أحمد مراد (القاهرة)

أخبار ذات صلة إحباط محاولة تفجير إرهابي بمحيط دمشق الصومال.. 11 قتيلاً من «الشباب»

تخطط المجموعة الاقتصادية لدول منطقة غرب أفريقيا المعروفة بـ«إيكواس» لتشكيل قوة إقليمية لمكافحة الجماعات المتطرفة التي تزايدت هجماتها الإرهابية في السنوات الأخيرة، ومن المقرر أن يعقد وزراء مالية ودفاع دول المجموعة اجتماعاً خلال العام الجاري لمناقشة ترتيبات تمويل القوة، وهيكلها وأهدافها، ومجالات عملها.


وأوضح الخبير في الشؤون الأفريقية، رامي زهدي، أن القوة الإقليمية التي تعمل «إيكواس» على تشكيلها خلال العام الجاري تُمثل خطوة طموحاً وضرورية لمواجهة التصاعد المستمر للجماعات الإرهابية المنتشرة في منطقة غرب أفريقيا التي تُعد واحدة من أكثر مناطق العالم تأثراً بالإرهاب، حيث تنتشر فيها تنظيمات عديدة، مثل «القاعدة» و«داعش»، ومجموعات محلية أخرى، تتبنى أنشطة وسياسات معادية للأنظمة الحاكمة، وتسعى إلى السيطرة على ثروات المنطقة.
 وقد شهدت منطقة غرب أفريقيا خلال عام 2023 أكثر من 3500 عملية إرهابية أسفرت عن نحو 7 آلاف ضحية، ونزوح نحو 2.4 مليون شخص، ما تسبب في أزمات إنسانية حادة.
وشدد زهدي في تصريح لـ«الاتحاد» على الأهمية الجيوسياسية والإقليمية للقوة المزمع تشكيلها والتي تستهدف توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب، وهو ما يعكس إدراك دول «إيكواس» بأن الإرهاب ليس تهديداً فردياً لدولة بعينها، بل مشكلة إقليمية تتطلب استجابة جماعية، في ظل فراغ أمني استغلته الجماعات الإرهابية مع خروج القوات الفرنسية والأميركية من بعض دول المنطقة.
وأشار إلى أن نجاح قوة «الإيكواس» مرهون بقدرتها على إحداث تأثير ملموس، وهو ما يتوقف على عدة عوامل، من بينها التنسيق واستدامة الموارد الموجهة لنجاح مهامها، مثل التمويل والتسليح والتدريب، كما أن نجاح القوة يتطلب انسجاماً بين دول المجموعة في المجالين العسكري والاستخباراتي.
وأشار خبير الشؤون الأفريقية إلى أن هناك تحديات تواجه تشكيل قوة «الإيكواس»، أبرزها المتعلقة بالتمويل، حيث تُعاني غالبية دول المجموعة من ضغوط اقتصادية، وبالتالي هناك صعوبة في توفير ميزانية كافية للقوة الإقليمية، إضافة إلى الاختلاف في الأولويات الأمنية والسياسية للدول الأعضاء، وهو ما قد يعرقل تنفيذ خطة موحدة نتيجة تعارض بعض المصالح.
 وأوضح زهدي أنه في حال نجاح تشكيل القوة، فإنها تؤدي إلى تحقيق التوازن الأمني، كما تسهم في الحد من تمدد الجماعات الإرهابية وإضعافها، بالإضافة الى تعزيز قدرة الحكومات المحلية على استعادة السيطرة على أراضيها، وتوفير الأمن للجماهير، وتحسين الظروف الاقتصادية، وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
 وبدوره، أوضح الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أن القوة الإقليمية لمكافحة الإرهاب التي تعتزم مجموعة «الإيكواس» تشكيلها تعتبر مبادرة مهمة في مسيرة الجهود المبذولة لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، لا سيما مع تفاقم تداعيات الأنشطة المتطرفة في أفريقيا بصفة عامة وبمنطقة غرب القارة بصفة خاصة، كونها إحدى بؤر الإرهاب في العالم.
وفي تصريح لـ«الاتحاد»، يرى أديب أن قوة «الإيكواس» تساعد كثيراً في الحد من مخاطر الإرهاب وانتشاره في أفريقيا، بشرط أن يتزامن ذلك مع تقوية الأنظمة السياسية ودعم التنمية، حتى يتم تحقيق نتائج مثمرة في مكافحة الإرهاب ومواجهة الجماعات التي تستغل ضعف الموارد الاقتصادية وهشاشة الأنظمة السياسية للتوغل والانتشار في مناطق متعددة بالقارة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: إيكواس أفريقيا الإرهاب غرب أفريقيا

إقرأ أيضاً:

تحذير وتنبيه.. أستاذة بجامعة بوسطن: لا تستهينوا بالقوة الدائمة لتنظيم «داعش».. الحركة الإرهابية تحولت إلى الخلافة الرقمية بعد خسارة أراضيها فى العراق.. وما زالت تغذى أجندتها المدمرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع دخول العالم سنة جديدة، ضربت نيو أورليانز مأساة مروعة. ففي الأول من يناير، قاد محارب قديم ساخط، مثقل بالديون الشخصية والاضطرابات العاطفية، سيارته وسط حشد من المحتفلين، مما أسفر عن مقتل ١٤ شخصا وإصابة ٣٥ آخرين. وقبل الهجوم، أعلن الجاني ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية، الأمر الذي أعاد إشعال المخاوف بشأن النفوذ الدائم للمنظمة حتى بعد سنوات من انهيار ما يسمى بالخلافة.. جيسيكا ستيرن، أستاذة الأبحاث في جامعة بوسطن ومؤلفة كتاب "داعش: دولة الإرهاب"، أمضت عقودًا من الزمن في دراسة الدوافع وراء الإرهاب المحلي والعابر للحدود الوطنية، ونشرت تحليلاً متكاملاً، نستعرضه فى هذا التقرير.
جهاد "الخمس نجوم"
في ذروته، روّج تنظيم داعش لنفسه باعتباره دولة "مثالية"، حيث عرض على المجندين مزيجا متناقضا من الأصالة الدينية والمكافآت المادية. وقد اجتذبت وعود السكن المجاني، وإعادة تعريف الهوية، وحتى عرض الزوجات، ما يقدر بنحو ٥٣ ألف مقاتل من ٨٠ دولة إلى أراضيه.. بحلول عام ٢٠١٩، انكسرت قبضة الخلافة الإقليمية، لكن أيديولوجيتها لا تزال قائمة، وتتجلى الآن في خلايا متناثرة في جميع أنحاء أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأفغانستان وسوريا. في أفغانستان، دبّر فرع الجماعة، داعش-خراسان، هجمات كبيرة، بينما في سوريا، تتزايد المخاوف بشأن عودة ظهوره في أعقاب عدم الاستقرار السياسي.. على الإنترنت، يواصل داعش نشر أيديولوجيته المتطرفة، مستهدفًا الأفراد الضعفاء في جميع أنحاء العالم.
جريمة اليأس
لقد أمضت جيسيكا ستيرن، أستاذة الأبحاث في جامعة بوسطن، عقودًا من الزمن في دراسة الدوافع وراء الإرهاب المحلي والعابر للحدود الوطنية. ووفقًا لها، فإن العديد من الذئاب المنفردة التي تم تجنيدها ذاتيًا مدفوعة بمظالم شخصية بدلاً من الالتزام الأيديولوجي. غالبًا ما تخلق الصراعات المتعلقة بالصحة العقلية والأعباء المالية والاغتراب الاجتماعي أرضًا خصبة للتطرف. يجسد مهاجم نيو أورليانز هذا الاتجاه. إن ولاءه لتنظيم داعش، وهو محارب قديم يكافح من أجل إعادة الاندماج، والمشاكل القانونية، قد قدم ما وصفته ستيرن بأنه "بريق روحي منحرف" لفعل متجذر في اليأس والانتقام. وكشفت منشوراته الأخيرة على فيسبوك عن اضطرابه الداخلي ورغبته في تضخيم مظالمه الشخصية إلى رواية عالمية عن "المؤمنين ضد الكافرين".
الإرهاب الفردي
إن القدرة على التكيف المزعجة التي يتمتع بها تنظيم داعش تؤكد على التهديد المستمر الذي يشكله. ففي الولايات المتحدة وحدها، شهد العام الماضي العديد من المؤامرات المستوحاة من تنظيم داعش، من هجوم مخطط له على مسيرة في أريزونا إلى تهديدات يوم الانتخابات في أوكلاهوما. وحذرت وكالات المخابرات الفيدرالية من أن الرسائل المؤيدة لتنظيم داعش لا تزال نشطة، وتشجع على الهجمات أثناء التجمعات العامة.
إن مرونة تنظيم داعش مرتبطة بالظروف الأساسية التي سهلت صعوده، ومنها الدول الهشة، والبطالة المنتشرة بين الشباب، والتوترات الدينية والعرقية غير المحلولة. إن هذه القضايا، إلى جانب التحول الاستراتيجي للجيش الأمريكي بعيداً عن مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، توفر أرضاً خصبة للتطرف. تدافع ستيرن عن نهج الصحة العامة لمكافحة التطرف. وتقارن بين منع الانتحار وحملات مكافحة العنف، وتؤكد على أهمية الوعي المجتمعي، ومواجهة "الممرات المؤدية إلى التطرف" للأفراد المعرضين له. وجاء الهجوم في نيو أورليانز بمثابة تذكير قاتم بأن التدخل المبكر يمكن أن ينقذ الأرواح.
الخلافة الرقمية
على الرغم من خسارة أراضيه المادية، تحول داعش إلى خلافة رقمية، قادرة على استغلال الأزمات الشخصية لتغذية أجندته المتطرفة. وكما توضح مأساة نيو أورليانز، فإن أيديولوجية الجماعة لا تزال تتردد صداها لدى الأفراد المحبطين، مما يحول اليأس الخاص إلى مأساة عامة.
إن التهديد الدائم الذي يشكله داعش لا يكمن فقط في قدرته التنظيمية ولكن في قدرته على استغلال الانقسامات المجتمعية والضعف الشخصي. ولمواجهة هذا، فإن بذل جهود متضافرة تشمل التثقيف العام، ودعم الصحة العقلية، والتدخلات المجتمعية القوية أمر ضروري. إن المعركة ضد داعش لم تنته بعد، ولكن التدابير الاستباقية يمكن أن تمنع المزيد من المآسي وتخفف من جاذبية إيديولوجيتها.
 

مقالات مشابهة

  • كوبا تنضم رسمياً إلى دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني
  • رئيس حزب الاتحاد: الشعب المصري يدرك مخططات الجماعة الإرهابية ولن ينساها
  • داليا عبدالرحيم: دعوات الجماعة الإرهابية بنقل تجربة سوريا لمصر "واهية".. خبير: الاستراتيجيات الأمريكية جميعها فشلت في محاربة الإرهاب.. وترامب سيستخدم سياسة العصا والجزرة في التعامل مع الإرهاب
  • أحمد سلطان: فرنسا اتخذت خطوات لمواجهة التطرف ولكن دون استراتيجية شاملة
  • مخاطر التشابكات المعقدة بين ثالوث الفساد والجريمة المنظمة والإرهاب
  • شاهد | العدو الإسرائيلي.. البحث عن تحالفات إقليمية ومحلية لمواجهة اليمن
  • تحذير وتنبيه.. أستاذة بجامعة بوسطن: لا تستهينوا بالقوة الدائمة لتنظيم «داعش».. الحركة الإرهابية تحولت إلى الخلافة الرقمية بعد خسارة أراضيها فى العراق.. وما زالت تغذى أجندتها المدمرة
  • تشكيل الأهلي أمام إستاد أبيدجان في دوري أبطال أفريقيا
  • صنعاء تكشف عن تنسيق أمريكي مع الجماعات الإرهابية في معركة البيضاء