في الذكرى 14 لهروب بن علي.. المعارضة تستأنف وقفاتها
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
يمثل يوم 14 كانون الثاني/ يناير من كل سنة منذ 2011 محطة لإحصاء الإنجازات ولتقييم "مسار ثورة" لم يدعها خصومها تستوي على ساقها ولم ينجح أنصارها في تثبيت هيبتها، محطة لمحاولة فهم ما حدث بعد سنة 2011، وللإجابة عن أسئلة تتناسل مع القدامى ومع الجيل الجديد حول من قام بالثورة ومن أفشلها وحول كيف يمكن استئنافها.
هذه السنة دعت جبهة الخلاص الوطني، باعتبارها أوسع مكون سياسي معارض لسلطة قيس سعيد، إلى وقفة احتجاجية في الذكرى 14 لهروب بن علي، وقد جاء في بيانها:
"وقفة احتجاجية بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة للثورة التونسية تخليدا لدماء الشهداء ونضالات التونسيات والتونسيين، من أجل تونس حرة وديمقراطية وتمسكا بأهداف الثورة ومكاسبها، بما في ذلك حكم المؤسسات والفصل بين السلط وعلوية القانون وضمان الحريات والحقوق والعدالة الاجتماعية".
وهي دعوة تأتي بعد مدة توقفت فيها الجبهة عن التحرك ضد قيس سعيد، ربما بسبب ما حدث في انتخابات 6 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 حين أعلنت الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات عن فوز قيس سعيد بدورة ثانية لرئاسة تونس وبنسبة مئوية عالية، وقد وجدت المعارضة بمختلف مكوناتها نفسها محرجة فلا هي تعلن صراحة معارضتها لشرعية الانتخابات ولا هي تعبر عن قبولها بالنتائج وتعترف لقيس سعيد بكونه رئيسا شرعيا للبلاد.
ارتباك الموقف هو الذي سينتج عنه ارتباك في الأداء، فالاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية يقتضي أن يكون فعل المعارضة من داخل منظومة 25 تموز/ يوليو، أي ضمن مشروع قيس سعيد، وأما عدم الاعتراف فيترتب عنه رفضٌ للسلطة القائمة ودعوة لإسقاطها وفق مبادئ الثورة وليس وفق ما تسمح به السلطة القائمة
ارتباك الموقف هو الذي سينتج عنه ارتباك في الأداء، فالاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية يقتضي أن يكون فعل المعارضة من داخل منظومة 25 تموز/ يوليو، أي ضمن مشروع قيس سعيد، وأما عدم الاعتراف فيترتب عنه رفضٌ للسلطة القائمة ودعوة لإسقاطها وفق مبادئ الثورة وليس وفق ما تسمح به السلطة القائمة. منذ 25 تموز/ يوليو 2021 كانت تحركات المعارضة بترخيص من السلطة القائمة حتى وهي ترفع شعارات إسقاط قيس سعيد واستعادة الشرعية، وهنا يتساءل مراقبون: كيف يمكن مواجهة سلطة قائمة بالتزام قوانينها؟ وهل تكون المعارضة باحتجاجاتها المرخص لها تقدم خدمة للسلطة القائمة، إذ تشهد لها بكونها سلطة ديمقراطية تراعي حق الاختلاف وحق الاحتجاج رغم ما تمارسه من ملاحقة لعدد من القادة السياسيين ومن الإعلاميين والمدونين بتهمة التآمر أو الفساد؟
بعد مفاجأة دخول الجماعات المقاتلة دمشق وسرعة تهاوي السلطة السورية وفرار الرئيس، استعاد طيف من المعارضة الأمل في إمكانية إسقاط حكم قيس سعيد، رغم اختلاف السياقات واختلاف الوضعية الإقليمية لكل من تونس وسوريا، واختلاف الأطراف المتداخلة في الحالتين، ثم في اختلاف طبيعة "الخصومة" في الدولتين. ففي تونس "الخصومة" سياسية تستعمل فيها المعارضة طرائق سلمية، مراعية قانون البلاد وملتزمة باتباع الإجراءات التي تفرضها السلطة؛ وأولها طلب تراخيص التظاهر والنشاط، وأما في سوريا فالنزاع كان مسلحا بين السلطة ومعارضيها والحسم كان للسلاح وليس بضغط الشارع سواء بدوافع اجتماعية أو بدوافع سياسية وحقوقية.
وهنا يبدو استدعاء الحالة السورية للراهن التونسي هو استدعاء عاطفي غير عقلاني، بل إن السلطة قد تجد فيه دليل اتهام لمعارضيها بكونهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولا بالسلمية؛ وإنما هم في حقيقتهم دعاة عمل مسلح لحسم الصراع على الحكم.
بعد مفاجأة دخول الجماعات المقاتلة دمشق وسرعة تهاوي السلطة السورية وفرار الرئيس، استعاد طيف من المعارضة الأمل في إمكانية إسقاط حكم قيس سعيد، رغم اختلاف السياقات واختلاف الوضعية الإقليمية لكل من تونس وسوريا، واختلاف الأطراف المتداخلة في الحالتين، ثم في اختلاف طبيعة "الخصومة" في الدولتين
وفي الوقت الذي تحاول فيه جبهة الخلاص استئناف "مقاومتها" لسلطة قيس سعيد على وقع سقوط نظام دمشق، يراهن البعض، وهذا البعض قليل، على إمكانية حصول انفراج سياسي يبدأ بإطلاق سراح المساجين السياسيين تليه دعوة الى حوار سياسي واجتماعي مع كل مكونات المعارضة. هذه المراهنة تستند إلى إشارات غير واضحة يتم تأويلها تأويلا لا يجد ما يؤكده، وإنما هو أقرب إلى الأمنيات.
الاشارة الأولى كانت على لسان شقيق الرئيس قيس سعيد حين تكلم في إحدى الاذاعات عن تهدئة قادمة، داعيا المعارضة الى الاعتراف بنتائج الانتخابات، أما الإشارة الثانية فكانت على لسان قيس سعيد نفسه بعد سقوط النظام السوري حين أكد أن الوضع يحتاج "وحدة وطنية صماء".
لم يصدر عن السلطة ما يؤكد تفاؤل بعض السياسيين والمتابعين، حتى ذهب بعض المحللين الى القول بأن المقصود بـ"الوحدة الصماء" إنما هي وحدة النظام وأنصاره وليست وحدة التونسيين حكما ومعارضة.
وفي الوقت الذي تحاول فيه المعارضة الاستثمار في أخطاء السلطة وفي الأزمة الاجتماعية وتأمل أن يثور الناس بسبب صعوبة الأوضاع المعيشية ونقص العديد من المواد، خاصة وأن شهر كانون الثاني/ يناير في تونس هو شهر الاحتجاجات، فإن السلطة من جانبها تضاعف جهدها في محاولة معالجة بعض المشاكل التي قد تكون صاعق انفجار اجتماعي، من ذلك إعلان قيس سعيد إدماج المدرسين النواب بعد إعلانهم الإضراب بيوم واحد، وأيضا دعوته رئيس حكومته ووزير الشؤون الاجتماعية إلى الإسراع بمعالجة قضايا الناس. وقد تابع التونسيون تحركات قيس سعيد الميدانية، فيراها أنصاره التصاقا عمليا بهموم الناس ويراها معارضوه محاولة امتصاص لحالة احتقان قد تنفجر قريبا على وقع أزمة الحريات وأخبار المحاكمات.
والسؤال القائم دائما هو المتعلق بمدى قدرة المعارضة على تجاوز حساباتها الخاصة والحال أنها لم تتعاف بعد من خصوماتها الأيديولوجية، والسؤال متعلق أيضا بمدى قيام الأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية بمراجعات حقيقية يجيبون فيها عن سبب ما انتهينا إليه كتونسيين من إيقاف لمسار التدرّب الديمقراطي، ومن عودة الى مشاهد المحاكمات وخطابات التخوين والتحريض، ومن تفاقم لأزماتنا في كل المجالات، في طقس عالمي ملتهب بالصراعات والعداوات.
x.com/bahriarfaoui1
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ثورة جبهة الخلاص قيس سعيد التونسية سوريا سوريا تونس ثورة قيس سعيد جبهة الخلاص مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قیس سعید
إقرأ أيضاً:
أفلام عيد الفطر 2025.. تعرف على القائمة الكاملة
أفلام عيد الفطر 2025.. أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق موسم أفلام عيد الفطر 2025، حيث تشهد دور العرض السينمائية صراعًا قويًا بين العديد من الأفلام التي تتنافس على شباك التذاكر، والذي يتنافس 4 أفلام على تصدر شباك التذاكر، الذي يغلب عليها الطابع الكوميدي بما يتناسب مع أجواء الاحتفال بالعيد.
أفلام عيد الفطر 2025وتوفر «الأسبوع»، لمتابعيها وزوارها كل ما يخص القائمة الكاملة لعيد الفطر 2025، وذلك من خلال خدمة إخبارية شاملة يقدمها الموقع على مدار اليوم من خلال السطور التالية:
أفلام عيد الفطر 2025 فيلم سيكو سيكوتدور الأحداث حول شابين يعمل أحدهما في شركة شحن والآخر لاعب ألعاب فيديو، يتورط كلاهما في مشكلة تقودهما لمنعطفات خطيرة وتحمل مفاجآت عديدة، فيحاولان الخروج منها بأقل الخسائر.
والفيلم بطولة عصام عمر، طه دسوقي، علي صبحي، باسم سمرة، خالد الصاوي، تارا عماد، ديانا هشام، أحمد عبد الحميد، ومحمود صادق حدوتة.
العمل من تأليف محمد الدباح وإخراج عمر المهندس.
تدور قصة الفيلم حول قصة حب تجمع بين شاب وفتاة، وفي محاولة للوصول لحبيبته يقرر الشاب السفر إلى الساحل الشمالي رفقة صديقه لمقابلتها، فتدور هناك العديد من المفارقات الغير متوقعة.
يشارك في البطولة أحمد داش، مايان السيد، علي صبحي، أحمد عبد الحميد، علي السبع، مالك عماد، وتميمة حافظ، إضافةً إلى مغني الراب فليكس الذي يخوض أولى تجاربه التمثيلية. الفيلم من تأليف محمد جلال وكريم يوسف، وإخراج رؤوف السيد.
فيلم ريستارت
تدور أحداث فيلم ريستارت، حول مهندس ويجسده تامر حسني، يدخل في قصة حب مع فتاة شعبية من شبرا والتي تجسد دورها هنا الزاهد، وتبدأ بينهما قصة حب رومانسية ويخوضان العديد من المواقف الكوميدية سويًا، خاصة أن العمل يحمل العديد من المفاجآت.
ويخوض بطولة فيلم ريستارت كل من النجم تامر حسني والنجمة هنا الزاهد، ويشاركهما في الفيلم عدد كبير من الفنانين وهم عصام السقا، باسم سمرة، ميمي جمال، محمد ثروت، رانيا منصور، كما يُشارك في الفيلم عدد من ضيوف الشرف من بينهم النجمة إلهام شاهين، ومحمد رجب، وشيماء سيف، وأحمد حسام ميدو، الفيلم من تأليف أيمن بهجت قمر، ومن إخراج سارة وفيق.
كما يُعرض فيلم الصفا الثانوية بنات في دور العرض السينمائية في عيد الفطر 2025، والذي يعود به علي ربيع للكوميديا بعد فيلمه الأخير عالماشي.
وتدور أحداث فيلم الصفا الثانوية بنات في إطار كوميدي اجتماعي، حول مدرس صعيدي يعمل في مدرسة للبنات والذي يجسده الفنان علي ربيع، ويمر بالعديد من الأزمات والمواقف الكوميدية وقصة حب رومانسية.
يعتبر فيلم الصفا الثانوية بنات بطولة كل من الفنان علي ربيع، محمد ثروت، هالة فاخر، سارة الشامي، أوس أوس، وئام مجدي، لينا صوفيا، إسراء رخا، وإسماعيل فرغلي، وغيرهم من الفنانين، الفيلم من تأليف أمين جمال ووليد أبو المجد، ومن إخراج عمرو صلاح، ومن إنتاج أحمد السبكي.
اقرأ أيضاًأفلام عيد الفطر 2025.. طرح البوستر الرسمي لفيلم «سيكو سيكو»
أفلام عيد الفطر 2025.. طرح البوستر التشويقي لفيلم «نجوم الساحل» لـ أحمد داش
أفلام عبد الفطر 2025.. تفاصيل شخصية طه دسوقي في «سيكو سيكو» قبل عرضه | صورة