ممشى أهل مصر.. نموذج للإدارة الاحترافية والشراكة الناجحة في المشاريع القومية
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
منذ اللحظة التي بدأت فيها فكرة تحويل كورنيش النيل إلى ممشى حضاري وسياحي، ومن ثم افتتاحه في مارس 2022، كانت هناك رؤية واضحة لدى القائمين على المشروع لتحقيق هدف أكبر من مجرد تحسين البيئة الحضرية، بل كان الهدف هو جعل هذا المكان وجهة سياحية عالمية تضاف إلى معالم القاهرة الفريدة. ممشى أهل مصر، الذي يعد اليوم واحدًا من أبرز المشاريع القومية التي نفذت في مصر، يعكس بكل وضوح النجاح الكبير الناتج عن الشراكة المثمرة بين الحكومة ممثلة في وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والقطاع الخاص الذي تمثل في شركة كاونسل ماسترز.
وأدرج ممشى أهل مصر ضمن الوجهات السياحية في القاهرة الكبرى، الذي يستهدف محبي الخروجات على النيل في المناطق الحيوية، والذي يمثل قطاعًا عريضًا من سُكان القاهرة الكُبرى، والزائرين الأجانب والعرب مقدمًا لهم رؤية جديدة لكورنيش النيل.
وتسعى الدولة إلى زيادة المساحات المفتوحة للتنزه؛ عبر الاستفادة من مقومات السياحة الطبيعية التي تمتلكها مصر. وفقًا للجهود المبذولة، تم تنسيق واحد من أهم المشاريع الترفيهية، والذي بدوره سيعد نقلة حضارية في المجال السياحي الترفيهي . وهذا تحديدًا ما بدا فى مخطط شركة كاونسل ماسترز منذ بداية تشغيل ممشى اهل مصر .
لا يقتصر ممشى أهل مصر على كونه مجرد ممشى للمواطنين والسياح، بل هو شاهد حي على كيفية تحويل الفكرة إلى واقع ملموس بفضل إدارة احترافية ورؤية استراتيجية متكاملة. منذ أن بدأ العمل فيه، كان واضحًا أن هناك تضافرًا حقيقيًا بين القطاعين العام والخاص، وأن هذا التعاون سيترجم إلى نتائج مبهرة تظهر في كل جزء من أجزاء المشروع. فالشراكة هنا لم تكن مجرد شراكة اقتصادية، بل كانت نموذجًا من نماذج التعاون الناجحة التي أثبتت قدرتها على تحقيق الأهداف الوطنية الطموحة.
ما يميز ممشى أهل مصر هو قدرته على دمج الأصالة مع الحداثة. فبينما يتمتع المشروع بتصميم عصري يناسب متطلبات العصر، فإنه لا يغفل عن الحفاظ على جماليات البيئة الطبيعية للنيل. هذا التوازن بين التصميم الجمالي والتطوير العمراني يعكس رؤية مستدامة تهدف إلى أن يكون المشروع إضافة حقيقية للمدينة، ليس فقط من ناحية الجمالية بل كذلك من حيث العوائد الاقتصادية التي سيحققها. من خلال تطوير هذا المكان، يتم توفير أكثر من 4200 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، ويساهم المشروع في زيادة الإيرادات من السياحة، مما يعكس قدرة الإدارة الفعّالة في تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة والعمل على تطويرها."
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر ممشى أهل مصر مثالاً على التخطيط السليم والتنفيذ المحترف، فقد اعتمدت شركة كاونسل ماسترز على دراسات جدوى دقيقة وأساليب تنفيذ مبتكرة لضمان تقديم المشروع بأعلى معايير الجودة. لم يقتصر النجاح فقط على التنفيذ الفني، بل امتد إلى عملية التسويق والترويج التي تمت عبر حملات فعّالة ومستمرة، مما ساعد على جذب الانتباه لهذا المعلم الجديد في قلب القاهرة، وبات مقصداً لمعظم زوار قاهرة المعز من السائحين من كافة الجنسيات.
وفي غضون الفترة التي تلت افتتاح المرحلة الأولى لمشروع ممشى أهل مصر، نجحت شركة كاونسل ماسترز في تسويق الممشى ليصبح من أبرز الوجهات ضمن برامج رحلات السياح العرب والأجانب، حيث يتيح لهم الاستمتاع بتجربة التنزه والتسوق على ضفاف نهر النيل. كما ساهم المشروع في إبراز مصر بوجهها الحضاري أمام زوارها. وقد استقطب المشروع أكثر من 2 مليون زائر في عام 2023، حيث كان من بينهم عدد كبير من السياح الأجانب الذين قاموا بالتقاط صور وفيديوهات للممشى ونشروها على منصات التواصل الاجتماعي، مما شكل دعاية إيجابية للسياحة المصرية وأسهم في زيادة إيرادات الدولة من النقد الأجنبي.
ومنذ تدشين المشروع تمكنت شركة كاونسل ماسترز من تحقيق الأهداف المستهدفة للمشروع، سواء من خلال تحويله إلى منصة لاستضافة الفعاليات الثقافية والفنية أو جعله وجهة سياحية جذابة للسياح المحليين والدوليين. كما عملت الشركة على ضمان استمرار الصيانة الدورية لكافة مكونات المشروع، مما يسهم في الحفاظ على جودة المباني والمرافق، وتقليل احتمالية الأعطال المستقبلية، وضمان استدامة تقديم أفضل الخدمات للزوار والعملاء.
وبالنظر إلى هذا الإنجاز، يمكن القول إن نجاح ممشى أهل مصر هو ثمرة للتعاون بين الحكومة المصرية وشركات القطاع الخاص، حيث تجسد هذه الشراكة النموذج المثالي الذي يعكس قدرة مصر على تنفيذ مشروعات كبرى تسهم في تعزيز مكانتها العالمية. المشروع ليس مجرد إضافة حضرية، بل هو دليل على أن الإدارة الناجحة والابتكار في تنفيذ المشروعات القومية يمكن أن يفتح آفاقاً واسعة لتحقيق التنمية المستدامة، ويجعل من مصر وجهة سياحية متميزة تتربع على خريطة السياحة العالمية.
في الختام، ما تحقق في ممشى أهل مصر يعد خطوة هامة نحو تحقيق رؤى التنمية المستدامة التي تضع مصر على الطريق الصحيح نحو التميز السياحي والاقتصادي. وبذلك، يصبح المشروع أكثر من مجرد ممشى، إنه رمز لإرادة وطنية وشراكة ناجحة قادرة على تحويل الرؤى إلى واقع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ممشى أهل مصر
إقرأ أيضاً:
ورشة عمل "الحسابات القومية وأنشطة النقل والتخزين"
مسقط - الرؤية
نظم المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ورشة عمل حول "الحسابات القومية وأنشطة النقل والتخزين"، وذلك بالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وبمشاركة ممثلين من الجهات المعنية بالقطاع اللوجستي من كل من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وجهاز الاستثمار العماني، ووزارة الاقتصاد وهيئة الطيران المدني، ومجموعة أسياد.
يأتي تنفيذ هذه الورشة من منطلق الدور الذي يضطلع به المركز في بناء القدرات الإحصائية، وتعزيزا لمبدأ التعاون والشراكة مع الوحدات الحكومية المختلفة، حيث تهدف الورشة إلى تعزيز المعرفة الاقتصادية بمنظومة الحسابات القومية وكيفية رصد مؤشرات أنشطة النقل والتخزين وآلية احتساب مساهمة أنشطة النقل والتخزين في الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى آلية تحليل البيانات الاقتصادية، انطلاقا من كون أنشطة النقل والتخزين ترتبط ارتباطا وثيقا بالقطاع اللوجستي الذي يعد أحد القطاعات الاقتصادية المعول عليها لتحقيق التنويع الاقتصادي وفق أهداف "رؤية عُمان 2040".
وتضمنت ورشة العمل التعريف بالحسابات القومية باعتبارها مجموعة من المبادئ والأسس المحاسبية والإحصائية التي تقدم صورة كاملة للاقتصاد القومي لمدة معينة وتعمل على تسجيل وتحليل العمليات التي تقوم بها الوحدات الاقتصادية المختلفة.
كما سلطت الورشة الضوء على عدد من المفاهيم الأساسية ذات الأهمية في الحسابات القومية مثل: الإقامة في نظام الحسابات القومية والوحدات المؤسسية والإقليم الاقتصادي والعمليات المؤسسية، مع التطرق إلى طرق احتساب الناتج المحلي، إلى جانب تدريبات عملية على احتساب قيمة الإنتاج الإجمالي وإجمالي الاستهلاك الوسيط والقيمة المضافة الإجمالية.
وتناولت ورشة العمل الحسابات الفرعية وتم التطرق إلى ماهيتها وأهدافها وخصائصها الرئيسية مع التركيز على الحساب الفرعي للقطاع اللوجستي، وآلية تقدير حجم الخدمات اللوجستية الداخلية عن طريق استخدام البيانات التفصيلية حول النقل والتخزين داخل المؤسسات غير المتخصصة في النقل، وتقييم الخدمات اللوجستية للأسر من خلال حساب استهلاك الأصول اللوجستية على سبيل المثال المركبات وتكاليف التشغيل الأخرى.