أمين الفتوى بدار الإفتاء: التوقيتات بين الأذان والإقامة ليست بدعة
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
كشف الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حديثه عن أوقات الصلاة، عن الفرق بين «الفجر الكاذب» و«الفجر الصادق»، مؤكدًا أن الفجر الكاذب هو الظاهرة التي تظهر في السماء على شكل شعاع ضوء عمودي يمتد من الأفق نحو السماء ولكنه لا يمثل دخول وقت الفجر، ويُعد بمثابة تنبيه، وهو الوقت الذي كان يُؤذن فيه بلال رضي الله عنه، لإيقاظ الناس لتناول السحور قبل دخول وقت الفجر.
وأضاف «الطحان»، خلال لقائه مع الإعلامي مهند السادات، في برنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، «أما الفجر الصادق فهو الذي يتسع فيه الضوء ويبدأ في الانتشار في السماء، وهو الذي يُعلن عن دخول وقت الصلاة ووقت الامتناع عن الطعام والشراب في رمضان، الحديث عن الفجر الكاذب جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: لا يمنع أحدكم من سحوره أذان بلال، فإنه يؤذن بليل».
أذان بلال بن رباحوشدد على أن هذا يعني أن أذان بلال بن رباح كان يُسمع قبل الفجر الصادق ليكون بمثابة تنبيه للمسلمين للاستعداد لصلاة الفجر وتناول السحور، مؤكدًا أن الشرع قد حدد وقتًا مناسبًا بين الأذان والإقامة في الصلوات، وهو ما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ما بين كل أذانين صلاة».
وأوضح أن هذا الوقت يمكن أن يختلف من صلاة لأخرى، حيث يمكن أن يكون أقصر في بعض الصلوات مثل صلاة المغرب، نظرًا لضيق وقتها، أو أطول في صلوات أخرى مثل الفجر، مؤكدًا أن الفقهاء قد اختلفوا في تحديد هذا الوقت، ولكنهم جميعًا اتفقوا على ضرورة عدم تأخير الإقامة إلى ما بعد دخول وقت الصلاة التالية.
التوقيتات الدقيقة بين الأذان والإقامةوفيما يتعلق بالتوقيتات الدقيقة بين الأذان والإقامة، قال: «هذه التوقيتات مثل 20 دقيقة أو 15 دقيقة بين الأذان والإقامة ليست بدعة، بل هي مبنية على فقه مستنبط من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيقات الصحابة»، موضحًا أنه في بعض المدارس الفقهية مثل مذهب الإمام أبي حنيفة كان يتم تخصيص وقت معين للقراءة بين الأذان والإقامة حسب طول أو قصر وقت الصلاة، لافتا إلى أن الهدف من تحديد وقت الإقامة بين الأذان والإقامة هو ضمان تجمع الناس لأداء الصلاة جماعة، مع مراعاة عدم تأخير الإقامة إلى ما بعد دخول وقت الصلاة التالية، وبالتالي فإن تنظيم هذا الوقت يساعد على تحقيق الهدف الشرعي في تأدية الصلاة في وقتها وبجماعة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السحور الأذان الإقامة الأذان والإقامة بین الأذان والإقامة وقت الصلاة دخول وقت
إقرأ أيضاً:
لا يجوز شرعا.. أمين الإفتاء يكشف صورا من عقوق الآباء للأبناء
أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن العقوق لا يقتصر فقط على الأبناء تجاه الآباء، بل قد يقع من الآباء تجاه الأبناء أيضًا، وهو أمر مرفوض شرعًا ومخالف لأدب الإسلام، موضحًا أن إيذاء الوالد لابنه نفسيًا أو لفظيًا، كأن يقول له "أنت ميت بالنسبالي" أو "أنا أخدت عزاءك"، يُعد نوعًا من أنواع الظلم وكسر الخاطر المحرم.
وأضاف "الورداني"، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، أن حكم الشرع واضح: لا يجوز أن يهين الأب ابنه أو يكسر نفسه، لأن "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"، حتى ولو كان الابن، مؤكدًا أن عرض الابن ليس مباحًا للأب، ولا يحق له أن يظلمه أو يهينه تحت أي مبرر.
وشدد أمين الفتوى في دار الإفتاء، على أن واجب الابن يبقى كما هو، بالإحسان إلى أبيه مهما بدر منه، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا"، موضحًا أن حتى في أشد حالات الظلم، يبقى البر مطلوبًا والصحبة بالمعروف واجبة.
أمين الإفتاء إلى الآباء: هذه الأعمال سبب في حفظ الله للأبناء وأموالهم
حكم توزيع الأب لأملاكه على الذكور دون الإناث.. أمين الإفتاء يوضح
هل يجوز للأب كتابة ممتلكاته لبناته قبل الوفاة؟.. أمين الإفتاء يجيب
حكم المطالبة بزيادة ثمن سلعة بعد إتمام البيع.. الإفتاء تجيب
ودعا أمين الفتوى، الأبناء إلى الصبر والإحسان، مشيرًا إلى أن المعاملة الطيبة قد تكون بابًا لإصلاح العلاقة وتهدئة النفوس، قائلًا: "الولد يدفع الأذى بالإحسان.. وده باب من أبواب رضا الله والإصلاح".
أمين الإفتاء إلى الآباء: هذه الأعمال سبب في حفظ الله للأبناءوكان الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أكد أن الآية الكريمة: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ، فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾، لا علاقة لها بتبرير قيام الأب بكتابة كل ممتلكاته لبناته على قيد حياته، بل هي دعوة إلى خلقٍ آخر تمامًا، وهو الاستقامة والتوكل على الله، كوسيلة لحفظ الأبناء من بعد وفاة الأب.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، أن هذه الآية تأمر الإنسان بأن يُحسن علاقته بالله، وأن يأكل من الحلال، ويقول الحق، ويصلح شأنه مع ربه، لأن هذه الأمور تمثل ما أسماه بـ"أقساط التأمين الإلهي"، الذي يحفظ به الله الذرية بعد الوالد.
وأضاف أمين الإفتاء "لو أنت خايف على أولادك يضيعوا بعدك، قدم قسطين: اتقِ الله، وقل قولًا سديدًا.. هذا هو التأمين الحقيقي، وليس أن تكتب أموالك كلها لأحد دون الآخرين، مما قد يورث البغضاء والظلم ويخالف شرع الله".
وشدد أمين الفتوى على أن الخوف على الأبناء لا ينبغي أن يدفع الإنسان إلى الظلم، بل عليه أن يكون صالحًا حتى يحفظ الله أولاده، مستشهدًا بقوله تعالى في موضع آخر: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾، وهو ما يدل على أن صلاح الأب سبب في حفظ الله للأبناء وأموالهم.
وتابع: "لا تجمع من الحرام وتتركه لأولادك ثم تنتظر أن يحفظه الله، بل كن مستقيمًا مع الله، وسيكفيك الله أمر ذريتك".