مشكلات وتحديات أمام الرئيس اللبناني الجديد !!
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
ليس من الغريب على أي نحو أن يكون يوم الخميس الماضي الموافق التاسع من يناير الجاري يوم فرح وشعور بالنصر في كل أرجاء الدولة اللبنانية، وأن تتغير مشاعر القلق والخوف والإحباط وتتبدل خلال ساعات فقط إلى مشاعر نقيضة من الأمل والتفاؤل والثقة في أن الغد سيكون أفضل بالنسبة للبنان الدولة والمواطن اللبناني، خاصة إذا توفرت مقومات ذلك وهي تبدو متوفرة إذا استمرت روح الأداء اللبناني التي سادت ساعات الأربعاء والخميس السابقة على انتخاب الرئيس الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون بعد عامين تقريبا من شغور منصب رئيس الجمهورية، وفشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جديد بسبب مماحكات السياسة ومكايدات الفرقاء التي كلفت لبنان الدولة والمجتمع الكثير من التكاليف المباشرة وغير المباشرة وإلى حد تشكك فيه كثيرون في مستقبل لبنان وقدرته على البقاء اذا استمرت الأوضاع التي سادت على مدى الفترة الأخيرة.
حقا كان النجاح في تحقيق التوافق الوطني حول انتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان بمثابة ميلاد جديد للبنان ويوم تاريخي طالما تطلع اللبنانيون إلى الوصول إليه مع الحفاظ على كل مقدراته ودون خسائر قد تؤثر على حاضره ومستقبله وعلى طابعه المميز لدى كل عربي وفي ظل الدور الذي لعبه حزب الله وحركة أمل في عرقلة جولات الانتخاب العديدة السابقة للرئيس ضمن مماحكات ومكايدات السياسة اللبنانية التي تبدو متسقة مع ما يجري على الساحة اللبنانية وعلى امتداد الشرق الأوسط من حولها والتي وصفها جوزيف عون نفسه بأنها كانت «زلزالا سياسيا» فإنه كان من الحكمة ألا تتوقف أطراف أخرى أمام آخر اجتماع عقده جوزيف عون مع وفد مشترك لحزب الله وحركة أمل وكذلك أمام تصريحات محددة لنبيه بري رئيس مجلس النواب الذي أكد على وحدة الموقف بين أمل وحزب الله و«أنه لكل مقام مقتضاه» صحيح أن البعض رأى في الاجتماع مع عون نوعا من الرغبة في التأكيد على الموقف الشيعي وعلى التزام الرئيس الجديد بالتزامات محددة بالنسبة للحكومة وسياساتها القادمة، من التقارب بين المواقف، ولكن البعض الآخر رأى فيه نوع من تمتين المواقف والتقارب الإيجابي بين مواقف النواب اللبنانيين خاصة بين القوى السياسية المؤثرة وهو أمر مرجح إلى حد كبير في ظل ما هي مقبلة عليه من تقارب إيجابي مرجح في مواقفها في الفترة القادمة. أما المشادة التي جرت في مجلس النواب قبيل التصويت في الجولة الثانية من انتخاب الرئيس فإنها لم تلبث أن تبخرت بعد أن أضفت على عملية انتخاب الرئيس طابعا يتكرر في كثير من المجالس النيابية ولا يترك آثارا ذات قيمة في كثير من الأحيان. جدير بالذكر أن الحياة السياسية في لبنان دخلت بالفعل مرحلة جديدة في ضوء ما جاء في خطاب التنصيب الذي ألقاه جوزيف عون وأن ما تضمنه الخطاب يبعث في الواقع على الارتياح برغم الكم الكبير من المشكلات التي يجد عون نفسه في مواجهتها، وقد أحسن بالفعل أن أكد على جوانب بالغة الأهمية وتحتاج أيضا إلى العمل بتعاون وإخلاص جميع القوى السياسية اللبنانية حتى يستعيد لبنان حيويته وقدرته على المشاركة الإيجابية في كل ما يعود بالخير على لبنان وعلى الدول العربية جميعها. وفي هذا الإطار فإنه يمكن الإشارة إلى عدد من المشكلات والتحديات التي تواجه الرئيس عون ومن أهمها:
أولا، أن اللغة التي استخدمها الرئيس المنتخب كانت في الواقع لغة تصالحية يغلب عليها الرغبة الرئاسية في فتح صفحة جديدة مع كل القوى والأطراف اللبنانية بغض النظر عن الماضي، وما حدث فيه لسبب بسيط هو أن الماضي كان محكوما بقواعد ورؤى مختلفة اتفق الجميع على أهمية وضرورة تجاوزها تمهيدا للدخول إلى مرحلة جديدة تشهد توافقا حقيقيا بين مختلف القوى اللبنانية ورغبة حقيقية في تجاوز الماضي بعد أن اختفى الكثير من رموزه الذين كانوا معروفين بمواقفهم الحدية التي عطلت لبنان وأخرت انطلاقه نحو أهدافه التي كان يتطلع إليها داخليا ومع دول الجوار وخاصة سوريا التي ظلت العلاقات السياسية معها مقطوعة منذ نحو خمسة عشر عاما وتم الاتفاق على عودة العلاقات الدبلوماسية أخيرا بعد الاتفاق مع على أسس العلاقات الجديدة بين الدولتين الجارتين وهو ما بعث على الارتياح في الدولتين الجارتين. وتجدر الإشارة إلى أن ظروف القيادتين الجديدتين في دمشق وبيروت والمخاطر التي تعرض لها كل منهما جعلتهما يدركان أهمية وضرورة الحاجة إلى تجاوز الماضي وادعاءاته الفارغة بشأن العلاقة بين سوريا ولبنان والحفاظ كذلك على استقلال لبنان وسيادته واستقراره وأمنه في كل الظروف بعيدا عن المحاور التي أضرت به وبعلاقات سوريا مع أطراف ظن كثيرون أنها قوية وراسخة حتى تكشفت عن جوانب استبعد كثيرون حدوثها ووصلت إلى إغلاق السفارات وتبادل الاتهامات بين طهران ودمشق وهو ما تسعى الدولتان إلى تجاوزه الآن بشكل ما ولعلها تنجح في ذلك لأنه لا بديل لذلك في الواقع والتي شعرت الدولتان بقيمتها لهما وللعلاقات بينهما في مختلف المجالات. ولن يؤثر على ذلك أن تستغرق المسألة بعض الوقت، ومما له أهمية ودلالة أن الرئيس اللبناني المنتخب أكد أكثر من مرة حرصه على تعزيز وتقوية العلاقات مع الخارج في الفترة القادمة كما أكدت طهران من جانبها على حرصها على تحسين ودعم علاقاتها مع لبنان وأنه ليست لها مطامع في لبنان على أي نحو. وإذا كانت هذه الفترة تشهد مراجعة للعلاقات الإيرانية اللبنانية معززة في الواقع بتحسن وانفتاح واسع وإعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح سفارات عربية مع لبنان مما يعزز موقفها مع الدول الأخرى، فإن بيروت أكدت على حرصها على العلاقات مع الدول الجارة لها وعلى تطويرها بما يفيد مختلف دول المنطقة في النهاية وهو أمر ينعكس بوضوح على الاتصالات والحركة السياسية بين دول المنطقة الآن وفي الفترة القادمة كذلك.
ثانيا: إنه في الوقت الذي أكد فيه الرئيس المنتخب على حرصه على ممارسة مهامه وصلاحياته بعدالة وحيادية ومساواة بين الأطراف اللبنانية وبما يعزز مرحلة جديدة بدأت للتو في لبنان، وهو ما يحتاجه لبنان بحق في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى، فإنه أكد في الوقت ذاته على نقطة جوهرية هي تأكيد احتكار الدولة لامتلاك السلاح وأن الدولة وحدها هي من تمتلك السلاح في لبنان في الفترة القادمة وكان موقفه قويا وحاسما وهو ما قد يطرح مشكلات مع بعض الأطراف التي جعلت من نفسها قوة موازية للجيش اللبناني وحرصت في الوقت ذاته على عدم الدخول في مواجهات مع الجيش تجنبا لتصعيد لا ضرورة له وحفاظا على علاقات مهمة مع الجيش والتعاون معه عند الضرورة وهو ما تزداد أهميته على الأرض الآن وفي الفترة القادمة أيضا وفي هذا الإطار الذي يدعمه الجميع تقريبا تزداد حيوية وقيمة التعاون الإيجابي بين الجيش اللبناني وحزب الله مثلا وتزداد أهمية وقيمة ذلك بالنسبة للبنان ومصالحه المباشرة وغير المباشرة والحفاظ أيضا على أرضه وسيادته وتعامله مع إسرائيل وردع أطماعها في الأرض والمياه اللبنانية، وهنا فإن خرائط إسرائيل التي يتم تسريبها لا قيمة لها لأنها تخدم مصالح إسرائيل وفق ادعاءات لا تقوى على المناقشة الجادة والموقف اللبناني العملي بالغ الأهمية في مواجهة ذلك في النهاية وسيتوقف الكثير في الواقع على تماسك موقف بيروت من تطبيق قصر امتلاك السلاح على الجيش اللبناني تمهيدا لمنع انتشار الميليشيات والجيوش الخاصة التي تضر في النهاية بدرجة كبيرة بلبنان وحاضره ومستقبله وهو ما لا يحتاجه لبنان على أي نحو ومن المهم التعاون الجاد لتحقيقه على الأرض.
ثالثا: عانى لبنان خلال الفترة الماضية من مشكلات اقتصادية ومالية حادة كادت تعصف به ووقعت حوادث وتجاوزات من جانب بعض المودعين مع عاملين في البنك المركزي اللبناني لسحب مدخراتهم أو بعضها، وزادت المخاوف على المدخرات بعد شيوع فساد الأمين العام للبنك المركزي اللبناني واتهامه في عدة قضايا منها قضايا غسيل أموال، ولعل هذا هو ما جعل الرئيس المنتخب يتعهد في خطابه بالحفاظ على أموال المودعين ولا يتهاون فيها وهي رسالة مهمة لطمأنة المودعين وتحقيق استقرار اقتصادي ومالي يحتاجه لبنان بشدة في هذه المرحلة، يضاف إلى ذلك أن مسألة تشكيل الحكومة الجديدة والتوافق على السياسات التي سيتم اتباعها تعد مسألة ضرورية من المهم والضروري الاتفاق عليها خاصة وأن هناك سابقة تمثلت في حكومة رئيس الوزراء اللبناني الحالي.. التي تحظى بتأييد واسع النطاق وقد بدأ عون مشاورات تشكيل الحكومة والمهم التخلص قدر الإمكان من المحاصصة السلبية ومحاولات البعض عرقلة قدرة لبنان على الانطلاق لتحقيق طموحاته ومصالحه غير أن تصميم الرئيس اللبناني المنتخب والتمسك بها وتعاون القوى السياسية اللبنانية معه يدعمه في مواجهة أية محاولات متعمدة للحد من انطلاقته الذي يؤيده اللبنانيون داخل لبنان وخارجها. والجميع ينتظر نجاح عون في مهامه الصعبة والعاجلة أيضا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الفترة القادمة الرئیس اللبنانی جوزیف عون فی الواقع فی لبنان وهو ما
إقرأ أيضاً:
ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية.. جراح مفتوحة في بيوت أهالي المفقودين
بيروت- "كلما دق الباب أقول هذا زوجي قد عاد، وأنا منذ 41 عاما على هذه الحالة انتظر عودته" بهذه العبارة التي تخنقها الغصة، تعبّر نبيهة حمادة في بلدة القماطية قضاء عالية في جبل لبنان عن وجعها من غياب زوجها حسن حمادة والد أبنائها التسعة.
وقد اختُطف حمادة في أبريل/نيسان 1984 في بلدة بدادون قضاء عالية، إبان الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت في 13 أبريل/نيسان 1975، بعد حادثة "بوسطة عين الرمّانة" الشهيرة.
ومنذ ذلك الحين لم تهنأ الزوجة مع أبنائها في عيد أو مناسبة، حيث ربّ البيت مغيّب قسرا عن أسرته في حرب لا ناقة له فيه ولا جمل، وذاق لوعتها كل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والسياسية.
يُعد المخطوفون والمفقودون في لبنان واحدا من الملفات الشائكة التي لم تُحَل حتى اليوم بعد مرور 35 عاما على انتهاء الحرب الأهلية، ولا تزال القضية تدمي قلوب وبيوت أهالي وأبناء هؤلاء المخطوفين الذين أصبح معظمهم إما آباءً أو أجدادا ومنهم من توفي.
وتتحدث نبيهة للجزيرة نت عن يوم اختطاف زوجها، حيث لم تبقَ مكتوفة اليدين، بل تنقلت من مكان إلى آخر لتسأل وتبحث عنه، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل، وتقول "زرتُ الكثير من المسؤولين في كافة المناطق اللبنانية، وكان جوابهم أنه إذا كان موقوفا فسيجري استجوابه ويُطلَق سراحه" لكن زوجها لم يعد حتى هذه اللحظة.
أما سالم كرم (زوج سهاد) وهي أم 3 أبناء، فقد اختطف مطلع فبراير/شباط 1983 مع بداية الحرب، فوجدت نفسها وحيدة في بيروت، مع أبنائها وحقيبة صغيرة وسط حرب طاحنة.
إعلانوتقول للجزيرة نت "تحمّلتُ مسؤولية كبيرة، فهناك زوجي الذي لا أعلم عنه شيئا، وهناك أولادي ومصيرهم ومستقبلهم، إلا أني عملت بجد لأربّيهم، وكان الخوف يملأ قلوبهم كلما خرجت من البيت من أن يصيبني ما أصاب والدهم".
ومن جهته، خُطف أسعد (17 عاما) شقيق منير غريزي من بلدة بتاتر قضاء عالية سنة 1982، وهو في طريقه إلى عمله في بلدة بحمدون. ويروي المواطن للجزيرة نت أثر هذه الحادثة عليه وأسرته ويقول "إنها تجربة موجعة ومليئة بالحيرة والانتظار والأمل، تولّت جدتي ووالدتي متابعة القضية، وسمعنا وعودا كاذبة من المسؤولين، ولم نصل إلى نتيجة".
ويتابع "خسرنا الكثير من المال على أمل معرفة مصيره، وكل ما حصلنا عليه كان شائعات لا طائل منها، حتى إني خسرت دراستي لأنني اضطررت إلى ترك المدرسة من أجل العمل لأعيل أسرتي بعد اختطاف شقيقي".
مأساة أخرى تعيشها الشقيقتان أنجيل وماري شلهوب من بلدة بو زريدة قضاء عالية، حيث اختطف والدهما إلياس مع 3 من أبنائه خليل وعبدو وشوقي من بيتهم في يونيو/حزيران 1982، وحتى هذه اللحظة لم تعرفا أي معلومة عنهم.
وتتحدثان بلوعة عن هذه الكارثة وكيف عانتا من ألم الغياب، فقد كان اختطافهم صدمة كبيرة للعائلة كاملة، وأصيبت والدتهما بجلطة دماغية وتوفيت بعد فترة، أما البقية فعاشوا لسنوات طويلة في حزن شديد لم تمحه الأيام.
وتوضح الشقيقتان للجزيرة نت "لم نشهد فرحا منذ ذلك التاريخ المشؤوم، كل عيد مر علينا كان حزينا، ما حصل معنا فاجعة كبيرة، فقد تشتت أسرتنا، ونحن عملنا كل ما بوسعنا وتواصلنا مع الصليب الأحمر والأحزاب والجيش السوري، ولكن لم نحصل على أية إجابة، كان الاختطاف يتم على الهوية التي تُظهر المذهب، ولا نعرف من خطفهم وإلى أين اقتادوهم".
إعلانولم يغلق ملف المفقودين البتة، وأصبحت تتوارثه الأجيال لكي لا يُنسى أبدا، حيث تحمل ابتسام قضية جدها المخطوف عبد الله الحموي، وتتحدث للجزيرة نت عن معاناة الأسرة من هذا الغياب وتقول "منذ صغري كنت أسمع عبارة جدك مخطوف في سبتمبر/أيلول 1978، وكبرت ومعي هذه القصة، وبقيت جدتي تبحث عنه، ثم تابعت والدتي القضية، واليوم جاء دوري".
وتؤكد ابتسام أن هذا الغياب ترك صدمة كبيرة على كل العائلة، بدءا من جدتها التي تحملت عبء تربية الأطفال وحمايتهم وتنشئتهم، كما ترك أثرا في وجدان والدتها التي عانت الكثير مع غياب والدها، وتضيف "جدتي ما زالت تحتفظ بأغراض جدي على أمل عودته يوما ما، وتتخيله يدخل مرتديا عباءته وممسكا بمسبحته".
وتشدد على أن قضيته لن يطويها الزمن مثل كل المخطوفين والمخفيين قسرا، وأنها تنتقل من جيل إلى آخر، وتشير إلى أن أسرتها لجأت إلى العديد من المسؤولين اللبنانيين، ثم إلى الحكومة السورية في ذلك الوقت "لكن لم تتلقَّ أية إجابة".
بعد نضال طويل ومستمر، استطاعت لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان انتزاع قانون المفقودين والمخفيين قسرا من مجلس النواب في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 (القانون رقم 105/2018) وينص على حق كل عائلة في معرفة مصير مفقودها، وبموجبه تأسست هيئة وطنية مهمتها الوحيدة متابعة أثر المفقودين وكشف مصيرهم.
وتؤكد رئيسة اللجنة وداد حلواني للجزيرة نت أن هذا القانون مهم جدا بالنسبة للأهالي "إلا أن المشكلة تكمن في أن الهيئة لم تُمنَح الإمكانيات التي نص عليها القانون، وبما أن ولايتها 5 سنوات ولم يتبقَ منها سوى 4 أشهر، يكافح الأهالي اليوم لتجديد ولايتها، وتوفير ما تحتاجه من مقر لائق وميزانية مناسبة وهيكل إداري".
وبدوره، اختُطف عدنان زوج الناشطة الحقوقية وداد في سبتمبر/أيلول 1982، وتشدد على أن كل الذي حدث لا يكفي دون وجود إرادة سياسية حقيقية تُؤمّن للهيئة صلاحياتها لتقوم بعملها على أكمل وجه "فمن غير المقبول أن تظل العائلات تعيش حياة الانتظار ومتعلقة بأمل عودة ذويها دون أن تعرف مصيرهم".
وبرأيها، فإنه مع تغير الظروف في سوريا، يتوجب على الحكومة اللبنانية أن تتحرك وتطالب بقوائم المعتقلين لمناقشتها مع الجهات المعنية هناك.
في الذكرى الـ50 على اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، يُجمع أهالي المفقودين والمخفيين قسرا على أن هذه الحرب لم تنتهِ مفاعيلها وإنما استمرت بسبب الجراح الكبيرة التي خلفتها في نفوسهم ووجدانهم، جراء استمرار اختطاف ذويهم إلى اليوم، ويأملون أن يُكشف عن مصيرهم في أقرب وقت ممكن، خاصة مع انطلاقة عهد رئاسي جديد في لبنان.
إعلانوقد اندلعت الشرارة الحقيقية للحرب يوم 13 أبريل/نيسان 1975 عندما أطلق مجهولون -في حادث غامض- نارا أودت بحياة عنصرين من حزب الكتائب في عين الرمانة بضواحي بيروت، كان أحدهما يعمل مرافقا لرئيس الحزب بيار جميل.
وردا على ذلك، أطلقت مليشيات حزب الكتائب النار على حافلة كانت تقل فلسطينيين أثناء عودتهم إلى مخيم تل الزعتر من مهرجان سياسي في مخيم شاتيلا غربي بيروت أقامته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، مما أدى إلى مقتل 27 فلسطينيا من ركاب الحافلة.
ومع انتشار هذا الخبر الذي عُرف بـ"حادثة البوسطة" اندلعت الاشتباكات بين المليشيات الفلسطينية والكتائبية في أنحاء المدينة.