رأى الكاتب الإسرائيلي، أور يساتشار، أن هناك فرصة غير مسبوقة قابلة للتطبيق أمام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لشن عمل عسكري وقائي ومحدود لإزالة الخطر النووي الإيراني.

وتحت عنوان "فرصة ترامب الذهبية لكبح جماح إيران وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط"، قال أور يساتشار، وهو باحث في مجال الأمن القومي، في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه بعد أيام قليلة من تنصيب ترامب، ستتشكل رؤية واضحة للسياسة الخارجية حول من كان يُنظر إليه على أنه زعيم انعزالي.

موقع إسرائيلي: إيران تعيد تسليح حزب الله https://t.co/DsRqnN7a44

— 24.ae (@20fourMedia) January 13, 2025

 وأضاف أنه رغم أولوياته الداخلية الواضحة فيما يتعلق بالاقتصاد والهجرة الجماعية، أدرك ترامب حكمة مبدأ السلام من خلال القوة، أي تعزيز الجهود الأمريكية في الخارج للحفاظ على السلام في الداخل، مشيراً إلى أن "هامش السلام" يتضاءل تدريجياً بسبب محور الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.
وأشار إلى أن ترامب ينتقد الصين بسبب ممارساتها التجارية وخطرها الجسيم على الأمن القومي الأمريكي، وتعهد بإنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية، كما هدد بالسيطرة العسكرية على قناة بنما وغرينلاند، لأغراض الأمن القومي، وعلى الرغم من ذلك، فهناك حلقة ضعيفة واحدة تبرز في هذا المحور، وهي فرصة للوفاء بتعهد ترامب بـ"وقف الفوضى" في الشرق الأوسط التي أعقبت أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ومذذاك، أصبحت إيران ببرنامجها النووي القوة المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، مما يجعل الاستقرار والازدهار الذي يسعى إليه ترامب بعيد المنال.


الخطر الإيراني والشرق الأوسط

ويقول الكاتب إن المرشد الإيراني علي خامنئي يتوعد بتدمير إسرائيل الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، ويضعها في مرمى نيرانه علناً باعتبارها "ورماً سرطانياً يجب إزالته"، مشيراً إلى أن خامنئي يتصور أن يحقق نهاية إسرائيل ويُزعزع استقرار دول المنطقة وتوحيد الشرق الأوسط تحت حكمه، ولذلك وضع خطة بمليارات الدولارات من أجل القيام بذلك.


فرصة غير مسبوقة

ولكن الآن، بينما تقوم إسرائيل بإسقاط أحجار الدومينو الإيرانية بشكل منهجي، فإن رؤية خامنئي تأتي بنتائج عكسية. ورأى الكاتب أنها فرصة غير مسبوقة للقيام بعمل عسكري استباقي محدود ضد الخطر النووي الإيراني وإزالته عن الطاولة بتكلفة منخفضة نسبياً، مضيفاً أن أحد القرارات الأولى التي سيتعين على الرئيس المنتخب  اتخاذها هو  جلب الاستقرار أخيراً إلى الشرق الأوسط، والمفتاح لا يكمن في غزة، بل في طهران.

تعليقات ترامب التوسعية.... إمبراطورية غرور؟https://t.co/P8JULypUX9 pic.twitter.com/oDTeeM061p

— 24.ae (@20fourMedia) January 13, 2025
سببان رئيسيان

وأشار الكاتب إلى أن هناك سببين رئيسيين يجعلان من هذا المفترق فرصة قابلة للتطبيق لاتخاذ إجراءات ضد طموحات إيران النووية. أولاً، أصبحت إيران أكثر خطورة من أي وقت مضى، وعملت على تسريع برنامجها للأسلحة النووية على مدار رئاسة بايدن مع القليل من التدقيق والمتابعة الدولية، وبحسب التقرير الأخير الذي أصدره مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، فإن إيران على بعد خطوة واحدة من اقتناء كمية كافية من اليورانيوم المخصب الصالح للاستخدام في  صنع 10 أسلحة نووية، وأن الشيء الوحيد الذي يقف في طريقها هو الضوء الأخضر من خامنئي، وسوف يواجه الشرق الأوسط والعالم حالة تأهب قصوى.
أما عن السبب الثاني، فيقول الكاتب، إن إيران الآن أكثر ضعفاً، ودخلت استراتيجيتها الإقليمية بالوكالة لكبح جماح إسرائيل في دوامة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وتعرض حلفاؤها، حماس في غزة وحزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، لضربات ثقيلة بسبب الجهود العسكرية الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه، سقط نظام الأسد، وانهار الدفاع الأمامي الذي لم يعد قادراً على حماية إيران.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل عودة ترامب ترامب الشرق الأوسط إلى أن

إقرأ أيضاً:

منتدى الجزيرة.. إدارة ترامب تسعى لإنجازات زائفة عبر سلام غير عادل في أوكرانيا وغزة

الدوحة- رصدت جلسة "الوضع الدولي في ظل الإدارة الأميركية الجديدة"، ضمن فعاليات منتدى الجزيرة الـ16، الذي اختتم مساء الأحد في الدوحة، وعود إدارة دونالد ترامب بعد عودته إلى الحكم في الولايات المتحدة، بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.

ورأى المشاركون في الجلسة أن ترامب رجل مفاوض، لا يكترث بالثوابت السياسية أو الإستراتيجية، وجاء برؤية "راديكالية غير واضحة" لتحقيق إنجازات "زائفة" عبر الوصول إلى سلام سواء في أوكرانيا أو منطقة الشرق الأوسط.

سلام اعتبره المشاركون غير عادل بين طرفين غير متساويين مع تحميل حلفائه فاتورة تحقيق هذا السلام.

وحذر المشاركون الدول العربية من الرضوخ إلى تهديدات ترامب بشأن عملية التهجير القسري لسكان قطاع غزة، وتهديده بقطع المساعدات العسكرية والاقتصادية، خاصة أنها على مدار 60 عاما لم تغير موقف الحكومات في كل من كوبا وإيران والصين.

المنشاوي يقول إن ترامب يسعى للظهور كصانع للسلام (الجزيرة)  غير تقليدي

الباحث المتخصص في الشأن الأميركي محمد المنشاوي، يرى أن ترامب يريد أن ينجح فيما فشل فيه 13 رئيسا أميركيا في منطقة الشرق الأوسط، وذلك منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه جاء برؤية غامضة لتحقيق السلام، وفي أوكرانيا أيضا، من أجل أن يظهر كصانع سلام، ويحصل على جائزة نوبل للسلام، واستدرك المنشاوي أنه سلام غير عادل.

إعلان

وقال المنشاوي للجزيرة نت إن ترامب رئيس غير تقليدي، فهو الرئيس الوحيد بين 46 رئيسا أميركيا، الذي جاء من دون خوض أي انتخابات سواء على مستوى الولايات أو غيرها، حيث كانت انتخابات الرئاسة عام 2016، أول انتخابات يخوضها ونجح فيها.

وأضاف أن إدارة ترامب في الولاية الثانية تحدث زلزالا في السياسة الخارجية التي أسستها الولايات المتحدة على مدار نصف قرن، وكانت تقوم على محورين، الأول إحداث استقرار عالمي يسمح للرأسمالية بالتمدد والتضخم، والثاني هو تسيد أميركا لهذا النظام.

واعتبر المتخصص ذاته، أن تصريحات ترامب حول المنطقة ومستقبل قطاع غزة مهمة جدا، خاصة فيما يتعلق بالتهجير الذي هز العواصم العربية، حيث يبادر ترامب دائما برفع السقف إلى أعلى مستوى، من أجل الوصول إلى صفقة يحقق بها النجاح، وليس بالضرورة أن تكون عادلة، وذلك عبر توريط الدول العربية في القيام بدور لا تريد القيام به في قطاع غزة وتأمين إسرائيل.

كلمة التهجير استخدمها ترامب لإخافة الدول العربية، ومطالبتهم بالوصول لشيء ملموس على مائدة التفاوض في مستقبل غزة، لكن إظهار الضعف ليس بالأمر الجيد، والحل هو إظهار القوة، لأن ترامب رجل صفقات يجب أن يجد أمامه الند في الطرف الآخر من الحوار، وفقا للمنشاوي.

وشدد المنشاوي على أن إدارة ترامب لديها رؤية واضحة جدا لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتحقيق السلام، ولكن غير العادل أيضا، حيث ترى أن الحرب الروسية الأوكرانية لا تصب في مصلحة أميركا، وأن أوروبا أصبحت عبئا، ولم تعد تمثل بعدا إستراتيجيا للولايات المتحدة، كما أنه لا بديل عن أن تكون أوكرانيا دولة محايدة، وألا تصبح دولة في حلف الناتو على عكس الإدارات الأميركية السابقة.

جوفتينكو: ترامب يفكر بمنظور مختلف في الملف الأوكراني من أجل ضمان الموارد للإدارة الأميركية.#منتدى_الجزيرة16#aljazeera_forum16 pic.twitter.com/htpvpXz1Mz

— Al Jazeera Forum - منتدى الجزيرة (@aljazeeraforum) February 16, 2025

إعلان

 

إستراتيجية غير واضحة

بدوره، قال الباحث في مؤسسة مبادرات الديمقراطية "إيلكو كوتشريف" بأوكرانيا، والمتخصص في قضايا الأمن الدولي، تاراس جوفتينكو، إن إستراتيجية ترامب تجاه الحرب الروسية الأوكرانية غير واضحة في التفاوض، وكذلك غير واضحة تجاه الحلفاء الأوروبيين.

وأضاف أن إدارة ترامب تحاول المضي قدما في عملية التفاوض مع روسيا ووقف إطلاق النار والوصول إلى إنجاز تحقيق سلام، ولكنها في المقابل لا تقدم أي موارد لاستقرار الأوضاع في أوكرانيا، وتسعى إلى إجبار روسيا لإيقاف إطلاق النار ووضع العبء على الدول الأوروبية.

وأوضح أن الأوروبيين يفكرون الآن في مخططين، الأول هو إرسال قواتهم المسلحة إلى أوكرانيا، وهو ما سيجبر روسيا على إيقاف إطلاق النار، ومن ثم يحدث استقرار وتفاوض.

وبعد انتخاب ترامب، انتقلت أوروبا إلى المخطط الثاني، وهو أن تكون بعثة لحفظ السلام في أوكرانيا، ومن ثم الدخول في تفاوض على إيقاف إطلاق النار، وبعدها نشر قوات أوروبية وضمان تفاوض سياسي.

ورأى أن ترامب يؤيد السيناريو الثاني لأنه يتطلب موارد مالية قليلة، خاصة أنه ليس بالقائد الكلاسيكي، فهو يستخدم الدول كأنها عقارات يريد السيطرة عليها، وينفذ مقاربة مادية في تعامله مع حلفائه الأوروبيين، ومنها ما يخص الحرب الروسية الأوكرانية.

الحواس يرى أن إدارة ترامب تنتهج طريقة الضغط على الحلفاء (الجزيرة) ضغط على الحلفاء

أما الباحث في مركز الجزيرة للدراسات، والمتخصص في الدراسات الدولية الحواس تقية، فقد اعتبر أن سياسة ترامب لتحقيق السلام في الأزمة الأوكرانية أو في منطقة الشرق الأوسط، تنتهج طريقة الضغط على الحلفاء وتحميلهم الفاتورة من أجل تحقيق إنجازات زائفة.

وقال الحواس للجزيرة نت إن المشكلة في إستراتيجية ترامب أنها متعارضة وغير واضحة، فهو يقوم بالتهديد، وينفي استعمال القوات العسكرية، ويهدد بالعقوبات الاقتصادية، وفي المقابل يمنح للخاضعين له مكافآت اقتصادية من حلفائه.

إعلان

وأضاف أن ترامب يفكر حاليا بحل أزمة غزة عبر تحميلها لحلفائه في الأردن ومصر، ولوح بالمساعدات العسكرية والاقتصادية للضغط عليهما، ولكنهما رفضا هذا الأمر، كما يقوم بالضغط على السعودية لتخفيض أسعار النفط، كي تتقلص مداخيل روسيا، ومن ثم تضطر لتقديم تنازلات في الأزمة الأوكرانية، وأيضا في أزمة إيران لا يقدم ضمانات أمنية للتخلي عن مشروعها النووي، بل يزيد في تخويفهم، لأنه يريد الأمن الكامل لإسرائيل على حساب بقية دول المنطقة.

يزبك يقول إن أفكار ترامب حول قطاع غزة متعارضة ومتناقضة (الجزيرة) قضية أخلاقية

في حين أكد أستاذ دراسات الشرق الأوسط والتاريخ في جامعة حيفا، محمود يزبك، أن هناك وضعا جديدا دخل على السياسة الأميركية ومنطقة الشرق الأوسط بعد انتخاب ترامب، وكذلك على الإستراتيجيات المتبعة في الشرق الأوسط، حيث ساد اعتقاد قبل انتخاب ترامب أن النظام الجديد سيغير الصراع العربي الإسرائيلي.

وقال إن أفكار ترامب حول قطاع غزة متعارضة ومتناقضة مع بعضها البعض وغير مفهومة، أطلقها من دون أن يفهم أو يسأل عن تأثير هذه الأفكار على الملايين من السكان في قطاع غزة.

وأضاف أن التطهير العرقي والتهجير القسري مصطلحات منبوذة وغير مقبولة في السياسة الدولية، لكن ترامب جعلها موضع نقاش في العالم كله، رغم أنها محرمة من المجتمع الدولي منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما جعل هذا التوجه قضية أخلاقية من الدرجة الأولى، فهل العالم فقد أصول الأخلاقيات في التعامل مع الشعوب؟ يتساءل يزبك.

مقالات مشابهة

  • إيران: إذا تعرض أمننا للتهديد فإن أمن الشرق الأوسط بأكمله سيكون في خطر
  • وزير الخارجية الأمريكي يختتم جولته للشرق الأوسط في الإمارات
  • د. وليد عبد الحي يرسم خارطة طريق مستقبل ترامب والإنعكاسات على الشرق الأوسط
  • كيف تُثير «صدمات ترامب» الفوضى في الشرق الأوسط؟
  • منتدى الجزيرة.. إدارة ترامب تسعى لإنجازات زائفة عبر سلام غير عادل في أوكرانيا وغزة
  • تحذيرات استخباراتية لترامب وبايدن.. ماذا تخفي إسرائيل؟
  • ستيف ويتكوف.. "رجل الصفقات" الذي يعيد تشكيل السياسة الأمريكية
  • خبراء يوضحون مصير المشروع.. مؤامرة «ريفييرا» الشرق الأوسط إلى أين؟
  • الصدام بين رؤية ترامب للسياسة الخارجية وواقع الشرق الأوسط
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: إسرائيل تنفذ سياسات أمريكا في الشرق الأوسط