حادثة وفاة الرشيدي!
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
سالم بن محمد بن أحمد العبري
في مساء الإثنين؛ السادس من يناير الماضي أودى حادث سيارة أليم بالأخ الكريم والعامل الفاعل، والمصلح دون ضوضاء الشيخ عبدالله بن خلفان الرشيدي وهو يعبر بسيارته الصغيرة الدوار الدائري الواقع بين مدخل (العقير)غربا ومدخل (الحفري) شرقا، والذي حدد موقعه الشيخ الوالي السابق عبدالرحمن بن سيف بن حماد الخروصي حين عزم على وضع دوار على الشارع المتجه إلى صحار فأراد كل جماعة أن يكون على مدخل معقلهم فوقف في هذا المكان وقال: هنا يُقام.
وما كاد الشيخ عبدالله بن خلفان الرشيدي يخرج من شارع الخدمات شمال شارع الباطنة ليدخل الشارع العام ثم يأخذ، يمينا باتجاه الجسر ليأخذ، طريقه إلى منزله بـ(العقير) إلا وتصدمه سيارة قادمة فتضربه في الباب الأمامي ويُحمل للمجمع الصحي ببركاء؛ لكن جهاز الأشعة كان معطلا، ولم يتم استبداله بآخر منذ فترة ليست بالقليلة، فحملوه إلى مستشفى الجامعة ليجدوا في الطوارئ طبيبا مناوبا فيقرر إعطاءه أدوية لإيقاف النزيف الداخلي، لكن الأجل المحتوم سبق الطبيب، فأسلم الرشيدي روحه إلى بارئها.
ثم أجد اتصالا من الأخ محمد بن هاشم المالكي قُبيل الحادية عشرة ليلا وما كدت أفتح الرسائل صباحا عند الإفطار وأجد الأخ ابن هاشل يتابع الاتصال بغزارة، وأخي الشيخ هلال السيابي كذلك يلح بالهاتف وما كدت أنهي حديثي مع السيابي وهو يقول لي: أسرع إلينا سيزورنا الفريق على بن ماجد المعمري. لكن ابن هاشل عاجلني قائلا: توفي الشيخ عبدالله بن خلفان الرشيدي في حادث- وكانت زوجته المفجوعة بوفاته كانت لرؤيا منامية أو إحساس صادق داهمها كفلق الصبح؛ تصرخ فيه: عبدالله خذ سيارة الدفع الرباعي هذه السيارة أنوارها ضعيفة!!
ولكن القدر سبقها وعاجله ليلاقي مصيره المحتوم وعسى إنه كان خفيفا تحفه ملائكة الرحمة؛ كيف لا وهو ما نأمله من الله أن يطيل عنقه يوم القيامة فهو مؤذن وقائم للصلاة وعلى خدمات جامع العقير فكنَّا نراه هنا وهناك يتابع المصلين ويهتم بشؤون الجامع حتى قسم النساء العلوي لم يغب عن اهتمامه وعينه، بل خرج هذا الجامع إلى الوجود وبهذه الصورة المُرضية نتيجة اهتمامه ومتابعته وحرصٍ منه. وكما قال لي أخوه الشيخ سعيد بن خلفان الرشيدي، إن عبد الله كان يحمل عنا الكثير يصلح ويواسي ويرأب الصدع وهو كذلك.
وكان قد اتصل بي منذ سنتين بعض الإخوة من (وادي مستل) بعد أن دهمهم أمر إزالة وهم لديهم ما يعفيهم من ذلك أو يؤجل الأمر حتى يستكملوا الإجراءات. فقلت لهم أعيذكم بفلان فأنا مبدئي في قضاء حوائج الناس عبر الاتصال بمراجعهم حتى لا يدخل الشك في نفس أحد أنني أقحم نفسي في مسؤوليات الآخرين. فقالوا: لا. فقلت فلانا آخر. فقالوا: كلهم لا يهتمون. فقلت من الوالي أعرف أهله، لكنني لست متواصلا معه حتى بزيارة خاطفة، فكيف لي أن أذهب إليه لطلب لكم. فسألتهم: من بالبلدية مديرا؟ قالوا: من بركاء. فقلت باسمه أبلغوني وربما سكنه وعائلته. وقلت لهم: الآن ثقوا ستحل مشكلتكم.
واتصلت بالمرحوم الشيخ عبدالله بن خلقان فأبلغته المشكلة وأن حلها بيد مدير البلدية بولاية نخل. وهو من هنا من بركاء وأنا من خلال طوال تعرفي بالناس وانتمائتهم أعرف أن بعض الإخوة البلوش في المنطقة ومسقط هم من أخلص الناس ومن أكثرهم إخلاصا وقضاء لأمور مسؤولياتهم، ولم ينم الشيخ الشيدي إلا بعد أن تواصل مع مدير البلدية فقال له: ليأتوني غدا مبكرا؛ فذهبوا إليه. فقال لهم سأمدد لكم شهرا لاستكمال التصريح والإجراءات وإذا تعطلتم لسبب قاهر عودوا إلي وانتهى الأمر. اللهم أجزل للشيخ عبد الرشيدي وللأخ مدير البلدية الجزاء الأوفى.
فماذا أقول ولمن نعود بعد أخوتك واهتمامك وصدقك وإخلاصك، ألا يكفيني رؤيتك وأنت تنتظرني لتسلم عليَّ بعد صلاة الجمعة وتودّعني إلى الباب. ولكن لا نقول إلا ما وجب (إنا لله وإنا إليه راجعون).
وكم تمنيت لو أن خطبة الجمعة الأولى بعد وفاته خُصصت لمناقبه وتذكير الناس بقوله تعالى: (كل نفس ذائقة الموت) وأنه – رحمة الله عليه - كان بالجمعة السابقة بصحبتنا يؤذن للصلاة ويتابع ويراقب بنشاط ملأ الدنيا، واليوم يضمه التراب: فهل من واعظ أكبر من هذا.
وأذكر أنني كنت في مايو من العام الماضي في عزاء ببلدة (سني)، ولم نجد الشيخ سالم بن حمود الشكيلي. فسألنا عنه؟ فقالوا: إنه ذهب إلى بلدة (حيال) يواسي جماعة الخواطر. فقلنا نذهب أيضا للمواساة واللقاء به. فلما وصلنا قيل إن لديهم ميت آخر وذهبوا لصلاة الجمعة، ثم الصلاة عليه ودفنه، فلما وصلنا وجدنا الإمام قد شرع بالخطبة، وأي خطبة!! فقد كان حقا هذا هو الخطيب الذي يُحتذى به ويجب تقديمه للإمامة والخطابة. فقد أخذ من المناسبة موضوعًا لخطبته، وتحدث بما يلزم للميت بعد الوفاة، وأجاد ووعظ وأحسن، فقلت: أبلغوني إليه لأشد على يديه وأشكر هذا الرجل الذى يتقدم ويعلو المنبر الذى يماثله البعض بمنبر رسول الله (ص). نعم مثل هؤلاء الذين يحق لهم أن يرتقوا بالمنابر التي كثرت. وللأسف فإنّ أقل المؤهلين لها. لارتقاء ليسوا إلا قراء خطبة ورقية.
وأتذكر أنه جاء خطيب آخر لجامع العقير مع بدء العام الدراسي الحالي فخصص الخطبة لما يلزم على الأسرة وأولياء الأمور نحو أبنائهم؛ فكان موضوعا جديرا للخطبة والتوجيه، فقلت للمرحوم عبد الله الرشيدي: من هذا الخطيب؟ قال موجه بوزارة التربية والتعليم. فقلت: هو لها.
وفي الأخير أقول لكم: لقد كثرت حوادث السيارات وبعض الحوادث تحتاج ألا تُغلق ملفاتها، بل تبقى مفتوحة للتحقيق والتدقيق مثل الحادث على بلد (الحلحلي) بين قريتَي (العير) و(الهجير) حيث لم تصطدم السيارة، بل احترقت في مكان يدعو للبحث والتعجب، وكمثل حادث احتراق سيارة الأخ على بن جبر العبري قرب بيتهم في مزرعتهم. إن مثل هذه الحوادث نأمل أن تعطيها المؤسسات والمسؤولون اهتماما مكثفا حتى لا تتكرر ويفلت السبب والمسبب!
رحمك الله يا أخي الوفي عبدالله بن خلفان الرشيدي وألهم أهلك الصبر والسلوان وجعلك الله مع الصديقين والشهداء و الصالحين والشهداء وحَسُنَ أولئك رفيقا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
لن تنسى في الامتحان وذاكرتك ستكون قوية.. اسمع نصيحة الشيخ الشعراوي
مع بداية امتحانات نصف العام يبدأ الآباء والأمهات فى الدعاء لأبنائهم ليوفقهم الله فى امتحاناتهم ويكونوا دائما فى أحسن حال، لذا قدم الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة، رحمه الله، نصائح للطلبة التي تعانى صعوبة التذكر في الامتحان والنسيان، ولماذا قد يقرأ طالب قبل الامتحان صفحة ويأتي منها الامتحان، على عكس طالب ذاكر طوال العام.
وقال الشعراوي، إن العقل يستقبل المعلومات مرة واحدة فإياك أن تظن أن هناك عقلا يستقبل المعلومة أكثر من مرة أو 5 مرات، فالعقل يستقبل المعلومة مرة واحدة ولكن المهم ان يكون وقت استقبال المعلومة خاليا من غيرها، وإن كان فى غيرها فما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه، كما قال تعالى فى كتابه الكريم، والغفلة هو أن تكون قد علمت شيء لكنك غفلت عنه، ولماذا غفلت عنه لأنك لم تجعله دائما فى بؤرة شعورك.
التشتت في المذاكرةوتابع قائلاً: "وانت بتذاكر اوعى يجي فى بالك هتتغدا إيه النهارده هتروح فين بعد ما تخلص؟ إن شغلت عقلك أثناء المذاكرة بشيء فالجزئية التي تذاكرها وتقرأها لا تثبت مما تضطر أن تعيدها مرة أخرى حتى تصادف هذه المعلومة بؤرة شعورك".
وأشار الى أن هناك من لا يقرأ أو يترك جزئية معينة في المنهج ثم يقول له أصدقاؤه إنه ربما يأتي سؤال فى هذه الجزئية، ففى هذه الحالة يركز ذهنه كله فى قراءة الجزئية التي تركها قبل دخوله الامتحان ولا يشغل باله غيرها لا فى الأكل ولا الخروج ولا أى شيء اخر لماذا؟، لأن هذه فرصة واحدة وأخيرة لو لم يستغلها ويركز فيها قبل دخوله الامتحان ربما يعيد السنة أو يعيد المادة كلها، ثم يدخل الامتحان ويجدها فيجيب عليها أول شيء لأن المعلومة لا تزال في عقله قبل الامتحان بثوانٍ او دقائق فربما يغلب من ظل يذاكر لمدة طويلة، فهذه طلاقة القدرة فى تركيز العقل على المعلومة وتثبتها.
وأكد الشعراوي، على أهمية التركيز في المذاكرة، وأنّ يضع الطالب المعلومة أمام نصب عينه ولا يفكر في أي شيء آخر حتى تثبت في الذاكرة، مشيرًا إلى نظرية الاستصعاب في علم النفس.
وشرح إمام الدعاة نظرية الاستصعاب، قائلًا: «بعد أن يذاكر الطالب الباب المخصص له مذاكرته، يغلق الكتاب ومن ثم يضع بعض الأسئلة حول هذا الباب، أي يتحول وكأنه مدرس».