تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اهتم المصريون القدماء بالأزياء، رجالا ونساء، وعرفوا أدوات التجميل قبيل آلاف السنين، وبحسب علماء الآثار، فإنهم كانوا يحرصون على اختيار ملابسهم بعناية في ظل اهتمامهم بمظهرهم وحفاظهم الدائم على أناقتهم.

واستخدمت النساء الملابس الشفافة، وعرفوا "الجونلة " أو "التنورة" القصيرة والكثير من الأزياء والملابس التي باتت ملهمة لصناع الموضة حتى اليوم.

 

وفي دراسة مصرية حديثة، أكدت أن مصر تتميز بموقعها الجغرافي الفريد والإستراتيجي الذي يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا، الأمر الذي نتج عنه تنوع البيئات وتبادل الثقافات المتعاقبة على أرضها، مما أفرز مزيجا خلابا من الأزياء المصرية التي تتوارثها الأجيال.

لم تقتصر الأزياء المصرية على ارتداء تصميمات تقليدية، بل عكست في طياتها مضامين عدة من المعتقدات والمفاهيم الشعبية التي يمكن من خلالها تقسيم المجتمع المصري لمناطق تراثية وثقافية عدة، كما اهتم المصريون بالحلي والإكسسوارات التي تتماشى مع نوع الملابس ومناسبته.

الأزياء والحلي. 

تشير الدراسة إلى أن المصريين القدماء اتخذوا أرديتهم من النسيج الخفيف الشفاف بما يناسب جو مصر الحار، وغلب على ملابسهم اللون الأبيض الذي كان يزين أحيانا بـ"كنار" ملون في ملابس النساء والمترفين من الرجال.

وقد عرف المصري القديم صناعة النسيج (التيل) في وقت مبكر، وأبدع في صناعة أنواع عديدة من الأزياء مثل "الجونلة" (المجول أو النقبة) التي تكون على شكل قطعة مستقيمة من القماش تثبت بشريط يلف حول الوسط ويلبس معها غطاء(حرملة) يوضع على الكتفين، وتتزين بعد ذلك بالطوق (الكولة) الذي مر بعدة مراحل إلى أن اتخذ شكل الرداء.

وبظهور الإمبراطورية الجديدة في مصر (1580-1084 قبل الميلاد) أصبح من المعتاد لدى الطبقة الأرستقراطية أن يغطى الجزء الأعلى من الجسم، وكانت هذه بداية ظهور الرداء الكامل.

الزينة والحلي. 

استخدم المصري القديم القماش المخطط بخطوط عريضة والذي يغطي الرأس بشعر مستعار.

وكانت النساء يزيّن الشعر برباط بعرض بوصتين يتم لفه حول الشعر ثم يربط من الخلف ويترك الطرفان متدليان من الأعلى بزهرة اللوتس.

وكانت نسوة يلجأن إلى تغطية الشعر الطويل المستعار بغطاء رأس من القماش المزركش، وكان الغرض الأساسي منه الزينة والزخرفة، كما ارتداه الرجال أيضا.

وتشير الدراسة إلى أن ارتداء غطاء الرأس المزركش كان لأغراض عقائدية، حيث اعتقد المصري القديم أن بعض أنواع الحلي والمجوهرات لها قوى سحرية تبعد عنه الشرور وتحفظه.

الطوق أو الكولة. 

وأما الطوق والكولة فهي التي تحلي الزي سواء عند الرجال أو النساء، وتكون مستديرة ومسطحة، وتمتد من نهاية الرقبة إلى الأكتاف والصدر، وكانت تصنع من الخرز.

وهناك "الصدريات"، وهي عبارة عن حلي تلبس على الصدر مربعة أو مستطيلة الشكل أو على هيئة شبه منحرفة، وكانت تعلق بواسطة خيط أو خيط منظوم به خرزات.

وهناك الأساور و الخلاخيل التي لبسها قدماء المصريين لما فيها من قوة سحرية بحسب معتقداتهم، فالأسورة تحيط بالمعصم أو تلبس على الذراع لتصنع دائرة سحرية، وكذلك الخلخال الذي يلبس عند القدم وكان يصنع من العظم والقرن والحجر والخشب والجلد، ثم وضعن به خرزات في خيوط منظومة، وصنعت بعد ذلك من المعدن وكانت ترصع بأحجار شبه كريمة أو بالزجاج.

 فقد كان العهد الفرعوني أكثر الحقب الزاهرة التي عرفها التاريخ المصري القديم، ويظل الزي الفرعوني حاضرا في الأزياء المعاصرة بعدة أشكال ومعالجات كأحد أهم مصادر الإلهام للأزياء المعاصرة.

الأزياء الشعبية والتراثية

 فإن الموقع الجغرافي الفريد لمصر نتج عنه زخم ثقافي انعكس على شكل الأزياء التراثية التي أسهمت في تشكيل الهوية الثقافية في أقاليم مصر المختلفة، وقد عرفت المرأة في مصر الكثير من نماذج الأزياء المصرية التراثية المعاصرة للنساء، ويعد الزي الشعبي من أهم الموروثات التي توارثتها الأجيال.

في إقليم الدلتا نجد المرأة الفلاحة ترتدي نوعين من الثياب، الأول بسيط للمنزل والعمل في الحقل، والآخر خاص بالمناسبات والأعياد، كما ترتدي الفلاحة في المنزل جلبابا من القطن المنقوش بألوان زاهية وذا أكمام طويلة.

أما في محافظات صعيد مصر، فلا تزال تتمسك المرأة بالزي المحتشم الذي يشمل "الملس" في محافظة أسيوط، والحبرة والجبة في الأقصر، والجرجار في أسوان.

على سبيل المثال نجد في مدينة منفلوط بصعيد مصر "الملس" أو العباءة، وهي عبارة عن ثوب فضفاض خامته من القماش المصبوغ أو الحرير يُطرّز بخيط قطن أو حرير، كما أن أشغال التطريز التي تنقش على الجزء الأمامي تكسبه طابعا شرقيا إسلاميا.

أما في أسوان والنوبة فنجد "الجرجار النوبي"، الذي يصنع من "الدانتيل" الأسود أو "الشيفون"، وله أكمام طويلة واسعة، كما يشتمل على غطاء للرأس من القماش نفسه يصل طوله إلى مترين.

وفي المجتمعات البدوية مثل سيناء وواحة سيوة، نجد الأزياء المتميزة الفريدة بزيها الخاص وحليها الكثيرة وأغطية الرأس التي لا نظير لها في جمالها، كما يتميز الزي بغناه بالتطريز ذي الألوان البديعة، وأيضا بالطرح المشغولة وأقنعة الوجه المزينة بالعملات الفضية أو الذهبية والخلاخيل.

73e4529bcec5a1639601014f7bcc682c 92d776e7cf4ab1ad362529890ee38a81 b90987433fc0d8fc87f625d3e239c019 3fb815480957d73736fe6e4d21871b17 fb41a491e9a39e6a2f3660557b60cdca

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الزخرفة الشعبية القدماء المجوهرات الموضة المصری القدیم من القماش

إقرأ أيضاً:

السنوار الذي أسقط الأسد.. كيف نفهم ما حدث؟

دعونا نتوقف لحظة.. لنترك الأفكار القديمة، والتصورات المسبقة، والتحيزات جانبًا، فلقد دخلنا مرحلة تتغير فيها الجيوسياسة في الشرق الأوسط والعالم.

وإذا لم نفهم هذا التغيير، فسنكون على الجانب الخطأ من التاريخ، وسنفوت فرصة التكيف مع هذه التغيرات.

دعوني أشرح لكم هذه الجيوسياسة المتغيرة.

الزخْم الذهبي

حدثت ثورة في سوريا، وفي 11 يومًا فقط سقط نظام البعث الذي دام 61 عامًا، وفي تلك الفترة، بدأ ما كان يُعتبر سابقًا “منظمة إرهابية” يظهر قدرة غير متوقعة على إدارة الأمور في دمشق، مما فاجأ الجميع.

كيف يمكن أن يحدث هذا؟

بعد زياراتي المتكررة إلى سوريا، كان هذا من أكثر الأسئلة التي طُرحت عليَّ بدهشة.

سبب هذه الدهشة يكمن في عدم الفهم الكامل للتغيرات الجيوسياسية التي حدثت، فلقد تغيرت الجيوسياسة.

لكن كيف حدث هذا التغيير بسرعة كبيرة؟

أسمي هذا التغيير “الزخْم الذهبي”، وهو يعني تقاطع عدة عوامل في وقت واحد محدثة دُوامة سريعة تغير كل شيء حولها.

بعبارة أكثر وضوحًا: تزامن تراجع قوة كل من روسيا، وإيران، وحزب الله، ونظام الأسد في الميدان، مع التغيرات السياسية في الولايات المتحدة، وزيادة العدوانية الإسرائيلية، مما أدى إلى حدوث تحول جيوسياسي مفاجئ.

واستفادت المعارضة السورية من هذا الفراغ الذي نتج عن الزخم الذهبي، وملأت الفراغ بسرعة، مما غيّر مجرى التاريخ في 11 يومًا فقط.

غزة كمحفز للتغيير

لو قيل ليحيى السنوار أن عمليته ستؤدي إلى إسقاط نظام الأسد بدلًا من إسقاط حكومة نتنياهو، لما صدق ذلك على الأرجح. وليس السنوار فقط، بل لا أعتقد أنّ أحدًا كان سيصدق ذلك.

غير أن العملية الشهيرة التي وقعت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول قد أظهرت طاقة كامنة في المنطقة بطريقة قوية للغاية، وكان تأثير الزلزال الذي أعقبها سببًا في سقوط النظام في سوريا، وتغير التحالفات في المنطقة فجأة، مما أدى إلى ظهور مشهد جديد كليًا.

وكأنما حدث انفجار في لحظة ما، تراجعت الدول التي دعمت إيران، وروسيا، وحزب الله، ونظام الأسد بشكل سريع وغير متوقع، ليحدث تغير جذري في الوضع.

تركيا، التي كانت تواجه تحديات مع حكومة دمشق لمدة 50 عامًا، أبرمت تحالفًا قويًا مع الإدارة الجديدة. كما اقتربت السعودية، والإمارات، من تركيا، وبدأتا في بناء علاقات قوية مع حكومة دمشق.

اقرأ أيضا

تحذيرات من زلزال مدمر يضرب تركيا في أي لحظة: “لن يترك…

السبت 11 يناير 2025

وفجأة، جاء وفد من الحكومة اللبنانية إلى أنقرة، وأعلن عن بداية مرحلة جديدة، كما بدأ الاتحاد الأوروبي بإرسال وفود إلى دمشق بشكل متتابع، وبدأت الاتصالات مع الحكومة السورية الجديدة. وحتى دونالد ترامب قال إن تركيا هي الدولة الرئيسية في المرحلة الجديدة في سوريا.

مقالات مشابهة

  • عبد الله العلي: دوري كلايف ستايل في العالم الرقمي يتجاوز الإلهام إلى التغيير
  • تعرف على ممر نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه
  • FTV دبي يفتتح أبوابه: حيث تلتقي تجارب الأزياء وتناول الطعام والترفيه
  • ما الذي تتضمنه مسودة اتفاق وقف النار في غزة؟
  • تنافس عارضات الأزياء.. أبرز إطلالات درة زروق في عيد ميلادها (صور)
  • أشهر أميرات أوروبا.. أناقة لا مثيل لها وتوقعات مميزة للموضة في 2025
  • تناغم الأزياء والتشكيلات الحركية في المهرجان يعكس الهوية الوطنية
  • قصة وعبرة.. الصقر الذي لا يطير
  • السنوار الذي أسقط الأسد.. كيف نفهم ما حدث؟