في ذكرى نهضة عُمان المتجددة: جلالة السلطان يقود ويُلْهِمُ
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
تعيشُ سلطنة عُمان قيادة وشعبا خلال أيام يناير المجيدة احتفالات الذكرى الخامسة ليوم تولّي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه -، مقاليد الحكم، وبفضل الله وحمده وبحكمة جلالته وقيادته الملهمة استطاعت عُمان تجاوز تداعيات أحد أصعب الأزمات الاقتصادية تأثيرا على الاقتصاد العُماني طيلة السنوات الماضية؛ بسبب تداخل عدة أزمات جيوسياسة وصحية مع بعضها البعض، مما عمّق من الأزمة الأساسية المرتبطة بانخفاض أسعار النفط عالميا خلال العقد السابق.
لن نتحدث كثيرا عن الأزمات وتداعياتها ونتائجها بقدر الجهود الكبيرة والمباركة التي بُذلت للتعامل مع الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وحظيت بإشادة عالمية وإقليمية، فخلال السنوات الخمس الماضية كرّست سلطنة عُمان جهودها؛ للتعامل بجدية مع المديونية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية وما نتج عنها من انخفاض التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان، وتأجيل إنجاز بعض المشاريع التنموية، وحدوث ربكة في تحسّن مؤشرات التوظيف والتشغيل، فالالتزام الحكومي بتنفيذ مبادرات خطة التوازن المالي، والتفهّم المجتمعي لجميع الإجراءات المالية المتخذة الطارئة كان لهما الأثر الإيجابي في تحسّن الوضع المالي والاقتصادي لسلطنة عُمان، رافق ذلك الاهتمام السامي لجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالجوانب الاجتماعية وتعزيز الرفاه المعيشي للمواطنين عبر المباركة السامية لإطلاق منظومة الحماية الاجتماعية التي شملت جميع فئات المجتمع، ومع مضي 5 سنوات من نهضة عُمان المتجددة وتحديدا في 11 يناير 2025م، كان لتلك الجهود الكبيرة المبذولة التي حقّقت مؤشرات إيجابية وتحسّنا ملحوظا في شمولية المكرمة السامية لعدد (100,000) مواطن وبمبلغ (178,000) ريال عُماني عبر جملة من القرارات والأوامر التي ستكفل العيش الكريم لبعض فئات المجتمع وستساعد على تخفيف بعض الصعوبات والتحديات المالية التي يواجهونها في تلبية متطلبات احتياجاتهم اليومية.
في كل إطلالة سامية لجلالة السلطان المعظم نشعر بقرب جلالته من تطلعات المواطنين اجتماعيا ونتلمّس ذلك بابتسامته التي لا تفارق محيّاه، وهو ما تحقق من خلال البيان الصادر من ديوان البلاط السلطاني بإنشاء صناديق للزواج في جميع محافظات سلطنة عُمان لمساعدة الراغبين في الزواج ودعمها من قبل الحكومة عبر تخصيص مبلغ وقدره مليون ريال عُماني لكل صندوق، هذا التوجه السامي لجلالته سيعالج عدة تحديات يواجهها الشباب منذ سنوات من بينها ارتفاع كلفة مشروع الزواج بسبب بعض الاشتراطات، وأضع مقترحا بأن يتم الاستفادة من أثر مظاهر التكافل المجتمعي؛ بسبب التنظيم السنوي للزواج الجماعي في مختلف محافظات سلطنة عُمان، حيث من الجيد أن يبنى على هذه التجربة التي ساعدت على تخفيض تكلفة الزيجات، إننا على أعتاب مرحلة جديدة من التكافل المجتمعي التي بلا شك ستشجع الشباب على الزواج وتحد من الممارسات المؤثرة على التركيبة السكانية.
إن القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ هي مصدر إلهام لجميع من يقيم على أرض سلطنة عُمان، فكلما تحسّن الوضع المالي شهدنا أثر ذلك على الجميع؛ خاصة في الجوانب الاجتماعية والجوانب المرتبطة بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ كونها الشريان الذي يحرّك الجوانب الأخرى مثل التوظيف والتشغيل وتسهيل ممارسة الأعمال لتكون أحد القطاعات الداعمة لتنمية الاقتصاد العُماني؛ فالاهتمام بالجوانب والموضوعات التي تشغل المواطنين هو محور الاهتمام السامي لجلالة السلطان المعظم، عندما أقرت خطة التوازن المالي عام 2020 كنا على يقين بأن ثمار الخطة سينعكس إيجابا على الوطن والمواطن واليوم نقطف نتائج الخطة عبر إقرار جملة من المبادرات التي تعزز الرفاه المعيشي والمجتمعي للمواطنين، حيث اقترب الدين العام للدولة من المستويات الآمنة المخطط لها مسجلا 33.9% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية 2024م بعد أن كان هاجسا كبيرا للمخططين في الجوانب التنموية؛ إذ بلغ في 2020 نحو 67% من الناتج المحلي الإجمالي، وكان تحديا ماليا كبيرا زاد من حدته انخفاض التصنيف الائتماني، أما اليوم بعد جهود مضنية ارتقينا إلى مستوى الجدارة الاستثمارية، وارتفعت معدلات التوظيف والتشغيل، وزاد حجم الناتج المحلي الإجمالي، وارتفعت مساهمة القطاعات الاقتصادية في الناتج المحلي الإجمالي لتساهم مع الأنشطة الأخرى غير النفطية إلى 32%، وانخفضت مساهمة الإيرادات النفطية إلى 68% بعد أن كانت تمثّل نحو 80% من جملة الإيرادات المالية العامة للدولة.
إننا نفخر بما تحقق خلال 5 أعوام الماضية من منجزات وأرقام إيجابية اجتماعيا وماليا، وهما محل اهتمامٍ سامٍ من لدن جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ، وبصرف منافع الحماية الاجتماعية التي شملت جميع فئات المجتمع ومعالجة الموضوعات التي تؤرق المجتمع مثل الارتفاع غير المبرر في تكاليف الزواج، وغيرها من الأمور التي تهم المجتمع، سينعم المواطنون بالعيش الكريم وهي بكل تأكيد أولا وآخرا محل اهتمام جلالة السلطان المعظم أبقاه الله ذخرا وعونا لأبنائه، وسدّد على طريق الخير خطاه.
حفظ الله جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأعاد عليه وعلى أبناء عُمان هذه المناسبة أعواما عديدة وأزمنة مديدة، وكل عام والجميع بخير.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الناتج المحلی الإجمالی جلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه ع مانی
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: في يوم الأم نفخر بـ "أم الإمارات" التي تُعد نموذجاً ملهماً في العطاء
قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، إن الاحتفال بعيد الأم، ُيجسد أسمى معاني الحب والوفاء، لتكريم المرأة التي كانت وما زالت الأساس المتين في بناء الأجيال والمجتمعات، موجها بهذه المناسبة تحية إجلال وإكبار إلى الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة، الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي تُعد نموذجاً ملهماً في العطاء والقيادة، وداعمةً لمسيرة تمكين المرأة وترسيخ القيم النبيلة في المجتمع.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: جسدت "أم الإمارات" النموذج والقدوة للسيدة التي تضع مصلحة المجتمع والأمة فوق كل اعتبار، فكانت الأم والقائدة الحكيمة التي دعمت قضايا المرأة والأسرة، وأسهمت في الارتقاء بدور الأم في المجتمع الإماراتي والعربي، لتظل المرأة ركيزة أساسية في نهضتنا الشاملة، كما أن دعمها الكبير للتنمية المجتمعية، جعل منها رمزاً عالمياً في مجال تمكين المرأة، ورسخت مكانة الأم الإماراتية باعتبارها شريكاً رئيسياً في مسيرة بناء الوطن.
وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في كلمة له بمناسبة يوم الأم ، أن اليوم، ونحن نحتفي بعيد الأم نستذكر بكل فخر الدور الريادي الذي تلعبه الأم في ترسيخ قيم التعايش، والتسامح، والانتماء الوطني، وهي القيم التي قامت عليها دولتنا الحبيبة منذ تأسيسها على يد القائد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
ركن أساسيوقال إن الحديث عن الأم في الإمارات لا يقتصر فقط على دورها الأسري، بل يتعداه ليشمل مساهمتها الكبيرة في مسيرة البناء والتنمية، فالأم ليست فقط من تربي الأجيال وتغرس القيم، بل هي ركن أساسي في مجتمعنا الحديث، تشارك بفاعلية في مختلف المجالات، وقد أثبتت الأم الإماراتية، برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ، أنها قادرة على تحقيق التوازن بين دورها الأسري والمجتمعي، حيث أصبحت نموذجاً يُحتذى به في الإبداع والريادة، دون أن تتخلى عن رسالتها الأسمى في تربية الأجيال.
وأكد أن ذلك لم يكن ليتحقق لولا الدعم الذي توليه قيادتنا الرشيدة، والتي تؤمن بأن تمكين المرأة، وتمكين الأمهات تحديداً، هو جزء لا يتجزأ من تحقيق التنمية المستدامة والمستقبل المزدهر للدولة.
عام المجتمعوأوضح أن عيد الأم يمر علينا هذا العام، والذي أعلنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، "عام المجتمع"، ليكون مناسبة للاحتفاء بقوة التلاحم والتكاتف الاجتماعي، ودور الأفراد في تعزيز الانتماء والهوية الوطنية، مؤكدا أن الأم هي أساس هذا المجتمع ودورها لا يقتصر على بناء الأسرة، بل يمتد ليشمل بناء المجتمع ككل،لافتا إلى أن تكريم الأمهات في عام المجتمع هو تكريم لكل القيم السامية التي يقوم عليها المجتمع الإماراتي، فالأم هي المحور الذي تدور حوله قيم الحب، والعطاء، والتعاون، والتراحم.
وأكد أن قيادتنا الرشيدة ممثلة في الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تولي اهتماماً كبيراً بدور الأم في المجتمع، وتحرص على دعمها وتمكينها في مختلف المجالات، والذي تجسد في العديد من المبادرات والمشاريع التي تعزز من مكانة الأم، كما أن الدولة لم تغفل دور الأم العاملة، حيث حرصت على توفير بيئة عمل مرنة وداعمة، تُمكنها من التوفيق بين مسؤولياتها الأسرية والمهنية.
نموذج رفيعوقال إن " أم الإمارات " ستظل النموذج الرفيع بالفعل ، للأم المثالية ، صاحبة العطاء والإنجازات، فهي القدوة الصالحة والمثال والنموذج للأم التي تتبوأ في قلوبنا منزلة رفيعة، ومركزاً متميزاً بفضل ما نلمسه منها من مآثر وأفضال، وبفضل رؤيتها الحكيمة لمسيرة النهضة الشاملة في ربوع هذا الوطن، ودورها المرموق في تفعيل التنمية المجتمعية والحرص على تعميق دور المرأة في المجتمع، ونعتز بأن نرفع إلى سموها بفخر واعتزاز تحية الوفاء، في يوم الوفاء، تحية الإمارات، إلى " أم الإمارات ".
وقال لكل أم إماراتية : أنتِ صانعة المستقبل، وعماد المجتمع، ومصدر النور في حياة أبنائك، وأنتِ مدرسة في التسامح، ورمز في العطاء، وأساس في بناء وطن قوي ومتلاحم، ودوركِ لا يقتصر على تربية الأبناء فقط، بل يمتد ليشمل بناء مجتمع بأكمله، مجتمع يسوده الحب والتراحم والتعاون، فكل عام وأنتِ الخير، وكل عام وأنتِ رمز الأمل والنهضة.