عن الجذور الحضارية والاجتماعية بين عُمان والبحرين
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
لن يجد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عندما يحل ضيفا عزيزا على عُمان، سلطنة وسلطانا - اليوم - أي عناء في سعيه لتوثيق العلاقات الأخوية بين البحرين وعُمان، وهو يطالع جدول الأعمال؛ فالعلاقات بين البلدين الشقيقين أكبر بكثير من إرهاصات اللحظة التاريخية الآنية ومعطياتها السياسية، إنها علاقات متأصلة في تاريخ الشعبين، وجذورها ممتدة في الأعماق السحيقة، وخيوطها مفتولة بعبقرية الإنسان في بعده وحضوره الاجتماعي الرصين قبل أي بعد آخر من تلك التي تخضع لتحولات اللحظة والأحداث.
وبهذا المعنى الذي نقرؤه فإن زيارة ملك البحرين لسلطنة عمان ولقاءه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - هي امتداد لسياقات تاريخية بين البلدين تأسست في حقب زمنية بعيدة. أما أن تكون الزيارة زيارة «دولة» ففي هذا تكريم من جلالة السلطان المعظم لضيفه، وإلا فإن جلالة الملك يفد على أهله وإخوته.
وإذا كانت العلاقات السياسية بين البلدين في ذروة تألقها، وما كانت في يوم من الأيام إلا في القمة، فإن البعد الاجتماعي والإنساني والثقافي هو ما يميز هذه العلاقة ويكسبها الحياة ويضعها على خط الديمومة الأبدية.
لكن الشعبين في سلطنة عمان وفي مملكة البحرين ينظران إلى هذه العلاقة القوية والمتينة بوصفها أرضية صلبة يمكن أن يبنى عليها أو انطلاقا منها تعاون اقتصادي واستثماري أكبر مما هو حاصل الآن، خاصة أن البلدين لديهما الطموح نفسه في تنويع مصادر الدخل والانتقال من اقتصاد النفط إلى اقتصادات تتمتع بالاستدامة والتجدد.
وسيكون أمام جلالة السلطان المعظم وأخيه ملك البحرين ملفات تتعلق بالتحديات الكبرى التي تواجه المنطقة وهي ملفات يطال تأثيرها الجميع سواء في اللحظة الآنية أو في المستقبل إلا أن تأثيرها قوي في وجدان الشعبين لأنها تمس المنطقة العربية وتمس الأمن العربي الذي هو أمن الجميع.
وتستحق البحرين هذا الاحتفاء فهي حاضرة في الوجدان العماني باعتبارها دانة من دانات الخليج ومنطقة ضوء حضارية تنثر شعاعها فوق جزيرة العرب.. فأهلا بملك البحرين في أرض عُمان وبين شموخ جبال عُمان وحضارة عُمان وفي ضيافة سلطان عُمان المعظم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بین البلدین
إقرأ أيضاً:
"مدبولي": زيارة رئيس وزراء كرواتيا تدشن لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع "أندريه بلينكوفيتش"، رئيس وزراء جمهورية كرواتيا، عقب المباحثات التي عقدها الجانبان بحضور وفدي البلدين؛ لمناقشة عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
واستهل رئيس الوزراء كلمته، بالإعراب عن ترحيبه برئيس وزراء جمهورية كرواتيا والوفد المرافق من الوزراء ورجال الأعمال وممثلي الشركات الكرواتية في بلدهم الثاني مصر، وقال: مما لا شك فيه أن زيارة رئيس وزراء كرواتيا إلى مصر تدشن مرحلة جديدة من العلاقات بين بلدينا؛ إذ تشهد التوقيع على عدة مذكرات تفاهم لتعزيز أطر التعاون بين البلدين، وبعد قليل ستنطلق فعاليات منتدى رجال الأعمال المصري الكرواتي، معربا عن ثقته في أن هذه الزيارة ــ بمختلف فعالياتها ــ ستسهم في النهوض بمستوى العلاقات الاقتصادية، وتفتح آفاقاً جديدة لزيادة الاستثمارات المتبادلة وحجم التبادل التجاري بين البلدين.
وفي إطار الحديث عن التبادل التجاري بين البلدين، عبّر الدكتور مصطفى مدبولي عن سعادته لما تشهده مصر من تطور كبير في العلاقات مع كرواتيا في مختلف المجالات، حيث يعد مستوى ووتيرة اللقاءات والزيارات المتبادلة بين الجانبين من أهم شواهد هذا التطور، لافتا إلى لقائه بصديقه رئيس الوزراء السيد/ "بلينكوفيتش" على هامش منتدى دافوس في يناير هذا العام.
وفي الإطار نفسه، أشار أيضا إلى أنه كان أيضا على رأس هذه الزيارات، زيارة الرئيس "ميلانوفيتش"، رئيس جمهورية كرواتيا إلى مصر في فبراير 2023، والتي تم التوافق خلالها على العديد من الملفات الحيوية، بالإضافة إلى مشاركة "بلينكوفيتش" في قمة مؤتمر المناخ (COP27) بشرم الشيخ في نوفمبر 2022، ونحن جميعا نتذكر هذه الفعالية المهمة للغاية، مستدركا بقوله: التبادل التجاري بين مصر وكرواتيا يشهد مزيدا من التعاون خلال هذه الفترة، لافتا إلى أن انعقاد المنتدى الاقتصادي المشترك بحضور رجال الأعمال سيدعم مشاركات القطاع الخاص في التعاون الاقتصادي بين بلدينا.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه في مجال الطاقة نحن نعتز بوجود تعاون متواصل بين الشركات المصرية والكرواتية، حيث تقوم شركة "بتروجيت" المصرية بالفعل بإنشاء منصات بحرية في البحر الأدرياتيكي بالتعاون مع الشركات الكرواتية واليونانية، وعلى جانب آخر فشركة "INA" الكرواتية تُشارك في بعض امتيازات حقول النفط والغاز في مصر، وهو ما يعكس العلاقة المتينة بين البلدين في هذا القطاع الحيوي.
وفيما يتعلق بقطاع البناء والتشييد، قال رئيس الوزراء: “هناك تعاون بين الشركات في البلدين، وانتهزت هذه الفرصة لكي أعرض على صديقي رئيس الوزراء الكرواتي الخبرات الكبيرة المكتسبة لشركات المقاولات المصرية نتيجة لتنفيذ مشروعات عملاقة على مدار السنوات العشر الماضية، كما أن هذه الشركات تخطت حدود الدولة المصرية لتصبح خير سفير لمصر في العديد من الدول الصديقة، ولذا فقد تناقشنا في سبل إدخال الشركات المصرية في مجال التشييد بكرواتيا، بالتعاون مع الشركات الكرواتية في هذا الشأن، وكذلك العمالة المصرية”، لافتا إلى ترحيب رئيس الوزراء الكرواتي بالعمالة المصرية المدربة بكرواتيا، مشيرا إلى أن هناك ما يقرب من 6 آلاف عامل مصري في كرواتيا، وتطرقت مناقشاتنا اليوم لملف فتح الأسواق للعمالة المصرية الرسمية المدربة، والتي يمكن أن تتواجد بصورة موسمية أو دائمة في كرواتيا.
وانتقل رئيس الوزراء إلى الحديث عن قطاع السياحة، مؤكدا أن المباحثات اليوم تطرقت لهذا القطاع، حيث تم التوافق على دعم تسيير خطوط طيران بين المدن المصرية والكرواتية في القريب العاجل.
كما أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن المباحثات تناولت كذلك مجال الدعم المتبادل لمرشحينا في المناصب الدولية، لافتا إلى أنه أكد لدولة الرئيس شكرنا الكبير لدعمه للمرشحين المصريين، ولا سيما المرشح المصري لمنظمة اليونسكو، حيث أكد رئيس الوزراء الكرواتي دعم بلاده للمرشح المصري لمنصب المدير التنفيذي للمنظمة خلال انتخابات هذا العام.
وحول مباحثاته مع نظيره الكرواتي، أشار رئيس الوزراء إلى أنه على مستوى المباحثات الثنائية مع صديقه العزيز السيد "بلينكوفيتش" والموسعة تطرقنا للأحداث الراهنة فى الإقليم، ولا سيما الأحداث التي يشهدها قطاع غزة، وبعض الدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن هناك توافقا بين مصر وكرواتيا حول تلك الملفات، وتحديدا ما يتعلق بالحل الدائم والعادل للقضية الفلسطينية، وقد تناقشنا جميعا حول سبل دعم هذا التوجه.
وقبل أن يختتم كلمته، جدد الدكتور مصطفى مدبولي النعي بمزيد من الحزن والأسى للسيد السفير أيمن ثروت، سفير مصر لدى جمهورية كرواتيا، الذي توفاه الله منذ أيام قليلة قبل هذه الزيارة، حيث كان له دور كبير في تنظيمها، وكذلك دوره في دعم العلاقات المصرية الكرواتية على مدار السنوات الثلاث الماضية، داعيا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، وموجها الشكر لرئيس الوزراء الكرواتي على دعمه الشخصي في المحنة التي تعرض لها السفير المصري، وتقديم الدعم الصحي للسفير الراحل في محنته المرضية.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بتجديد الترحيب برئيس وزراء كرواتيا، والإشارة إلى أن كرواتيا تعتبر حليفا استراتيجيا لمصر في الاتحاد الأوروبي، موجها الشكر لدولة الرئيس على دعم الدولة المصرية في جميع ملفات التعاون المرتبطة بالتعاون بين مصر والاتحاد الاوروبى، مؤكدا أنها تنحاز لصالح مصر دوما في المناقشات التي تتناول العلاقات الثنائية مع الاتحاد الأوروبي، معربا عن تقدير الدولة واحترامها الشديد لموقف كرواتيا من مصر في هذا الشأن، ومعبرا عن سعادته بتواجد رئيس الوزراء الكرواتي والوفد المرافق له في مصر، وأن زيارته الحالية ستكون فاتحة لمزيد من التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات بين البلدين.