العلاقات الجزائرية _السعودية..من الحسن إلى الأحسن
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
الكاتب: رفيق شلغوم
بينما كنت أتناقش مع أحد المسؤولين السابقين بالدولة الجزائرية، ممن أثق في رجاحة عقلهم وسداد رأيهم موضوع الحملة القذرة التي يشنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومته ودولته العميقة ويمينه المتطرف على الجزائر، حتى بادرني بسؤالين مباشرين ، كانا كالتالي ؟
1 ـ كيف ترى العلاقات الجزائرية ـ السعودية ؟
2 ـ وكيف تتوقع مستقبلها ؟ في ظل هذه المستجدات الجيو استراتيجية التي تعرفها المنطقة والعالم عموما ؟.
قلت لذات المسؤول السابق بالدولة الجزائرية و(الذي أكن له كل الإحترام والتقدير) ، بأنني جئت لأسمع رأيه في عدد من الملفات حتى أتزود من حنكته وخبرته ، لكنه أصر على أن يسمع مني رأيي في موضوع العلاقات السعودية الجزائرية.
بل و نصحني أن أكتب في هذا الموضوع وغيره من المواضيع ذات الصلة،لأنه من واجبنا كإعلاميين أصحاب مقالات “رأي” مؤثرين، أن لا نترك الساحة الإعلامية فارغة أمام اجتهادات الكثير من الهواة عبر منصات التواصل الإجتماعي.
و كانت إجابتي،كالتالي:
1 ـ ما أعلمه أن العلاقات الجزائرية ـ السعودية في أحسن أحوالها حاليا.
2 ـ ما أعلمه من طرف عدد من الأصدقاء السعوديين من مناصب مختلفة التقيتهم في عدد من المرات في مناسبات مختلف،أن ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء الأمير “محمد بن سلمان” من المحبين للجزائر وشعبها. ويسعى جاهدا لدفع العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى ما تستحقه، ويعرف عنه احترامه الكبير للرئيس تبون .
3 ـ ما أعلمه أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يحترم كثيرا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء، ومن المحبين للمملكة العربية السعودية وشعبها .
و الدليل أنه جعل من “السعودية” أول بلد يزوره بعد تنصيبه كرئيس للجمهورية خلال عهدته الأولى.
4 ـ ما أعلمه أن سفير المملكة العربية السعودية بالجزائر الدكتور عبد الله بن ناصر عبد الله البصيري من المحبين للجزائر. وأنه عمل جاهدا على أن تكون العلاقات بين البلدين الشقيقين على أعلى مستوى، ومازال يعمل على ذلك.
وهنا رويت لمضيفي الكريم أنه وبدعوة كريمة شرفني بها سفير المملكة العربية السعودية الدكتورالبصيري في وقت سابق بمكتبه، كيف بقي يشيد لي بالجزائر وشعبها ورئيسها لمدة فاقت العشر ( 10) دقائق، وقد وصف لي الرئيس تبون بالذكي وصاحب رؤية و إرادة.
أما جوابي الثاني على سؤال الصديق: كيف ترى مستقبل العلاقات بين البلدين ؟
فقد كان كالتالي:
أراها تتجه نحو الأحسن
وهنا بات من الضروري أن أشرح وأقول وبكل صراحة
أعلم أن العديد من الجزائريين بقيت في حلقهم غصة،لأن ولي العهد السعودي الأمير بن محمد بن سلمان لم يحضر القمة العربية الحادية والثلاثين ( 31 ) التي عقدت بالجزائر في عيد الثورة بين الفاتح والثاني من نوفمبر 2022.
و أعلم أن الكثير والكثير،خاصة جماعة ” الطابور الخامس ” و“الصنصاليين” اسثمروا في هذا الغياب إلى الحد الأقصى.
لكنني “أتوقع” و“لا أعلم” بأن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” يعلم بأن غيابه عن القمة العربية التي انعقدت بالجزائر تركت ما وراءها.
و بالتالي “أتمنى” زيارة ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” في أقرب فرصة، بمعنى،في الوقت القريب قبل البعيد .
بل إنني “أتوقع” زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للجزائر حتى تضرب الجزائر والسعودية عدة عصافير بحجر واحد، تسقطها أرضا، من مطار هواري بومدين الدولي، وقبل الوصول لقصر المرادية .
نعم، أعلم كما يعلم غيري،بأن إنعقاد مجلس التنسيق الأعلى السعودي ـ الجزائري الذي أعلن على إنشائه بجدة خلال زيارة الرئيس تبون للمملكة في 16 ماي 2023، سيعقد هذه السنة 2025 بالجزائر.
لكن ما “لا أعلمه” ايضا ولكن “أتمناه” بل و” أتوقعه” أن يكون إنعقاد مجلس التنسيق الأعلى الجزائري السعودي بالجزائر هذا العام 2025،تحت رئاسة شرفية للرئيس تبون وولي عهد المملكة محمد بن سلمان وبحضور باقي المسؤولين الكبار بالدولتين لحضور وتوقيع إتفاقيات تشمل عديد المجالات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ولی العهد السعودی محمد بن سلمان
إقرأ أيضاً:
فيصل بن معمر: جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي دافع كبير للثقافة السعودية – الصينية لترسيخ القواسم المشتركة
انطلق أمس، الحفل الثقافي الاجتماعي للتعريف بجائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، وذلك بدعم من صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء الجائزة، بحضور معالي نائب رئيس مجلس الأمناء الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر.
كما حضر الحفل الذي أقيم بمقر أمانة الجائزة بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بمدينة الرياض عدد كبير من المثقفين والكتاب والإعلاميين السعوديين، الذين قدموا جملة من المداخلات والآراء حول الجائزة، كما تمت مداخلات من جمهورية الصين الشعبية عبر الاتصال المرئي.
واستعرض الحفل أهداف الجائزةِ وفروعها، وجوائزها المتنوعة، ومبادراتها المعرفية من أجل الإسهام في إثراء التواصل الثقافي بين البلدين, وركزت المداخلات على العلاقات التاريخية والثقافية التي تربط البلدين، وآفاق التعاون الثقافي فيما بينهما.
وفي كلمته في الحفل أكّد معالي الأستاذ فيصل بن معمر، أهمية الجائزة التي تَشْرُف بحمل اسم سمو ولي العهد -حفظه الله- وتتولى الإشراف عليها وزارة الثقافة، مؤكدًا عمق العلاقة بين المملكة والصين ورأى أنها تُشكّلُ نموذجًا للتفاعل الثقافي الذي يوجز المسافات، ويقربها، ويعزز من حضورها وتأثيرها الكبير وتفاعلها مع الصيغة الإنسانية للتواصل الحضاري والبشري في مختلف المجالات، حيث مهّد الإنسان العربي، سبله للتواصل مع الإنسان الصيني، وأشرقت الحضارتان العربية والصينية على شموس مختلفة من العلم والمعرفة والتجارة والاقتصاد والرحلات المتبادلة.
وأوضح أن رؤية المملكة 2030 التي من أهم مستهدفاتها الانفتاح على الثقافات تتجانس مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، التي تسعى لتحسين التكامل الدولي، كما يجسِّد التعاون الثقافي الجديد بين المملكة والصين نموذجًا شاملًا لكيفية بناء العلاقات، ويعد بمستقبل باهر من التطور والازدهار لكلا البلدين.
وبين أن إنشاء جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة والصين؛ جاء إيمانًا من المملكة بأهمية الثقافة والفنون والآداب في تعزيز التواصل الحضاري وتعميق التقارب الثقافي بين البلدين الصديقين؛ واستثمارًا لما يمتلكه البلدان إنسانيًا ورمزيًا وماديًا من إرث حضاري وثقافي ممتد في تاريخه، وفاعل في حاضره، وواعد في مستقبله، موضحًا أن الجائزة تتأسس على قيم الانفتاح والمثاقفة والتنوع والفهم الواعي للمشتركات الإنسانية، وانعكاس ذلك على تفاعلات الثقافة بكل مكوناتها وتجلياتها المتعددة .
اقرأ أيضاًالمملكةاختتام المسابقة الدولية العاشرة في حفظ القرآن للعسكريين في مكة
واختتم ابن معمر كلمته ببيان أن الجائزة شهدت ترحيبًا من قيادة البلدين بانطلاق دورتها الأولى في البيان المشترك لختام القمة السعودية الصينية عام 2022 م الذي احتضنته الرياض وهو ما يعد تتويجًا مبكرًا للجائزة والفائزين، ودافعًا كبيرًا للثقافة السعودية – الصينية لترسيخ روابطها التاريخية وقيمها النبيلة وقواسمها المشتركة.
وأعرب عن شكره لسمو وزير الثقافة لدعم هذه الجائزة، وتشريف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بأن تكون مقرًا لها، مشيرًا إلى أن هذه الجائزة عبر برامجها المتنوعة: فكرةً وأهدافًا وفروعًا، تفتح أبواب الفرص، وتشجع الأكاديميين واللغويين والمبدعين للتعريف بالثقافة السعودية والصينية، وتعزيز الفهم العميق للتاريخ والتقاليد والقيم في كل بلد، للتوكيد على عمق التعاون البنَّاء وتعزيز الروابط بين البلدين وامتداده لبناء جسور من التواصل والتفاهم يعود بالنفع عليهما، وينعكس على المجتمعين والشعبين على حد السواء، وكذا التعريف بثقافة المملكة ومنجزاتها في الأوساط الثقافية الصينية.
كما أشاد في ختام كلمته بالعلاقات الثقافية المزدهرة بين المملكة والصين وإطلاق البرنامج التنفيذي لإقامة العام الثقافي السعودي الصيني 2025م بين وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية، ووزارة الثقافة والسياحة في جمهورية الصين الشعبية، حيث إن العمل الثقافي المشترك بين المملكة والصين يقوم على أسس راسخة وجذور ممتدة عبر العصور.