً بالحزن والعذاب والألم وكأن تلك العذابات ورث من أجداده ، فالعيد يلد عيداً ويكون له أحفاد من الأعياد يتوارثونه ويتشاركون في الأرث ويتناقلون صفاته وساعاته وأشكاله بينهم ، فالعالم يتحول إلى وحش يلتهم آماله وأحلامه وفرص الحياة فيه ويتركنا على قارعة الطريق تائهين متحيرين لا نجد الفرح ولا السعادة ، فمن هم إلى هم ومن حرب إلى حرب ومن حصار إلى آخر ومن إرهاب إلى إرهاب ، وناس تتحول إلى آلات لا تفقه سوى أن تتحرك بلا هوادة ولا هدف حتى إذا وصلت لهدف وظنت أنه قد تحقق تكتشف أنها لم تحقق شيئاً وأن الطريق ما زال شائكاً وطويلاً .
الناس من حولنا يكرهوننا يريدون أن يحصلوا على مطامحهم ولم يعد عندهم أن تكون الطريقة مشروعة أم لا ، فالغاية هي الكسب والكسب وحده وليس سواه لأن هناك هموماً وعذابات يتكفل بها القدر والجميع يخاف منها ويود الهرب منها بعيداً ولا يراها .
للأسف فنحن نعيش في زمن الغابة وزمن الحزن وزمن الموت المؤكد ، موت الأرواح رغم وجود حياة في أجسادنا ورغم ما نعتقده من حضور لنا ، أرواحنا التي كانت تمنحنا السعادة والطاقة ونتشارك فيها مع الآخرين الحب والسعادة والأمل ها هي تموت مسبقا وتذوي وتنتهي دون رجعة ودون أحساس بحاجتنا إليها .
كلما جاء العيد وكأنه نوع من البطالة المقنعة التي تجبرنا عليها الأحداث والأيام ، فليس له من أهمية فالحقيقة حتى أنني أشك في أنه عيد للكبار وأرى أنه مناسبة يحبها الأطفال وينتظرونها لأنها تثير حماسهم كونها عطلة وحصولهم على العيدية وإرتداء الأزياء الجديدة واللعب في مدينة الألعاب ، أما نحن الكبار فتثير حزننا وذكرياتنا الأليمة لأننا عاصرنا الحروب والحصار والفقر وحكم الدكتاتوريات والطغاة التي سلبت العباد ودمرت البلاد .
Fialhmdany19572021@gam