عربي21:
2025-04-16@23:02:45 GMT

شعب مطلوب للعدالة

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

رصد وملاحقة جنود الاحتلال قضائيا في دول العالم، وآخرها السويد والبرازيل وتشيلي وغيرها، يمثل أزمة عميقة جدا تؤرق كل مستويات الكيان، ويتم النظر إليها في الأوساط الصهيونية على أنها تهديد متصاعد وكراهية متنامية، وهي مطاردة حتمية ستفرض حصارا على كل المجتمع الصهيوني كون أن جميع أبنائه خضعوا للتجنيد الإجباري، أي أن كل إسرائيلي هو إما جندي نظام أو احتياط.

 

يبلغ عدد الجنود النظاميين في جيش الاحتلال والبحرية والقوات شبه العسكرية نحو 170 ألفا، ويضاف إليهم 465 ألفا من الاحتياط، وهذه الأرقام تعني أن القوة الأساسية لجيش الكيان، دون كثير من دول العالم، يعتمد بالأساس على قوات الاحتياط، التي تكون عادة في حالة تأهب للدخول في الحرب عند استدعائها في أقصر فترة ممكنة، ويتم استدعاء الاحتياط مرّة في السنة لأغراض التدريب والبقاء على الجاهزية القتالية.

وفي حرب الإبادة الجماعية الجارية على قطاع غزة، استدعت حكومة العدو، وفق مصادر عبرية، 360 ألفا من قوات الاحتياط للمشاركة في الحرب، إلى جانب الجيش النظامي، ولم يكن هذا العدد من الجنود يحتاج إلى تعبئة جديدة من القيادة العسكرية والسياسية، فهو جزء من الجمهور الذي جاء بحكومة اليمين الأكثر تطرفا بتاريخ الكيان، ودخل الحرب معبأ بأفكار اليمين الصهيوني وعقائده القائمة على القتل والتطهير والتعذيب.

الجنسية الإسرائيلية أصبحت وثيقة إدانة. هذه هي العزلة والصدام مع الإرادة الدولية التي ضرب بها الطوفان استقرار الكيان والأمن الشخصي لأفراده، الذين سيضطرون للاختباء خلف جنسيات أخرى، ولن ينخدع أحرار العالم بعد اليوم بأفلام السامية ومعاداتها، فحكومة نتنياهو جعلت الكيان طبقا جديرا بالالتهام.

العالم اليوم يُحاكم نموذج دافيد بن غوريون واضع نظرية أمن الكيان، الذي وجد أن نموذج "جيش الشعب" أو "الشعب المسلح" هو الأكثر مناسبة للكيان، وبعد أكثر من 7 عقود يجد هذا الشعب نفسه مطلوبا للعدالة، ومطالبا بدفع ثمن جرائم الجيش الذي يخدم فيه
بتعبير آخر، فإن أكبر محاكمة في التاريخ ستعقد لأفراد دولة بأكملها بدءا من رئيس الوزراء ووزير الحرب السابق المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية حتى أصغر جندي في الكيان، في ظل أن أدلة الجريمة تطالهم جميعا وتثبت اشتراكهم في الإبادة الجماعية. 

العالم اليوم يُحاكم نموذج دافيد بن غوريون واضع نظرية أمن الكيان، الذي وجد أن نموذج "جيش الشعب" أو "الشعب المسلح" هو الأكثر مناسبة للكيان، وبعد أكثر من 7 عقود يجد هذا الشعب نفسه مطلوبا للعدالة، ومطالبا بدفع ثمن جرائم الجيش الذي يخدم فيه، وجرائم الحكومة "التي أصبح الشعب يعمل لخدمتها، وليست هي في خدمته"، بتعبير كاتب إسرائيلي.

جيش الشعب اليوم كله في دائرة الخوف من الملاحقة، والكثير من العواصم ستغلق في وجهه، وسيجد نفسه يتحرك في حقل ألغام، والوضع قد يصبح مع الأيام أكبر من قدرة وزارات الكيان على ملاحقة الملاحقات. وقد أقامت وزارة الخارجية في تل أبيب لأجل ذلك غرفة طوارئ للعمل بسرية، في حين أسست النيابة العسكرية الإسرائيلية وحدة خاصة للاستشارة القانونية. ويدور الحديث عن مئات الشكاوى بدأت ترد تباعا إلى الكيان، ما سيجعل حرية حركة الصهاينة مقيدة وأكثر تعقيدا.

صفارات إنذار الكيان أصبحت تُسمع في دول العالم وعواصمه للتحذير من كمائن قضائية لجنود الجيش وضباطه. يجب أن تبقى حلقات الخوف قائمة وتتسع، وألا تهدأ إنذارات الخارجية الإسرائيلية، فالملاحقة، بتعبير الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنياع، تبدأ صغيرة وتكبر، ثم تصبح تسونامي.

وهذا الأمر سيظل مرتبطا بمدى قدرتنا على الانتباه لأهمية هذه الجبهة وانعكاسها على الأمن الشخصي لجمهور الكيان، وأيضا مدى توفر إرادة فلسطينية للذهاب نحو تشكيل وقيادة أكبر جبهة قانونية وحقوقية، أو لنقل أكبر فريق محامين حول العالم، لمحاكمة شعب دولة مطلوب للعدالة.

x.com/ahmedelkomi1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيلي غزة الجنائية إسرائيل غزة محاكمات الجنائية ابادة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات عالم الفن سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

موقع واللا: مئات من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي يطالبون نتنياهو بوقف الحرب

#سواليف

دعا مئات #الجنود #الإسرائيليين في عريضتين جديدتين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو إلى #وقف_الحرب على #غزة وإعادة #الأسرى، في أحدث فصول تصعيد الضغط على الحكومة داخل #الجيش_الإسرائيلي.

ونقل موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي أن الجنود قالوا في العريضتين إن نتنياهو يحرض ضد سلطات فرض القانون ويعرض أمن مسؤوليها للخطر ويحاول عرقلة التحقيقات في قضايا تتهمه ومقربين منه بالفساد.

وأضاف واللا أن مئات من جنود الاحتياط في وحدة السايبر الهجومي ومنظومة العمليات الخاصة ينضمون لدعوات وقف الحرب في غزة.

مقالات ذات صلة ما هو مرض (السقاوة) وهل هو مرض مهني.؟ الصبيحي يوضح 2025/04/15

بدورها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن “أكثر من 200 من جنود و #محاربين_قدامى بسلاح البحرية يدعون لإعادة المخطوفين ولو مقابل وقف الحرب”.

وفي وقت سابق الثلاثاء، وقّع نحو 150 جنديا إسرائيليا خدموا في لواء غولاني عريضة تطالب بإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، ولو كان الثمن وقف الحرب فورا.

ويُعد #لواء_غولاني من وحدات النخبة القتالية في الجيش الإسرائيلي، وشارك في معظم الحروب التي خاضها جيش الاحتلال منذ تأسيسه.

وخلال الـ48 ساعة الأخيرة، انضم آلاف الإسرائيليين العسكريين في الاحتياط والمدنيين من قطاعات مختلفة إلى الرسالة التي وقعها المئات من جنود الاحتياط في سلاح الجو من بينهم طيارون، ودعت إلى وقف الحرب لإعادة الأسرى.

تحركات زامير

في الأثناء، قالت القناة 12 الإسرائيلية، إن رئيس أركان الجيش إيال زامير عقد جلسة لاحتواء أزمة رسائل الاحتجاج التي وقعها جنود الاحتياط، مشيرة إلى أن الجيش يدرك حجم الضرر المحتمل والدلالات العميقة للتوسع المتزايد في ظاهرة الاحتجاج بين صفوف قدامى الجنود.

وبحسب القناة الإسرائيلية فإن رئيس الأركان يعتزم منع جنود الاحتياط الموجودين بالخدمة الفعلية من المشاركة في أي احتجاج للحؤول دون استخدام رموز المؤسسة العسكرية لأهداف سياسية.

وأضافت أن قيادة الجيش الإسرائيلي تؤكد على أن العمليات في غزة تتم بدعم كامل من جميع قادة الأجهزة الأمنية.

في الأثناء، نقلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن إسرائيل مستعدة لتقديم بعض التنازلات بشأن اتفاق غزة لكن ليس على حساب منع تدمير حركة حماس.

من جانبها، قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن نتنياهو أبلغ عائلات أسرى بغزة أن عمليات تفاوض مكثفة تجري حاليا لإعادة أبنائهم.

وكان نتنياهو، سعى لوصف هذا التحرك بأنه رفض للخدمة بالجيش الإسرائيلي، وتوعد نتنياهو ووزراء بحكومته بفصل موقعي هذه العرائض من جنود الاحتياط، معتبرين أنها تقوي الأعداء في زمن الحرب ووصفوها بالتمرد والعصيان.
دعم واسع

ولدعم تحركات الجنود، أصدر نحو 200 من عائلات الأسرى الإسرائيليين ونشطاء ينشرون رسالة دعم للجنود والطيارين الذين دعوا لوقف الحرب.

وقالت العائلات في بيان نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت إن “العملية العسكرية تعرض حياة المخطوفين للخطر، وأنها أدت سابقا إلى مقتل 41 مخطوفا”.

وأكد البيان أن نتنياهو اختار عرقلة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتضحية بحياة 59 أسيرا محتجزين في غزة لأهداف سياسية.

وقالت هيئة عائلات الأسرى، إن طريقة الإفراج الجزئي عن الأسرى على شكل دفعات هي نهج خطير يعرض جميع المختطفين للخطر. وطالبت باعتماد حل مناسب يفضي إلى إنهاء الحرب، وإعادة جميع المختطفين دفعة واحدة وبشكل فوري.

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء السابق إيهود باراك انضم إلى ضباط الاحتياط العاملين والمتقاعدين فوقّع على عريضة تدعم رسالة الطيارين الداعية إلى وقف الحرب من أجل إطلاق سراح الرهائن..

ووصف رئيس هيئة الأركان السابق دان حالوتس رئيس الوزراء خلال مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية بأنه تهديد فوري لأمن إسرائيل، لا يجب إخضاعه أو القضاء عليه، بل ينبغي أسره، على حد تعبير حالوتس.

كما وقّع نحو 3500 أكاديمي إسرائيلي وأكثر من 3 آلاف من العاملين في مجال التعليم وما يزيد عن ألف من أولياء الأمور، في وقت سابق الاثنين، على عرائض تطالب بإعادة الأسرى وإنهاء الحرب في غزة.

وجندت إسرائيل نحو 360 ألفا من جنود الاحتياط للمشاركة في الحرب التي تشنها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • مرتزقة العدوان كأدوات بيد الخارج.. طارق عفاش نموذجًا
  • خالد حمادي.. رجل الأعمال الذي باع (طريق الشعب) في الإشارات الضوئية !
  • جيش الاحتلال يطالب أطباء الاحتياط بسحب توقيعهم على عريضة وقف الحرب
  • إسرائيل تقلص قوات الاحتياط بالجبهات و100 ألف يوقعون عرائض لوقف الحرب
  • الكيان الصهيوني يغرق برسائل احتجاج تطالب بوقف الحرب على غزة
  • أوتشا”: الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بدء الكيان الإسرائيلي الحرب
  • موقع واللا: مئات من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي يطالبون نتنياهو بوقف الحرب
  • عاجل | موقع واللا: مئات من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي يطالبون نتنياهو بوقف الحرب وإعادة المخطوفين
  • مئات من جنود الاحتياط يطالبون نتنياهو بوقف الحرب
  • اتساع نطاق الاحتجاجات داخل الكيان ورئيس أركان العدو يحذر حكومة نتنياهو من وجود نقص كبير في الجيش