لن يجد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عندما يحل ضيفا عزيزا على عُمان، سلطنة وسلطانا - اليوم - أي عناء في سعيه لتوثيق العلاقات الأخوية بين البحرين وعُمان، وهو يطالع جدول الأعمال؛ فالعلاقات بين البلدين الشقيقين أكبر بكثير من إرهاصات اللحظة التاريخية الآنية ومعطياتها السياسية، إنها علاقات متأصلة في تاريخ الشعبين، وجذورها ممتدة في الأعماق السحيقة، وخيوطها مفتولة بعبقرية الإنسان في بعده وحضوره الاجتماعي الرصين قبل أي بعد آخر من تلك التي تخضع لتحولات اللحظة والأحداث.

سيكون أمام جلالة الملك تاريخ ثري من العلاقات بين البلدين/ الحضارتين: حضارة عُمان وحضارة دلمون.. وأي صفحة يقابلها أولا في سفْر تاريخ العلاقات بين البلدين سيكون أمامه معين كبير، ودلالات عميقة، وسيكون سعيه نحو المزيد من توثيق العلاقات وإعطائها بعدا جديدا يتناسب مع هذه اللحظة التاريخية سالكا وفي كل الأبعاد.. فعُمان التي يحل عليها ضيفا ترى في البحرين مملكة شقيقة متخمة بالتاريخ وبالمنجز الحضاري الذي حققه إنسانها على مدى قرون طويلة مضت.. وتلك البصمة التي تحولت إلى العمق الجيني في الشعب البحريني تبقى محل تقدير لدى الشعب العماني القادم هو الآخر من سياق تاريخي عريق ومنجز حضاري فريد في المنطقة.

وبهذا المعنى الذي نقرؤه فإن زيارة ملك البحرين لسلطنة عمان ولقاءه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - هي امتداد لسياقات تاريخية بين البلدين تأسست في حقب زمنية بعيدة. أما أن تكون الزيارة زيارة «دولة» ففي هذا تكريم من جلالة السلطان المعظم لضيفه، وإلا فإن جلالة الملك يفد على أهله وإخوته.

وإذا كانت العلاقات السياسية بين البلدين في ذروة تألقها، وما كانت في يوم من الأيام إلا في القمة، فإن البعد الاجتماعي والإنساني والثقافي هو ما يميز هذه العلاقة ويكسبها الحياة ويضعها على خط الديمومة الأبدية.

لكن الشعبين في سلطنة عمان وفي مملكة البحرين ينظران إلى هذه العلاقة القوية والمتينة بوصفها أرضية صلبة يمكن أن يبنى عليها أو انطلاقا منها تعاون اقتصادي واستثماري أكبر مما هو حاصل الآن، خاصة أن البلدين لديهما الطموح نفسه في تنويع مصادر الدخل والانتقال من اقتصاد النفط إلى اقتصادات تتمتع بالاستدامة والتجدد.

وسيكون أمام جلالة السلطان المعظم وأخيه ملك البحرين ملفات تتعلق بالتحديات الكبرى التي تواجه المنطقة وهي ملفات يطال تأثيرها الجميع سواء في اللحظة الآنية أو في المستقبل إلا أن تأثيرها قوي في وجدان الشعبين لأنها تمس المنطقة العربية وتمس الأمن العربي الذي هو أمن الجميع.

وتستحق البحرين هذا الاحتفاء فهي حاضرة في الوجدان العماني باعتبارها دانة من دانات الخليج ومنطقة ضوء حضارية تنثر شعاعها فوق جزيرة العرب.. فأهلا بملك البحرين في أرض عُمان وبين شموخ جبال عُمان وحضارة عُمان وفي ضيافة سلطان عُمان المعظم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بین البلدین

إقرأ أيضاً:

جلالةُ السُّلطان المعظم يشملُ برعايتِه السّاميةِ الكريمةِ المهرجان الطلابيَّ نهضة عُمان المتجدّدة

العُمانية/ تفضّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم/حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ فشمل برعايتِه السّاميةِ الكريمة مساء اليوم المهرجان الطلابيَّ "نهضة عُمان المتجدّدة"، بحضور السّيدةِ الجليلة حرمِ جلالةِ السُّلطان في ميدان الفتح بالوطية بمحافظة مسقط.

فقُبيلَ وصول الموكب المُقلّ لجلالةِ السُّلطان المعظم /أيّدهُ اللهُ/ إلى ميدان الفتح، اصطفّ على جانبي الطريق ما يقارب 1800 من المواطنين وفرق الفنون الشعبية من مختلف المحافظات للترحيب بمقدم جلالتِه المبارك، حيث قُدّمت الأهازيج والفنون الشعبيّة من فنّ الرواح، والفنّ البحري، وفنون العيالة والرزفة والرزحة، والفنّ النسائي، كما شاركت الفرقة الموسيقيّة السُّلطانية ومجموعة من الهجانة وكوكبة من الفرسان. وتضمنت الأهازيج عبارات الولاء والعرفان لجلالةِ عاهلِ البلاد المُفدّى، والاعتزاز والابتهاج بهذه المناسبة الوطنيّة.

ولدى وصول جلالتِه /أيّدهُ اللهُ/ إلى ميدان الفتح، تشرّف باستقباله كلّ من معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم ومعالي الشيخ سباع بن حمدان السّعدي أمين عام الاحتفالات الوطنية.

وعند اعتلاء عاهلِ البلاد المفدّى المقصورة السُّلطانيّة عزفت الفرقة الموسيقيّة السّلام السُّلطانيَّ العُمانيَّ، بعدها بدأ المهرجان بالفقرة الترحيبيّة التي عبّرت عن مشاعر السُّرور بهذه المناسبة المباركة، أمّا اللوحةُ الثانيةُ بعنوان "المعرفة" فقد جسّد المشاركون فيها مسارات التّعليم المتعدّدة التي قطعت البلاد فيها شوطًا كبيرًا، كما بيّنت أهمية الابتكار والبحث العلمي في إطار تنمية وتطوير قدرات أبناء الوطن.

عقب ذلك قُدّمت اللوحةُ الثالثةُ بعنوان "وعدٌ تحقّق"، فعبّرت عن الإنجازات التي تحقّقت خلال السّنوات الخمس الماضية من عمر النّهضة المتجدّدة، وما حظيت به القطاعات المختلفة من اهتمامٍ ومتابعةٍ من لدن جلالتِه /أيّدهُ اللهُ/، وانعكاس ذلك على مسيرة البناء والتطوير.

أما اللّوحةُ الرابعةُ فجاءت بعنوان "عُمانُ أرض السّلام"، عبّر فيها المشاركون عن أصالة سلطنة عُمان وحضارتها ودعائم الشورى التي تقوم عليها والسّلام، بوصفها منهجًا ومبدأً عُمانيًّا، والعلاقات الوطيدة التي تربط أبناء عُمان.

ثم اللوحةُ الخامسةُ "عُمان عبر الزّمان"، بمشاركة مجموعة من الطلبة والأهالي من مختلف المحافظات، أظهرت الموروث التقليديَّ العُمانيَّ والفنون الشعبيّة عبّر فيها أبناء هذا الوطن عن المحبّة الصّادقة والولاء العميق لعُمان وسُلطانها المفدّى، وجسّدت حرص العُمانيين على ممارسة فنونهم وعاداتهم جيلًا بعد جيل.

وخُتم المهرجان بلوحة معبّرة عن مشاعر الولاء والعرفان والثّناء لمقام جلالةِ السُّلطان المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ والمُضيّ قُدمًا خلف قيادته الحكيمة نحو نهضة عُمانيّة متجدّدة وتطوّر مستدام.

حضر المناسبة بمعيّة جلالتِه /أيّدهُ اللهُ/ عددٌ من أصحاب السُّمو أفراد الأسرة المالكة الكريمة، وجناب السّادة، والسّادة البوسعيد، وأصحاب المعالي الوزراء والمستشارون، وقادة قوات السُّلطان المسلّحة وشرطة عُمان السُّلطانية، ورؤساء البعثات الدبلوماسيّة المعتمدون لدى سلطنة عُمان، والمكرّمون أعضاء مجلس الدّولة وأصحاب السّعادة أعضاء مجلس الشورى وأصحاب السّعادة الوكلاء والمستشارون، وعددٌ من أصحاب الفضيلة القضاة وكبار الضّباط، ورؤساء تحرير الصّحف المحليّة والأجنبيّة، ورؤساء الاتحادات والأندية، وجمعٌ من المواطنين وأهالي الطلبة المشاركين.

جدير بالذّكر أن المهرجان يعدّ احتفاءً بمناسبة بمرور خمس سنوات على تولّي جلالةِ عاهل البلاد المفدّى مقاليد الحكم في البلاد وبداية نهضة عُمان المتجدّدة، وشارك في تقديم لوحات المهرجات (8000) مشارك من مختلف محافظات سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى نهضة عُمان المتجددة: جلالة السلطان يقود ويُلْهِمُ
  • عُمان والبحرين.. وشائج تاريخية وآفاق مستقبلية
  • جلالة السلطان يهنئ الرئيس الكرواتي
  • سلطنة عُمان ومملكة البحرين .. علاقات تاريـــخية راسخة وآفاق جديدة من التعاون المثمر
  • عُمان.. مسار طويل من التاريخ إلى المستقبل
  • وزيرا خارجية مصر والبحرين يتبادلان الرؤى حول عدد من الملفات الإقليمية
  • عُمان.. سيرة الأرض التي لا تنحني
  • جلالةُ السُّلطان المعظم يشملُ برعايتِه السّاميةِ الكريمةِ المهرجان الطلابيَّ نهضة عُمان المتجدّدة
  • جلالةُ السُّلطان المعظم يُلقي خطابًا ساميًا بمناسبة تولّيه مقاليد الحكم