استقالة ترودو تهدد مشروع السكك الحديدية عالية التردد بين تورنتو وكيبيك
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تسبب ارتفاع احتمالات إجراء انتخابات عامة مبكرة بكندا، في تأخير خطط السكك الحديدية عالية التردد بين تورنتو ومدينة كيبيك العام الحالي.
ففي أواخر العام الماضي، طلبت الحكومة الفيدرالية الكندية تمديدًا لعطاءات بناء ممر السكك الحديدية في خطوة قد تؤدي إلى تأخير اختيار شريك خاص لعدة أشهر بعد الموعد النهائي الأولي بالقرب من نهاية عام 2024، وفقا لشبكة "بلومبرج".
يمثل التأخير انتكاسة طفيفة لمشروع من المقرر أن يمتد تنفيذه لأكثر من عقد من الزمان. وفي حين يخشى بعض المراقبين من أن الاقتراح المؤجل ينذر بالسوء بالنسبة للمؤسسة باهظة الثمن، يخشى آخرون من أن المشروع بأكمله قد يصبح في طي النسيان مع التغيير المحتمل في الحكومة في المستقبل القريب بعد استقالة رئيس الوزراء.
وذكر بيان أصدرته وزارة النقل الكندية إن اختيار اتحاد لرعاية المشروع خلال مراحل التخطيط والبناء وتشغيله وصيانته بعد ذلك هو خطوة أساسية في العملية، وأكد أن المقاول الفائز، الذي سيصمم ويبني ويدير المسارات، كان من المقرر الإعلان عنه بحلول أواخر خريف عام 2024.
وفي عام 2021، وضعت الحكومة التي شكلها الليبراليون خططًا لممر سكك حديدية جديد مع توقف في مدن تورنتو وبيتربورو وأوتاوا ومونتريال ولافال وتروا ريفيير ومدينة كيبيك. في ذلك الوقت، قدرت أوتاوا التكلفة بين 6 مليارات دولار و12 مليار دولار. كان الهدف هو نقل المزيد من الركاب بشكل أسرع وأكثر تكرارًا من القطارات التي تعاني من التأخير، والتي يعمل أسطولها القديم على مسارات مملوكة إلى حد كبير لشركة السكك الحديدية الوطنية الكندية، والتي تعطي الأولوية لقطارات الشحن.
وأصبح التزام الحكومة الليبرالية بمشروع خط السكك الحديدية السريع تحت التدقيق حاليا. ورغم أن المحافظين لم يعلنوا صراحة عن موقفهم من الممر الحديدي، فإن سجلهم يشير إلى تركيزهم على ضبط النفس والتشكك في الإنفاق العام واسع النطاق. ويؤدي غياب الدعم الواضح من جانب زعماء المعارضة إلى تأجيج التكهنات حول مستقبل المشروع.
ومن المعروف أن التحولات السياسية غالبا ما تؤدي إلى تغيير في السياسات، حيث تقوم الإدارات الجديدة بإعادة النظر في مسار المبادرات الكبرى وربما تغييره. وتزيد حالة عدم اليقين المحيطة باستقالة ترودو وإمكانية إجراء انتخابات فيدرالية من مخاطر تأخير أو خروج المشروع عن مساره.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كندا تورنتو كيبيك السكك الحديدية السکک الحدیدیة
إقرأ أيضاً:
شكوك في جدوى طريق التنمية: الواقع أقوى من الطموحات
12 يناير، 2025
بغداد/المسلة: في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة العراقية لتحقيق رؤيتها عبر مشاريع ضخمة مثل “طريق التنمية”، تظل هذه المبادرة محاطة بالعديد من التساؤلات حول جدواها الحقيقية في السياق الاقتصادي والجيوسياسي الحالي.
و من المعروف أن العراق يمتلك موقعًا جغرافيًا مهمًا في الشرق الأوسط، لكن هذا الموقع، رغم أهميته الإقليمية، لا يمنحه ميزة كبيرة على الساحة العالمية. فالتجارة العالمية تتم بنسبة تفوق 90% عبر البحار، بينما لا تتجاوز حصة النقل البري 10%، يضاف إلى ذلك أن العراق يقع بعيدًا عن الأسواق الكبرى التي تسيطر على التجارة الدولية. هذا الواقع يشير إلى أن التحديات التي تواجه مشروع “طريق التنمية” تتجاوز القضايا المحلية لتشمل تحديات أكثر عمقًا على مستوى التنافسية العالمية.
دور محدود في التجارة العالمية
تشير الإحصائيات إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تمثل سوى 3.2% من صادرات و2.8% من واردات السلع العالمية. في هذا السياق، يبرز النفط كعامل رئيسي، حيث يشكل نحو 53% من صادرات المنطقة. هذا يعني أن المنطقة ما زالت تعتمد بشكل كبير على صادرات الموارد الطبيعية، فيما تبقى مساهمتها في التجارة غير النفطية منخفضة. وبالتالي، حتى لو تحقق المشروع في العراق، فإن تأثيره على التجارة العالمية سيكون محدودًا جدًا.
و الحديث عن مشروع “طريق التنمية” يعيد طرح الأسئلة حول قدرة العراق على المنافسة مع جيرانه الأكثر استقرارًا اقتصاديًا وسياسيًا مثل الإمارات والسعودية. فهذان البلدان لديهما قدرات مالية ضخمة وأطر سياسية مستقرة، مما يجعل جذب الاستثمارات الكبرى أكثر احتمالًا.
وفي هذا السياق، يصعب على العراق أن يلعب دورًا محوريًا في مبادرة الحزام والطريق الصينية، حيث إن الممرات البرية التي يقترحها البعض لا تبدو ذات أهمية حقيقية في استراتيجية الصين الإقليمية والعالمية.
التحولات الجيوسياسية وأثرها على المشروع
الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط تلعب دورًا محوريًا في تشكيل فرص أو تهديدات لمشاريع مثل “طريق التنمية”. فالعراق، في ظل بيئته الجيوسياسية المضطربة، قد يتأثر بشكل كبير بأي تغيرات في المعادلات الإقليمية. التأثيرات المحتملة لهذه الديناميكيات يمكن أن تكون غير متوقعة، مثلما أظهرت الأحداث الأخيرة في 7 أكتوبر، والتي كان لها تأثيرات خطيرة على ممرات التجارة الدولية. هذه التحديات تجعل من المشروع مسعى داخليًا أكثر منه مسعى إقليميًا أو عالميًا.
الهدف الأساسي: تطوير البنية التحتية
إن “طريق التنمية” في العراق ليس مجرد مشروع ممرات تجارية، بل هو في المقام الأول محاولة لتعزيز البنية التحتية وتحقيق ارتباط لوجستي واقتصادي مع تركيا. في هذا السياق، يبدو أن المشروع يعكس أولويات الحكومة العراقية في تعزيز قدراتها الداخلية قبل أن يتمكن من لعب دور إقليمي أو دولي كبير. قد يعزز المشروع من رأس المال السياسي والاجتماعي للعراق،
لكن لا ينبغي أن يُتوقع منه أكثر من مجرد تحسينات في الشبكة اللوجستية الداخلية.
دور إيران في المشروع
رغم التحديات التي قد تواجه المشروع، يرى البعض في إيران أنه يمكن أن يعزز من حصتها في شبكة النقل الإقليمية عبر ربط العراق وإيران بخطوط السكك الحديدية. هذه الرؤية قد توفر فرصًا لإيران لزيادة الترانزيت وتحقيق مكاسب اقتصادية، لكن المخاوف حول تقليص حصتها في التجارة الإقليمية قد تظل قائمة.
خلاصة
مشروع “طريق التنمية” في العراق هو أكثر من مجرد ممر تجاري، بل هو مشروع بنية تحتية يهدف إلى ربط العراق بتركيا وتعزيز استقراره الداخلي. ومع ذلك، لا يبدو أن للعراق دورًا كبيرًا في الخريطة الجيوسياسية الكبرى لمبادرة الحزام والطريق الصينية. في ضوء هذه المعطيات، يبقى هذا المشروع ذا طابع محلي وإقليمي أكثر منه مشروعًا عالميًا، ويحتاج العراق إلى أن يعزز استقراره الداخلي ويمتلك القدرة على جذب الاستثمارات قبل أن يأمل في تأثير أوسع.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts