عربي21:
2025-02-19@19:26:49 GMT

في الذكرى 14 لهروب بن علي.. المعارضة تستأنف وقفاتها

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

يمثل يوم 14 كانون الثاني/ يناير من كل سنة منذ 2011 محطة لإحصاء الإنجازات ولتقييم "مسار ثورة" لم يدعها خصومها تستوي على ساقها ولم ينجح أنصارها في تثبيت هيبتها، محطة لمحاولة فهم ما حدث بعد سنة 2011، وللإجابة عن أسئلة تتناسل مع القدامى ومع الجيل الجديد حول من قام بالثورة ومن أفشلها وحول كيف يمكن استئنافها.



هذه السنة دعت جبهة الخلاص الوطني، باعتبارها أوسع مكون سياسي معارض لسلطة قيس سعيد، إلى وقفة احتجاجية في الذكرى 14 لهروب بن علي، وقد جاء في بيانها:

"وقفة احتجاجية بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة للثورة التونسية تخليدا لدماء الشهداء ونضالات التونسيات والتونسيين، من أجل تونس حرة وديمقراطية وتمسكا بأهداف الثورة ومكاسبها، بما في ذلك حكم المؤسسات والفصل بين السلط وعلوية القانون وضمان الحريات والحقوق والعدالة الاجتماعية".

وهي دعوة تأتي بعد مدة توقفت فيها الجبهة عن التحرك ضد قيس سعيد، ربما بسبب ما حدث في انتخابات 6 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 حين أعلنت الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات عن فوز قيس سعيد بدورة ثانية لرئاسة تونس وبنسبة مئوية عالية، وقد وجدت المعارضة بمختلف مكوناتها نفسها محرجة فلا هي تعلن صراحة معارضتها لشرعية الانتخابات ولا هي تعبر عن قبولها بالنتائج وتعترف لقيس سعيد بكونه رئيسا شرعيا للبلاد.

ارتباك الموقف هو الذي سينتج عنه ارتباك في الأداء، فالاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية يقتضي أن يكون فعل المعارضة من داخل منظومة 25 تموز/ يوليو، أي ضمن مشروع قيس سعيد، وأما عدم الاعتراف فيترتب عنه رفضٌ للسلطة القائمة ودعوة لإسقاطها وفق مبادئ الثورة وليس وفق ما تسمح به السلطة القائمة
ارتباك الموقف هو الذي سينتج عنه ارتباك في الأداء، فالاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية يقتضي أن يكون فعل المعارضة من داخل منظومة 25 تموز/ يوليو، أي ضمن مشروع قيس سعيد، وأما عدم الاعتراف فيترتب عنه رفضٌ للسلطة القائمة ودعوة لإسقاطها وفق مبادئ الثورة وليس وفق ما تسمح به السلطة القائمة. منذ 25 تموز/ يوليو 2021 كانت تحركات المعارضة بترخيص من السلطة القائمة حتى وهي ترفع شعارات إسقاط قيس سعيد واستعادة الشرعية، وهنا يتساءل مراقبون: كيف يمكن مواجهة سلطة قائمة بالتزام قوانينها؟ وهل تكون المعارضة باحتجاجاتها المرخص لها تقدم خدمة للسلطة القائمة، إذ تشهد لها بكونها سلطة ديمقراطية تراعي حق الاختلاف وحق الاحتجاج رغم ما تمارسه من ملاحقة لعدد من القادة السياسيين ومن الإعلاميين والمدونين بتهمة التآمر أو الفساد؟

بعد مفاجأة دخول الجماعات المقاتلة دمشق وسرعة تهاوي السلطة السورية وفرار الرئيس، استعاد طيف من المعارضة الأمل في إمكانية إسقاط حكم قيس سعيد، رغم اختلاف السياقات واختلاف الوضعية الإقليمية لكل من تونس وسوريا، واختلاف الأطراف المتداخلة في الحالتين، ثم في اختلاف طبيعة "الخصومة" في الدولتين. ففي تونس "الخصومة" سياسية تستعمل فيها المعارضة طرائق سلمية، مراعية قانون البلاد وملتزمة باتباع الإجراءات التي تفرضها السلطة؛ وأولها طلب تراخيص التظاهر والنشاط، وأما في سوريا فالنزاع كان مسلحا بين السلطة ومعارضيها والحسم كان للسلاح وليس بضغط الشارع سواء بدوافع اجتماعية أو بدوافع سياسية وحقوقية.

وهنا يبدو استدعاء الحالة السورية للراهن التونسي هو استدعاء عاطفي غير عقلاني، بل إن السلطة قد تجد فيه دليل اتهام لمعارضيها بكونهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولا بالسلمية؛ وإنما هم في حقيقتهم دعاة عمل مسلح لحسم الصراع على الحكم.

بعد مفاجأة دخول الجماعات المقاتلة دمشق وسرعة تهاوي السلطة السورية وفرار الرئيس، استعاد طيف من المعارضة الأمل في إمكانية إسقاط حكم قيس سعيد، رغم اختلاف السياقات واختلاف الوضعية الإقليمية لكل من تونس وسوريا، واختلاف الأطراف المتداخلة في الحالتين، ثم في اختلاف طبيعة "الخصومة" في الدولتين
وفي الوقت الذي تحاول فيه جبهة الخلاص استئناف "مقاومتها" لسلطة قيس سعيد على وقع سقوط نظام دمشق، يراهن البعض، وهذا البعض قليل، على إمكانية حصول انفراج سياسي يبدأ بإطلاق سراح المساجين السياسيين تليه دعوة الى حوار سياسي واجتماعي مع كل مكونات المعارضة. هذه المراهنة تستند إلى إشارات غير واضحة يتم تأويلها تأويلا لا يجد ما يؤكده، وإنما هو أقرب إلى الأمنيات.

الاشارة الأولى كانت على لسان شقيق الرئيس قيس سعيد حين تكلم في إحدى الاذاعات عن تهدئة قادمة، داعيا المعارضة الى الاعتراف بنتائج الانتخابات، أما الإشارة الثانية فكانت على لسان قيس سعيد نفسه بعد سقوط النظام السوري حين أكد أن الوضع يحتاج "وحدة وطنية صماء".

لم يصدر عن السلطة ما يؤكد تفاؤل بعض السياسيين والمتابعين، حتى ذهب بعض المحللين الى القول بأن المقصود بـ"الوحدة الصماء" إنما هي وحدة النظام وأنصاره وليست وحدة التونسيين حكما ومعارضة.

وفي الوقت الذي تحاول فيه المعارضة الاستثمار في أخطاء السلطة وفي الأزمة الاجتماعية وتأمل أن يثور الناس بسبب صعوبة الأوضاع المعيشية ونقص العديد من المواد، خاصة وأن شهر كانون الثاني/ يناير في تونس هو شهر الاحتجاجات، فإن السلطة من جانبها تضاعف جهدها في محاولة معالجة بعض المشاكل التي قد تكون صاعق انفجار اجتماعي، من ذلك إعلان قيس سعيد إدماج المدرسين النواب بعد إعلانهم الإضراب بيوم واحد، وأيضا دعوته رئيس حكومته ووزير الشؤون الاجتماعية إلى الإسراع بمعالجة قضايا الناس. وقد تابع التونسيون تحركات قيس سعيد الميدانية، فيراها أنصاره التصاقا عمليا بهموم الناس ويراها معارضوه محاولة امتصاص لحالة احتقان قد تنفجر قريبا على وقع أزمة الحريات وأخبار المحاكمات.

والسؤال القائم دائما هو المتعلق بمدى قدرة المعارضة على تجاوز حساباتها الخاصة والحال أنها لم تتعاف بعد من خصوماتها الأيديولوجية، والسؤال متعلق أيضا بمدى قيام الأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية بمراجعات حقيقية يجيبون فيها عن سبب ما انتهينا إليه كتونسيين من إيقاف لمسار التدرّب الديمقراطي، ومن عودة الى مشاهد المحاكمات وخطابات التخوين والتحريض، ومن تفاقم لأزماتنا في كل المجالات، في طقس عالمي ملتهب بالصراعات والعداوات.

x.com/bahriarfaoui1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ثورة جبهة الخلاص قيس سعيد التونسية سوريا سوريا تونس ثورة قيس سعيد جبهة الخلاص مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قیس سعید

إقرأ أيضاً:

حركة أحفاد القردعي تنظم حفلا فنياً وخطابياً بمناسبة الذكرى الـ 77 لثورة الدستور

نظمت حركة أحفاد القردعي في مأرب حفلًا فنيًا وخطابيًا بمرور الذكرى السابعة والسبعين لثورة 48، وهي الثورة التي مثلت تحولاً تاريخياً في الأحداث اليمنية. كانت هذه المناسبة مميزة، حيث تجمع فيها أبناء المجتمع للتعبير عن فرحتهم واعتزازهم بالتاريخ الذي ساهمت فيه الثورة الدستورية.

وخلال الحفل الذي بدأ بكلمات ترحيبية من منظمي الفعالية، أكد رئيس حركة أحفاد القردعي الشيخ صادق القردعي، خلال كلمته، على دور الثورة في تعزيز الوعي الوطني والحرية السياسية، مثمنًا جهود كل من ساهم في بناء هذا الوطن.

ودعا الشيخ القردعي الحضور إلى توحيد الجهود لمواجهة التحديات الحالية. وأوضح أن التاريخ يعلمنا أهمية التضامن والعمل الجماعي من أجل تحقيق الأهداف المنشودة. وأضاف أن الأمة اليمنية بحاجة إلى روح التعاون والتآزر للاستمرار في مسيرة البناء والتطور، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.

وفي كلمة له خلال الحفل الذي حضره وكيل محافظة مأرب، محمد المعوضي، أكد وكيل المحافظة، علي الفاطمي، أن ثورة اليمن مستمرة ولن تتوقف حتى تحقق أهدافها كاملة. وقال إن الشهيد علي ناصر القردعي كان رمزاً لهذه الثورة، عندما أطلق رصاصته الأولى في وجه الطاغية يحيى حميد الدين، فكانت تلك الرصاصة إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من النضال ضد الظلم والاستبداد. وأضاف أن ثورة 26 سبتمبر الخالدة، التي أنهت حكم الإمامة، لم تكن سوى تتويج لمسيرة طويلة من الكفاح والتضحيات. واليوم، يحاول أعداء الثورة، بدعم من النظام الإيراني، أن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء، ولكن الشعب اليمني لن يسمح لهم بذلك.

 

وأكد الفاطمي أن الجيش والشرفاء الأحرار من أبناء الشعب اليمني، على عهد الشهداء، سيواصلون النضال حتى تحقيق النصر.”

ودعا الفاطمي إلى توحيد الصف الجمهوري لمواجهة هذا التحدي، مُحييًا في الوقت نفسه حركة أحفاد القردعي، التي تجسد رمز النضال الثوري الأول.”

 

وفي كلمتها الملهمة، استعرضت حفيدة القردعي مارية المطوع مسيرة نضال المرأة عبر التاريخ، وكشفت عن التحديات التي واجهتها في سبيل الحصول على حقوقها كاملة. ففي زمن الإمامة، كانت المرأة محرومة من العديد من الفرص، ومهمشة في المجتمع. لكنها لم تستسلم، بل ناضلت وكافحت حتى تحقق لها ما أرادت. وبعد عام 1948، بدأت المرأة تجني ثمار نضالها، وحصلت على المزيد من الحقوق، وأصبحت أكثر فاعلية في المجتمع. إن قصة المرأة هي قصة نضال مستمر من أجل المساواة والعدالة.”

الى ذلك ألقيت عدد من الكلمات في حضور عدد كبير من وكلاء المحافظات والقيادات العسكرية والأمنية ومدراء عموم المكاتب والمديريات، عبرت عن الأبعاد البطولية في حياة القردعي وشعره.

 

وفي كلمة له، أشار الشيخ باقي عمير احد مشايخ قبائل حجور اليمنية إلى محاولات متعمدة من قبل أذناب الإمامة لطمس هوية القردعي الثورية وتغييب نضاله الكبير على امتداد جغرافيا اليمن، وتقزيم دوره في اقتناص رأس الكهنوت.

 

واستعرضت الكلمات الجوانب المظلمة من معاناة الشعب اليمني وما كابده من بؤس وحرمان وشقاء في ظل سلطة الكهنوت الإمامية، التي أسقطت الحقوق بزيف ادعائها الحق الإلهي في الحكم والتحكم برقاب الناس. فكانت الثورة هي الملاذ والسبيل إلى الخلاص من حياة الذل والقهر، واستبدالها بقيم العدالة والمساواة والحرية والكرامة.”

 

كما عبر الحضور عن فخرهم بالتراث الثوري وما حققته ثورة 48 من إنجازات. وذكر عدد من المتحدثين كيف كانت تلك الفترة نقطة تحول بالنسبة للوطن، مشيرين إلى أهمية الحفاظ على قيم الثورة والعمل على تعزيزها في الوقت الحاضر. تعرضت الفعالية أيضًا لعدد من العروض الفنية، التي جسدت الفخر والانتماء الوطني، مما أضاف جوًا من الحماس.

تؤكد مثل هذه الفعاليات على أهمية إحياء الذاكرة التاريخية، ليس فقط كوسيلة للاحتفاء بالماضي، ولكن أيضًا لضمان استمرارية القيم النضالية والديمقراطية. إن تذكر التضحيات والأحداث التاريخية يشكل دافعًا للأجيال القادمة للاستمرار في العمل من أجل وطنهم، وللحفاظ على المكتسبات التي تحققت من خلال تلك الثورات.

مقالات مشابهة

  • ثنائي العود يحيي الذكرى الخمسين على رحيل كوكب الشرق في متحفها بالمنيل
  • هل يعود كليجدار أوغلو لزعامة المعارضة التركية؟
  • وزراء قيس سعيد!
  • فتاة غاضبة من اختلاف ملامح الشباب الكوريين في الواقع عن نجوم الكيبوب.. فيديو
  • «اللجنة الاستشارية» تستأنف اجتماعاتها في طرابلس
  • حركة أحفاد القردعي تنظم حفلا فنياً وخطابياً بمناسبة الذكرى الـ 77 لثورة الدستور
  • تحذيرات من وضع كارثي يهدد مرافق القضاء في تونس.. فقدان الثقة
  • بليك لايفلي ورايان رينولدز يظهران معا في الذكرى الـ50 لـSNL وسط معركتهما القانونية
  • ماذا تفعل المعارضة في تونس؟
  • «الوطنية للانتخابات» تستأنف زياراتها الميدانية في عدة محافظات