ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن تشكيل حكومة تصريف أعمال في السودان قوية برئاسة شخص ذو قدرات وخبرة سابقة ويعتمد عليه في النهوض بالجهاز التنفيذي من أزمته، ومراجعة حكومات الولايات وإحداث تعديلات فيها، ثبت أن هذا الأمر ركن أساسي في إنهاء الحرب، وأن الحديث حول تأجيله لما بعد الحرب خطأ كبير.

لماذا؟ لأن عدم تشكيل الحكومة فيه رسالة للخارج والدول المتآمرة أن الأمر لم يحسم بعد، وأن السودان عاجز عن القيام بأموره، ولذلك فالسوق مفتوح لكم للتآمر وشراء الذمم، والتدخل بعمق في الشأن السوداني، وتأجيج الصراع ولي الذراع وكسرها، واصلوا واستمروا لأن لديكم فرصة.

أيضا من جهة أخرى فقد بدأت تظهر أضرار الحرب الإقتصادية بعنف، ولا بد من حكومة تتحمل المسئولية وإلا عجزت الدولة عن القيام بواجباتها مما يشجع أكثر وأكثر أي دولة ترغب في التدخل والتخريب، وأي مغامر داخلي لتشكيل قوة وحيازة منطقة أو قطع طريق، أو اختطاف وإجرام.

لقد كانت وصفة سيئة (من الأساس) المماطلة في التشكيل ومحاولات استرضاء القوى السياسية والقوى الخارجية للقيام بهذه الخطوة في ظل اتفاق عريض لا يتحقق حتى للأنبياء المرسلين من الله عز وجل.

لقد تحول الإحترام المفترض حدوثه من القوى السياسية إلى تواطؤ وتآمر وتخابر .. إلى أن وصل إلى درجة المشاركة في مخطط استعماري قذر استباح الخرطوم وقتل النظاميين والمواطنين واحتل بيوتهم ونهبها.

أي محاولة لاعادة انتاج هذا المنهج الذي سبب الحرب، ستفضي إلى إطالة الحرب.

مكي المغربي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

السودان الذى كان

التهمت نار الحرب المستعرة بين الأشقاء فى السودان، نحو 150 ألف قتيل وفقا للمبعوث الأمريكى .

15 شهرا كانت كفيلة بتدمير البلد الذى مزقته نزاعات تلو نزاعات انتهت به من عرش البلد الأكبر مساحة فى أفريقيا والعالم العربى حتى 2011، إلى دويلات صغيرة حالياً .

كلنا نعرف بداية الصراع الأخير المستعر بين الجيش وقوات الدعم السريع، والذى بدأ بتمرد قوات الدعم السريع ومحاصرتها قاعدة مروى العسكرية .

كلنا نعرف البداية، لكن لا أحد يعرف إلا الله متى تنتهى الحرب؟

150 ألف قتيل ونحو 10 ملايين فارين ومهجرين من المنازل، بعضهم هنا فى مصر .

هذا الرقم الضخم من الضحايا الذى وصلت إليه السودان فى 15 شهرا، يتجاوز 5 أضعاف ضحايا الحرب الأهلية فى ليبيا التى شهدت 25 ألف قتيل و4 آلاف مفقود .

كما يقنرب من 4 أضعاف عدد الشهداء فى غزة.

وبالطبع الأعداد فى السودان مرشحة للزيادة، دون أمل قريب فى إبرام اتفاق هدنة .

حتى هذi اللحظة لايزال السودان واحدا من أكبر ثلاث بلدان فى القارة الأفريقية من حيث المساحة، بعد أن كان الأول بلا منازع . كما لا تزال لديه مساحات شاسعة من الأراضى الصالحة للزراعة بما يمثل نحو ثلث المساحة تجعله بحق سلة غذاء العالم.. وتتوافر فيه بالطبع مياه أنهار النيل وعددها 7 أنهار قبل أن تتجمع فى مجرى النيل الرئيسى بالخرطوم قبل دخولها مصر.

وحتى هذه اللحظة أيضا، تمتلك السودان 130 مليون رأس ماشية، مقابل 7.5 مليون رأس ماشية فى مصر، اى أكثر من 17 ضعفا .

بخلاف البحيرات والمصائد النيلية والبحرية التى تتيح مخزونا من الثروة السمكية.

قبل انفصال الجنوب، كانت الثروة المعدنية والنفط، تضعان السودان فى مراتب متقدمة .. لكن الآن اختلف الوضع.

بلد ممزق ينشب فيه الفقر، بينما يجلس ابناؤه على عرش الزراعة والثروة الحيوانية.

سلة غذاء العالم، يتضور فيها ملايين الأشخاص جوعا، وينشرون فى دول الجوار هربا من الموت.

فى الفترة الليبرالية المصرية قبل 1952 كان الوفد يرى فى السودان وحدة تاريخية مع مصر. فقد وحدهما نهر النيل الذى يقطعهما ويروى عطش المصريين والسودانيين على حد سواء، كما يروى اراضيهما .

كانت مفاوضات الوفد مع الانجليز حول الجلاء، تتحطم على صخرة السودان، وكان النحاس باشا يقول: «تقطع يدى ولا يفصل السودان عن مصر».

رفض الوفد كل محاولات فصل السودان عن مصر .. وليتهما ما انفصلا .

فالسودان بثرواته الطبيعية من أراضٍ ومياه ومخزون من البترول والمعادن، ومصر بثرواتها البشرية وخبراتها فى الإدارة والتخطيط، كانا فى وحدتهما يمثلان تكاملا طبيعيا لوادى النيل .

ولو استمرت الوحدة ربما لأصبحت مصر والسودان أغنى بلد فى المنطقة العربية والقارة الأفريقية .

الآن لم يعد ممكنا سوى الدعاء للسودان، ثم إعداد خطة اقتصادية لتحقيق التكامل معها..  فربما تتحقق المعجزة وتنطفئ نار الحرب فى وقت قريب .

مقالات مشابهة

  • السودان الذى كان
  • كير ستارمر.. أول رسالة من رئيس وزراء بريطانيا الجديد: "الوطن أولا والحزب ثانيا"
  • البرهان يتلقى رسالة شكر وتقدير من المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسف
  • أمريكا والدول الغربية ذات الوجهين: لا تستطيع فرض قبول الشعوب بها، ولا منع فرارهم منها شرقا
  • رسالة من بو صعب إلى الأمم المتحدة.. هذا ما جاء فيها
  • وزير الخارجية يهنئ نظيريه في جمهوريتي الرأس الأخضر وفنزويلا
  • عاجل| هل يتم تغيير مواعيد غلق المحلات؟.. رئيس الوزراء يحسم الأمر
  • الأصول التاريخية للجنسية السودانية
  • لله والتاريخ.. الموقف الصحيح هو رجوعنا جميعا لمدن السودان
  • ديل بوسكي يحسم الأمر بين إسبانيا وألمانيا في يورو 2024