عقد التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، في الرياض اليوم الإثنين، اجتماعاً استعرض خلاله عدداً من المبادرات لمحاربة الفكر الإرهابي.

وشهد الاجتماع، الذي عقد بحضور أمين عام التحالف الإسلامي، محمد بن سعيد المغيدي، وممثلي الدول الأعضاء، تقديم مبادرة "إدماج"، حيث أوضح مدير الإدارة الفكرية بالتحالف، منصور القرني، أن المبادرة تهدف إلى الاستفادة من قصص النجاح وأفضل الممارسات العالمية، بوضع برنامج نموذجي يركز على إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي والديني للذين وقعوا ضحية التطرف، حسب وكالة الأنباء السعودية، اليوم الإثنين.


وتشمل المبادرة تدريب وبناء قدرات العاملين في هذا المجال، وتقديم خدمات استشارية ودورات تدريب متخصصة، بما يسهم في إنشاء برنامج متكامل للتدريب على إعادة التأهيل والإدماج.

نظم #التحالف_الإسلامي اليوم في مقره، اجتماعاً استعرض خلاله عدداً من المبادرات الفكرية المزمع تنفيذها في الدول الأعضاء، حيث تم خلال الاجتماع مناقشة مبادرة "إدماج" والتي تهدف إلى إعادة تأهيل المتطرفين في الدول الأعضاء، بالإضافة إلى مبادرة "وعي" والتي تركز على إنتاج مواد معرفية… pic.twitter.com/pxxBGtEVfB

— التحالف الإسلامي (@imctc_ar) January 13, 2025

بدوره استعرض مدير التحليل والمتابعة في الإدارة الفكرية، عبدالله الدوه، مبادرة "وعي"، التي تركز على إنتاج مواد معرفية لمحاربة الفكر الإرهابي، عبر نشر الوعي الصحيح وتفنيد مزاعم الفكر المتطرف ودحضها، مع إبراز وسطية الإسلام واعتداله وبراءته من التشويه الذي ألحقته به الجماعات الإرهابية.
وتسهم هذه المبادرة في دعم الجهود الفكرية والإعلامية التي يبذلها التحالف في محاربة الإرهاب، إلى جانب جهوده في محاربة تمويل الإرهاب والجهود العسكرية، لتحقيق أهدافه الإستراتيجية الشاملة.
وفي الختام أكد المغيدي أن المبادرات الفكرية تعد ركيزة أساسية في دعم جهود التحالف، وتمثل جزءاً من منظومة عمله الشاملة التي تغطي الجوانب الفكرية والإعلامية والعسكرية ومحاربة تمويل الإرهاب. 
والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، حلف عسكري إسلامي أعلن في ديسمبر (كانون الأول) بقيادة السعودية، لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، ويضم  41 دولة مسلمة، تشارك في التخطيط واتخاذ القرار، ويملك التحالف غرفة عمليات مشتركة في العاصمة السعودية الرياض.


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية السعودية التحالف الإسلامی

إقرأ أيضاً:

أصوات فكرية تطرح أسئلة الموازنة بين الأصالة والمعاصرة في الفكر العربي

احتضنت جامعة نزوى في قاعة الفراهيدي ضمن فعالياتها في معرض مسقط الدولي للكتاب 2025، جلسةً حوارية فكرية بعنوان "التجديد في الفكر العربي.. سؤال الموازنة"، ناقشت فيها قضايا التجديد، والتراث، والتبعية، والإبداع، والمقدّس في السياق العربي الإسلامي.

وشارك في الجلسة كل من أمينة البلوشية، وسالم الصريدي، وعبدالله الدرعي، وبدر الشعيلي، وأدارتها الدكتورة شفيقة وعيل.

وفي ورقتها، أشارت أمينة البلوشية إلى أن الحديث عن التجديد يستلزم بالضرورة الحديث عن المقدّس، إذ لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر. وبيّنت أن التجديد لا ينبغي أن يكون مجرّد تقليد للغرب أو تفكّكٍ من كل القيم، بل هو مشروع يبدأ من الداخل، من مساءلة الذات وقراءة الواقع بوعي نقدي. وأوضحت، أن حالة التبعية، سواء في الفلسفة أو الأدب أو الفكر، هي نتيجة غياب مشروع فكري جماعي يعيد تشكيل علاقتنا بالتراث والحداثة على حدّ سواء.

وأضافت "البلوشية": إن المجتمعات العربية تحتاج إلى "أنسنة الفكر"، أي تحريره من التصورات الجامدة التي تعيق حركته، مشددةً على ضرورة أن يُبنى هذا المشروع من خلال تكامل جماعي لا جهد فردي.

وتابعت أن الخوف من الاقتراب من المقدّسات يمنع التطور، مؤكدةً على ضرورة احترام المقدس دون منعه من أن يكون موضوعًا للنقد والفهم والتفكيك. ودعت إلى تجاوز التبعية والانطلاق من حيث توقف الآخرون لصياغة مشروع نهضوي حقيقي.

أما بدر الشعيلي فقد ناقش في ورقته العلاقة بين السلطة والنصّ، معتبرًا أن كثيرًا من إشكالات الفكر العربي نشأت من تداخل النصوص المقدّسة مع النصوص السلطوية التي أُسبغ عليها قداسة زائفة. وأشار إلى أن السلطة الدينية والسياسية كثيرًا ما وُظفت لحماية مواقف أيديولوجية معينة على حساب حرية التفكير.

وأوضح "الشعيلي" أن الخروج من مأزق الجمود يتطلب قراءة جديدة للنصوص، لا تقتصر على التفسير التقليدي، بل تنفتح على الواقع واحتياجات العصر. وأضاف: إن الفجوة بين الإبداع والفكر لا تزال قائمة، إذ يُنظر إلى المبدعين أحيانًا بريبة إذا ما اقتربوا من قضايا تمسّ التراث أو العقيدة.

وتابع أن المشروع الفكري العربي بحاجة إلى مصالحة بين الفكر والإبداع، حيث لا يمكن لأي نهضة أن تقوم دون احتضان متبادل بينهما. وختم بتأكيده على أن التجديد لا يكون بتبديل العبارات، بل بتفكيك الأسئلة العميقة وطرح أسئلة جديدة تعيد التفكير في مصادر المعرفة وسُبل تلقيها.

وفي ورقته، تناول سالم الصريدي قضية التجديد من زاوية تكامل العلوم، لافتًا إلى أن المفكر العربي في العصور الأولى كان موسوعيًا يجمع بين الفلسفة واللغة والرياضيات وغيرها.

وأشار إلى أن الانفصال بين العلوم أدى إلى تخمة في التفاصيل، بينما التجديد اليوم يقتضي العودة إلى رؤية شاملة تجمع بين العلوم الطبيعية والإنسانية.

وأوضح أن الفكر التجديدي لا يكتمل دون مقاربة الإنسان في أبعاده المختلفة، النفسية والاجتماعية والمكانية، مضيفًا أن المعرفة لا يمكن أن تنمو داخل المختبرات فقط، بل في التفاعل مع الإنسان ومحيطه. وتابع أن المطلوب هو بناء "هارمونية معرفية" تمكّننا من تجاوز التشتت واستعادة المعنى الشامل للمعرفة. مؤكدا على أن النهضة تتطلب عقلًا جامعًا، لا عقلاً مُجزّأً، وأن هذا يستدعي إعادة النظر في طرائق التعليم والتفكير والبحث.

من جانبه، تطرق عبدالله الدرعي في ورقته إلى مفهوم الحرية الفكرية وأهميتها في مسار النهضة والتجديد، مبينًا أن الحرية لا تعني الانفلات من القيم، بل تنطلق من وعي نقدي مسؤول يعيد قراءة التراث والواقع بروح عقلانية. وأشار إلى أن الفكر العربي كثيرًا ما وقع أسير الثنائيات المتضادة، مثل الأصالة والمعاصرة، والمقدس والمدنس، مما أعاق قدرته على إنتاج معرفة متحررة من التبعية الثقافية.

وأوضح أن الحاجة اليوم ليست إلى إعادة إنتاج النصوص، بل إلى تجديد أدوات الفهم والتأويل، معتبرًا أن الخوف من المساس بالموروث يمنع تحرك العقل نحو تأسيس رؤى جديدة أكثر ملاءمة لعصرنا. وأضاف أن تجاوز هذا الخوف يبدأ بإعادة النظر في ما نعدّه "ثوابت"، وتحرير المقدس من التوظيفات الأيديولوجية التي تُعطل التفكير بدعوى الحماية أو التقديس.

وتابع أن كثيرًا من التجارب الفكرية العالمية انطلقت من مساءلة الذات أولًا، مشيرًا إلى أهمية أن ننطلق نحن أيضًا من موقع الوعي الذاتي النقدي، لا من استيراد نماذج جاهزة من الغرب أو غيره. ودعا الدرعي إلى إحياء مشروع فكري عربي إسلامي، يتأسس على الحوار والتكامل، لا على الإقصاء والانغلاق، مشددًا على أن التجديد لا يكون بجهد فردي معزول، بل بمبادرات جماعية تعيد وصل الحاضر بالماضي دون أن تكون رهينة له.

مقالات مشابهة

  • الكاميرون تعلن انضمامها رسميا إلى التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب بقيادة السعودية (صور)
  • إعلان الكاميرون العضو 43 في التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب
  • الرياض تعلن انضمام الكاميرون للتحالف الإسلامي ضد الإرهاب  
  • ملتقى يستعرض مبادرات مدرسية واعدة بمتحف عمان عبر الزمان
  • عن الفكر المتطرف والظلم المتطرف أيضا
  • “التحالف الإسلامي” يعلن انضمام جمهورية الكاميرون دولةً عضوًا
  • انضمام الكاميرون عضوا في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب
  • شويغو: تنامي الخطر الإرهابي في إفريقيا ناجم عن أعمال فرنسا
  • عبدالحميد خيرت: القيادات الحالية في جماعة الإخوان الإرهابية هم الجناح المسلح الإرهابي|فيديو
  • أصوات فكرية تطرح أسئلة الموازنة بين الأصالة والمعاصرة في الفكر العربي