معجزة طبية.. بريطانية تصبح أول امرأة حامل بفضل الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
استخدم الأطباء الذكاء الاصطناعي لمساعدة النساء على الحمل من خلال التلقيح الاصطناعي عن طريق مطابقة أقوى الحيوانات المنوية مع أفضل البويضات جودة.
وبإمكان هذا العلاج الرائد زيادة فرص النجاح، ما يوفر للأزواج سنوات من الانتظار وكذلك الأعباء المالية لتكرار محاولات التلقيح الاصطناعي.
وقال المستشار علي الشامي، من عيادة أفينيوز للخصوبة في شمال لندن، التي أجرت الإجراء: "هذا يغير قواعد اللعبة في رعاية الخصوبة".
بينما وصفت أول امرأة بريطانية تحمل باستخدام الذكاء الاصطناعي طوال عملية الإخصاب التكنولوجيا الجديدة بأنها "معجزة".
ووفق "دايلي ميل"، يعاني واحد من كل 6 أزواج من العقم، ويخضع أكثر من 50 أف شخص للتلقيح الصناعي في المملكة المتحدة كل عام، مع ارتفاع العدد سنوياً.
وبحسب التقارير، تحمل امرأة فقط من كل 3 نساء بعد الدورة الأولى للتلقيح، والتي تكلف في المتوسط أكثر من 5 آلاف جنيه إسترليني.
دور الأطباء التقليديوتقليدياً، اعتمد الأطباء على التقييمات البشرية لاتخاذ القرارات بشأن صحة الحيوانات المنوية أو البويضة.
ولكن أنظمة الذكاء الاصطناعي، المدربة على مجموعات بيانات ضخمة من صور الموجات فوق الصوتية، ومقاييس صحة المريض، ومراقبة الأجنة بفاصل زمني، تُستخدم في بعض العيادات لاختيار الحيوانات المنوية والبويضات عالية الجودة، ثم الأجنة، لكل من الإخصاب والزرع.
حالة إيليناوقال السيدة إيلينا، 36 عاماً، من جنوب لندن إنها أصبحت أول امرأة في بريطانيا تحمل باستخدام الذكاء الاصطناعي طوال العملية بأكملها.
وهي الآن في الأسبوع الـ 23 من الحمل، وتنسب الفضل إلى التكنولوجيا المتقدمة في تغيير حياتها.
واكتشفت إيلينا أنها حامل في أغسطس (آب) الماضي، بعد أن اختار الذكاء الاصطناعي أي من الحيوانات المنوية لزوجها لاستخدامها.
وتم زرع الأجنة المخصبة ذات الفرصة الأكبر لمنحها طفلًا، والتي تم اختيارها أيضاً باستخدام الذكاء الاصطناعي، في رحمها.
وقالت الأم الحامل: "ما حدث هائل. التكنولوجيا لا تصدق. إنها مثل معجزة".
تعليق طبيمن ناحيتها، قالت الدكتورة غوتي تانيغا، المديرة الطبية لعيادة أفينيوز للخصوبة: "لقد اخترنا الحيوانات المنوية تقليدياً من خلال تحليل الشكل والميزات الأخرى تحت المجهر، لكن الذكاء الاصطناعي يمكنه تقييم الصحة بطرق مثل أنماط الحركة".
وأضافت: "يمكنه إجراء هذه التقييمات بدقة أكبر، وفي الوقت الفعلي وبسرعة أكبر".
كذلك استخدم الأطباء الذكاء الاصطناعي لتقييم دقيق للبويضات. ويمكن أن يشمل ذلك نضج البويضة وشكلها وحجمها.
ويحسن هذا النهج نتائج التلقيح الاصطناعي من خلال التنبؤ باحتمالية الحمل وتقليل التدخلات غير الضرورية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية صحة الذكاء الاصطناعي الحیوانات المنویة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟
في إحدى المناسبات الاجتماعية، وجدت نفسي طرفاً في نقاش محتدم حول الذكاء الإصطناعي. كان بعض الحاضرين يرونه المستقبل الحتمي، الذي لا مهرب منه، وأنه سيُحدث نقلة نوعية في حياتنا، جاعلاً إياها أكثر يسرًا وإنتاجًا. وعلى الضفة الأخرى، وقف من يراه تهديدًا داهمًا، وكابوسًا مقبلًا قد يعصف بوظائف البشر، وربما يُفضي إلى نهايات مأساوية لا تختلف كثيرًا عمّا تُصوّره أفلام الخيال العلمي. وبين هذين الرأيين، جلست متأملاً، أتساءل: ما الذي يدعو بعض الناس إلى هذا الخوف العميق من الذكاء الإصطناعي؟
طالعتُ مؤخرًا مقالًا تناول هذه المسألة بشيء من التحليل، وبيّن أن رفض الذكاء الإصطناعي لا يعود إلى الخشية من فقدان الوظائف فحسب، بل يمتد إلى أسباب نفسية أعمق وأبعد غورًا. ومن أبرز هذه الأسباب، أن الذكاء الإصطناعي بالنسبة للكثيرين لا يزال بمنزلة “الصندوق الأسود”؛ يُنجز أعمالًا مبهرة دون أن يُفصح عن كيفية اتخاذه لتلك القرارات أو الأسباب الكامنة خلفها. والبشر بطبيعتهم يميلون إلى الفهم والإدراك، فإذا واجهوا أنظمة تتخذ قرارات غامضة، دون تفسير بيّن، نشأ لديهم شعور بالتهديد. ولذا، فإن الثقة بتقنيات الذكاء الإصطناعي تزداد حين تكون قراراتها مفسّرة ومعلّلة، سيما إذا اقترنت بشروحات مقنعة تبيّن لماذا اختارت هذه النتيجة دون غيرها.
ثم أن ثمة عقبة أخرى، وهي أن الذكاء الإصطناعي يفتقر إلى المشاعر والعواطف. والناس بطبعهم يفضّلون التفاعل مع من يُظهر تعاطفًا وتفهّمًا لحالاتهم النفسية والانفعالية. من هنا، يبدو الرفض واضحًا لاستخدام هذه التقنيات في مجالات تتطلب لمسة إنسانية، كالعلاج النفسي أو تقديم المشورة في العلاقات الشخصية. إلا أن بعض الشركات تسعى لتجاوز هذه المعضلة، بمحاولة إضفاء مسحة إنسانية على الذكاء الإصطناعي، وذلك بمنحه أسماء مألوفة وأصواتًا ودودة، كما هو الحال مع “أليكسا” و”سيري”، مما يُسهّل على المستخدمين التفاعل معه وقبوله.
ومن بين الأسباب التي تُثير حفيظة البعض تجاه هذه التقنية، اعتقادهم بأنها جامدة لا تتغير، ولا تملك مرونة البشر في التعلّم من الأخطاء. فالإنسان، وإن أخطأ، يتعلّم ويطوّر أداءه، بينما يُنظر إلى الذكاء الإصطناعي على أنه آلة صمّاء، لا تعرف التراجع ولا التصحيح. غير أن الحقيقة أن كثيرًا من الأنظمة الذكية مصمّمة لتتعلّم وتتطور مع مرور الوقت، كما نرى في خوارزميات التوصيات لدى “نتفليكس”، التي تتحسّن كلما زاد تفاعل المستخدم معها.
أما أكثر ما يُثير الهلع، فهو الخوف من أن يبلغ الذكاء الإصطناعي حدّ الاستقلال التام، فيتّخذ قرارات دون تدخل بشري، مما يولّد شعورًا بفقدان السيطرة. لذا، ليس من الغريب أن نرى الكثير من الناس يتحفّظون على السيارات ذاتية القيادة، خشية أن تنقلب إلى “آلات مجنونة” تتحكّم في مصائرهم. والحل يكمن في إيجاد توازن دقيق، يُبقي الإنسان داخل دائرة القرار، ويمنحه شعورًا بأنه ما زال ممسكًا بزمام الأمور.
ومهما بلغ الذكاء الإصطناعي من تطوّر وتقدّم، فلن يكون بديلاً عن الإنسان، بل أداة في خدمته، تُعينه على تحسين حياته وتيسيرها. فالرهان الحقيقي لا يكمن في مقاومته أو رفضه، بل في إدراك كيفية التعامل معه بحكمة، بحيث يتحوّل إلى حليف لا خصم، وشريك لا خصيم.
jebadr@