خبيران يوضحان الأهداف المعلنة والمبيتة لاستمرار التوغل الإسرائيلي بسوريا
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
القدس المحتلة- تسابق إسرائيل الزمن لمواصلة التوغل في الجنوب السوري وفرض وقائع جديدة بالمناطق العازلة على طول خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل، حيث وسّع الجيش الإسرائيلي توغله بالجهة الغربية لقرية المعلقة في القنيطرة.
وتزامن التوغل العسكري الجديد مع إنجاز تل أبيب مشاريع بنى تحتية وشق طريق يمتد من خط وقف إطلاق النار باتجاه الدرعيات العسكرية في الأراضي السورية، وهو ما يعكس توجه إسرائيل للتوسع بالتوغل نحو مناطق أخرى تحت ذريعة الحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي وإحباط أي تهديدات مستقبلية لها.
ويرى محللون أن التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية يحمل في طياته أهدافا معلنة تسوّغها تل أبيب بالإستراتيجية الأمنية، وأخرى سرية تعكس أطماعها في موارد المياه السورية، ومشروعها القديم الجديد المرتبط بتفكيك وحدة سوريا وتقسيمها إلى دويلات للأقليات، مع ضمان حصولها على مساحات واسعة من الأراضي السورية.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه سيكون مطلوبا الحفاظ على "منطقة سيطرة" بعمق 15 كيلومترا داخل الأراضي السورية، إذ سيحافظ الجيش الإسرائيلي على وجوده، لضمان عدم تمكن الموالين للنظام الجديد من إطلاق الصواريخ على مرتفعات الجولان، بحسب ما نقلت عنهم صحيفة "يديعوت أحرونوت".
إعلانوتتطلع تل أبيب إلى خلق "مساحة نفوذ" بعمق 60 كيلومترا داخل سوريا، إذ سيكون لإسرائيل سيطرة استخباراتية، لضمان عدم تطور أي تهديد لها مستقبلا، وذلك في ظل حديث مسؤولين ومحللين إسرائيليين عن مخاوف سيناريو مواجهة عسكرية بين الجيش الإسرائيلي والقوات التركية بالأراضي السورية.
هواجس ومخاطروفي قراءة للأهداف الإسرائيلية من وراء التوغل، يقول الباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت إن هذه التوغلات جاءت على خلفية الوضع الحالي في سوريا بسقوط النظام السابق ووجود إدارة جديدة لا توجد لها سيطرة تامة على الوضع من الناحية العسكرية الميدانية أو حتى السياسية من وجهة النظر الإسرائيلية.
واستعرض شلحت للجزيرة نت الأهداف الإسرائيلية المعلنة من هذا التوغل، والتي تتمحور بالأساس حول تدمير ترسانة الجيش السوري، إذ أظهرت تقارير متطابقة وجود ترسانة لا بأس بها وعدد من منظومات الدفاع الجوي والصواريخ الباليستية، وهي أسلحة وذخيرة تعتبرها تل أبيب إستراتيجية وتخشى أن تقع في أيدي جهات أخرى، لذا تقوم بتدميرها.
ويقول شلحت "على ما يبدو، فإن هذه الترسانة -وبحسب تقديرات إسرائيلية- امتنع النظام السابق عن استخدامها ضد إسرائيل التي رأت بسقوطه فرصة للقضاء عليها وتدميرها، وأيضا إضعاف الإدارة الجديدة عسكريا، وبذلك تتجنب أي تهديدات أو مخاطر مستقبلية".
ويعتقد الباحث أن الهدف الأهم بالنسبة لإسرائيل من التوغل هو إغلاق منطقة الحدود السورية اللبنانية، ومنع نقل شحنات الأسلحة التي مصدرها إيران أو تصنع في سوريا إلى حزب الله، وذلك ضمن تطلّع تل أبيب إلى حسم الصراع مع المقاومة في لبنان حتى لو كان الثمن هو شن حرب لبنان الرابعة، بحسب ما يرشح من قراءات وتصريحات للإسرائيليين.
وتعكس هذه القراءات -بحسب شلحت- عدم ثقة إسرائيل بقدرة الجيش اللبناني على نزع سلاح حزب الله والسيطرة على جنوب لبنان "بحيث إن المقاربة الأمنية الإسرائيلية باتت أكثر وضوحا بعد طوفان الأقصى، وتتلخص في عدم الاعتماد على أي كان بالقضاء على التهديدات لأمنها القومي".
إعلانوتطرق شلحت إلى المزاعم الإسرائيلية حيال الهواجس من سيناريو وقوع مواجهة عسكرية مع تركيا في الأراضي السورية بالقول إن "هذا كان حاضرا حتى قبل سقوط نظام الأسد، خصوصا أن العلاقات بين أنقرة وتل أبيب شهدت توترات حتى قبل الحرب على غزة، وبالتالي لا يمكن الجزم بحقيقة مثل هذ المواجهة العسكرية".
أطماع ومخططاتوإلى جانب الأهداف المعلنة التي استعرضها شلحت، ثمة أهداف غير معلنة من التوغل في الأراضي السورية تتلخص بالسطو على مصادر المياه والآبار والينابيع في الجنوب السوري ومحافظة القنيطرة، وتحويل مجراها إلى المستوطنات الإسرائيلية بالجولان المحتل، بحسب تقديرات المحلل السياسي مجيد القضماني.
وكشف القضماني -وهو من سكان بلدة مجدل شمس عند خط وقف إطلاق النار في الجولان- للجزيرة نت النقاب عن إجراءات للجيش الإسرائيلي خلال عمليات التوغل تتمثل في القيام بشق طرقات وحفر أنفاق وتمديدات لخطوط المياه في الجنوب السوري والقنيطرة وجبل الشيخ، وهي مناطق غنية بالموارد الطبيعية ومنابع المياه.
وشكك المحلل السياسي بما تروج له إسرائيل بأن عمليات التوغل في المنطقة العازلة والجنوب السوري تأتي في سياق الإستراتيجية الأمنية لتل أبيب بالقضاء على أي تهديد مستقبلي، مرجحا أن عمليات التوغل تندرج في سياق الأمن المائي لإسرائيل والأطماع بالموارد والمقدرات السورية، علما أن المنطقة تضم عشرات الآبار وسدود المياه التي تتم سرقتها.
وحيال هذه الأطماع، يقول القضماني إنه "لا يوجد أي وزن عسكري وأمني للمناطق السورية التي تتوغل فيها إسرائيل"، وهي المناطق التي لها امتداد جغرافي مع الجنوب اللبناني، والتي تقع أيضا في محط أطماع الجانب الإسرائيلي الذي يروج ويسوّق لذلك تحت غطاء الهواجس الأمنية، في حين أن حقيقة الأهداف الخفية هي السيطرة على مصادر المياه بالمنطقة.
إعلانوإلى جانب هذه الأطماع والمشاريع، يقدر المحلل السياسي أن تل أبيب ليست سعيدة بسقوط نظام الأسد وصعود إدارة جديدة للحكم مدعومة من تركيا وتحظى بدعم دولي وإقليمي، بحيث إن الاستقرار في سوريا لا يتلاءم مع المخططات والرغبات الإسرائيلية التي تعول على تأزم الأوضاع والعلاقات السورية الداخلية وتفكيك وحدة سوريا.
ويعتقد المحلل السياسي أن "إسرائيل تسابق الزمن من خلال هذه التوغلات، وتسعى إلى فرض أمر واقع في الميدان بغية تحقيق مشروعها القديم الجديد بتقسيم سوريا إلى دويلات للأقليات"، لكنه استبعد نجاح هذا المشروع، ورجح أن تل أبيب ستتعرض مستقبلا لضغوطات دولية وإقليمية تجبرها على الانسحاب من المناطق التي توغلت فيها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی الأراضی السوریة المحلل السیاسی الجنوب السوری تل أبیب
إقرأ أيضاً:
المظاهرة الأضخم في إسرائيل.. عشرات الآلاف في تل أبيب ونتنياهو يتوعد بكشف حقائق
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن لديه "كشف دراماتيكي" لحقائق ستزعزعكم، في حديث وجّهه لرئيس جهاز الشاباك رونين بار.
اقرأ ايضاًوقال نتنياهو إن "رونين بار لن يبقى رئيسا للشاباك ولن تندلع حرب أهلية".
وأضاف بأن "الحكومة لديها صلاحية لإنهاء ولاية رئيس الشاباك قبل موعدها"، مشيرًا إلى أن "انعدام" ثقته برئيس الشاباك بدأ في السابع من أكتوبر.
المظاهرة الأكبر في تل أبيب ضد حكومة نتنـ ياهو مستمرة حتى هذه اللحظة، وقد هاجمت الشرطة الإسرائيلية عددًا من المتظاهرين واعتقلت بعضهم.
المعارضة تهدد بالتصعيد أكثر وإغلاق الاقتصاد. pic.twitter.com/DAs7wm9xLT
— Tamer | تامر (@tamerqdh) March 22, 2025
تأتي تصريحات نتنياهو وسط نزول عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى شوارع تل أبيب، في تظاهرات مستمرة تنديدا بإقالة بار.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية فإن "عشرات الآلاف يتظاهرون في أنحاء إسرائيل احتجاجا على إقالة رئيس الشاباك ويتجهون نحو مظاهرة عائلات المحتجزين في غزة".
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في شوارع تل أبيب، تنديدا باستئناف إسرائيل الحرب على غزة ومطالبين بعقد صفقة تبادل للأسرى pic.twitter.com/nADU1NwfkP
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 22, 2025
وأضافت أن الشرطة بدأت تفريق المتظاهرين في القدس بعد إغلاقهم مفترقا حيويا.
بدوره، كشف نتنياهو بأن "بار طلب تأجيل تحقيق الشاباك الذي كان يفترض أن يستقيل بعده وفي اليوم نفسه فتح تحقيق في قضية قطر-غيت".
اقرأ ايضاًوأكد أن "إقالة رونين بار لم تكن تهدف إلى منع التحقيقات بل التحقيقات كان هدفها منع إقالته".
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن