أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن أسماء المتأهلين الأربعة لتمثيل سلطنة عُمان في معرض جنيف الدولي للاختراعات في نسخته الـ"50" المزمع إقامته خلال الفترة من 9 ـ 13 من أبريل القادم بمدينة جنيف السويسرية، وذلك في ختام مرحلة التقييم النهائية للمشاركين التي أقيمت اليوم بمجمع الابتكار مسقط برعاية سعادة الدكتور سيف بن عبد الله الهدابي، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار.

وقال سعادته: إن الإعلان عن المتأهلين لتمثيل سلطنة عُمان في معرض جنيف الدولي للاختراعات يمثل أحد برامج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ويهدف إلى دعم الابتكارات الفردية، والشباب العماني مبدع في ابتكار أفكار ومنتجات يمكن المنافسة بها ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى العالمي، إذ إن الابتكار يصقل بالمشاركة في المعارض العالمية والاحتكاك مع ذوي الخبرة، كما يصقل بالبحث العلمي والتجارب.. ولذلك جاءت فكرة المشاركة في معرض جنيف الدولي للاختراعات، ودعم الوزارة لهذه المشاركة من خلال 4 مشاريع ابتكارية لعرضها على المستوى العالمي، وكانت المنافسة كبيرة بإجمالي 36 فكرة ومشروعا ابتكاريا تم تقديمها واختيار 4 مشاريع منها للمشاركة في معرض جنيف للاختراعات.

وأكد أن سلطنة عمان بلغت المرتبة الـ 74 في مؤشر الابتكار العالمي، وثمة تقدم في المؤشرات الفرعية ولا زلنا نعمل عليها لرفع تصنيف سلطنة عمان عالميًا، وتنشد "رؤية عمان 2040" للوصول إلى أعلى 20 دولة في العالم بحلول عام 2040، وأعلى 40 دولة على مستوى العالم بحلول عام 2030، والجهود والبرامج تعمل وفق خطط مدروسة لتحسين البيئة الابتكارية في سلطنة عمان والمنظومة العلمية للبحث العلمي والابتكار.. مبينًا سعادته أن واحدة من المهام التي أُوكلت للوزارة تنظيم سياسات البحث العلمي والابتكار ودعم المبتكرين والباحثين وهناك الكثير من البرامج في هذا المجال سواء في إنتاج المعرفة هناك العديد من البرامج منها برنامج الدعم المؤسسي المبني على الكفاءة والذي يدعم أكثر من 400 مشروع بحثي سنويا بمبلغ يتجاوز مليوني ريال عماني، وبرامج دعم البحوث في المؤسسات الحكومية وهو برنامج دعم البحوث للمشاريع الاستراتيجية، ولدينا البحوث التي تأتي من القطاع الصناعي عبر منصة إيجاد، وغيرها الكثير من البرامج لدعم المبتكرين بينها مسابقة الجدران المتساقطة التي تقام في برلين، وبرنامج دعم العلماء الشباب الذي يقام في لندن، ومشاركة الشباب العماني في مسابقة لينداو العالمية، وكذلك مشروع أبجريد لتحويل المشاريع الطلابية إلى شركات ناشئة، وبرنامج منافع، كما أن الوزارة من خلال مجمع "ابتكار مسقط" تؤسس لحاضنات داخل المجمع وإنشاء حاضنات في مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عمان، وقد وقعنا العام المنصرم 6 اتفاقيات لإنشاء حاضنات في الجامعات الكبرى في البلاد، وهذه البرامج تكمل المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار وتؤسس للاقتصاد المبني على المعرفة.

وأسفرت نتائج التقييم عن تأهل أربعة مشروعات وهي مشروع "نظام تنظيف وتعقيم مكيف السيارة" للمبتكر محمود بن محمد الهنائي، ومشروع "لغة" للمبتكرة ليان بنت سعيد الرحبية، ومشروع "التطبيق الهاتفي.. الرحال العلمي" للمبتكرة الدكتورة هدى بنت علي الحوسنية، بالإضافة إلى مشروع "إتيان" للمبتكر مؤيد بن سمير البلوشي.

وحول تنظيم الوزارة لتصفيات المشاركة في هذا الحدث العالمي أكدت خديجة بنت عبدالله الحراصية أخصائية برامج بحثية وابتكارية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أن مشاركة سلطنة عُمان للمرة الأولى في معرض جنيف الدولي للاختراعات تأتي بهدف إتاحة الفرصة للمبتكرين العُمانيين، وأصحاب براءات الاختراع للمشاركة في واحدة من أقوى التجمعات العالمية السنوية للمخترعين، إذ بلغ عدد المتقدمين للمشاركة في المعرض (36) مشروعًا، خضعت جميعها لإجراءات الفرز والتقييم، ترشح منها (20) مشروعًا للمرحلة النهائية، تأهل منها (4) مشاريع لتمثيل سلطنة عمان.

وأضافت: يستضيف المعرض المبتكرين ورواد الأعمال والمستثمرين والمهتمين بالاختراعات، وهو بمثابة ساحة مفتوحة لــــ (40) دولة حول العالم لعرض أكثر من 1000 ابتكار في مجالات الميكانيكا والآلات والصناعة والمعادن، والإلكترونيات وعلوم الحاسوب، والكهرباء والشبكات، والبرمجة والأمن السيبراني، والبناء والعمران، والهندسة والطاقة، والصحة والرياضة، والغذاء والدواء، والبيئة والزراعة والمياه، والفنون والسينما، والطب والجراحة، والبصريات، والنقل والطيران والعلوم البحرية، والتعليم والرعاية، والعلوم الحياتية.

وقد ضمت لجنة تقييم المترشحين الدكتور صلاح بن صومار الزدجالي، مدير عام البرامج وبناء القدرات، والدكتور محمد بن حمدان البادي رئيس الجامعة العربية المفتوحة، بالإضافة إلى الدكتور عبدالله بن محمد الشكيلي المدير التنفيذي لمركز ريادة الأعمال بجامعة نزوى.

وعبرت المبتكرة ليان بنت سعيد الرحبية، صاحبة مشروع "لغة" عن فرحتها بالتأهل للمشاركة في معرض جنيف الدولي للاختراعات وأكدت أن المشروع يساعد فئة الصم والبكم على التواصل مع المجتمع.

وقال المبتكر مؤيد بن سمير البلوشي، صاحب مشروع "إتيان": إن الابتكار يساهم في تعزيز الأمن البحري من خلال جهاز "إتيان" يتم إرسال جهاز استغاثة للصيادين عن طريق الأقمار الصناعية وموجات الراديو.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التعلیم العالی والبحث العلمی والابتکار فی معرض جنیف الدولی للاختراعات للمشارکة فی سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

العيد في عُمان .. احتفاء بالتقاليد والابتكار الرقمي

العيد في عُمان مناسبة للفرح والتآلف الاجتماعي واستعادة التقاليد العريقة، لكنه في السنوات الأخيرة أصبح، أيضا، لحظة للتعبير الرقمي. ومن أبرز مظاهر العيد اليوم في سلطنة عُمان وسم بات حديث الجميع، وهو #لقطة_عمانية_في_العيد، الذي يبدو أنه ساهم في تغيير الطريقة التي يحتفل بها العُمانيون بالعيد ويشاركون عبرها تجاربهم. وتحول والوسم، الذي ينشد في كل عيد، من منصة لعرض مظاهر الاحتفال، إلى ظاهرة رقمية تجسد الإبداع العُماني على وسائل التواصل الاجتماعي. وهو مثال حيٌّ على كيفية استخدام العُمانيين لمنصة «إكس» (تويتر سابقًا) لترويج ثقافتهم وتراثهم، ولكن أكثر من ذلك، لابتكار تقاليد جديدة تشمل الجميع، رجالا ونساء وأشخاصا من ذوي الإعاقة على حد سواء.

اكتسب وسم #لقطة_عمانية_في_العيد زخمه منذ عدة سنوات كوسيلة للعُمانيين لمشاركة لقطات من احتفالاتهم بالعيد. في البداية، كان يُستخدم في الغالب لنشر صور تجمعات العائلات، والأزياء التقليدية، ووجبات العيد الخاصة. لكن بمرور الوقت تحول إلى جزء لا يتجزأ من العيد في عُمان، ينتظره الناس بحماس داخل البلاد وفي أرجاء الخليج العربي. لقد أصبح الوسم بمثابة ألبوم رقمي جماعي يجمع العُمانيين من مختلف المناطق، ما يخلق حالة من الاحتفاء الوطني بالعيد لم يكن من الممكن تحقيقها قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي.

ما يجعل #لقطة_عمانية_في_العيد مميزًا هو مزجه بين التقاليد والتفاعل الرقمي الحديث. فمن خلال هذا الوسم، يوثق العمانيون احتفالاتهم بالعيد، ويساهمون، في الوقت نفسه، بالحفاظ على التراث وابتكار أساليب جديدة للاحتفال. فالتقاليد العُمانية، مثل إعداد الشواء وارتداء الدشداشة والعباية، وأداء صلاة العيد، تحظى بإبراز واحتفاء واسعين. وفي الوقت ذاته، تنشأ عادات جديدة كالتحديات الإبداعية في التصوير الفوتوغرافي، والتعبيرات الفنية عن فرحة العيد، وحتى سرد القصص الرقمية عن تاريخ العائلات.

وقد أثبت العُمانيون على منصة « إكس» أنهم مبدعون في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للترويج الثقافي. فمن خلال الوسم نجحوا في تحويل اللحظات الشخصية إلى ذكريات جماعية، مما ساعد الجميع، حتى من يعيشون في الخارج، على الشعور بالارتباط بوطنهم وبتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم. علاوة على ذلك، شجع هذا الوسم الأجيال المختلفة على التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة هادفة، حيث يظهر في العديد من المنشورات كبار السن الذين قد لا يكونون نشطين رقميًا، ما يعكس الروابط بين الأجيال وانتقال التقاليد.

ومن الجوانب البارزة الأخرى في #لقطة_عمانية_في_العيد هو شموليته، حيث يستخدمه العمانيون من جميع الأعمار والخلفيات الثقافية، بما في ذلك الرجال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة. لقد وفر هذا الوسم منصة للأشخاص ذوي الإعاقة لمشاركة تجاربهم وإبراز دورهم كجزء لا يتجزأ من المجتمع العُماني. فبعض المنشورات تسلط الضوء على احتفالات العيد المهيأة للجميع، حيث تبذل العائلات والمجتمعات جهودا لضمان أن تشمل الاحتفالات الجميع. بينما تبرز منشورات أخرى إبداعات الفنانين وصناع المحتوى من ذوي الإعاقة، مما يثبت أن الفضاءات الرقمية يمكن أن تكون أدوات تمكين للجميع.

وبطرق عديدة، يعكس نجاح هذا الوسم قوة التماسك المجتمعي في عُمان، فهو لا يقتصر على عرض الصور الجميلة فحسب، بل يتمحور حول المشاركة والفخر الوطني. كما أن التفاعل الكبير مع الوسم كل عام يؤكد على أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون قوة توحيدية، تجمع العُمانيين معا بغض النظر عن أماكن وجودهم أو وضعهم الاجتماعي.

إن العيد في عُمان هو احتفال بالأسرة والتقاليد، لكنه في العصر الرقمي أصبح أيضا احتفالا بالإبداع والتواصل. وقد أصبح وسم #لقطة_عمانية_في_العيد جزءا أساسيا من مظاهر العيد، مما يثبت أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تُستخدم ليس فقط لمشاركة التراث الثقافي، بل للمساهمة في تشكيله أيضا. ومن خلال هذا التقليد الرقمي السنوي، أظهر العُمانيون كيف يمكن أن تكون منصة أكس أداة قوية للحفاظ على الثقافة، والابتكار. ومع اقتراب العيد يترقب العُمانيون بفارغ الصبر المشاركة في هذا الحراك الرقمي، مما يضمن استمرار ازدهار التقاليد القديمة والجديدة في عالم رقمي دائم التطور.

د. نجمة بنت جعفر الزدجالية أكاديمية في جامعة السلطان قابوس

مقالات مشابهة

  • سكان سلطنة عمان بين 8 ـ 11 مليون نسمة بحلول 2040
  • إشادات بمنتجات "أريج للزيوت النباتية" ضمن معرض "جلفود 2025"
  • انطلاق فعاليات معرض البازار العماني البحريني بمشاركة 30 عارضا
  • بنك عمان العربي ينظم "معرض العيد" لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • إنتاج سلطنة عمان من الغاز الطبيعي يرتفع 9.5%
  • الجزائر تستنسخ مشاريع من المغرب وتلجأ من جديد إلى تهمة المخدرات
  • رمضان حول العالم| في عمان: تقاليد عريقة وأجواء روحية تملأ الأرجاء
  • انطلاق فعاليات أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” بصنعاء
  • جنيف.. تنديد بقمع الحريات في مخيمات تندوف وإفلات قادة البوليساريو من العقاب
  • العيد في عُمان .. احتفاء بالتقاليد والابتكار الرقمي