لجريدة عمان:
2025-01-13@20:16:50 GMT

موشكا..أسطرة الحكايات وتمثيلها

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

حضرتُ مسرحية موشكا فـي افتتاحية مهرجان المسرح العربي الذي تجري عروضه حاليا فـي مسقط، وهذه المرة الثانية لمشاهدتي المسرحية فالمرة الأولى كانت فـي بغداد فـي أكتوبر 2023، ولم أتمكن من مشاهدة المسرحية أثناء عرضها فـي مهرجان ظفار الدولي للمسرح، ولا فـي مهرجان القاهرة المسرحي ولا فـي الشارقة عندما عُرضت لأول مرة فـي مهرجان المسرح الصحراوي.

فـي كل العروض التي تُقدم فـيها موشكا تصلني انطباعات المشاهدين ويبدأ السؤال عن الرواية التي تحمل العنوان ذاته وكتبتها لمدة أربع سنوات وصدرت فـي بيروت 2015 عن دار سؤال.

ثم يأتي السؤال الأصعب عن رضا الكاتب عن العرض؟ وفـي كل مرة أحجم عن الإجابة لعدة أسباب منها أن العمل الأدبي حين يتحول إلى عمل فني مجسد يخرج من دائرة التقييم الأدبية إلى مجال آخر لا يمتلك صاحب النص الروائي أدواته.

ولكن يبقى الشعور بالزهو والفرح عند سماع ثناء القارئ للعمل الأدبي أو إعجاب المشاهد بالعرض المسرحي مبعث الفخر بالنجاح والإحساس بقيمة الكتابة وقدرتها على الخلق والإبداع.

ثم يأتي سؤال ذاتي عن النجاح فـي أسطرة الحكاية المتعلقة باللبان؟ وهل موشكا كانت فـي الحقيقة حكاية أم أسطورة متخيلة؟ ولكي أكون منصفا أقر بأن الرواية أخرجت لفظة موشكا ومعناها من بطون الكتب التاريخية إلى الساحة الأدبية، إذ ذُكرت فـي كتاب « الطواف حول البحر الإريتيري» لمؤلف مغمور لم يتم ذكر اسمه، وبقيت هناك حتى حملتها البطلة موشكا.

بعد صدور الرواية اقترنت موشكا باللبان الذي لا يُذكر إلا كمنتج مادي مجرد من عنصره الثقافـي اللامادي، ولكن بالتخييل استحضرت الرواية شجون العمال وهمومهم فـي حقول اللبان التي يُطلق عليها «منازل» أثناء عمليات «التوقيع» و«الكشط» والجمع وهي عمليات الحصاد التي تتم فـي شهور الصيف فـي ظروف قاسية يصعب تحملها.

تداولت لفظة موشكا فـي الأوساط الثقافـية ثم عبرت كصاحبها «البيربيلوس» اليوناني المجهول إلى المجال التجاري وتم تداولها كعلامة تجارية وعناوين لكيانات ثقافـية. أما عن الأسطورة المتخيلة فلا وجود لها فـي الميثولوجيا الظفارية، ولكن الكتابة الأدبية وتحديدا الرواية تستطيع اختلاق ميثولوجيا جديدة فـي حالة كان الكاتب واقعا تحت تأثير الثقافات المسكونة بالحكايات الأسطورية وأبعادها ووظيفتها فـي تقريب الأجيال ونقل المعارف الإنسانية التي تحملها الثقافة الشفوية.

الآن وبعد أن ذاعت موشكا الرواية والمسرحية أرى أن تتوقف عن التمثيل على المسرح حفاظا على وهج الأسطورة وقيمتها الثقافـية لأن التكرار يفقد الأشياء قيمتها، إضافة إلى شعور كاتب الرواية بعدم التقدير فـي المشاركات التي تُعرض فـيها مسرحية موشكا والتي كان آخرها الحضور لمهرجان المسرح العربي، والتي مثلت المسرحية سلطنة عمان فـي المهرجان بعد حفل الافتتاح، إذ لم توجه دعوة لكاتب النص لحضور المسرح إلا بعد توجيه من المسؤولين - مشكورين- فـي وزارة الثقافة والرياضة والشباب لمنظمي المهرجان بتسهيل النقل والإقامة للكاتب، الأمر الذي جعله يفكر فـي الاعتذار لكاتب النص المسرحي عن تمثيل النص مستقبلا.

فإذا كان التساهل فـي الحقوق المادية يُفهم على أنه تنازل عن الحقوق المعنوية فقد آن الأوان لإيقاف التعاون مالم يكن تعاونا منصفا للطرفـين.

تبقى الثقافة بمكوناتها الفنية والأدبية عالما غنيا بالتعبير عن هموم وشجون الإنسان، وتمثل ميزة إنسانية عظيمة تتطلب أعلى درجات العناية والتقدير خاصة للأشخاص الفاعلين فـي المجالات المذكورة، فعلى سبيل المثال الكتابة الأدبية جهد مضن لا يقبل صاحبها بالتهميش أو التجاهل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ترحاب كبير بالعرض المصري "ماكبث المصنع" في مهرجان المسرح العربي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد العرض المسرحي “ماكبث المصنع” ترحاب كبير من جمهور الدورة الـ 15 لمهرجان المسرح العربي، بعد عرضه ضمن فعاليات المسابقة الرسمية، بحضور عدد كبير من المسرحيين من مختلف الدول العربية. 

ويقول مخرج العمل محمود الحسيني عن العرض: "من خلال العمل على  النص الأصلي لشكسبير استطعنا إيجاد نقاط مشتركة بينه وبين رؤيتنا الفردية، وحاولنا الربط بين تلك النقاط حتى ظهرت المسرحية بالشكل الذي قدمناه.

وأضاف: المسرحية مرت بأكثر من مرحلة في التطور بداية من عرضها في مسابقة الجامعات، ثم المهرجان القومي للمسرح، وبعدها المهرجان التجريبي، واخيرا مهرجان المسرح العربي، ففي كل مشاركة اضفنا عليها امر جديد، حيث نستمع بشكل جيد للمسرحيين، ونطور بما يتماشى مع رؤيتنا للظهور بأفضل شكل ممكن. 

مقالات مشابهة

  • استعراض التجربة الصينية في التكنولوجيا المسرحية ضمن فعاليات "مهرجان المسرح العربي"
  • أسماء الهوري: المشاركة في مهرجان المسرح العربي لها طابع خاص
  • بدرية طلبة: المسرح هو العشق.. ويجب عرض المسرحيات بقناة الإسكندرية
  • هنادة الصباغ: "عد عكسي" يقدم تجربة إنسانية عميقة في مهرجان المسرح العربي
  • خالد النبوي من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية: "المسرح وحشني جدًا"
  • محمد يوسف الملا: مهرجان المسرح العربي يستقطب المبدعين
  • ترحاب كبير بالعرض المصري "ماكبث المصنع" في مهرجان المسرح العربي
  • 6 عروض نسائية تنافس في مهرجان المسرح العربي
  • مهرجان المسرح العربي.. منارة الفن تُضيء من مسقط