ما زالت كلمات "عيناف تسينغاوكر" والدة أحد الجنود الأسرى في غزة أمام منصة الكنيست، تتردد أصداؤها في الفضاء الإسرائيلي العام، وهي تتساءل: كم من الوقت ستستمر هذه الحرب، ولماذا يُقتل الجنود هناك، ومن سيدفع الثمن من أجلهم؟

سيما كادمون الكاتبة بصحيفة يديعوت أحرونوت، أكدت أن "هذه الأسئلة لا تطرحها فقط تسينغاوكر، وليس فقط أفراد عائلات العديد من الجنود، بل جزء كبير من الجمهور الإسرائيلي، الذي يتساءل عن هدف البقاء في غزة، ولماذا تم تجاوز أهداف الحرب المتمثلة بإعادة المختطفين، والإطاحة بحماس، واستبدال حكومتها".



وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "هذه التساؤلات بدأت تتسلل أيضاً لمعسكر اليمين، حيث بدأوا يشككون بأهداف الحرب، رغم تهديد إيتمار بن غفير بأنه "سيقلب الحكومة إذا توقفت الحرب"، فهل هذا يعني أن هدف الحرب هو استمرارها فقط، رغم سقوط المزيد من الجنود خلال الأيام القليلة الماضية في شمال قطاع غزة، لماذا، ومن أجل من، ومن سيدفع الثمن؟".

وأشارت إلى أن "القتال في غزة 2024-205 يذكرنا بأيام حرب لبنان الأولى 1982، حيث عدد القتلى يتزايد، وأسماء وصور ووجوه تحدّق بنا من كل مكان، ومقاطع الفيديو الخاصة بهم، وجنازاتهم، وقصصهم تُدمي القلوب، كلها تكشف حجم الخسارة، وبات الأمر يزداد صعوبة يوما بعد يوم، وربما يكون من المستحيل أن نتقبل موت الجنود يوميا، ولأي مدى يمكننا أن نتحمل هذه الأثمان الباهظة".



وتساءلت "ماذا ننتظر، ولماذا لم يتم الإعلان عن انتهاء الحرب، وما الفائدة من البقاء في غزة عندما أصبح من الواضح بالفعل أن حماس تجند في صفوفها كل يوم عددًا أكبر ممن تم قتلهم، وما الجدوى من الحرب حين بات واضحا أنه لن يتم إطلاق سراح المختطفين في عملية عسكرية، بسبب أمر قيادة حماس بتصفيتهم إن اقترب منهم الجيش".

وأضافت أن "بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة مصاب بجنون العظمة، مدفوع بموقفه المتشدد، منطلق من شعوره بالبقاء في السلطة، لا يريد أن يقول إن الحرب انتهت، لأنه يعني حلّ حكومته، وتشكيل لجنة تحقيق، وربما إجراء انتخابات مبكرة، مع أنه لا يوجد أي رابط بين ما يحدث الآن في غزة وشعار "النصر الكامل"، لأننا خرجنا بالفعل للمعركة الرابعة في جباليا، ونخسر مقاتلين مرة أخرى، كما حدث في المرة الأولى".

وحمّلت الكاتبة "مسؤولية استمرار هذه الحرب دون خطة، ولا أهداف زمنية خاصة، إلى الوزراء ذوي الخبرة الذين يلتزمون الصمت ويتلعثمون ويتحالفون مع نتنياهو في كل شيء، ويبقون صامتين كالغنم، أو يستغلون الوضع لصالحهم، رغم علمهم بأنه على استعداد لتعريض الجنود للخطر، وتقصير حياة المختطفين الذين يشكّل كل يوم يقضونه في الأنفاق مسألة حياة أو موت".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة أهداف غزة الاحتلال أهداف تشكيك حرب الابادة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

التحول في الموقف الأمريكي: لماذا هاجم ترامب الرئيس الأوكراني زيلينسكي؟

يمانيون../

في تحول لافت يعكس تغيرًا جذريًا في الموقف الأمريكي تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، شنَّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هجومًا حادًا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وصفه البعض بأنه الأقسى منذ بدء الحرب. هذا الهجوم لم يكن مجرد تصريح عابر، بل جاء ليؤكد حقيقة واشنطن في تعاملها مع حلفائها ووكلائها، وهو أن الولايات المتحدة تتخلى عنهم بمجرد انتهاء صلاحيتهم أو فقدانهم لقيمتهم الاستراتيجية.

أوكرانيا تفقد قيمتها الاستراتيجية لدى واشنطن

منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، قدّمت الولايات المتحدة والغرب دعمًا غير مسبوق لكييف، تخطى حاجز 350 مليار دولار، شمل مساعدات عسكرية، اقتصادية، ولوجستية، في محاولة لإضعاف روسيا. ومع ذلك، لم تتمكن أوكرانيا من تحقيق أي نصر استراتيجي يمكن أن يبرر استمرار هذا الدعم، مما جعل واشنطن تعيد حساباتها، خصوصًا بعد أن بات واضحًا أن موسكو لم تُكسر ولم تتراجع، بل على العكس، استمرت في تعزيز نفوذها.

الرئيس ترامب، الذي لا يخفي نزوعه نحو الواقعية السياسية، قال بوضوح إن “روسيا لم ترد تدمير كييف، ولو أرادت لفعلت”، في إشارة إلى أن موسكو تملك اليد العليا عسكريًا، وإن الحرب وصلت إلى نقطة لا يمكن للولايات المتحدة فيها الاستمرار في دعم طرف خاسر.

منطق القوة: واشنطن تعترف بموسكو

لقد أدركت واشنطن أن روسيا قوة لا يمكن سحقها، بغض النظر عن حجم التحالفات ضدها. فمنذ بدء الحرب، حشد الغرب كافة إمكانياته، ليس فقط عسكريًا، بل حتى في الرياضة والثقافة، لمحاولة عزل روسيا دوليًا. ومع ذلك، لم تفقد موسكو موقعها، بل استمرت في تعزيز تحالفاتها، وأثبتت أن العقوبات الغربية لم تؤثر عليها بالقدر الذي كان متوقعًا.

إزاء ذلك، لم تجد واشنطن بُدًّا من الاعتراف بالواقع، وهو أن هذه الحرب، التي استنزفت الخزائن الأمريكية والغربية، لم تحقق أهدافها، وأن دعم أوكرانيا بات عبئًا سياسيًا واقتصاديًا أكثر من كونه استثمارًا استراتيجيًا.

مباحثات الرياض: نقطة التحول

يوم الثلاثاء، اختتمت في الرياض محادثات رفيعة المستوى بين روسيا والولايات المتحدة، حيث التقى وفدا البلدين في اجتماع وُصف بأنه حاسم في تحديد مستقبل التسوية الأوكرانية. وقد مثّل روسيا وزير خارجيتها سيرغي لافروف، ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، ورئيس الصندوق الروسي للاستثمار المباشر كيريل دميترييف. أما الوفد الأمريكي، فقد ضمّ وزير الخارجية ماركو روبيو، ومساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن وايتكوف.

في ختام المحادثات، أكد سيرغي لافروف أن روسيا والولايات المتحدة توصلتا إلى تفاهم حول ضرورة عدم التصعيد بين البلدين، والعمل على صياغة عملية تسوية قريبة للأزمة الأوكرانية، وهو ما اعتبره البعض مؤشرًا على بدء واشنطن في فك ارتباطها التدريجي عن الصراع.

ترامب وزيلينسكي: القطيعة الحتمية

في سياق متصل، زاد هجوم ترامب على زيلينسكي من عزلة الأخير، حيث وصفه بأنه “رئيس غير كفء على الإطلاق”، واعتبر أن قيادته السيئة هي السبب في استمرار الحرب. كما أثار ترامب تساؤلات خطيرة حول مصير المساعدات الأمريكية، متسائلًا عن مصير نصف الـ350 مليار دولار التي قُدِّمت لكييف.

الهجوم العنيف على زيلينسكي لم يكن مجرد انتقاد شخصي، بل كان بمثابة إعلان رسمي عن تخلي واشنطن عن حليفها الأوكراني، في خطوة قد تسرّع من انهيار موقف كييف في الحرب. فبعد محادثات الرياض، لم يعد هناك شك في أن تسوية ما تلوح في الأفق، وأن الدور الأوكراني في هذه التسوية سيكون محدودًا أو حتى معدومًا.

واشنطن تغلق الملف الأوكراني

مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة، وتعاظم التحديات الداخلية، من الواضح أن إدارة ترامب ترى في استمرار الحرب استنزافًا غير ضروري، ولذلك اتخذت قرارها بالسعي لإنهائها عبر التفاوض مع موسكو. هذه الخطوة، وإن بدت مفاجئة للبعض، إلا أنها تتماشى مع نهج ترامب القائم على تقليص التدخلات الخارجية، والتركيز على المصالح الأمريكية أولًا.

في النهاية، يبدو أن زيلينسكي بات وحيدًا في معركته، بعدما أدار داعموه ظهورهم له، وبدأوا في ترتيب مصالحهم مع روسيا، تاركين كييف لمصير مجهول، وهو المصير الذي يطارد كل من اعتمد على واشنطن يومًا ما.

مقالات مشابهة

  • موسكو: هناك القليل من التفاصيل بشأن تسوية الصراع في أوكرانيا 
  • مصدر إسرائيلي: الحرب على غزة قادمة ولا مرحلة ثانية للاتفاق
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: ملتزمون بتحقيق أهداف حرب غزة ونزع الأسلحة في القطاع
  • التحول في الموقف الأمريكي: لماذا هاجم ترامب الرئيس الأوكراني زيلينسكي؟
  • أستاذ علاقات دولية فلسطيني: التهجير مخطط إسرائيلي أمريكي قديم.. ورفض مصر والأردن مهم.. ويجب أن يكون هناك تحرك موحد
  • يديعوت أحرونوت: 170 ألف جندي إسرائيلي يطلبون العلاج النفسي
  • ‎همسون وهتلر.. لماذا أهدى الأديب النرويجي ميدالية نوبل للنازيين؟
  • الرئيس اللبناني: لا أحد يريد الحرب وليس هناك حصار على الطائفة الشيعية كما يروج البعض
  • الان علمتم لماذا دخل الحلو الحرب كطرف ثالث يصب فى مصلحة الجنجويد ؟
  • الرئيس عون: ليس هناك حصار على الطائفة الشيعية